إسرائيل توسع حربها مع حزب الله.. ونتنياهو يزور الحدود سرًا
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
تل أبيب توقع صفقة بـ3 مليارات دولار لشراء 25 مقاتلة إف-35 أمريكية وتستدعى الاحتياط
سورى يطلق النار على السفارة الأمريكية فى بيروت
المستوطنون يقتحمون الأقصى فى ذكرى احتلال القدس
الاحتلال يوسع عمليته فى رفح.. وفرقة الموت الـ«98» تواصل إعدام الفلسطينيين
غاب أمس رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عن مسيرة الإعلام الصهيونية فى ذكرى احتلال القدس ليزور الحدود الفلسطينية الشمالية المحتلة مع جنوب لبنان، وأعلن توسيع الحرب مع حزب الله من مستوطنة كريات شمونة المحاذية للحدود اللبنانية، قائلا إن «الأرض احترقت هنا، ونحن مستعدون لعملية مكثفة للغاية فى لبنان».
وأضاف «بالأمس احترقت الأرض هنا وأنا سعيد لأنكم أخمدتم الحريق، لكن الأرض احترقت فى لبنان أيضا».
وتشهد الحدود اللبنانية الجنوبية تصعيدا كبيرا فى عدد العمليات وسط تحذيرات من خطورة الوضع ودعوات لجميع الأطراف إلى وقف إطلاق النار وضبط النفس وخلافات ومخاوف داخل مجلس الحرب الاسرائيلى «الكابينت».
وقال وزير الحرب الإسرائيلية بينى جانتس خلال جولة فى المنطقة الشمالية «إنه بحلول شهر سبتمبر سننهى المهمة هنا ونكون قادرين على بدء واقع آخر»، وأضاف «سوف يمر الأمر إما بالدبلوماسية أو بالتصعيد.. لكن لا يمكننا خسارة عام آخر هنا».
ودعا وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير خلال زيارته إلى كريات شمونة قرب الحدود اللبنانية، إلى شن حرب على لبنان والقضاء الكلى على حزب الله وذلك بعد أقل من 24 ساعة على دعوته إلى إحراق لبنان.
أكد رئيس أركان الاحتلال «هرتسى هاليفى» أن تل أبيب تقترب من اتخاذ قرار بشأن هجمات حزب الله اليومية على الشمال وسط الحرب التى تدور رحاها حاليا فى غزة.
وأضاف هاليفى خلال تقييم أجراه مع مسئولين عسكريين ومفوض الإطفاء إيال كاسبى فى قاعدة عسكرية بمدينة كريات شمونة الحدودية مع لبنان: «نحن نقترب من النقطة التى يجب فيها اتخاذ قرار، والقوات مستعدة لهذا القرار». وأعلنت تل أبيب توقيع صفقة بـ3 مليارات دولار مع واشنطن لشراء 25 مقاتلة إف-35.
وأكدت هيئة البث الإسرائيلية ان قيادة القوات تنتظر قرارا من الحكومة لجعل المواجهة مع حزب الله فى لبنان ساحة لحرب رئيسية تشمل عملية برية، وتحويل الحرب على قطاع غزة إلى ساحة معارك ثانوية. واكدت أن الحكومة تسمح باستدعاء 50 ألفا من احتياط إضافى استعدادا للتصعيد فى جبهة لبنان.
وقالت القناة 14 الإسرائيلية إن التقدير فى إسرائيل هو أن حربا مع حزب الله قد تندلع فى الأسابيع المقبلة.
وأعلن الجيش اللبنانى عن إطلاق شخص سورى الجنسية النار على السفارة الأمريكية شمال العاصمة بيروت، قبل أن يتم اعتقاله.
وأوضح الجيش اللبنانى فى بيان «تعرضت السفارة الأمريكية فى لبنان فى منطقة عوكر إلى إطلاق نار من قبل شخص يحمل الجنسية السورية». وأضاف «ردت القوات المنتشرة فى المنطقة على مصادر النيران، ما أسفر عن إصابة مطلق النار، وتم اعتقاله ونقله إلى أحد المستشفيات للمعالجة». أعلنت السفارة الأمريكية عن تسجيل إطلاق نار «بالقرب من مدخل» مجمّع السفارة المحصن، وأضافت فى بيان أنه «بفضل ردة الفعل السريعة» لقوات الأمن اللبنانية وفريق أمن السفارة، «فإن طاقمنا بأمان».
واقتحم آلاف المستوطنين، باحات المسجد الأقصى المبارك بحماية قوات وأدوا رقصات وطقوساً تلمودية ونفذوا جولات استفزازية وذلك ضمن مسيرة الأعلام الإسرائيلية فى الذكرى السابعة والخمسين لاحتلال ما تبقى من مدينة القدس.
وكانت منظمات «الهيكل» قد دعت لمسيرة تهويدية، تبدأ من باب الخليل مروراً بحارة الشرف وحائط البراق وصولاً للمسجد الأقصى.
وأعلنت وزارة الأوقاف الإسلامية الفلسطينية إغلاق باب المغاربة فيما تصاعدت الدعوات الفلسطينية لشد الرحال إلى المسجد الأقصى، للتصدى لتلك المسيرة واعتداءات المستوطنين فى ما يسمى بـ«يوم توحيد القدس» عند المستوطنين.
وأدانت وزارة الخارجية الأردنية الهاشمية، اقتحام أحد الوزراء المتطرفين فى الحكومة الإسرائيلية وأعضاء من الكنيست المسجد الأقصى المبارك، واعتبرت أن استمرار الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى خطوة استفزازية وخرق فاضح ومرفوض للقانون الدولى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى واصلت فيه قوات الاحتلال الصهيونى محارقها فى قطاع غزة وداهمت الفرقة 98 مخيم البريج ودير البلح تعرضت لسلسلة هجمات بالقذائف المضادة وإطلاق النيران من رجال المقاومة، وزعمت تل أبيب أن العملية فى دير البلح محدودة وتحديدا فى المنطقة الشرقية القريبة من الحدود بهدف منع إطلاق قذائف هاون وصواريخ ووسع الاحتلال توغله فى مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وتقدمت آلياته العسكرية نحو بلدة القرارة بمدينة خان يونس تحت غطاء نارى كثيف، وأيضا شرق مخيمى البريج والمغازى وسط القطاع.
أكد شهود عيان تقدم الآليات الإسرائيلية نحو منطقة الكراج الشرقى ومحيط مسجد العودة ومخيم الشابورة وسط مدينة رفح بالتزامن مع إطلاق نار وقصف مدفعى عنيف. وقالت إن الآليات ما زالت موجودة فى مناطق شمال مستشفى النجار ومحيط معبر رفح وحى السلام وحى التنور شرق المدينة. وتتمركز الآليات أيضا فى تل زعرب ومحيط مركز شرطة تل السلطان، وتتقدم فى شارع الزر وشارع القدس ومحيط دوار زعرب غرب رفح.
كما اندلعت اشتباكات ضارية تخللتها انفجارات متواصلة فى محيط مخيم الشابورة وحى قشطة ودوار العودة وشارع القدس ومحيط مركز شرطة تل السلطان. وزعم الاحتلال إن قواته بدأت حملة عسكرية مركزة شرق دير البلح ومخيم البريج وطسط قطاع غزة بناء على ما وصفتها بمعلومات استخباراتية وفرتها شعبة الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن الداخلى (الشاباك) بشأن وجود من سماهم «مخربين مسلحين». وأعلنت صحيفة هآرتس العبرية نقل نحو 500 معتقل من القطاع من معتقل سديه تيمان إلى معسكرى عوفر وكتسيعوت خلال 10 أيام.
وأكد معتقلون فلسطينيون سابقون لـ«الوفد» لن المعتقل عبارة عن بركس «مخزن» تحول لمسلخ للتعذيب والشبح على مدار الساعة بعيدا عن أعين المؤسسات الرسمية والحقوقية، بالإضافة لتكبيل أيدى الشباب ووضع عصبة على الأعين طوال الوقت ويمنع دخول احد للمعتقل، فالداخل فيه مفقود والخارج منه مولود.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: حزب الله نتنياهو الحدود إسرائيل السفارة الأمریکیة مع حزب الله فى لبنان قطاع غزة تل أبیب
إقرأ أيضاً:
كيف تعيد اغتيالات إسرائيل تشكيل حزب الله
يقف لبنان مرة أخرى على حافة سيناريو حرب جديدة مع إسرائيل، لكن الخطر هذه المرة يبدو أكثر بنيويّة منه ظرفيا. فمن جهة، تُدفَع أجندة نزع سلاح حزب الله بقوة عبر ضغوط دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة وحلفاؤها الإقليميون؛ ومن جهة أخرى، تواصل إسرائيل توجيه رسائل تهديد عسكري مباشرة من خلال خروقات يومية لوقف إطلاق النار، وعمليات اغتيال مستهدفة، وتوسيع رقعة عملياتها الميدانية.
إن الاغتيال الأخير للقائد العسكري البارز هيثم علي طباطبائي لم يكن مجرد حادث أمني معزول؛ بل كان إشارة متعمدة إلى أن إسرائيل لا تتعامل مع وقف إطلاق النار باعتباره إطارا ملزما، بل كهدنة تكتيكية تُستغل في تهيئة المرحلة التالية من التصعيد. لا تتجه استراتيجية تل أبيب نحو تثبيت الوضع القائم بقدر ما تهدف إلى استغلال حالة الضعف الحالية لمنع حزب الله من إعادة ترسيخ نفسه كقوة ردع مستدامة. بهذا المعنى، الهدف ليس الوصول إلى ردع متبادل عبر ضبط النفس، بل فرض الردع عبر إحداث عجز بنيوي لدى الطرف الآخر.
إلى جانب الضغط العسكري، أخذت الدبلوماسية بدورها طابعًا أكثر هجومية. فقد برزت مصر مؤخرا كأحد الفاعلين الرئيسيين في نقل هذا الضغط. فبعد جولات وساطة سابقة قادها رئيس جهاز المخابرات حسن رشاد، زار وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بيروت حاملا رسالة تمثل تحولا واضحا عن صيغ خفض التصعيد السابقة. فبدلا من المبادرات التي ركزت سابقا على ضبط النفس وإدارة الأزمة، شدّد الوزير المصري في محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين على أنه ما لم يقم حزب الله بنزع سلاحه ويدخل لبنان في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، فإن البلاد قد تواجه عواقب وخيمة. والأكثر لفتا أن القاهرة ابتعدت عن مقترحات تجميد السلاح لصالح طرح نزع سلاح شامل على مستوى البلاد. وبهذا النهج، تحولت مصر من دور الوسيط البحت إلى موقع أقرب إلى تبنّي الهواجس الأمنية الإسرائيلية.
يعكس هذا التحوّل حالة الإحباط المتزايدة في واشنطن من بطء وتيرة «إعادة هندسة» المشهد السياسي في لبنان. فبعد التغيير في سوريا وما تبعه من إعادة ترتيب سياسي في بيروت، كان الرهان أن يُحاصَر حزب الله سريعا عبر آليات مؤسسية. بالفعل، أوكل البرلمان اللبناني إلى الجيش مهمة إعداد خطة لنزع السلاح على المستوى الوطني قبل نهاية عام 2025. لكن، وعلى الرغم من انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة، ما زال حزب الله يحافظ على قاعدته الشعبية ونفوذه السياسي، وهو ما أعاق تنفيذ مشروع نزع السلاح وكشف حدود القدرة الخارجية على التحكم في البنية السياسية اللبنانية الممزقة.
الرئيس اللبناني جوزيف عون، رغم تقاطعه مع التفضيلات الغربية والخليجية، امتنع حتى الآن عن تبنّي أي سيناريو لنزع السلاح بالقوة. والحجة واضحة: فرض نزع السلاح عبر القوات المسلحة اللبنانية ينطوي على مخاطر عالية بانقسام المؤسسة العسكرية من الداخل، وربما الانزلاق إلى حرب أهلية. الجيش نفسه نقل هذه المخاوف بوضوح، ومن المعروف على نطاق واسع أنه يحاول البقاء في موقع حياد نسبي وسط حالة استقطاب عميقة. بالنسبة لواشنطن، التي استثمرت كثيرا في تقوية الجيش اللبناني بوصفه «موازِنا» لحزب الله، تبدو هذه الوضعية مصدر قلق كبير. فمن وجهة النظر الأميركية، فإن إحجام الجيش عن الانخراط في مشروع نزع السلاح يعزز بشكل غير مباشر شرعية حزب الله الداخلية، لأنه يكرّس ضمنا الانطباع بأن إسرائيل، لا حزب الله، هي التهديد الأساسي لأمن لبنان.
تصاعد التوتر أكثر عندما وجّه قائد الجيش، رودولف هيكل، انتقادًا علنيًا لخروقات إسرائيل لوقف إطلاق النار ووصف إسرائيل بـ«العدو». وبعد ذلك بوقت قصير، أُلغيت زيارته المقررة إلى واشنطن بشكل مفاجئ. وبدأت الأوساط السياسية في بيروت تتحدث علنًا عن احتمال وجود محاولات خارجية للتأثير في قيادة الجيش. سواء تحققت هذه السيناريوهات أم لا، فإن مجرد تداولها يكشف إلى أي حد باتت السيادة العسكرية للبنان مكشوفة أمام الأجندات الخارجية.
وبعد عجزها عن توليد ما يكفي من الضغط من الداخل، انتقلت إسرائيل والولايات المتحدة إلى تصعيد الإكراه من الخارج. الاغتيالات، الخنق المالي، ورسائل التهديد الفجّة التي تُنقل عبر الوسطاء باتت تعمل كآلية ضغط موحّدة تستهدف حزب الله والنظام السياسي اللبناني معًا. يُبنى حصار مالي واسع يهدف إلى إضعاف قنوات التمويل لدى حزب الله، فيما تواصل الدولة اللبنانية اعتماد سياسة اللامبالاة أمام الانتهاكات الإسرائيلية، الأمر الذي يفاقم التناقض بين السيادة المعلَنة والارتهان الفعلي.
وتجلى هذا التناقض بوضوح أكبر في اتفاق ترسيم الحدود البحرية الأخير بين لبنان وقبرص الجنوبية. ورغم أن المباحثات التقنية تعود إلى سنوات، فإن توقيته السياسي ـ مباشرة بعد التوتر بين قيادة الجيش وواشنطن ـ فُسِّر على نطاق واسع بوصفه بادرة حسن نية تجاه الولايات المتحدة. وبالنظر إلى تموضع قبرص الجنوبية الاستراتيجي إلى جانب إسرائيل في شرق المتوسط، اعتبرت الأوساط المحسوبة على حزب الله الاتفاق تنازلا عن حقوق سيادية. ومن هذه الزاوية، لم يُقرأ الاتفاق كترتيب قانوني فحسب، بل كإشارة سياسية على الانخراط في النظام الإقليمي الأميركي – الإسرائيلي الناشئ.
في ضوء كل ذلك، يمكن القول إن إسرائيل تبعث اليوم بثلاث رسائل واضحة إلى حزب الله: أولًا، أن القيادات العليا لم تعد محصّنة ضد التصفية المستهدفة؛ وثانيًا، أن سوريا لم تعد قادرة على أداء دور «العمق الخلفي الآمن»؛ وثالثًا، أن أي مواجهة مقبلة لن تبقى محصورة في جنوب لبنان. هذا التحول يمثّل نقلة نوعية في منطق الردع: فإسرائيل لا ترسل إشارة إلى الاحتواء، بل تُعِدّ الشروط لتصعيد إقليمي واسع في ظروف جيوسياسية أكثر ملاءمة لها.
بالنسبة لحزب الله، تتقلص الخيارات الاستراتيجية. فمنذ حرب غزة، تبنّى الحزب عقيدة «الصبر الاستراتيجي»، متحمّلًا الخروقات الإسرائيلية المتكررة، ومتجنبًا في الوقت نفسه أي خطوة يمكن أن تُستخدم ذريعة لشن حرب شاملة. غير أن هذا الصبر جاء بكلفة عالية: الضربات الحدودية اليومية، والاغتيالات المستهدفة، والخنق الاقتصادي، والحرب النفسية، كلها تستنزف تدريجيًا القدرة العسكرية وهوامش المناورة السياسية. وفي الوقت ذاته، يترك عجز الحكومة اللبنانية عن مواجهة العدوان الإسرائيلي حزب الله يتحرك داخل دولة تتحدث لغة السيادة، لكنها تفتقر إلى القدرة على حماية أراضيها نفسها.
في مثل هذا المناخ، يقترب لبنان من عتبة شديدة الخطورة. فتراكم الضغوط قد يدفع حزب الله في نهاية المطاف إلى نقطة يصبح عندها ضبط النفس أمرًا غير قابل للاستمرار. لن يكون التصعيد – في حال وقوعه – اندفاعًا أيديولوجيًا بقدر ما سيكون ردًّا قسريًا على عملية استنزاف وإلغاء منهجية. في الوقت نفسه، يدرك حزب الله تمامًا أن أي تحرك عسكري متسرّع قد يمنح إسرائيل المبرر الذي تبحث عنه لخوض حرب شاملة.
لهذا، تبدو الانتخابات النيابية المقررة في مايو 2026 ربما آخر «مخرج سياسي» ذي جدوى لتفادي مواجهة كارثية. فإذا حصل حزب الله على تفويض انتخابي قوي، يمكنه احتواء مشروع نزع السلاح المرتكز على الجيش عبر القنوات المؤسسية، وتقييد هامش المناورة المتاح للرئاسة. وإسرائيل تدرك تمامًا هذا الجدول الزمني السياسي. ومن منظور تل أبيب الاستراتيجي، قد تمثل الفترة التي تسبق إعادة التوازن الانتخابي «النافذة الأكثر ملاءمة» لتوجيه ضربة حاسمة.
أي مواجهة من هذا النوع لن تبقى محصورة داخل لبنان. فحزب الله لا يتحرك في عزلة، وأي تهديد وجودي له سيستدعي حتمًا ردودًا إقليمية. وقد تصاعدت رسائل طهران بالفعل؛ إذ صرّح علي أكبر ولايتي، أحد كبار مستشاري القيادة الإيرانية، بأن وجود حزب الله أهم للبنان من الخبز والماء. تحمل هذه العبارة رسالة واضحة: أي حملة تستهدف تصفيته لن تبقى صراعًا محليًا، بل ستتحول إلى حرب إقليمية متعددة الجبهات.ورغم أن لبنان دخل عام 2025 بقدر من التفاؤل الحذر عقب انتخاب رئيس جديد وتشكيل حكومة جديدة، إلا أن مسار العام يمضي في اتجاه معاكس؛ فالدولة تجد نفسها أكثر تورطًا في صراعات القوى الخارجية مما كانت عليه منذ عام 2006. وإذا مضت إسرائيل نحو حرب استباقية بضوء أخضر أميركي، فإن الشرق الأوسط لن يواجه مجرد «حرب جديدة في لبنان»، بل سيدخل مرحلة أوسع بكثير وأكثر خطورة من المواجهة الإقليمية. في مثل هذا السيناريو، سيعود لبنان مرة أخرى ليكون ساحة لا لاعبًا؛ تُناقَش سيادته في الخطب والتصريحات، بينما تُفكَّك عمليًا تحت وطأة الضغط الخارجي والشلل الداخلي معًا.
تالها إسماعيل دومان باحث وأكاديمي تركي، أستاذ مساعد في معهد الشرق الأوسط بجامعة سكاريا في تركيا، ومتخصّص في دراسات الشرق الأوسط، وسياسات الصراع والسلام، والعلاقات الدولية.
عن صحيفة «ديلي صباح» التركية
تمت الترجمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي