الإمام الأكبر : أدعو بالتوفيق لطلابنا الوافدين سفراء الأزهر
تاريخ النشر: 5th, June 2024 GMT
إطمأن فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على امتحانات الشهادة الثانوية لطلاب البعوث الإسلامية.
شدَّد فضيلة الإمام على ضرورة تهيئة المناخ الملائم للامتحانات لتجري في هدوء وسكينة، بما يعين الطلاب على حُسن الإجابة.
سفراء الأزهر لدولهم
مؤكدًا أن الوافدين هم سفراء الأزهر لدولهم، وينبغي أن يروا صورة إيجابية من الانضباط في الامتحانات وتوفير المتطلَّبات اللازمة لحسن سَيْرها.
خدمة الطلاب الوافدين.
دعا فضيلته للطلاب بالتوفيق وتحقيق الأمنيات التي يسعون لها، مُقدرًا جهود الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي وجميع العاملين في معاهد البعوث؛ لما يبذلونه من جهد في خدمة الطلاب الوافدين.
تعليم الطلاب الوافدين والأجانب
ونقلت الأستاذة الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشئون الوافدين، ورئيس مركز تطوير تعليم الطلاب الوافدين والأجانب، لفضيلة الإمام أجواء الامتحانات وسعادة الطلاب باهتمام قيادات الأزهر بهم ومتابعتهم المتواصلة لشئونهم.
على الجانب الآخر أعلنت الإدارة العامة للقرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية، انطلاق العمل في «المشروع القرآني الصيفي» لهذا العام ١٤٤٥ هـ - ٢٠٢٤م، طوال فترة الإجازة الصيفية، من أول يونيو إلى 10 سبتمبر المقبل، في المعاهد التي تم تخصيصها للمشروع بكل منطقة. برعاية فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف،
أوضح الدكتور أبو اليزيد سلامة، مدير عام شؤون القرآن الكريم بقطاع المعاهد الأزهرية، أن «المشروع القرآني الصيفي» يجري العمل فيه على محورين: المحور الأول: (احفظ مقررك) بالمعاهد الأزهرية، ويجري العمل به ثلاثة أيام أسبوعيًّا من الساعة 9 صباحًا وحتى الثانية عشرة أيام (الأحد والثلاثاء والخميس) من كل أسبوع
مشيرا الى ان المحور الثاني (عشرة آلاف خاتم) بمكاتب التحفيظ الأهلية الخاضعة لإشراف الأزهر الشريف، ويجري العمل بها خمسة أيام في الأسبوع بحد أدنى، والعمل خمس ساعات يوميًّا.
وبيَّن الدكتور أبو اليزيد سلامة أن إدارات شؤون القرآن الكريم بالمناطق الأزهرية ستقوم على متابعة تنفيذ المشروع وتذليل العقبات، وعمل كشوف متابعة للتلاميذ المشاركين بالمشروع لمتابعة التزامهم وقدر استفادتهم من المشروع، ومقدار الحفظ عند الاشتراك في المشروع، ثم مقدار ما تم حفظه خلال المشاركة في المشروع.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأزهر المناخ الملائم الشهادة الثانوية فضيلة الإمام الطلاب الوافدین
إقرأ أيضاً:
المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: "مكانة العقل وبناء المجتمع"، وذلك بحضور كل من؛ الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، والدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، تقديم الإعلامي دكتور محمد مصطفى.
قال الدكتور عبد المنعم فؤاد في بداية الملتقى على أن الادعاء بجمود الإسلام وغياب الحراك الفكري والاجتهاد فيه هو جهل بحقيقته، فالعلاقة بين العقل والدين في الإسلام متجذرة، حيث يمثل القرآن الكريم إعجازًا عقليًا يدفع المؤمن نحو التفكر والتدبر، ويتجلى هذا التكامل في نهج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يضع كل كلمة في محلها، فتحمل كلامه معاني ومغازي عميقة؛ ولذا يوصف بأنه "سيد العقلاء"، فالإسلام، الذي جاء به النبي، هو الذي علمنا منهج التفكر والتدبر، والقرآن الكريم هو أساس الفهم والتدبر لا مجرد الاستسلام السلبي للأوامر.
وأضاف الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن علماء الأمة الإسلامية هم أول من أسسوا لمنهج الحرية الفكرية، ويتجلى ذلك في التنوع الفقهي والمنهجي بين رخص ابن عباس، وعزائم ابن عمر، وعقلية أبي حنيفة، وواقعية الإمام الشافعي، ومنطقية الغزالي، وموسوعية ابن تيمية، ورقائق الجيلاني، وفلسفة ابن رشد، ومنهجية الرازي، ووسطية الأزهر؛ لأن الاجتهاد فريضة إسلامية، وتتأكد هذه الحقيقة بالنظر إلى منهج الإمام أبي حنيفة القائم على اجتهاده واجتهاد تلاميذه أبي يوسف ومحمد الذين كان يأخذ بآرائهم رغم اختلافهم، وكذا بتعدد فتاوى الإمام الشافعي للمسألة الواحدة بين العراق ومصر، ووجود أكثر من فتوى لبعض المسائل عند الإمام أحمد بن حنبل.
وأكد المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، على المنزلة المحورية للعقل في الإسلام، ولو نظرنا في القرآن الكريم نجد أن كلمة "العقل" ومشتقاتها وردت فيه ما يزيد عن 300 مرة، وتتجلى هذه الأهمية القصوى في أن التكليف الشرعي يسقط عن غير العاقل؛ فالعقل هو مناط التكليف، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بلسان أهل النار أنفسهم، حيث قالوا: "قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"، مما يبرهن على أن قضية العقل بالغة الأهمية؛ إذ هو الأداة الأساسية التي تمكن الإنسان من معرفة المولى سبحانه وتعالى واستيعاب رسالته، مؤكدًا بذلك أن الإسلام دين يقوم على الاقتناع الفكري والبحث عن الحقيقة، لا على التسليم الأعمى.
من جانبه أكد الدكتور مجدي عبد الغفار أن نعمة العقل هي من أجل النعم على الإطلاق، فهي الميزان الذي يحدد مكانة الفرد في مجتمعه، والأداة الأساسية التي يتحقق بها إعمار الإنسان للأرض، وبناءً على ذلك، وأن أي مسعى لـ "عمار" بلادنا وأوطاننا وأمتنا يقوم على ثلاثة أركان جوهرية: الإنسان، حيث يكون (الإنسان قبل البنيان)، ثم يليه ركن الوعي، والركن الثالث هو العبادة (الساجد قبل المساجد).
أوضح الدكتور مجدي عبد الغفار أن التدبر في آيات الكون هو المنهج الإلهي الذي سلكه المولى – سبحانه وتعالى- مع سيدنا إبراهيم عليه السلام للوصول إلى اليقين، حيث قال تعالى: " وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" وهذا التوجيه الرباني بالنظر والتفكر يجب أن يلتزم به الدعاة والعلماء اليوم، لأنه هو الحديث الأكثر نفعًا وفائدة، وهو المنهج الذي سار عليه السلف من علماء هذه الأمة، فنجد قول أحد علمائها الإمام الجويني: "لولا العقل ما فهمنا حقيقة النقل"، لأن العقل هو أساس التكليف، والنقل (الشرع) هو أساس الهداية، ولا يوجد أي تعارض أو خلاف بينهما؛ فكلاهما مصدر للعلم والمعرفة، ويعملان بتناغم للوصول إلى الحقائق الإيمانية والكونية.