خيبات أمل متواصلة.. كيف ينهار الاحتلال الإسرائيلي بين غزة ولبنان؟
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
تتواصل خيبات الأمل الإسرائيلية من الواقع الأمني المتدهور في جبهتي الجنوب مع غزة والشمال مع لبنان، ويتساءلون: ماذا حدث لنا، كيف وصلنا إلى هذه الأيام المظلمة، أين الدولة القوية، والعادلة؟ أليس هناك من قادتها من يقف بشجاعة، ويوقف انهيارها؟
يوسي هدار، وهو الكاتب في صحيفة "معاريف"، أكّد أن "الشمال يحترق، وكريات شمونة تشتعل، ومدن وبلدات بأكملها مهجورة، ومعزولة عن البنية التحتية والاتصالات، وعشرات الآلاف من المستوطنين ممن تم إجلاؤهم بلا مأوى منذ ثمانية أشهر، ومقتل أربعة مختطفين آخرين احتجزتهم حماس، وبقية المختطفين ما زالوا يموتون في الأسر، وقد حان الوقت لمواجهة الحقيقة: إما إطلاق سراح المختطفين، أو نحن".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة "معاريف"، وترجمته "عربي21" أن "معارضي صفقة التبادل في الحكومة يعرفون الحقيقة، فيما السموم تتسرب إلى هيئة الأركان العامة، والجنرالات يهاجمون رئيسها، والدولة تتعثر في غزة، وحماس لا تزال تحكم هناك، والمستوطنات المحيطة لا تزال تتعرض للقصف، مستوطنات خط التماس مهددة، إيران تقترب من حيازة القنبلة النووية، والمجتمع الإسرائيلي ممزق".
وأوضح أن "إزاحة رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، باتت مطلباً أساسياً لفك طوق العزلة الدولية والتسونامي السياسي اللذان يزدادان سوءً حولنا، وما زلنا جميعا نلعق جراح السابع من أكتوبر، وفي نفس الوقت، في مشهد سريالي لا يمكن تصوره، نفس القائد المسؤول عن ذلك الفشل، وعن سير الحرب الأكثر فشلاً في تاريخ الدولة، وعن كل الشرور المريضة التي ذكرناها للتو، لا يزال جالسا على كرسيه، متغطرسا، يواصل الخداع والكذب، يفضّل ائتلافه الكاهينيون على الدولة، ولا يفكر حتى في الاستقالة، والعودة لمنزله".
وأشار إلى أنه "إذا لم يكن ذلك كافيا، فإن اليهود المتشددين يواصلون التهرب من الجيش، وزير المالية، بيتسلئيل سموتريش، يتجاهل المختطفين، ويتعامل مع الإدارة المدنية في الضفة الغربية باعتبارها أهم الإنجازات، ووزير الحرب، إيتمار بن غفير، يقود الشرطة، ويهرب جبانًا من عائلات المختطفين، رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي يهين تلك العائلات، ومحاولة الانقلاب مستمرة، أما ميري ريغيف وزير المواصلات فتزعم أن الحكومة فعلت أشياء مذهلة".
واعترف قائلا إن "إسرائيل تنهار، نعم، من الصعب تصديق ذلك، لكنها تنهار فعلا، وباتت على شفا الدمار، ولا منقذ لها، أين أعضاء الليكود العقلاء، أعضاء الحزب الذي كان حزبا قوميا ليبراليا، لماذا لا يقولون "كفى!"؟، لماذا يتركون هذه الحكومة الشريرة تسقطنا في حزن مستعار، أين رئيس الدولة الصامت، من سيحذر، من سيقف على البوابة، من سيوقف الجنون، أين المعارضة التي تغرد بغضب، وتفشل في إيجاد بديل حقيقي للحكم، مع أن كل هؤلاء عليهم واجب استبدال الحكومة، إن أمكن، في الكنيست الحالي، ومنع تفكك الدولة".
وطالب قادة المعارضة بأن "يتوقفوا جميعاً عن القول، ويشكلون حكومة طوارئ حقيقية، مسؤولة وعاقلة، تنقذ الدولة، وتعيد ترميم الآثار، فقد فات الوقت منذ زمن طويل، ولو لم يفشل نتنياهو في تسيير أمور الحرب لتمكنا من تحييد حماس، وإعادة المختطفين منذ زمن طويل، لكن الآن، وبعد أشهر عديدة من خلط الأوراق، لم يعد هناك مفرّ من قبول الصفقة المطروحة على الطاولة".
إلى ذلك، تشير هذه الاعترافات القاسية إلى تزايد الدعوات الإسرائيلية بضرورة تشكيل حكومة جديدة ليبرالية تنظر بشفافية لحقيقة الوضع القاتم الذي تحياه الدولة، وتتمتع برؤية بعيدة المدى من أجل اتفاق شامل، وتطبيع مع السعودية، وتحصل على شرعية دولية أكبر، دون ذلك فإن الاحتلال على موعد قريب من مزيد من الانهيار والتدهور إلى مستويات غير مسبوقة، رغم أن ذلك ليس ضمانة أكيدة، لأن الاحتلال ذاته يحمل بذور السقوط والتردّي بغض النظر عن الحكومة التي تقوده.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة لبنان لبنان غزة جنوب لبنان المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
وقفة غاضبة أمام مقر الحكومة البريطانية تندد بتواطؤ لندن مع العدوان الإسرائيلي
نظم المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وشركاؤه في “تحالف التضامن مع فلسطين” ظهر اليوم الثلاثاء 29 يوليو 2025، وقفة احتجاجية طارئة أمام مقر الحكومة البريطانية في “10 داوننغ ستريت”، تزامنًا مع اجتماع مجلس الوزراء البريطاني لمناقشة التطورات المتسارعة في غزة، على وقع العدوان الإسرائيلي المستمر.
ورفع المتظاهرون شعارات تطالب بوقف فوري لتجويع سكان غزة، ووقف الدعم العسكري والمالي البريطاني لإسرائيل، وسط حضور لافت للناشطين والناشطات من مختلف الجنسيات والخلفيات، عربًا وبريطانيين، مسلمين ويهودًا، اتحدوا جميعًا خلف مطلب واحد: "كفى حربًا على غزة!"
وتميزت الوقفة بأجواء صاخبة استخدم فيها المتظاهرون الطناجر والأواني المنزلية لقرعها بعنف، في محاولة رمزية لإيصال “صوت الجوع القادم من غزة” إلى الحكومة البريطانية. وقد بدت الجموع وكأنها تنقل مشهد العائلات المحاصَرة في القطاع إلى قلب لندن، أمام مقر القرار السياسي
جاءت الفعالية بالتزامن مع انعقاد اجتماع مجلس الوزراء البريطاني، الذي كان من المفترض أن يتناول التصعيد العسكري الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث يتعرض أكثر من مليوني فلسطيني للحصار والتجويع، وسط قصف متواصل منذ أسابيع.
وقال عدنان حميدان، القائم بأعمال رئيس المنتدى الفلسطيني، في تصريح خاص لـ"عربي21": "نقرع الطناجر لأن غزة جائعة، ولأن الحكومة البريطانية تساهم في تجويعها. صفقات الأسلحة التي تبرمها مع إسرائيل، والصمت السياسي أمام المجازر، تجعل من لندن شريكة في الجريمة".
وشدد بيراوي على أن الوقفة ليست سوى بداية لسلسلة فعاليات شعبية ومؤسساتية تستهدف الضغط على الحكومة البريطانية لاتخاذ موقف واضح ضد الحصار والعدوان.
"توقفوا عن تسليح القتلة!"
رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها: "أوقفوا تسليح إسرائيل"، "تجويع غزة جريمة حرب"، "حكومة كير ستارمر: إلى متى الصمت؟".
وشاركت في الفعالية شخصيات من خلفيات متنوعة، من بينها الناشطة اليهودية البريطانية راشيل غرين.
كما حضر الوقفة النائب السابق عن حزب العمال جون ماكدونيل، الذي طالب حكومة كير ستارمر بالتحرك الفوري لوقف تصدير الأسلحة لإسرائيل، قائلاً: “لا يمكن لحكومة تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان أن تواصل تمويل نظام يستخدم طائراتها لقصف الأطفال وتجويع المدنيين.”
الرسالة وصلت.. وستتكرر
رغم أن مجلس الوزراء لم يصدر بيانًا رسميًا بعد بشأن الاجتماع، إلا أن الرسالة التي بعثها المتظاهرون من أمام الباب الأسود الشهير لـ”داوننغ ستريت” كانت واضحة: “لن نصمت، ولن نسمح بأن يُرتكب تجويع غزة باسمنا”.
وأكد منظمو الفعالية لـ”عربي21” أنهم سيتابعون الضغط الشعبي والسياسي، من خلال تنظيم مزيد من الاعتصامات واللقاءات البرلمانية، ومواصلة الحملة الرقمية التي أطلقوها تحت وسم
#StopArmingIsrael و*#GazaIsStarving
وتأتي هذه الوقفة الغاضبة في وقت يشهد فيه الموقف البريطاني تحوّلًا لافتًا، إذ أعلنت رئيسة الحكومة كير ستارمر خلال جلسة البرلمان الأخيرة أن المملكة المتحدة ستصوّت لصالح الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة خلال سبتمبر المقبل، ما لم تُقدم إسرائيل على وقف الحرب في غزة، وتسمح بإدخال المساعدات الإنسانية، وتتعهد بوقف خططها لضم الضفة الغربية. وهو مؤشر على تصاعد الضغط الشعبي والسياسي في بريطانيا لكبح التواطؤ الرسمي مع العدوان الإسرائيلي، وتبنّي موقف أكثر اتساقًا مع القانون الدولي وحقوق الإنسان.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، نحو 206 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.