إسرائيليون يصرخون على قتلاهم.. "لماذا تفعل بنا هذا يا الله" (شاهد)
تاريخ النشر: 6th, June 2024 GMT
يتلقى الإسرائيليين منذ السابع من أكتوبر 2023 الصفعة تلو الصفعة، بدرجة لم يتعرضوا لها منذ تأسيس دولتهم المزعومة على القهر والقتل والإرهاب وسرقة الأراضي من أصحابها الأصليين.
وفي تقرير تلفزيوني لثلاثة جنود قتلى تم دفنهم من قبل عائلاتهم أظهر حجم الكارثة والمأساة التي يتعرضون لها ضمن أطول حرب يخوضونها في التاريخ وعلى غير توقعاتهم.
وفي الفيديو يبكي عائلات القتلى بحرارة ويصرخون، وكالعادة لا يرضون بقضاء الله وقدره؛ إذ قالت إحدى شقيقات جندي قتل في غزة: “كيف تفعل بنا هذا يا الله، لماذا تفعل بنا هذا”.
ويوضح التقرير الذي أذيع في قناة عبرية، وترجمه د. أحمد سليمان على قناته في موقع "يوتيوب"، أن الثلاثة قتلى هم الرقيب أول إليا هليل من تل صهيون، 20 عامًا والذي قبل ثلاثة أشهر أصيب بشظايا أثناء القتال في غزة ثم عاد للنشاط العسكري ليلقى حتفه، والثاني أول دييجو شفيشا هرساج من تل أبيب كان يبلغ 20 عامًا عندما سقط قتيلًا، والثالث الرقيب أول يديدا أزوجي 21 عامًا من مستوطنة رففا، وهو مقاتل في لواء المظلات.
ويذكر التقرير أنه قبل ثلاثة أسابيع سقط ابن عم الجندي الثالث الرقيب دانيال ليفي قتيلًا في غزة، وهو ما لم تتحمله الأسرة في الجنازة، وأخذوا يبكون ويصرخون، وقالت واحدة : “كيف تفعل بنا هذا يا الله في الشهر ذاته مرتين، لقد قال بأنه سيأتي لحناء شقيقته، كيف ستكون عروسة هكذا يا الله”.
شاهد الفيديو..
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التاريخ حرب عائلات غزة الثلاثة قتلى دانيال ليفي
إقرأ أيضاً:
سعادة لا تُشترى!
ريم الحامدية
لم يعد السؤال اليوم: ماذا تحب؟ بل أصبح كيف ستحول ما تحب وتسعد به إلى مشروع؟
لم تعد لحظات السعادة والمتعة كافية بذاتها، ولا يكفي الشغف وحده لتبرير الوقت الذي ينفق في الهوايات، ولم تعد الهواية مساحة برئية خارج دوائر الجدوى والربح، ففي زمن تغلب عليه ثقافة الانتاج الدائم، صار كل شي مطالبا بأن يثمر وكل موهبة مطالبة بأن تتحول؛ بل إن لحظة من المتعة باتت تحتاج إلى مبرر اقتصادي.
صوتك جميل.. لماذا لا تُطلق بودكاست؟ طبخك لذيذ.. لماذا لا تفتح مطعمًا؟
تصويرك ملفت؟ لماذا لا تجعل حسابك عامًا؟ خواطرك عميقة؟ لماذا لا تكتب كتابًا؟
أسئلة تبدو في ظاهرها دعمًا وتشجيعًا، لكنها تحمل في داخلها ضغطًا غير مرئي، يلاحق الإنسان حتى في أكثر مساحاته خصوصية وهي مساحات اللعب، والراحة، والهواء الخفيف الذي نتنفسه بعيدًا عن منطق السوق.
لقد تحوّلت الهوايات من ملاذ إلى مشروع، ومن مساحة حرّة إلى خطة عمل، ومن لحظة صدق إلى فرصة تسويق، لم نعد نرسم لنفرِّغ قلوبنا؛ بل لنبيع اللوحة، ولم نعد نكتب لأننا نختنق إن لم نبوح بما يختلج صدورنا، ولكن لنحصد إعجابات وانتشار على المنصات الرقمية، ولم نعد نصوِّر لأن الضوء يُدهشنا وجمال اللقطة تُنعش قلوبنا؛ بل لأن الخوارزمية تحتاج محتوى جديدًا!
إننا في زمن الثقافة التي تُسلِّع كل مُتعة وتحوِّل كل جمال إلى فِعل مادي، وكل شغف إلى أرقام ومؤشرات.
هذه الثقافة لا تكتفي بأن تدفعنا للإنتاج؛ بل تُشعرنا بالذنب إن لم نفعل، تُشعرنا بأننا متأخرون إن لم نحوّل ما نحب إلى إنجاز ملموس، وكأن الحياة باتت سباقًا لا يتوقف، ومن يهدأ قليلًا يُتّهم بالكسل أو الهروب.
المشكلة ليست في العمل، ولا في تحويل الموهبة إلى مشروع؛ بل في الإكراه الخفي الذي يتسلل إلى أرواحنا، أن تشعر بأن متعتك غير شرعية ما لم تُدرّ مالًا، وأن راحتك ترف لا تستحقه، وأن الهواية بلا جمهور هي فرصة ضائعة.
هناك أشياء خُلقت لتُحَب فقط، أشياء لا تقبل أن تُحوَّل إلى منتج، ولا تليق أن تُختزل في أرباح، أشياء نمارسها لأننا نختنق بدونها، لا لأننا نريد أن نبيعها.
أن نطبخ لأن رائحة البيت تحتاج دفئًا، أن نكتب لأن الصدر امتلأ بالكلمات، أن نصوِّر لأن اللحظة خافتة ونخشى أن تضيع، أن نمشي بلا هدف؛ لأن أرواحنا تحتاج مساحة بلا اتجاه.
لست ضد الفائدة ولا ضد الرزق حين يأتي متناغمًا مع رغبة الإنسان واستعداده، لكننا ضد شعور الذنب، وضد مطاردة الإنسان بأسئلة التوسّع والانتشار والسبق، وكأن الهدوء خطيئة، والبساطة فشل، والرضا خسارة.
لقد دفعنا هذا العصر إلى أن نعامل أنفسنا كمشاريع، لا كبشر، أن نقيس أعمارنا بالإنتاجية، وأيامنا بالإنجازات، وقيمتنا بما نعرضه أمام الآخرين، ربما آن الأوان أن نتوقف قليلًا، أن نسأل أنفسنا بصدق متى كانت آخر مرة فعلنا شيئًا لمجرّد أننا نحبه؟ بلا جمهور، وبلا مردود، بلا ضغط.
نحتاج أن نستعيد حقّنا في الأشياء التي لا تُوظَّف، ولا تُحوَّل، ولا تُستثمَر.
نحتاج أن نحمي مساحاتنا الصغيرة من ضجيج السوق، أن نعيد تعريف النجاح، لا ككمية ما نبيع؛ بل كمساحة ما نشعر.
ولعلّ أجمل ما يمكن أن نقاوم به هذه الثقافة، هو أن نحب شيئًا ولا نُعلن عنه، وأن نمارسه في الخفاء، ونحرسه من أن يتحوّل إلى واجب.
ربما لم نُخلق لنكون علامات تجارية، ولا لنحمل أرواحنا إلى السوق.
وربما أخطر ما يحدث لنا اليوم… أننا بدأنا نصدّق ذلك.
فما الذي سنحتفظ به لأنفسنا، قبل أن يُعاد تسعيرنا بالكامل ويصبح لكل فرد فينا "باركود"؟!
رابط مختصر