خلال القرنين الماضيين، كان الإسلام هو الهوية الثقافة التي تم التلاعب بها من قبل الأنجلوسكسونيين، وبشكل رئيسي من قبل البريطانيين، ثم الأمريكيين، لأغراض جيوسياسية؛ فبسبب تنافسهم مع روسيا خلال القرن التاسع عشر على الهيمنة العالمية، استخدم البريطانيون الإمبراطورية العثمانية والإمبراطورية الفارسية والخانية الأفغانية كحاجز بين منطقة سيطرتهم في الهند والمحيط الهندي من ناحية وروسيا من ناحية أخرى، من أجل منع روسيا من التوجه جنوباً نحو المحيط الهندي والهند.


وقد اعتمد البريطانيون هذه الاستراتيجية خلال القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين كجزء من خطتهم لدق إسفين بين الروس من جهة والعالم العربي الإسلامي من جهة أخرى.
الاستراتيجية الأمريكية خلال الحرب الباردة
بعد الحرب العالمية الثانية، نظرت الولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط كجزء من استراتيجيتها المتكاملة لعزل وحصار الاتحاد السوفياتي وكتلة الدول الاشتراكية، في محاولة منها لمنع هذه الكتلة الأوراسية الضخمة من الوصول إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وكذلك إلى المحيط الهندي وطرق التجارة البحرية.
والجدير ذكره أن الشرق الأوسط، الممتد من شواطئ المحيط الأطلسي في الغرب إلى حدود الصين في الشرق، كان يخدم الاستراتيجية الأمريكية القائمة أيضاً على منع أوروبا من الوصول إلى أفريقيا أو أداء دور مستقل عن الولايات المتحدة في الساحة الدولية.
ولهذا الغرض، استخدمت الولايات المتحدة الإسلام السياسي الراديكالي المعروف بالحركات التكفيرية كأداة في استراتيجيتها لشن حرب القوة الناعمة ضد أوروبا، وأيضاً روسيا، عبر محاولة التأثير في السكان المسلمين في القوقاز وآسيا الوسطى اللتين كانتا تحت الحكم السوفياتي.
لذلك، كان هذا جزءاً من استراتيجية واشنطن لتقويض الاستقرار في الاتحاد السوفياتي من خلال بطنها الرخو المتمثل بآسيا الوسطى، كجزء من محاولتها للانتصار في الحرب الباردة، وهو ما فعلته في النهاية.
ومن الجدير بالذكر أنَّ هذا الإسلام الراديكالي التكفيري استخدمته الولايات المتحدة أيضاً لمواجهة الأحزاب التقدمية القومية واليسارية في جميع أنحاء العالم العربي التي كانت مناهضة للإمبريالية. ولهذا الغرض، نرى أن الأمريكيين استخدموا الحركات التكفيرية ضد الأنظمة العربية التقدمية مثل مصر عبد الناصر خلال الستينيات أو سوريا الأسد خلال السبعينيات والثمانينيات، أو العراق، أو النظام الاشتراكي العلماني في الجزائر في تسعينيات القرن الماضي.
إضافة إلى ذلك، عادت الولايات المتحدة أيضاً إلى هذه الاستراتيجية المبنية على تعاليم الحكم الاستعماري البريطاني الذي كان أول من رعى الحركات التكفيرية في مصر وسوريا في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي كجزء من استراتيجيتها لتعزيز نفوذها ضد القوميين واليساريين، وأيضاً ضد حزب الوفد ذي الشعبية الكبيرة في مصر خلال العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي.
كذلك، فهي دعمت جماعات صنفت على أنها إسلام سياسي في سوريا خلال الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي في مواجهة سلطات الانتداب الفرنسي في سوريا من جهة أخرى، وأدى ذلك إلى خلق نسخة أنجلوسكسونية من الحركات الإسلامية، وهي تلك التي ستتخذ طابعاً تكفيرياً، وستشكل وفقاً لبنية تتناسب مع المصالح والأجندة الجيوسياسية لبريطانيا العظمى، ومن ثم الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
الاستراتيجية الأمريكية بعد الحرب الباردة
بعد انتهاء الحرب الباردة، أرادت الولايات المتحدة السيطرة على منطقة الشرق الأوسط الممتدة من شواطئ المحيط الأطلسي غرباً وصولاً إلى حدود الصين شرقاً، وذلك من أجل السيطرة على المنطقة التي تتقاطع بها الطرق الدولية الكبرى البرية والبحرية، وهذا يخدم الاجندة الأمريكية، فعبر السيطرة على المنطقة التي تتقاطع فيها طرق التجارة العالمية، يمكن للولايات المتحدة السيطرة على التجارة الدولية، وبالتالي فإن هذا يخدم استراتيجيتها القاضية بالهيمنة على العالم.
ولهذا الغرض، لم تكن واشنطن تريد السيطرة على هذه المنطقة فحسب، بل حاولت أيضاً الترويج لنوع معين من الإسلاموفوبيا هذه المرة كجزء من خطتها لخلق أسطورة معينة مفادها أن هناك تهديداً قادماً من الإسلام ضد الحداثة وضد الحضارات الأخرى المجاورة لها، مثل أوروبا الكاثوليكية والبروتستانتية، وروسيا الأرثوذكسية، والصين الكونفوشيوسية، والهند الهندوسية، وأفريقيا المسيحية جنوب الصحراء الكبرى، من أجل تعزيز استراتيجيتها التي تهدف إلى دق إسفين بين أوروبا وشمال البحر الأبيض المتوسط من جهة، وأفريقيا وجنوب البحر الأبيض المتوسط في الجانب الآخر، وهذا ما نستشفه من كتاب صامويل هنتنغتون حول صراع الحضارات، وكتابات برنارد لويس المعادية للإسلام والمحذرة من عنف متأصل في الدين الإسلامي.
استخدام الإسلاموفوبيا ضد أوروبا
كان من شأن هذا أن يخدم غرض الولايات المتحدة المتمثل في عزل أوروبا عن الوصول إلى أفريقيا، بحيث تضطر أوروبا إلى الحصول على موافقة واشنطن من أجل الحفاظ على نفوذها في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.
إضافة إلى ذلك، أرادت الولايات المتحدة استخدام الشرق الأوسط كجزء من استراتيجيتها لتحويل انتباه الأوروبيين الغربيين من أفريقيا إلى أوروبا نفسها، وكان هذا هو السبب الذي دفع الولايات المتحدة إلى الترويج لأجندة أدت إلى حرب أهلية في يوغوسلافيا السابقة باستخدام الإسلاميين المتطرفين في الحرب ضد صربيا ويوغوسلافيا، والتي أدت في النهاية إلى تفكك يوغوسلافيا إلى دول مختلفة، وإنشاء البوسنة والهرسك تحت الحماية الأمريكية.
والجدير ذكره أن منطقة البلقان ينظر إليها جيوسياسياً على أنها امتداد للشرق الأوسط بحكم خضوعها للحكم العثماني 6 قرون. بعد ذلك، روجت الولايات المتحدة حركة انفصالية في كوسوفو عبر إثارة النعرات بين المسلمين الألبان والأورثوذوكس الصرب لبناء قاعدة عسكرية في كوسوفو هي الأكبر للولايات المتحدة في أوروبا، وذلك للانطلاق بسياسات تهدد الاستقرار في أوروبا من جهة، وفي حوض البحر الأسود من جهة أخرى.
وكان هذا يشكل جزءاً من استراتيجيتها لخلق رهاب الإسلام في أوروبا والتأثير في الاستقرار الأوروبي وأوروبا، وهذا يعني أن أوروبا سوف تعتمد على الولايات المتحدة في ضمان أمنها بما يحرمها من فرص أن تكون مستقلة سياسياً عن واشنطن.
استخدام الإسلاموفوبيا ضد روسيا
إضافة إلى ذلك، استخدمت الولايات المتحدة الإسلاموفوبيا كجزء من استراتيجيتها لخلق شرخ بين مسلمي القوقاز وآسيا الوسطى من جهة والسكان الأرثوذكس الروس من جهة أخرى، وذلك لتحويل هاتين المنطقتين إلى قواعد لزعزعة الاستقرار، وتقسيم روسيا إلى العديد من الدول الصغيرة التي سيكون من السهل السيطرة عليها من قبل الولايات المتحدة، وهذا يفسر سبب دعم الولايات المتحدة للحركة الانفصالية في الشيشان التي تسببت في حرب الشيشان الأولى في مطلع التسعينيات والحرب الشيشانية الثانية في العقد الأول من القرن العشرين.
تم احتواء هذه الحركة الانفصالية من قبل الروس، ليس باستخدام القوة فحسب، ولكن أيضاً من خلال مد اليد نحو الإسلام والسكان المسلمين تحت حكم الرئيس فلاديمير بوتين، ومن خلال الترويج لبعض جماعة الإخوان المسلمين الأرثوذكسية في القوقاز وآسيا الوسطى.
أداة ضد الصين والهند
كما حاول الأمريكيون استخدام الإسلام الراديكالي والإسلاموفوبيا لدق إسفين بين الشرق الأوسط من جهة والصين من جهة أخرى، من خلال الترويج للإسلام الراديكالي ليصبح جوهر الحركة الانفصالية في شمال غربي الصين في منطقة شينجيانغ، كجزء من استراتيجية واشنطن المتمثلة في خلق عدم الاستقرار داخل الصين ومحاصرتها بمجموعة من المناطق غير المستقرة والأزمات في استراتيجية على شكل حرف C يعرفها الصينيون.
إضافة إلى ذلك، خلقوا أزمة في ميانمار بين البوذيين والسكان المسلمين كجزء من الاستراتيجية الأمريكية لخلق عدم الاستقرار، ليس في ميانمار فحسب من أجل منع وصول الصين إلى المحيط الهندي، ولكن أيضاً في منطقة يونان الصينية في جنوب شرقي الصين، كجزء من استراتيجية الولايات المتحدة الرامية إلى تقويض السيادة الصينية وزعزعة الاستقرار في منطقة التبت التي تحدها منطقة يونان من الشرق ومنطقة شينجيانج من الغرب.
وأخيراً، أنشأت الولايات المتحدة نوعاً من رعاية القومية الهندوسية في الهند التي يمثلها حزب بهاراتيا جاناتا الذي يقود أجندة معادية للإسلام، إلى جانب الرعاية التاريخية التي تقدمها الولايات المتحدة للمتطرفين التكفيريين في أفغانستان وباكستان والهند نفسها، كجزء من الأجندة الأمريكية لدق إسفين بين الهند من جهة، والعالم العربي الإسلامي من جهة أخرى.
واللافت أن الأمريكيين يحاولون تعزيز الإسلاموفوبيا من خلال دعم ورعاية تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام داعش وجماعة بوكو حرام والجماعات الإرهابية الأخرى التي ترفع راية أيديولوجية متطرفة في دول جنوب الصحراء الكبرى، وذلك في إطار المساعي لدق إسفين بين شمال أفريقيا ذي الغالبية العربية المسلمة ومنطقة جنوب الصحراء الأفريقية ذات الغالبية الأفريقية المسيحية.
كل هذا يندرج في سياق المحاولة الأمريكية لدق إسفين بين العالم العربي الإسلامي من جهة، والحضارات المجاورة مثل الكاثوليك والبروتستانت الأوروبيين، والأرثوذكسية الروسية، والصينية الكونفوشيوسية، والهنود الهندوس، والأفارقة المسيحيين، من جهة أخرى، وهذا يخدم الاستراتيجية الأمريكية، ليس في خلق التوتر والصدع بين الشرق الأوسط فحسب من جهة، وهذه الحضارات أو المناطق من جهة أخرى، ولكن يشكل أيضاً جزءاً من استراتيجية جعل منطقة الشرق الأوسط معتمدة فقط في علاقاتها على الولايات المتحدة، ما يسهل سيطرة واشنطن عليها، وبالتالي ترك الولايات المتحدة السيد الوحيد على طرق التجارة الدولية التي من شأنها أن تخدم هدفها النهائي في البقاء مهيمنة على العالم.
التلاعب بالحضارة الإسلامية
وهكذا نرى أن بريطانيا والولايات المتحدة حاولتا طوال القرنين التاسع عشر والعشرين التلاعب بالحضارة والهوية الثقافية الإسلامية عبر خلق حركات تكفيرية تشكل أدوات لسياساتها.
وطوال فترة الحرب الباردة، قامت الولايات المتحدة باستخدام الإسلاميين المتطرفين المتمثلين بالحركات التكفيرية في حربها ضد الحضارات والكتل الأخرى التي تعتبرها خطراً على هيمنتها العالمية، وعلى رأسها الكتلة الاشتراكية.
وبعد انتهاء الحرب الباردة، استخدمت واشنطن الحركات الراديكالية التكفيرية كذريعة لاحتلال أفغانستان في العام 2002، ثم نشر قواعدها في عدد كبير من بلدان الشرق الأوسط، بحجة مكافحة الإرهاب من أجل السيطرة على الشرق الأوسط ودق إسفين بينه وبين الحضارات الأخرى.
وقد كان أفضل رد لمواجهة هذه الاستراتيجية بقيادة الروس الذين أصبحوا على دراية بهذه الاستراتيجية الأمريكية، والذين كانوا أول من مدوا أيديهم نحو بناء جسر مع العالم العربي الإسلامي من خلال بناء علاقات جيدة بشكل رئيسي مع السكان المسلمين في القوقاز وآسيا الوسطى، ومن خلال بناء علاقات جيدة مع الدول العربية الإسلامية في الشرق الأوسط مثل الجزائر ومصر والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وإيران.
ويبدو أن الصين تسير على الدرب نفسه عبر ضم الدول آنفة الذكر إلى منظمة بريكس للتعاون الاقتصادي، والتي تشكل منصة برعاية روسية وصينية للعلاقات الاقتصادية والسياسية بديلة من العلاقات الدولية التي تهيمن عليها الولايات المتحدة والغرب.
أستاذ تاريخ العلاقات الدولية في الجامعة اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

ما هي المهن التي تمنح أعلى الرواتب في أوروبا؟

تستكشف Euronews Business الوظائف والقطاعات التي تمنح أعلى الأجور في المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وهولندا، استناداً إلى بيانات إعلانات الوظائف من منصة التوظيف إنديد (Indeed). اعلان

تختلف الرواتب بشكل كبير عبر القطاعات والمهن في أوروبا. فبينما يختفي عدد من الوظائف، تظهر أخرى جديدة أيضاً. ولا تزال بعض الوظائف أساسية، مثل تلك المتعلقة بالرعاية الصحية.

فما هي القطاعات التي تقدم أعلى الأجور في أوروبا؟ وما هي الوظائف الأعلى أجراً؟

استكشاف هذه الأسئلة قد يساعدك عند اختيار مهنة ما - على الرغم من أن الراتب قد لا يكون دائما الدافع الرئيسي لدى الكثيرين.

تقوم Euronews Business بتحليل الوظائف الأعلى أجراً في أوروبا، باستخدام البيانات التي تشاركها منصة التوظيف العالمية إنديد (Indeed) مع صحفيينا.

يغطي التحليل أربع دول (المملكة المتحدة، وألمانيا، وفرنسا، وهولندا) وتعكس بيانات الرواتب الأرباح السنوية من مايو 2024 إلى أبريل 2025. استُبعدت مهنة "الأطباء والجراحين" من مجموعة البيانات الرئيسية، مما أدى إلى إجراء تحليل منفصل.

1. هيمنة المهن الطبية وطب الأسنان

وتعود حصة الأسد للاستشاريين الطبيين وأخصائيي الأشعة والمديرين الطبيين وأطباء تقويم الأسنان وأطباء الأسنان إذ لا يزالون من بين الوظائف الأعلى أجراً في جميع البلدان. تظهر هذه الوظائف في فئات تشمل: الفنيين الطبيين، والمعلومات الطبية، والتمريض، وطب الأسنان.

وينطبق هذا بشكل خاص في المملكة المتحدة، حيث يندرج تحت هذه الفئات ما يقرب من نصف أعلى 20 وظيفة من أعلى 20 وظيفة أجراً. في فرنسا، تندرج ثلاث من أعلى أربع وظائف من أعلى أربع وظائف أجراً ضمن هذه الفئات أيضاً - خاصة وظائف طب الأسنان.

2. المكافآت العالية من نصيب الوظائف التنفيذية والإدارية

تُكافأ وظائف مثل المدير الإداري، ومدير الاستراتيجية، ومدير المشروع، ومدير التكنولوجيا بشكل جيد في جميع البلدان. وتوجد هذه المناصب في قطاعات مثل المبيعات، والخدمات المصرفية والمالية، والتكنولوجيا، والإدارة العامة، مما يشير إلى أن الأدوار القيادية تميل إلى الحصول على تعويضات متميزة في عدة قطاعات.

3. رواتب عالية للمتخصصين في مجال التكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات

الأجور الجيدة هي أيضا من نصيب العاملين في مجال تطوير البرمجيات، وتصميم المعلومات والتوثيق، وعمليات تكنولوجيا المعلومات - مثل مهندس البرمجيات، ومهندس البيانات، ومستشار SAP - ، خاصة في ألمانيا وهولندا.

4. قطاع المبيعات وتطوير الأعمال

وفيما يتقاضى المبتدئون في قطاع المبيعات رواتب أقل ربحاً، فإن الأدوار العليا مثل مدير المبيعات، ورئيس المبيعات، والمدير التنفيذي لحسابات الشركات تُظهر إمكانات عالية في الكسب. وغالباً ما تأتي هذه الأدوار بحزم أجور كبيرة في ألمانيا وهولندا، حيث يمكن لذوي الخبرة من محترفي المبيعات أن يحصلوا على رواتب مماثلة لتلك التي يحصل عليها العاملون في مجال التكنولوجيا أو الإدارة.

5. الأدوار القانونية والضريبية والمالية

تُعد وظائف مثل مدير الضرائب، ومحامي قانون العمل (أو محامي التوظيف)، والمراقب المالي من الوظائف ذات الأجور المرتفعة باستمرار، خاصة في ألمانيا والمملكة المتحدة. تندرج هذه الأدوار ضمن الفئات القانونية والمحاسبية والمصرفية والمالية وتحظى الخبرة التنظيمية أو المالية العميقة بمكانة خاصة حين تحديد المرتب.

كيف تحافظ على قدرتك التنافسية في سوق العمل؟

تشهد المهارات الوظيفية تطورا مستمرا، خاصة مع التقدم في مجال التكنولوجيا.

"قال بافيل أدرجان، مدير الأبحاث الاقتصادية في شركة إنديد، لموقع Euronews Business: "التعلّم المستمر أمر ضروري في سوق سريع التطور. "كما كان الحال مع جميع الحالات السابقة للابتكارات التكنولوجية، فإن المهنيين الذين يتعلمون بشكل استباقي الأدوات والمنصات والمنهجيات الجديدة سيضعون أنفسهم في وضع أكثر تنافسية للعمل بكفاءة أكبر مع التقنيات الناشئة."

الوظائف الأعلى أجراً في ألمانيا

في ألمانيا، يحصل مستشارو ضرائب الشركات على أعلى متوسط راتب سنوي في ألمانيا، حيث يبلغ 145,000 يورو. يعرض الرسم البياني أيضاً متوسط الرواتب للمقارنة.

وتتبعها وظائف المبيعات المختلفة، مثل المدير الإداري ورئيس المبيعات، بمتوسط دخل يتراوح بين 107,500 يورو و138,243 يورو.

يتقاضى محامي قانون العمل 105,000 يورو، بينما يتقاضى المحامي 93,334 يورو.

يكسب استشاريو منتجات تطبيقات النظام (SAP) أقل بقليل من 100,000 يورو، ويليهم كبار مهندسي الأنظمة بمبلغ 95,000 يورو.

أما الأدوار التقنية الأخرى مثل أخصائي أمن تكنولوجيا المعلومات ومستشار SAP التقني فيحصل على حوالي 90,000 يورو.

في فئة الإدارة، يكسب المديرون أيضًا حوالي 90,000 يورو. هناك وظيفة طبية واحدة فقط مدرجة في القائمة - أطباء الأسنان - حيث يبلغ متوسط الراتب حوالي 86,000 يورو.

أطباء الأسنان على رأس القائمة في فرنسا

في فرنسا، يتصدر أطباء الأسنان القائمة في فرنسا بأعلى متوسط راتب سنوي يبلغ 95,000 يورو، يليهم أطباء تقويم الأسنان الذين يتقاضون 78,750 يورو. في قطاع التكنولوجيا، يتقاضى مهندسو الشبكات 72,361 يورو، بينما يتقاضى الفنيون الطبيون في مجال الرعاية الصحية 70,000 يورو.

يتقاضى مسؤول الامتثال في مجال الإنتاج والتصنيع 67,500 يورو. تليها أدوار مثل مدير المجال ووكيل المبيعات، برواتب تبلغ حوالي 65,000 يورو و64,855 يورو على التوالي.

يكسب مستشار التحول الرقمي والمصمم الميكانيكي 62,750 يورو و62,500 يورو.

هناك العديد من الوظائف التي يبلغ متوسط رواتبها 60,000 يورو، بما في ذلك المدير الهندسي، ومندوب المبيعات العقارية، ومدير العمليات، ومندوب مبيعات أول، ومندوب مبيعات أول، ومدير حسابات، ومدير إنتاج، ومدير موارد بشرية، ومهندس سحابي (متخصص في تكنولوجيا المعلومات السحابية)، ومستشار وسيط قروض.

وظائف الرعاية الصحية الأعلى أجرا في المملكة المتحدة

تهيمن مهن الرعاية الصحية على الطرف الأعلى من طيف الرواتب في المملكة المتحدة، حيث تتصدر تسعة من أعلى 20 وظيفة في هذا القطاع من حيث الرواتب.

كما تتصدر عارضات الأزياء القائمة بمتوسط راتب سنوي مذهل يبلغ 166,390 يورو (140,000 جنيه إسترليني).

ويليهم الاستشاريون الطبيون، حيث يتقاضون 145,821 يورو (111,412 جنيه إسترليني). يكسب كل من المديرين الطبيين وأخصائيي الأشعة 137,566 يورو.

يشمل أصحاب الدخول المرتفعة الآخرون في قطاع الرعاية الصحية أخصائيي تقويم الأسنان (130,767 يورو)، والاستشاريين السريريين (125,392 يورو)، وكبار مسؤولي التمريض (124,793 يورو)، والمديرين السريريين (109,442 يورو).

كما أن أطباء الأسنان المساعدين (116,785 يورو) وأطباء اللثة (113,808 يورو) هم أيضًا من بين أعلى أصحاب الأجور. بالجنيه الإسترليني، تتراوح رواتبهم السنوية من 96,000 جنيه إسترليني إلى 116,000 جنيه إسترليني.

كما تحتل الأدوار القيادية والتقنية العليا مكانة بارزة: حيث يتقاضى مديرو المشاريع 122,528 يورو، ومديرو التكنولوجيا 121,821 يورو، وأخصائيو الأحياء الدقيقة 121,313 يورو.

الإدارة والمحاسبة وتطوير البرمجيات في هولندا

في هولندا، تُعدّ المناصب في أقسام الإدارة والمحاسبة وتطوير البرمجيات من بين أفضل الأدوار أجراً.

يتصدر المديرون العامون بمتوسط راتب سنوي يبلغ 115,000 يورو.

وتشمل الأدوار الأخرى الأعلى أجراً مراقبي الأعمال (80,000 يورو)، وقادة الفرق (78,206 يورو)، والمهندسين (75,208 يورو).

وتحقق المناصب المالية مثل المراقبين والمراقبين الماليين أداءً جيدًا أيضًا، حيث يتراوح أجرهم بين 72,500 يورو و75,816 يورو.

أما الرواتب في وظائف المبيعات والتكنولوجيا فتتراوح بين 56,500 يورو و66,000 يورو، حيث تقع أدوار مثل مدير المبيعات، ومهندس البرمجيات، ومحلل البيانات، ومدير الحسابات، ضمن هذا النطاق.

هل الشهادة الجامعية العليا ضرورية؟

قال بافيل أدرجان: "من المؤكد أن الالتحاق بجامعة شهيرة يمكن أن يؤثر على فرص العمل والراتب المحتمل، خاصة في بلدان مثل فرنسا أو المملكة المتحدة".

وأشار إلى أن التخرج من مؤسسات تعليمية راقية مثل المدارس العليا والجامعات ذات التاريخ العريق يمكن أن يُنظر إليه على أنه إشارة إلى القدرة في سوق العمل.

وأضاف: "ومع ذلك، تُظهر الاتجاهات الأخيرة التي نلاحظها على موقع إنديد في كل من المملكة المتحدة وفرنسا أن متطلبات التعليم الرسمي في إعلانات الوظائف الشاغرة أصبحت أقل شيوعًا، خاصة في المجالات ذات المهارات العالية مثل تكنولوجيا المعلومات وعلوم البيانات، مما يشير إلى تحول تدريجي نحو التوظيف القائم على المهارات".

الوظائف الأفضل أجراً في المستقبل: ما هي القطاعات التي ستكون مربحة؟

مع استمرار تطور الوظائف، فمن الطبيعي تماماً أن تتغير الوظائف الأعلى أجراً أيضاً.

قال أدرجان من شركة إنديد: "على مدى السنوات الخمس إلى العشر القادمة، نتوقع أن تنتج الطاقة الخضراء، والذكاء الاصطناعي/الذكاء الاصطناعي الجيني، والأمن السيبراني، والتكنولوجيا الحيوية مسميات وظيفية جديدة ذات أجور أعلى".

وأوضح أن أدوارًا مثل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وأدوار الاستدامة الرئيسية، ومهندسي الذكاء الاصطناعي الجيني، ومحللي البيانات المناخية تكتسب زخمًا ومن المرجح أن تنتقل إلى المراتب العليا في الرواتب مع تزايد الطلب على الخبرات المتخصصة في هذه المجالات.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • من الأندلس إلى الشرق الأوسط.. المستعرب الإسباني إغناطيوس غوتيريث يقدم رؤية نقدية تجاه الاستشراق الجديد
  • الأردن من أفضل دول الشرق الأوسط بنمو عدد السياح الدوليين
  • تقرير دولي: الدبلوماسية المصرية تزداد توهجًا ونشاطًا مع تعقُّد أزمات الشرق الأوسط
  • تعليق صوتي من حميدان التركي بعد قرار الإفراج عنه في الولايات المتحدة
  • ما هي المهن التي تمنح أعلى الرواتب في أوروبا؟
  • زاخاروفا تسخر من زيلينسكي.. يتوسل العالم للحصول على السلاح
  • «السوربون أبوظبي» تستضيف مؤتمر «جمعية محاضري القانون البيئي»
  • مسؤول بصندوق النقد: التوترات التجارية تخلق طبقات جديدة من التعقيد بالشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يبحث مع نظيره التركي تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط
  • الإمارات مركز بارز للتكنولوجيا المالية في الشرق الأوسط