ما زال الهجوم المسلّح على مقرّ السفارة الأميركية في بيروت يتصدّر الاهتمام في حين كشف مصدر قضائي بارز أن "عدد الموقوفين في هذه العملية ارتفع إلى 21 شخصاً، بينهم منفذ العملية السوري قيس فرّاج الذي ما زال يخضع للعلاج في المستشفى العسكري في بيروت، ووالده وشقيقه والأشخاص الذين كان على تواصل دائم معهم، بالإضافة إلى رجال دين كان يتلقّى دروساً دينية لديهم".

وقال المصدر لـ"الشرق الأوسط" ان عدد الموقوفين ربما يتراجع أو يرتفع في الساعات المقبلة وفق تطورات التحقيق، وهناك "تقييم أمني يخضع له المحيطون بمنفذ العملية، بدءاً من تفريغ المعلومات الموجودة في هواتفهم واستقصاء معلومات شخصية عن سلوكهم وعلاقاتهم، لمعرفة ما إذا كان هناك خليّة أمنية مرتبطة بتنظيم (داعش) أو غيره من التنظيمات الإرهابية". وقال المصدر نفسه: "لا شكّ أن قيس فرّاج لديه ميول متطرفة، وأن الحرب الإسرائيلية على غزّة هي المحفّز لهذه العملية، لكن المؤشرات والمعطيات المتوفرة حتى الآن تستبعد وجود عمل أمني منظّم، وإلّا لكانت العملية أكبر، وربما أوقعت عدداً من الضحايا، وهذا ما يقدّم فرضيّة العمل الفردي، رغم خطورته". ورغم أن الترجيحات تميل إلى العمل الفردي، أكد مصدر أمني لـ"الشرق الأوسط" أن "كل الاحتمالات تبقى واردة، ولا يمكن إسقاط أي فرضية عن عمل بهذه الخطورة". وسأل: "إذا كان عملاً فردياً انتقاماً لضحايا غزّة، فلماذا اختار المهاجم مقرّ السفارة الأميركية التي تتميّز بإجراءات أمنية مشددة وتحصينات عالية الدقة؟ ومن هي الجهة التي أمنت له السلاح والذخيرة وساعدته على الانتقال من البقاع إلى بيروت ومنها إلى عوكر؟"، مشيراً إلى أن المعطيات "تفيد بأن المنفذ أجرى قبل أيام من الهجوم استطلاعاً للمنطقة، وراقب السفارة والطرق المؤدية إليها، وهو ما مكنه من التنقل حول السور الخارجي لها، وإطلاق النار على مداخلها". ويعمل الجهاز الطبي في المستشفى العسكري على تقديم العناية الطبية الفائقة لمنفذ العملية؛ لما لإفادته من أهمية كبيرة في كشف خلفيات هجومه والجهة التي حرضته أو تقف وراءه. وعلم أن الوضع الصحّي للسوري قيس فرّاج بات مستقرّاً بعد أن كان بحالة حرجة، وأفادت المعلومات بأنه "يحتاج إلى أكثر من عملية جراحية في الأيام المقبلة، بسبب الإصابات في بطنه وتمزّق أعضاء حيوية نتيجة الإصابات القويّة، لكن هذه العمليات تنتظر استقرار وضعه أكثر".

وقال مصدر أمني لـ "الأنباء الكويتية": "الفراج في وضع صحي صعب جدا، وان كل الجهود تبذل لإبقائه على قيد الحياة، ووظفت الخبرات الطبية من أجل تحقيق هذا الهدف، لأنه بعد العملية الجراحية التي خضع لها نتيجة إصابته في شرايين أساسية تبين ان إخراجه من غيبوبته الاصطناعية سيؤدي فورا إلى وفاته. لذا هناك عمل طبي متواصل لتفادي وصوله إلى مصير شبه محتوم وهو الموت".

وأوضح المصدر أن "بقاء الفراج على قيد الحياة من شأنه ان يوفر المزيد من المعلومات التي لا تنحصر بالتهديدات الأمنية الإرهابية في الداخل اللبناني، انما تتجاوزه إلى الدول الشقيقة والصديقة. والسبب الاساسي الذي بنى المحققون عليه هذا الاستنتاج، هو ان التحقيقات المكثفة التي تجريها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، وتلك التي تجريها أجهزة أمنية رسمية أخرى، توصلت إلى نتيجة حاسمة أثبتت ان الفراج ينتمي إلى تنظيم داعش الإرهابي، ويرتبط مع أحد قادة هذا التنظيم في العراق، الذي أعطى الفراج التوجيهات والتعليمات للتركيز على تنفيذ عمليات تستهدف المصالح الأميركية في لبنان".

وأكد المصدر ان "التحقيقات، لاسيما الفنية وما أدلى به جميع الموقوفين، قد حسمت مسألة ان الفراج بايع داعش العراق، وبعد مبايعته بدأ بدعوة محيطه إلى تأييد داعش وانتهاج فكره، اما المهم في التحقيقات كلها، انها تقاطعت حول نقطة أساسية، وهي ان الفراج لا ينتمي إلى خلية، انما هو من "الذئاب المنفردة"، وانه اشترى السلاح الذي استخدمه في العملية من أحد تجار السلاح، وعمد إلى تأمين المستلزمات الأساسية للقيام بهذه العملية الارهابية".

وشدد المصدر "على أهمية سرعة مديرية المخابرات وبالتعاون مع الأجهزة الأمنية الاخرى في التعامل مع الحادث، من خلال المسح الميداني والتوقيفات التي حصلت، وصولا إلى جلاء معظم الملابسات، مع الأمل ببقاء الفراج على قيد الحياة لتتبين الأمور، التي عادة ما تحتفظ بها الذئاب المنفردة لنفسها".  

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

داعش يشن هجوما على قسد في دير الزور

أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين بأن تنظيم داعش الإرهابي هاجم نقطة عسكرية في مدينة دير الزور  تقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد".

وأوضح المرصد السوري أن خلايا تابعة لتنظيم داعش الإرهابي شنت هجوماً جديداً في مناطق سيطرة "قسد"، حيث تعرض فجر اليوم، حاجز الحريجي الغربي، إضافة إلى نقطة عسكرية تابعة لقوات المجلس العسكري المجاورة له، لهجوم مباغت من خلايا داعش دون تسجيل خسائر بشرية.

نهب الآثار في سوريا... تدمر تواجه خطر الاندثار وسط فوضى أمنية وتفاقم الفقرالولايات المتحدة قد تنشئ قاعدة عسكرية دائمة جنوب شرق سورياخوفا من داعش.. وزير الدفاع العراقي يطالب ببقاء القوات الأمريكية في سوريالأول مرة منذ سقوط الأسد.. سوريا تسمح للمفتشين بالوصول إلى المواقع النووية

وأشار المرصد إلى أن الهجوم انطلق من جهة نهر الخابور، فيما باشرت دورية أمنية حملة تمشيط في المنطقة المستهدفة، بحثا عن المهاجمين.

وكثفت خلايا تنظيم داعش الإرهابي، من هجماتها ضد مواقع عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية، سيما في ريف دير الزور.

وأحصى المرصد السوري 109 عمليات شنها داعش ضمن مناطق نفوذ الإدارة الذاتية منذ مطلع العام 2025، تمت عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات.

طباعة شارك داعش قسد دير الزور المرصد السوري لحقوق الإنسان المرصد السوري تنظيم داعش الإرهابي تنظيم داعش مدينة دير الزور قوات سوريا الديمقراطية

مقالات مشابهة

  • سفارة العراق في دمشق تنفي رفع رسوم التأشيرة
  • بعد 11 عاماً على السقوط: الموصل بين جراح الماضي ورهانات المستقبل
  • هذه تفاصيل العملية الاستخباراتية الإيرانية في قلب الكيان الصهيوني
  • اعتقالات وحظر تجول.. تفاصيل العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • البعثة الأممية تطلق مشاورات مع الشباب في نالوت حول العملية السياسية
  • صوفان: وجود شخصيات على غرار فادي صقر ضمن هذا المسار له دور في تفكيك العقد وحل المشكلات ومواجهة المخاطر التي تتعرض لها البلاد.. نحن نتفهم الألم والغضب الذي تشعر به عائلات الشهداء، لكننا في مرحلة السلم الأهلي مضطرون لاتخاذ قرارات لتأمين استقرار نسبي للمرحلة
  • مروان عطية: لعبت بالمسكنات وأنتظر العملية بعد المونديال.. وأريد قميص بوسكيتس
  • مصدر أمني يكشف للجزيرة نت ملابسات مقتل قيادي عسكري بريف طرطوس
  • داعش يشن هجوما على قسد في دير الزور
  • تلاشي دعوات الانسحاب الأمريكي يرسم معادلة أمنية جديدة في العراق