صحيفة البلاد:
2025-06-23@15:30:44 GMT

الحج عبادة وسلوك أخلاقي وحضاري

تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT

الحج عبادة وسلوك أخلاقي وحضاري

الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، ومن استعد للحج ،فمن أهم عناصرإستعداده التهيئة الأخلاقية والسلوكية (كما يجب) ، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.

ومع كل الاستعدادات التي تبذلها الدولة -حفظها الله- والوزارات المعنية ،إلا أنه يبقى هناك دور أساسي ومساند لكل مواطن مخلص ولكل مقيم يقدِّر وجوده في هذه البلاد ويحرص على أن يكون له دور إيجابي صادق ومخلص ،ذلك أن المخالفين للأنظمة من المواطنين والمقيمين هم يعيشون بيننا ،ويتحركون كذلك ، وتحركاتهم ضمن مخالفة القوانين التي وضعتها الدولة تحت مرأى ومسمع من بعضنا ،يجعلنا مشاركين لهم ، ومثل هؤلاء منعهم أو التبليغ عنهم واجب.

وقد اتفق العلماء على أن الحج عبادة وأخلاق ، وقبوله مقرون باتباع ما يرضي الله ، والخروج أو التحايل على القوانين ، بلا شك لا يرضي الله، فهذه القوانين ما وضعت إلا لراحة الحجاج وتسهيل حجهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم ، فحين يأتي من ينتهكها وهو يعلم ، فهو دون ريب يساهم في الإضرار بحسن سير العمل ، ويرهق القائمين عليه ، فبدلاً من أن يكون عوناً صار فرعوناً ! ولو طُبِّقت بحقه أقصى العقوبات فقليل.

للأسف ، كثيرون يتباهون بتحايلهم على الأنظمة ويعتبرونه ذكاءً خارقاً ، ولم يعلموا أنه إساءة لأنفسهم ووطنهم ،وأقل ما يصنّفوا تحته أنهم من المتواطئين ضدّ الوطن هذه الحقيقة، في حين أن كثيراً منهم كما قلت غافلون ، ويعتبرون أنفسهم أذكياء ولا يرون في ذلك ما يمسّ الوطن وإنما هم حققوا حِجة إضافية،لا يهمهم بأي طريقة كانت للأسف ، ومسألة التصريح مسألة شكلية في نظرهم لا تمسّ الناحية الدينية، وقد أفتى العلماء بأنه لا يجوز حج بلا تصريح ،وأن الحج آداب وقيِّم وأخلاقيات ،ومن أبسطها الالتزام بتعليمات الدولة وقوانينها ،وإجبار من هم تحت رعايتنا وكفالتنا بالالتزام بها ، وقد قرن الله عزّ وجلّ الحج ب (الاستطاعة ) ،وعفى عزّ وجلّ عمن لم يستطع ، والاستطاعة لا تأتي (بالتحايل والتضليل) ،فالحمدلله أن أكرمنا الله بهذه البلاد ،وأكرمها باستضافة ضيوف الرحمن الذين هم ضيوف كل مواطن ومواطنة، علينا أن نحرص كل الحرص على راحتهم ،وإفساح المكان لهم ،ومساعدة الجهات المختصة في القضاء على وسائل التحايل والحج دون ترخيص ،ونقل العمالة غير النظامية وتسهيل مرورهم من هنا وهناك ،فالأمن والأمان الحمد لله مستقر ومحقق بفضل الله ثم بفضل قيادة حكيمة ورجال مخلصين في الجهات المعنية لكنهم يجاهدون ويتعبون ،وحقهم علينا أن نشاركهم وأن نقوم بدورنا في حماية الوطن من العبث والعابثين بأمنه واستقراره ، وألا نمد لهم يد العون ونحن غافلون. دعونا نكون أهلاً لهذا الوطن المعطاء الذي له حقوق علينا كبيرة من أبسطها الدفاع عنه وحمايته من المستهترين والمستغلين سواء سعوديين أو مقيمين، وأن نطبِّق المقولة التي نردّدها دوماً : (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه) ،

فالوطنية الحقّة تتطلب منا أن نساهم في خدمة وطننا وحمايته وأمنه والوقوف بجانب رجال الأمن ومساعدتهم في السيطرة على كل مامن شأنه عدم المساس بالأمن أو الاستهتار به، ولنضمن صلواتنا وأيامنا الفضيلة هذه التي أقسم بها الله عزّ وجلّ ،كل ما ينفعنا وينفع الوطن من أعمال طيبة ودعوات صادقة : أن يحفظ الحجاج ويتم حجهم بخير وسلام ،ويحفظ وطننا وقيادتنا ورجال أمننا، والقائمين على خدمة الحجيج ،ويوفقهم ويجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً، وموسماً ناجحاً موفقاً بإذن الله. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)

@almethag

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة الأزهر: مشهد الوقوف بعرفات في القرآن صورة رمزية للحشر

قال الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، إن القرآن الكريم عبّر عن الركن الأعظم في الحج، وهو الوقوف بعرفات، ببلاغة مدهشة واختزال معجز فى قوله تعالى: "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام"، مشيرًا إلى أن هذه الآية الكريمة لم تذكر مشهد الصعود إلى عرفات، ولا الذكر والدعاء هناك، رغم عظمته، لكنها ركّزت فقط على لحظة الإفاضة، وهي الرجوع، لأن هذه الكلمة الواحدة تختزن كل المشهد، وتمثل ذروة التعبير البياني في كتاب الله.

ولادة أول طفل على جبل عرفات لأم من توغو في الركن الأعظم للحجشاهد.. خطبة الشيخ الشعراوي على جبل عرفات

وأوضح رئيس جامعة الأزهر الشريف، خلال تصريح تليفزيوني، أن كلمة "أفضتم" لا تعني مجرد الانصراف، بل تعكس حركة جماعية تشبه الفيضان، وهو تصوير دقيق ومُعبر عن مشهد الحجيج وهم ينحدرون من عرفات على اختلاف منازلهم وطرقاتهم، في مشهد يذكّرنا بيوم الحشر حين يُبعث الناس من قبورهم، وهذا من أبلغ صور التذكير بالآخرة في رحلة الحج.

وأضاف أن ترك الذكر والدعاء في عرفات دون ذكر في النص القرآني كان مقصودًا، لأن الناس لا يغفلون عنه هناك، بينما يحتاجون للتذكير بالذكر في المشعر الحرام حيث يغلب عليهم التعب وقد تفتر الهمم، فجاء الأمر الإلهي ليحفز القلوب حتى في لحظات الفتور.

وأشار إلى أن لباس الإحرام نفسه يحمل رمزية عظيمة، فهو تذكير للمؤمن بتجرده من الدنيا كما ولد أول مرة، وأنه سيُكفّن كذلك في ثوبين أبيضين، تمامًا كما وقف بين يدي الله في هذه الرحلة، مجردًا من كل شيء سوى قلبه وأعماله.

وتابع: "الحج ليس مجرد طواف وسعي ووقوف، بل هو رحلة إلى الله، يتذكر فيها الإنسان المبتدأ والمنتهى، فيتجدد الإيمان وتلين القلوب وتسمو الأرواح، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحج عرفة»، فهو لحظة تجردٍ تام بين يدي الله، تذيب الفوارق وتستنهض الوجدان نحو الآخرة، فيرجع الحاج كيوم ولدته أمه".

طباعة شارك جامعة الأزهر رئيس جامعة الأزهر الوقوف بعرفات جبل عرفاات يوم عرفة

مقالات مشابهة

  • أمير نجران يكرّم المشاركين في موسم الحج لهذا العام
  • آداب الرجوع من الحج.. الإفتاء توضح
  • هل الموت في الحج حُسن خاتمة؟ .. أمين الفتوى يوضح
  • إنزاجي: علينا مواجهة سالزبورج بنفس القوة التي كنا عليها أمام ريال مدريد
  • ماذا بعد الحج؟.. روشتة شرعية للعائدين من المشاعر المقدسة
  • رئيس جامعة الأزهر: مشهد الوقوف بعرفات في القرآن صورة رمزية للحشر
  • ما يجب على أهل مات ولم يحج مع أنه كان ميسور الحال؟.. الأزهر يجيب
  • شاهد بالفيديو.. سيدة سودانية تنهار بالبكاء على الهواء: (زوجي تزوج من مطربة شهيرة كانت تجمعه بها علاقة غير شرعية وأصبحت تصرف علينا بأموال الحرام ومن أموال المبادرات التي تطلقها)
  • الإفتاء: الإكثار من الصلاة على النبي عبادة عظيمة وأقرب القربات إلى الله
  • عبادة سهلة تدل على حسن إسلام العبد.. تعرف عليها