لأن «الاقتصاد هو محرك أى نشاط إنسانى»، حسبما يشير الخبراء، فإنه يلعب دوراً كبيراً أيضاً فى عملية تشكيل عالم متعدد الأقطاب بعيداً عن النظام أحادى القطبية الذى سعت الولايات المتحدة الأمريكية لتأسيسه وتعزيزه عقب انهيار الاتحاد السوفيتى ودول الكتلة الشرقية.

«منجى»: الاقتصاد أحد العوامل الأساسية فى إعادة تشكيل العالم و«التعددية» تعمل على تدشين نظام جديد قائم على الاندماج بين الدول المتقدمة والنامية

هذا ما يؤكده مثلاً الدكتور منجى على بدر، المفكر الاقتصادى والوزير المفوض، الذى يشير إلى أنه بعد أكثر من ثلاثة عقود من الجهود الأمريكية لتأسيس وتعزيز نظام دولى أحادى القطبية، نشهد علامات تدهور النظام الدولى المتمركز حول أمريكا وتشكيل نظام دولى جديد، فالشواهد والوقائع وتطورات المستجدات العالمية تؤكد أن النظام العالمى الذى تريد واشنطن تعزيزه بدأ يترنح، فى حين تعمل بكين وموسكو على تغيير هذا النظام ليكون متعدد الأقطاب.

ويضيف «منجى»: يتصاعد الحوار حول دور الاقتصاد فى النظام الدولى، وفى ظل زيادة التحدى للقوة الأمريكية من قوى أخرى منافسة وخاصةً روسيا والصين لا سيما فى ظل تراجع قدرة واشنطن على إقناع حلفائها بدعم الموقف الأمريكى، ودخول العالم فى مرحلة جديدة من التعددية القطبية، تدرك القيادة الصينية جيداً الفوائد التى يمكن أن تعود على بكين من التحولات القائمة على الصعيد الجيوسياسى.

وقدمت فكرتها الشاملة الجديدة إلى المسرح العالمى وركزت قبل عقد من الزمن على الهياكل الإقليمية، مثل «مبادرة الحزام والطريق» التى نجحت فى جذب 149 عضواً، والبنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية الذى يضم 106 أعضاء، ويضم معظم الدول الأوروبية مع كندا، وأيضاً تركيز الصين نحو المبادرات الدولية المشتركة، بما فى ذلك «بنك التنمية الجديد» ومجموعة «بريكس» التى توسعت عضويتها فى القمة الأخيرة إلى 10 دول.

ولفت «منجى» إلى أن «التعددية القطبية»، التى تجرى محاولات لتشكيلها فى العالم حالياً، «تعمل على تدشين نظام اقتصادى جديد قائم على الاندماج بين الدول المتقدمة والنامية، وهو الأمر الذى من شأنه تضييق الفجوة الاقتصادية بين الدول المتقدمة والنامية أو الناشئة، كما حرصت التعددية القطبية على تبنى سياسة الوفاق والتعاون لنهضة الدول ما سينتج عنه نظام عالمى أكثر عدالة ونهوض الدول النامية».

وتابع «منجى» موضحاً: إنه نظام اقتصادى جديد يسمح بتدخل الدولة لضبط الإيقاع الاقتصادى مثل حالة الصين، وروسيا، والهند، والبرازيل (المجموعة المؤسسة لتجمع بيركس) ويخدم مصالح الدول، ويتبقى تدشين النظام العالمى الجديد بأقطابه المتعددة وتحالفاته الجديدة رهن التكاتف الفعلى لإنهاء الصراعات والنزاعات على مستوى العالم بأكمله، كما توقّع خبراء من المنتدى الاقتصادى العالمى «دافوس» فى سويسرا فى يناير الماضى أن يتم تدشين نظام عالمى جديد متعدد الأقطاب خلال السنوات العشر القادمة، وفى المستقبل القريب ستكون هناك تكتلات متعددة تتنافس على حكم العالم، وسيتعين على هذه التكتلات أن تتعايش معاً بسلام.

وأضاف: إن الاقتصاد يقود العالم ويمثل أحد العوامل الأساسية فى إعادة تشكيل العالم من أحادى إلى متعدد الأقطاب وأيضاً إعادة تدشين منظمات اقتصادية جديدة على شاكلة صندوق النقد الدولى والبنك الدولى ومنظمة التجارة العالمية.

«سلامة»: مُحرك أى نشاط إنسانى والولايات المتحدة لم تعد القوة الوحيدة عالمياً باعترافها أن الصين منافسها الأساسى

ومن ناحيته، أكد الدكتور رائد سلامة أن الاقتصاد هو محرك أى نشاط إنسانى، ولذلك فهو يلعب الدور الأهم فى مجال المنافسة بين الأقطاب التى تسعى للسيطرة على مناطق النفوذ بالعالم كأداة لتلك السيطرة، وكهدف مباشر لتعزيزها وتنميتها.

وتابع: من المهم فى هذا السياق أن نتأمل فى الأسس التى يجرى التنافس بناء عليها وآليات العمل التى انتهجتها القوى البازغة التى تسعى للعب أدوار مؤثرة سواء على المستوى الدولى أو المستوى الإقليمى.

وأشار «سلامة» إلى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفيتى، سادت أسس الاقتصاد الحر بمفهومه المتطرف الذى فتح الباب أمام مجتمعات عديدة لاتباع آليات السوق بلا ضوابط وعادت إلى الواجهة تطبيقات طروحات مدرسة اقتصادية تقليدية، مثل مدرسة شيكاغو إلى أن أتت الأزمة المالية العالمية فى 2008 لتثبت نتائجها مدى هشاشة الأسواق وتأثيرها السريع والمدمر بعضها على بعض، ليعود العالم مرة أخرى لطروحات مدرسة جون مينارد كينز والمدرسة ما بعد الكينزية وكان أهم ممثليها العالم الأمريكى الراحل هايمان مينسكى الذى حذر من مساوئ الأسواق المالية الأمريكية والفقاعات التى تتولد عنها.

وتابع: «فيما بعد الأزمة المالية فى 2008، بدأ نجم الصين فى الصعود رغم ما مرت به من أزمات عابرة تجاوزتها بفضل إنجازات هائلة تم بناؤها على مهل وفى تؤدة شديدة، وقد استعانت بمفاهيم اقتصاد السوق الاجتماعى، لتطرح الصين نفسها كلاعب هام على الساحة الدولية، بالإضافة إلى ظهور قوى إقليمية أخرى كإيران وروسيا والبرازيل وجنوب أفريقيا والهند رغم مرورها هى أيضاً ببعض الأزمات».

وأشار «سلامة» إلى أنه فى هذا السياق، تطورت منظومة البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا)، ثم منظومة دول شنغهاى، فبدأ التعاون الاقتصادى بين دولها فى الظهور لكن على استحياء ما لبث إلا وقد تحول مع التغيرات الجيوسياسية الدولية إلى دور أكثر أهمية فى الصراع من خلال استخدام أدوات تعاون اقتصادية بالأساس، لينتهى الأمر مع بداية هذا العام بتوسيع عضوية بريكس لتضم دولاً أخرى تتمتع بأدوار إقليمية هامة، مثل مصر والسعودية.

لم تعد أمريكا إذن هى القطب الأوحد فى العالم الجديد باعترافها بأن الصين هى منافسها الأساسى، خصوصاً أن الصين قد أحكمت نفوذها من خلال تحركات مباشرة على مناطق نفوذ بعينها تتحكم بموجبها فى حركة التجارة العالمية حين انتهجت نهج دبلوماسية القروض كما حدث فى سيطرتها على ميناء هامبانتوتا فى بقعة بالغة الأهمية أعلى المحيط الهندى ومن خلال تحالفات اقتصادية أخرى مع إثيوبيا وإيران.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أمريكا روسيا الصين الحرب بين موسكو وكييف متعدد الأقطاب إلى أن

إقرأ أيضاً:

أندرويد 16.. كل ما تحتاج معرفته عن التحديث الجديد من جوجل

- جوجل تعلن عن أندرويد 16 لمنافسة آبل- مجموعة من التحسينات تصل أندرويد 16- قائمة الهواتف المتوافقة مع أندرويد 16- كيفية تنزيل أندرويد 16؟

في اليوم التالي لإعلان آبل عن تحديث iOS 26، أصدرت جوجل نظام التشغيل الجديد الخاص بها أندرويد 16، ومع ذلك، فإن التحديث الأولي يدعم مجموعة محدودة من الأجهزة، التي تقتصر أساسا على أجهزة بيكسل فقط. 

يمثل إطلاق Android 16 أحد أقدم إصدارات البرمجيات التي شهدها النظام في السنوات الأخيرة، ما يشير إلى تركيز جوجل المتجدد على تسريع جداول تحديثات النظام لمستخدميها. 

جوجل تبدأ إطلاق نظام أندرويد 16 بتحسينات كبرى.. اعرف الميزات الجديدةأندرويد 16 يقترب.. هواتف فيفو وiQOO المرشحة للحصول على التحديث

يقدم أندرويد 16 مجموعة من التحسينات التي تشمل سهولة الوصول، الأمان، والإنتاجية، بالإضافة إلى هذه التحسينات الوظيفية، يتضمن التحديث أيضا تجديدا بصريا، حيث يبني على لغة التصميم المتطورة Material 3 Expressive من جوجل. 

ومن المقرر أن يتم تنفيذ هذا التصميم المتجدد عبر النظام في الأشهر المقبلة، ليقدم للمستخدمين واجهة أكثر حداثة وتماسكا، قبل أن نغوص في الميزات، إليكم قائمة الهواتف الذكية المتوافقة مع أندرويد 16.

قائمة الهواتف المتوافقة مع أندرويد 16

تظل سلسلة هواتف بيكسل هي الأولى في تلقي أحدث إصدارات أندرويد، وهو ما يعد نقطة بيع رئيسية لأولئك الذين يتطلعون إلى تجربة أحدث ميزات النظام قبل باقي الأجهزة التي تعمل بنظام أندرويد. 

من المتوقع أن تبدأ الشركات الأخرى مثل سامسونج، ون بلس، وشاومي، في طرح تحديثات أندرويد 16 في الأشهر القادمة بعد تخصيص النظام ليناسب أجهزتها وواجهاتها البرمجية، تشمل قائمة الهواتف المتوافقة:

Pixel 6
Pixel 6 Pro
Pixel 6a
Pixel 7
Pixel 7 Pro
Pixel 7a
Pixel 8
Pixel 8 Pro
Pixel 8a
Pixel 9
Pixel 9 Pro
Pixel 9 Pro XL
Pixel 9 Pro Fold
Pixel 9a
Pixel Fold
Pixel Tablet

كيفية تنزيل أندرويد 16؟

ببساطة، أي مستخدم يمتلك جهاز بكسل 6 أو أحدث يمكنه الحصول على التحديث، سيتم إرسال التحديث تلقائيا عبر إشعارات التحديثات عبر الهواء OTA، مما يضمن انتقالا سلسا إلى أحدث إصدار من النظام دون الحاجة إلى التنزيل اليدوي أو التثبيت المعقد، يمكن لمستخدمي بيكسل الذين يتطلعون إلى تحديث أجهزتهم اتباع هذه الخطوات البسيطة:

- افتح تطبيق الإعدادات على جهاز بكسل.

- مرر لأسفل وحدد "النظام".

- اضغط على "تحديث البرنامج".

- تحقق من التحديثات المتاحة.

- إذا ظهر أندرويد 16، قم بتنزيله وتثبيته.

- بعد اكتمال التثبيت، أعد تشغيل جهازك للبدء في استخدام أندرويد 16.

ميزات أندرويد 16 الجديدة

مع أندرويد 16، تواصل جوجل تحسين تجربة الهاتف المحمول، مع التركيز على قابلية الاستخدام، الخصوصية، والأداء، وهي عوامل أساسية في سوق الهواتف الذكية الذي أصبح أكثر تنافسية. 

بالنسبة لمستخدمي بكسل، انتهت فترة الانتظار، حيث يبدأ الإصدار الجديد في الوصول إلى الأجهزة في جميع أنحاء العالم.

من بين أبرز الإضافات هي "التحديثات الحية"، وهي ميزة جوجل للرد على خاصية الأنشطة الحية في هواتف آيفون.

من خلال هذه الميزة، يمكن للمستخدمين رؤية التحديثات الحية مثل حالة طلبات الطعام أو خدمات النقل مباشرة على شاشة القفل. 

يتم عرض هذه المعلومات في فقاعة شكلها كبسولة بجانب الوقت، مما يسمح للمستخدمين بمراقبة التقدم دون الحاجة إلى فتح التطبيقات المعنية مرارا وتكرارا. 

تعد هذه الميزة مفيدة بشكل خاص للأجهزة التي تحتوي على شاشات دائمة العرض، مما يجعل من السهل متابعة المعلومات بسرعة.

تحسين آخر كبير يتمثل في "الحماية المتقدمة"، التي تهدف إلى تعزيز سلامة المستخدم في عالم رقمي يتزايد فيه التهديدات. 

تم تصميم هذه الميزة الأمنية لحماية المستخدمين من عمليات الاحتيال عبر الإنترنت ومنع التسلل من التطبيقات الضارة. 

سيقوم أندرويد 16 بتنبيه المستخدمين عند محاولة الوصول إلى مواقع إلكترونية غير آمنة أو عند اكتشاف نشاط مشبوه، مما يضيف طبقة حماية إضافية مع تطور التهديدات.

كما تعمل جوجل على تحسين التوافق بين التطبيقات عبر أنواع الأجهزة المختلفة، مع "التطبيقات التكيفية عبر الأجهزة"، يتجه أندرويد 16 بعيدا عن النهج الذي يقتصر على الهواتف المحمولة فقط. 

ستتكيف التطبيقات الآن تلقائيا مع أحجام الشاشات المختلفة، مما يوفر تجربة أكثر سلاسة على الأجهزة القابلة للطي والأجهزة اللوحية. 

هذا التحديث مهم بشكل خاص للأجهزة القابلة للطي، مما يضمن أن التطبيقات تتكيف مع الشاشات الأكبر والأكثر مرونة، وهي ميزة طالما طالب بها المستخدمون والمطورون على حد سواء.

من الناحية البصرية، يقدم أندرويد 16 تحديثا ملحوظا، تشمل التغييرات التصميمية البسيطة تحديث أنماط الخطوط، وزيادة دائرية في أيقونات التطبيقات، وإعادة تصميم قائمة الإعدادات مع ألوان جديدة تميز الأقسام المختلفة. 

كما تم إعادة تصميم عناصر التحكم في الوسائط، مما يعطي واجهة المستخدم مظهرا عصريا ومتناسقا مع لغة التصميم المتطورة من جوجل.

بالإضافة إلى ذلك، سيستفيد مستخدمو بكسل 8a والأجهزة الأحدث من مؤشر صحة البطارية الجديد، مشابه لما يقدمه مستخدمو آيفون منذ فترة. 

توفر هذه الميزة معلومات مفصلة حول حالة البطارية الحالية للجهاز، بما في ذلك تقديرات عمرها الافتراضي واقتراحات بشأن متى قد يكون من الضروري استبدالها.

طباعة شارك أندرويد 16 إطلاق Android 16 التحديث الجديد من جوجل ميزات أندرويد 16 الجديدة

مقالات مشابهة

  • هذا ما وصل إليه الإنفاق العالمي على الأسلحة النووية العام الماضي
  • غروندبرغ في مجلس الأمن يقر بتعثر المفاوضات في اليمن وصعوبة الأوضاع الاقتصادية "نص الإحاطة"
  • خبير استراتيجي: انفجار الأوضاع في فلسطين دليل على إفلاس النظام الدولي
  • نظام غذائي ذكي لطلاب الثانوية العامة..طاقة وتركيز في موسم الامتحانات
  • مشعر عرفات فى ثوبه الجديد.. تطويرات ميدانية استعدادًا لمواسم الحج
  • هدوء ما قبل العاصفة: الاقتصاد العالمي على مفترق طرق..!
  • «معلومات الوزراء»: 3 تحولات أساسية تُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي مستقبلًا
  • الوزراء: ثلاثة تحولات أساسية تُعيد تشكيل الاقتصاد العالمي
  • أندرويد 16.. كل ما تحتاج معرفته عن التحديث الجديد من جوجل
  • أستاذ اقتصاد : استقرار الأوضاع الاقتصادية والأمنية يجذب المستثمرين لمصر