لجريدة عمان:
2025-05-19@14:36:52 GMT

الحج.. رمز الوحدة والمساواة الإنسانية

تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT

الحج.. رمز الوحدة والمساواة الإنسانية

تعيش الأمة الإسلامية هذه الأيام أعظم مواسمها الدينية، وهو موسم الحج الأكبر الذي يؤكد فيه المسلمون وحدانية الله سبحانه وتعالى عندما يقفون بين يديه في صعيد واحد على اختلاف أشكالهم وألوانهم وأعراقهم يلبون تلبية واحدة تخرج من أعماقهم «لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك».. يقفون جميعا على قدم المساواة أمام خالقهم يطلبون الرحمة والمغفرة، ويسعون للتطهر من كل أوزارهم والعودة بصفاء الخلق الأول.

. يقول أبو حامد الغزالي: «الحج هو تذكرة دائمة للمسلمين بوحدتهم وأخوّتهم، وتجديدٌ لميثاق الإيمان والتوحيد».

ورغم أن الحج أعظم المواسم الدينية عند المسلمين إلا أنه يتجاوز في دلالته الطقس الديني ليعبر بشكل واضح عن مفهوم الوحدة الإنسانية.. فعندما يلبس الحجاج لباس الإحرام، يتجردون من مظاهر الدنيا ومادياتها، ويلبسون لباساً واحداً لا يميز بين غني وفقير، بين قوي وضعيف، فتتجلى المساواة المطلقة بين البشر، والإحرام كما يراه العلماء هو تجسيد حي لمبدأ المساواة أمام الله، حيث يتجرد الإنسان من كل ما يملكه ليعود إلى أصله الفطري كإنسان.

إن اللحظة التي يقف فيها الملايين من المسلمين جنباً إلى جنب في عرفات، متضرعين إلى الله، هي رسالة قوية بأن الوحدة والسلام يمكن تحقيقهما إذا ما تجاوز الإنسان الفوارق المصطنعة ونظر إلى جوهره الإنساني.. وهذه النظرة للحج هي نظرة فهم حقيقتها الجميع من المسلمين ومن غير المسلمين يقول المهاتما غاندي: «الحج في الإسلام هو رسالة سلام ومحبة، فهو يذكر الناس بأنهم إخوة في الإنسانية، وأن السلام يبدأ من إدراك هذه الحقيقة». ومن هنا، يمكن للحج أن يكون مساحة لتوحيد الناس ونشر رسالة السلام والوئام بين جميع البشرية. إن لقاء المسلمين من مختلف الثقافات والخلفيات في هذه المناسبة يعزز التفاهم المتبادل والتعايش السلمي، ويؤكد أن الدين الاسلامي وسيلة للتقارب بين البشر وليس للتفرقة. وكما جاء في الحديث الشريف: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه».

إن في لحظة الوقوف بعرفات، وتلك الدعوات الصادقة التي تنطلق من أعماق القلوب، تكمن قوة روحية هائلة يمكن أن تلهم البشرية نحو السعي لتحقيق السلام والوئام. ففي هذه اللحظة، يدرك الإنسان ضآلة الفروقات التي يصنعها بنفسه، ويتوجه بقلبه وعقله نحو الله، طالباً الرحمة والمغفرة، ومتعهداً بنشر المحبة والسلام في كل مكان.

ويبقى موسم الحج شعيرة يرمز للوحدة الإنسانية والمساواة، وتجسيد حي للسلام الذي يحتاجه عالمنا اليوم بشدة.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

استدعاء المرشحين للخدمة العسكرية يرتكز على تحقيق المساواة والتوازن الترابي (مسؤول في الداخلية)

أكد محمد إدلمغيس، رئيس قسم بالمديرية العامة للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية، أن المعايير التي تم اعتمادها لاستخراج أسماء الشباب الذين يمكن استدعاؤهم لأداء الخدمة العسكرية لسنة 2025، ترتكز على تحقيق المساواة بين المواطنين، وضمان التوازن بين الجهات، وكذا على صعيد العمالات والأقاليم وعمالات المقاطعات والجماعات والمقاطعات المؤلفة لها.

وقال إدلمغيس في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه المعايير التي حددتها اللجنة المركزية للإحصاء الخاص بالخدمة العسكرية، والتي يرأسها قاض، رئيس غرفة بمحكمة النقض، وتضم ممثلين عن القطاعات الحكومية المعنية والمصالح والمؤسسات العسكرية والأمنية والمجالس الحقوقية والاستشارية وهيئات الحكامة، تتم بطريقة تلقائية وآلية، دون تدخل بشري، وتعتمد على معادلة حسابية أتوماتيكية.

وأبرز أنه تم خلال اجتماع اللجنة في 17 أبريل الماضي، استخراج لوائح أسماء الشباب المعنيين وإحالتها على مصالح العمالات والأقاليم وعمالات المقاطعات لطبع الإشعارات الخاصة بهؤلاء الشباب وتبليغها إلى أصحابها من أجل دعوتهم إلى ملء الاستمارة الخاصة بالخدمة العسكرية، لافتا إلى أن السلطات الإدارية المحلية قامت بالفعل في جميع عمالات وأقاليم، وعمالات مقاطعات المملكة بتوزيع هذه الإشعارات على الشباب المعنيين بها.

وذكر، في هذا السياق، بالإشادة السامية للقائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية في الأمر اليومي الموجه للقوات المسلحة الملكية بمناسبة الذكرى الـ69 لتأسيسها يوم 14 ماي الجاري، بما تحقق من إنجازات محمودة ضمن ورش الخدمة العسكرية، حيث وصف الملك هذا الورش بأنه مسار وطني نوعي يمكن الشباب المغربي من أداء واجبهم الوطني، ويمنحهم فرصة للانخراط في مؤسسة منضبطة تكرس قيم المثابرة والتضحية والانتماء، فضلا عن تمكينهم من تكوين مهني وتخصصات تفتح أمامهم آفاق الاندماج في سوق الشغل، والمساهمة في بناء ونهضة بلدهم ومجتمعهم معتزين بانتمائهم ومغربيتهم وأوفياء لملكهم وثوابت أمتهم.

من جهة أخرى، أوضح إدلمغيس أن الفئة العمرية المعنية بأداء الخدمة العسكرية هم الشباب الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و25 سنة، مشيرا إلى أن الشباب البالغين أكثر من 25 سنة المضمنة أسماؤهم في قاعدة البيانات الخاصة بالخدمة العسكرية، سواء سبق دعوتهم لملء استمارة الإحصاء خلال عمليات الإحصاء المجراة منذ سنة 2019 أو لم تسبق دعوتهم لذلك، يمكن أيضا استدعاؤهم لأداء هذا الواجب الوطني.

وأضاف أنه يمكن، كذلك، استدعاء الشباب الذين سبق إحصاؤهم وتم استدعاؤهم لأداء الخدمة العسكرية واستفادوا من الإعفاء المؤقت، مؤكدا أنه يمكن للشباب غير المدعوين لملء استمارة الإحصاء والمستوفين لشرط السن الذين يرغبون في التطوع لأداء الخدمة العسكرية، أن يقوموا خلال المدة المحددة لعملية الإحصاء (من 25 إلى 23 يونيو 2025)، بملء استمارة الإحصاء، بصفة تلقائية، عبر الموقع الإلكتروني الخاص بعملية الإحصاء المتعلق بالخدمة العسكرية (www.tajnid.ma).

وتابع بالقول إن نفس الإمكانية متاحة كذلك للشابات اللواتي يستوفين شرط السن المطلوب الراغبات في التطوع لأداء الخدمة العسكرية، وأيضا للشباب من الجالية المغربية المقيمة بالخارج الراغبين في أداء الخدمة العسكرية مع الحرص عند ملء استمارة الإحصاء بالموقع الإلكتروني على إدخال المعلومات الخاصة برقم تسجيلهم بالسجل القنصلي.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز الحج عن المريض غير القادر على السفر؟.. الإفتاء تجيب
  • استدعاء المرشحين للخدمة العسكرية يرتكز على تحقيق المساواة والتوازن الترابي (مسؤول في الداخلية)
  • ما حكم الوقوف بعرفة للحائض والجنب؟.. الإفتاء تجيب
  • المتحدثة باسم «الخارجية» الأميركية لـ«الاتحاد»: ملتزمون بدعم تدفق المساعدات الإنسانية لقطاع غزة
  • «حكماء المسلمين» يشارك بإطلاق وثيقة لدعم المسنين
  • آية الله خامنئي: تصريحات ترامب بشأن إيران لا تستحق الرد
  • وزير الخارجية الفرنسي لـ "الفجر": السلام الدائم لأوكرانيا لا يمكن تحقيقه إلا بقوة ردع فعالة
  • ماهي الأدوار المهمة التي يمكن أن يلعبها الإعلام في السودان في فترة ما بعد الحرب
  • التمييز الطبقي في اليمن.. يهدد النسيج الاجتماعي ويُقوّض قيم المساواة (تقرير)
  • التمييز الطبقي يهدد النسيج الاجتماعي ويقوض قيم المساواة في اليمن (تقرير)