هل المساعدات التي دخلت غزة عبر الرصيف الأميركي مجدية؟
تاريخ النشر: 11th, June 2024 GMT
أعاد إعلان برنامج الغذاء العالمي تعليق توزيع المساعدات عبر الرصيف الأميركي العائم في غزة أمس الاثنين التساؤلات بشأن جدوى الرصيف، ولا سيما مع تعطله بعد أيام من بدء عمله نتيجة الظروف الجوية وإعادة العمل فيه قبل يوم واحد من شن الاحتلال عملية النصيرات لاستعادة 4 محتجزين، فضلا عن أنباء بأن القوة الإسرائيلية المقتحمة استعملت الرصيف الأميركي.
وفي حين أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن عدد شاحنات المساعدات التي مرت عبر الرصيف لم يتجاوز الـ120 شاحنة وعدم وجود أي مساهمة مجدية له في ظل الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع شدد برنامج الغذاء أيضا على أنه استطاع تقديم وجبات غذائية محدودة الشهر الماضي شمال القطاع من المساعدات التي دخلت عبر الرصيف.
وطالب البرنامج بفتح معبري رفح وكرم أبو سالم لدخول المساعدات، معتبرا أن المعابر هي أفضل الطرق لدخول المساعدات إلى القطاع الذي يواجه ظروفا أشبه بالمجاعة.
كمية المساعداتوخلال مايو/أيار الماضي الذي عمل فيه الرصيف نحو 10 أيام قبل تعطله قالت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) إنها نقلت إلى شاطئ غزة 1005 أطنان مترية من المساعدات، منها 903 وصلت إلى مستودعات الأمم المتحدة في أنحاء القطاع.
وبمجرد تفريغ الشحنات يكون برنامج الغذاء العالمي هو المسؤول عن إرسال المساعدات إلى مستودعاته، حيث يتم بعد ذلك وضع المساعدات تحت تصرف وكالات الأمم المتحدة أو المنظمات غير الحكومية لتوزيعها.
لكن البرنامج أكد أنه اضطر إلى تخفيض الحصص الغذائية التي وزعها على نحو مليون شخص في غزة في مايو/أيار الماضي نتيجة القيود التي فرضها الاحتلال على المعابر البرية وتضاؤل المخزونات الغذائية.
وأشار إلى أن المساعدات التي وزعها الشهر الماضي شملت فقط الأطعمة المعلبة والوجبات المحضرة والبسكويت، ولم يتمكن من توزيع مواد غذائية تتيح للسكان تحضير وجباتهم.
وأكد برنامج الغذاء العالمي أن ظروف المجاعة التي عاشها سكان القطاع -ولا سيما في الشمال خلال الأشهر الستة الأخيرة- تتطلب دخول كمية أكبر من المساعدات ذات القيمة الغذائية العالية، والتي لا يمكن استيعابها إلا عبر المعابر البرية التي تعد الوسيلة الأساسية لدخول المساعدات.
وقبل يومين، أعلنت "سنتكوم" عودة عمل الرصيف البحري وتسليم نحو 492 طنا متريا من المساعدات الإنسانية، مشيرة إلى أنه "لم يطأ أي عسكري أميركي شاطئ غزة".
تكلفة البناءوعلى صعيد تكلفة إنشاء الرصيف الأميركي، أفادت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في أبريل/نيسان الماضي بأن بناء الرصيف كلف الولايات المتحدة نحو 320 مليون دولار، مرجحة حينها أن تنمو تكلفة التشغيل الفعلي للرصيف خلال الأشهر المقبلة.
ومع تعطل الرصيف بعد أيام من استخدامه قدرت صحيفة واشنطن بوست تكلفة الإصلاحات الضرورية بنحو 22 مليون دولار، مع إمكانية ارتفاعها إلى 28 مليونا.
وقد ذكرت واشنطن أن إنشاء الرصيف العائم ضروري "لتخفيف المعاناة الإنسانية في قطاع غزة"، ولتستخدمه المؤسسات الأممية والإغاثية لتأمين الغذاء لسكان القطاع.
تحذيرات أمنيةومع وصول أول شحنة مساعدات عبر الرصيف العائم في 17 مايو/أيار الماضي أكدت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) رفضها أي وجود عسكري لأي قوة كانت على الأراضي الفلسطينية، وسط تحذيرات من استخدام إسرائيل الرصيف لأغراض عسكرية.
وبعد عملية الاحتلال في مخيم النصيرات السبت الماضي أفادت مصادر فلسطينية بأن القوة الخاصة استخدمت الرصيف البحري لاقتحام المخيم، مؤكدة أن قوات الاحتلال توجهت إليه قادمة من طريق البحر، كما تسللت باستخدام شاحنة مساعدات.
من جهتها، أكدت مقررة الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز أن جنودا إسرائيليين وأجانب اختبؤوا داخل شاحنة مساعدات للدخول إلى النصيرات، وسط اتهامات باستخدام الرصيف المؤقت الأميركي المخصص لإيصال المساعدات أيضا.
ونفت واشنطن ذلك، قائلة إن الجيش الإسرائيلي استخدم منطقة "قريبة من الرصيف" لاقتحام المخيم.
واعتبر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن "الرصيف العائم كذبة إنسانية باعت من خلاله الإدارة الأميركية الوهم للرأي العام العالمي، واستخدمته غطاء لتجميل موقفها المنحاز والشريك للاحتلال"، مشيرا إلى أنه لو أرادت واشنطن تخفيف المأساة الإنسانية في غزة لضغطت على الاحتلال لفتح المعابر البرية وتسهيل دخول المساعدات.
وبلغ عدد شهداء الجوع في قطاع غزة نحو 32 شهيدا منذ بدء العدوان في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي -جلهم من الأطفال- وسط انتشار سوء التغذية والأمراض، فضلا عن عدم القدرة على علاج المصابين جراء منع دخول المساعدات الطبية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الرصیف الأمیرکی المساعدات التی برنامج الغذاء من المساعدات عبر الرصیف فی غزة
إقرأ أيضاً:
فيديو - مآسي القطاع تتواصل.. أمطار غزيرة تجتاح شوارع غزة وتقتلع خيام النازحين
وصف أحد النازحين المأساة قائلًا: "المياه غمرت جميع الخيام هنا. الأوضاع سيئة جدًا.. يضم هذا المخيم كبار سن ونازحين ومرضى".
اجتاحت الأمطار الغزيرة خيام النازحين في قطاع غزة، فيما هبطت عاصفة "بيرون" على القطاع الذي مزقته الحرب، لتزيد من معاناة آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف صعبة أساسًا.
وفي المخيمات، اختفت أقدام الأطفال الموشحة بالصنادل تحت المياه البنية العكرة، وتحولت أكوام القمامة والمجاري إلى شلالات جارية، فيما باتت خيام كثيرة مهترئة بعد الحرب التي استمرت عامين، ولا يجد سكانها مأوى بديلًا.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن سقوط قتلى ومفقودين نتيجة البرد وتداعيات المنخفض الجوي، وسط نقص حاد في المساعدات والإمكانيات.
ووصف أحمد أبو طه، أحد النازحين في خيمة على الشاطئ، المأساة قائلاً: "المياه غمرت جميع الخيام هنا.. الأوضاع سيئة جداً، لدينا كبار السن والنازحين والمرضى داخل هذا المخيم".
وأوضحت بلدية غزة أن غالبية الخيام تضررت بسبب الرياح والأمطار المتواصلة، مشيرة إلى أن فرق الإنقاذ تعمل بوسائل بسيطة ولا تملك آليات شفط المياه التي ارتفع منسوبها بشكل كبير.
Related واشنطن تكشف موعد نشر "قوة الاستقرار" في غزة.. ومنخفض قطبي يغرق خيام النازحينالأمطار تغرق خيام النازحين في غزة وإسرائيل تعتقل متضامنين أجانب في الضفة الغربيةشتاء غزة لم يعد كما كان.. كيف تركت الحروب المتتالية بصمتها على المناخ؟وأضافت أن "منازل انهارت على رؤوس ساكنيها جراء الأمطار والرياح، وأخرى مهددة بالسقوط بسبب المنخفض الجوي".
وفي السياق نفسه، كشف الدفاع المدني الفلسطيني عن تلقيه أكثر من 2,500 مكالمة استغاثة منذ بدء العاصفة، فيما يحذر النازحون من تدهور أوضاعهم الإنسانية مع استمرار الأمطار والبرد.
وأكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أن "البيئات الباردة والمكتظة وغير الصحية تزيد من خطر الأمراض والعدوى."
من جانبها، قالت منظمات الإغاثة الدولية إن إسرائيل لم تسمح بدخول كميات كافية من المساعدات إلى غزة، رغم الاتفاق على السماح بدخول 600 شاحنة يومياً ضمن هدنة يناير 2025.
وأوضحت COGAT، الجهة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، أنها أدخلت مؤخراً 260,000 خيمة وغطاء بلاستيكي وأكثر من 1,500 شاحنة بطانيات وملابس دافئة، بينما تشير المنظمات إلى أن الرقم الفعلي أقل بكثير.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة