بالصور.. الأطفال يطوفون حول الكعبة في محاكاة لمناسك الحج بالبيت المحمدي
تاريخ النشر: 12th, June 2024 GMT
حرص البيت المحمدي للتصوف على تعليم أطفال الكُتاب المحمدي مناسك الحج من خلال محاكاة الأفعال التي يقوم بها الحاج من الإحرام إلى الانتهاء من كافة المناسك، وردد الأطفال أدعية الحج وقاموا بالطواف حول الكعبة وشاهدوا أعمال الهدي والتضحية.
يأتي ذلك ضمن الأنشطة العلمية التي ينظمها البيت المحمدي بهدف غرس قيم الانتماء الديني لدى الأطفال والشباب وتبسيط الأمور الدينية لديهم، وترسيخ لما يحفظونه من قرآن في الكُتاب بتطبيق عملي يمكنهم من فهم الآيات والأحكام، وذلك بحضور الأستاذ الدكتور محمد مهنا أستاذ الشريعة والقانون بجامعة الأزهر وخادم البيت المحمدي، ولفيف من علماء الأزهر الشريف.
على صعيد آخر كان أقام البيت المحمدي مجلس تأبين لفضيلة العلامة مُحدث الأسكندرية الشيخ الصوفي محمد إبراهيم الكتاني رحمة الله، الأربعاء الموافق 5 يونيو 2024، عقب صلاة العصر مباشرة بحضور مجموعة من السادة العلماء.
وتشرف البيت المحمدي بالدعوة العامة على صفحته الرسمية على موقع الفيسلوك لحفل التأبين لفضيلة الشيخ محمد إبراهيم الكتاني، وذلك بحضور فضيلة الشيخ عبدالعزيز الشهاوي، وشيخ الشافعية بالأزهر الشريف الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، والمستشار الديني لرئيس الجمهورية الأستاذ الدكتور إبراهيم الهدهد، ورئيس جامعة الأزهر الاسبق فضيلة الدكتور فتحي حجازي، والوكيل العام للمشيخة العامة للطرق الصوفية ببني سويف الشيخ جابر البغدادي، والدكتور محمد مهنا الأستاذ بجامعة الأزهر، وخادم البيت المحمدي.
رحل محدث ومفسر الأسكندرية، الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد الباعث بن أحمد بن غنيم، يوم الأحد لموافق 26 مايو لعام 2024، عن عُمر يُناهز 78 عام، قضاها في خدمة العلم الشريف، يمتدد نسبه إلى سيد شباب أهل الجنة الإمام أبي عبد الله الحسين السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب- رضي الله عنهم وأرضاهم- من ابنته رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سيدة نساء العالمين، السيدة فاطمة الزهراء.
الميلاد والنشأة
ولد الشيخ الكتاني بمدينة الإسكندرية يوم الاثنين الأول من شهر يوليو سنة 1946 ميلادية، داخل بيت متواضعن لأب كان فقيهًا وشاعرًا وعالمًا بمختلف العلوم الشرعية، أما والدته فكانت متعبدة وكثيرة الصمت والذكر، بكاءة، زاهدة في الحياة الدُنيا، فنشأ بين والدين كريمين.
وقد دفعه والده إلى إلقاء خطبة الجمعة في عدة مساجد وأهو ابن ست عشرة سنة ، وكان شديد العناية بكل ما يصقل أداءه في هذا الدور العظيم في هذه السن المبكرة، ثم توفي والده عن عمر 73 سنة ، ويقع ضريحه بمسجده الشهير بالإسكندرية.
علم الشيخ محمد الكتانيكان الشيخ محمد ابراهيم الكتاني، فخر للإسكندرية، فقد كان مُكثر للدروس في مساجد الاسكندرية من شرح البخاري والشمائل وغيرهما، ولكنه لم يكن مُكثر في التأليف، فقد كتب، (إبراء الذمة بتحقيق القول حول افتراق الأمة)، وكان كتاب دقيق ونادر يُنقذ الشباب مما يُهدد الفكر الإسلامي، وقد عُرف شرقاً وغرباً، وله طُلاب في كل حدب وصوب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: البيت المحمدي البيت المحمدي للتصوف الحاج الإحرام المناسك جامعة الأزهر محمد مهنا الشیخ محمد إبراهیم الکتانی البیت المحمدی مجلس تأبین
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله.. أول من حمل لقب الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت
تحل في الثالث عشر من ديسمبر ذكرى وفاة أحد أعلام الفكر الإسلامي والتجديد الديني في العصر الحديث، الإمام الأكبر الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الشريف الأسبق، وأول من حمل لقب الإمام الأكبر، والذي ترك بصمة فكرية عميقة في مسيرة الأزهر، وأسهم إسهامات غير مسبوقة في تطوير الخطاب الديني، وترسيخ منهج الوسطية، والتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وُلد الشيخ محمود شلتوت بمحافظة البحيرة عام 1893م، في زمن شهد ميلاد عدد كبير من رواد الإصلاح الديني والفكري، ونشأ في بيئة علمية جعلته يتجه مبكرًا إلى طلب العلم الشرعي، حتى أصبح أحد أبرز علماء الأزهر الشريف في القرن العشرين.
رحل الشيخ شلتوت عن عالمنا عام 1963م عن عمر ناهز السبعين عامًا، بعد رحلة علمية وفكرية حافلة بالعطاء، شغل خلالها مناصب علمية رفيعة، أبرزها مشيخة الأزهر الشريف، وكان نموذجًا للعالم المجدد الذي جمع بين أصالة التراث ووعي العصر.
لم يقتصر دور الشيخ محمود شلتوت على الساحة المحلية، بل امتد إلى المحافل العلمية الدولية، حيث اختير عضوًا في الوفد الذي شارك في مؤتمر “لاهاي” للقانون الدولي المقارن عام 1937م، وقدم خلاله بحثًا علميًا مهمًا بعنوان: «المسؤولية المدنية والجنائية في الشريعة الإسلامية».
نال البحث استحسان المشاركين في المؤتمر، وأكدوا من خلاله صلاحية الشريعة الإسلامية للتطور ومواكبة العصر، واعتبارها مصدرًا أصيلًا من مصادر التشريع الحديث، لا تابعًا ولا مقتبسًا من القوانين الوضعية، وهو ما مثّل آنذاك شهادة دولية مهمة في زمن كانت تعاني فيه الأمة الإسلامية من الاستعمار والتشكيك في تراثها التشريعي.
يُنسب إلى الشيخ محمود شلتوت عدد من الأفكار التنويرية الجريئة، حيث كان من أوائل من نادوا بضرورة إنشاء مكتب علمي متخصص للرد على الشبهات المثارة حول الإسلام، وتنقية كتب التراث من البدع والخلط، وهي الدعوة التي مهدت لاحقًا لإنشاء مجمع البحوث الإسلامية.
كما دعا إلى تجديد الفقه الإسلامي من داخل أصوله، دون قطيعة مع التراث، مؤكدًا أن التجديد لا يعني الهدم، وإنما الفهم العميق للنصوص في ضوء مقاصد الشريعة ومتغيرات الواقع.
في عام 1958م، صدر قرار تعيين الشيخ محمود شلتوت شيخًا للأزهر الشريف، ليصبح أول من حمل رسميًا لقب الإمام الأكبر. وخلال فترة توليه المشيخة، بذل جهودًا كبيرة للتقريب بين المذاهب الإسلامية، وكان مؤمنًا بأن الخلاف المذهبي لا ينبغي أن يكون سببًا للفرقة أو الصراع.
كما أدخل لأول مرة دراسة المذاهب الإسلامية المختلفة في مناهج الأزهر، سعيًا لترسيخ ثقافة التعدد وقبول الآخر، والعمل على وحدة الصف الإسلامي.
شهد عهد الشيخ شلتوت صدور قانون إصلاح الأزهر الشريف عام 1961م، وهو من أهم القوانين المنظمة للأزهر في العصر الحديث، حيث توسعت الدراسة الأزهرية لتشمل العلوم الحديثة إلى جانب العلوم الشرعية، ولم تعد مقتصرة على التعليم الديني فقط.
كما أُنشئت في عهده كليات جديدة، وارتفعت مكانة الأزهر العلمية عالميًا، وتعزز دور شيخ الأزهر كرمز ديني وفكري له ثقله في العالم الإسلامي.
خلّف الإمام الأكبر محمود شلتوت تراثًا علميًا غنيًا، من أبرز مؤلفاته:
فقه القرآن والسنة
مقارنة المذاهب
القرآن والقتال
يسألونك (مجموعة فتاوى)
منهج القرآن في بناء المجتمع
القرآن والمرأة
تنظيم العلاقات الدولية في الإسلام
وقد تُرجمت العديد من مؤلفاته إلى لغات مختلفة، ما أسهم في نقل صورة الإسلام المعتدل إلى العالم.