د. مزمل أبو القاسم: مذبحة ود النورة.. وعار التبرير!
تاريخ النشر: 13th, June 2024 GMT
* إذا أقدم مجرمٌ على قتل مواطنٍ بريء يسكن بالقرب من أحد أقسام الشرطة، وأخفقت الشرطة في ضبط القاتل فإن المُلام عند هواة (ومحترفي) تبرير القتل هو الشرطة، لا القاتل المجرم!
* وإذا تعرّض منزل قريب من أحد أقسام الشرطة إلى السطو، وفشلت الجهات الأمنية في ضبط السارق فهي الملامة عندهم، لا المعتدي الأثيم.
* بمثل ذلك القول اللئيم، يبرر الدكتور علاء الدين نُقد؛ المتحدث الرسمي باسم (تقدم) مذبحة قرية ود النورة، التي أزهقت فيها مليشيات الدعم السريع الإرهابية أكثر من مائتي نفس زكية لمدنيين عُزَّل وقرويين مسالمين بدمٍ باردٍ، قصفاً بالمدافع ورمياً بمضادات الطيران، لا لشيء إلا لأن بعضهم رفضوا استباحة المجرمين للقرية، وحاولوا حماية أنفسهم وأعراضهم وممتلكاتهم، بحقٍ جوَّزته لهم كل الشرائع السماوية والقوانين الوضعية.
* يندفع المبرراتي الفاشل، (حليف الجنجويد المجاهر بدعمهم، المجتهد في تبرئتهم من جرائمهم المنكرة) في دفاعه المفضوح عنهم، بقوله: (ود النورة دي أي نعم مأساة كبيرة، لكن أيضاً السبب فيها الجيش، والتجييش والتحشيد والمقاومة الشعبية، في تلاتة فيديوهات واضحة جداً جداً، تقوم فيها الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني بتزويد المواطنين بالسلاح، ويضعونهم أمام الآلة العسكرية للدعم السريع)!
* إذا صحّ زعمه، وصدقنا أن الكيزان أحضروا السلاح ووزعوه على المواطنين، وصدقنا كذلك أنهم حرصوا على توثيق فعلهم بالفيديو ونشروه على الملأ، فسنسأله: هل سيبرر ذلك الفعل قتل غير المسلحين من أهل ود النورة.. وهل كان الأطفال الذين قتلتهم المليشيات (وتعدادهم 35) من بين حملة السلاح في القرية المنكوبة؟
* وهل كانت النساء اللواتي مزق الرصاص والمدافع أجسادهن الطاهرة من بين المسلحين والمستنفرين في ود النورة؟
* فعلت هذه المليشيات المثل، بل تفوقت على نفسها في الإجرام والوحشية عندما قتلت أكثر من 15 ألفاً من أبناء قبيلة المساليت في الجنينة وأردمتا وبعض نواحي ولاية غرب دارفور في بدايات الحرب، فهل كان أولئك الضحايا من المستنفرين؟
* هل كانوا يحملون سلاحاً وزعه عليهم الكيزان؟
* بعد الجنينة قتل المرتزقة آلاف المواطنين في ولاية الخرطوم، وهجروا الملايين من سكانها، واقتحموا المنازل وطرودا أهلها منها ونهبوها وسكنوها، وحدث ذلك منذ اليوم الأول للحرب في أحياء وسط الخرطوم والخرطوم 2 والعمارات والصفا وبري، فهل كان أولئك من المستنفرين؟
* وهل كان فيهم حملة للسلاح؟
* اجتاحت مليشيات الدعم السريع الإرهابية مئات القرى في ولاية الجزيرة، وقتلت واغتصبت وسلبت ونهبت وهجّرت وبغت وأذنبت، وكانت غالبية تلك القرى خاليةً من أي مستنفرين، ومنزوعة السلاح ولا يوجد بها جندي واحد من الجيش، ومع ذلك تعرض أهلها إلى أبشع تنكيل، فكيف سيفسّر فلنقاي الجنجويد كل تلك الجرائم البشعة؟
* كيف سيفسّر المذبحة التي ارتكبها المتمردون وقتلوا فيها أكثر من مائة مواطن في قرية الحُرقة المغاربة، التي تخلو تماماً من المستنفرين.. وكيف سيفسّر اجتياح قرية التكينة التي لم يكن بها حتى مسدس واحد، ولم تشهد أي دعوات للاستنفار، وكيف سيفسّر اجتياح المتمردين لقرية معيجنة وقتل 12 وجرح أكثر من 30 من موطني قرية لم يكن للجيش وجود فيها، ولم يكن بها سلاح ولا استنفار؟
* كيف سيعفي نقُد جناحهم العسكري من المجازر التي ارتكبها في قرى ود حسين الخوالد وأب قوتة والكشامر وود البصير ومريود وتنوب وغريقانة وقرى شبونات والدوحة وتباخة وأبو عدارة وود البلية والفريجاب وأم دوانة وأم عضام وأم جرس وقرى الحلاويين وغيرها من القرى الوادعة المطمئنة المسالمة التي أحالها القتلة إلى جحيم؟
* ومن أين سيأتي هذا الطبيب المُدلِّس لكل هؤلاء الضحايا بمستنفرين وسلاح كيزاني أثيم، كي يبرر به جرائم حلفائه، الذين نافسوا المغول والتتار والقرامطة في الوحشية والبربرية والولع بقتل الأبرياء وسحلهم وإذلالهم ونهب ممتلكاتهم؟
* على درب الطبيب (منزوع الإنسانية)؛ سارت رحاب مبارك، المحامية وعضو المكتب التنفيذي لمحاميي الطوارئ، عندما تكرمت بتخفيض عدد الضحايا إلى 109، ثم رفعته في البيان نفسه إلى 132، مع أن العدد الذي أوردته بنفسها في بيانها شارف على 140، وزعمت أن خمسة عشر من الضحايا ماتوا (غرقاً) لأنهم (سقطوا) في الكنار مع بداية الهجوم وغرقوا (وظهرت جثامينهم في الموية أمس)!! مثلما اجتهدت لتحميل الجيش وزر بعض المقتلة، بادعاء أن خمسة من أطفال ود النورة ماتوا نتيجة قصف جوي نفذه الجيش في اليوم التالي للمذبحة!!
* إذا قبلنا روايتها العجيبة، سنصدق أن الجيش يمتلك قذائف زكية، تنتقي الأطفال وحدهم، وتقتلهم بمعزل عن ذويهم الموجودين بقربهم، وقد استبان دجلها في عبارة: “الدعم السريع هجم على القرية بعد (المعركة)”، ولا ندري عن أي معركة تتحدث، لإن ما وقع في ود النورة كان (مذبحة).. لا (معركة)!
* لم يقصف الجيش قرية ود النورة مطلقاً ولم تكن هناك معركة بين الجيش والمتمردين في ود النورة كما زعمت رحاب، التي لم توضح لنا، هل حوت قرى الخروعة الجديدة والخروعة القديمة وتحاميد القديمة وعراق والقلعة وشكير وود الجترة مستنفرين أيضاً أم تم اقتحامها ونهبها وترويع أهلها وتهجيرهم (مزاج كدة ساي)، بعد أن أثبتت تلك الجرائم المروعة اضطراراً على المتمردين، نتاجاً لهول المجزرة وبشاعة المذبحة التي استعصت على الإنكار وصعُب الصمت عنها، فجاءت إدانتها كما ترون!
* إدانة خجولة وعامرةً بالكذب والتدليس والمراوغة ومحاولات رمي بعض أوزار المجزرة المروعة على الجيش، لتخفيف الجرم وتهوينه ومقاسمته مع جيش لا يتحرجون في إدانته اختلاقاً.. علماً أن (تقدم) نفسها لم تجرؤ على إدانة تلك المجزرة المروعة حتى اللحظة.. فما أعظم الجرم، وما أحقر الصمت.. وما أثقل عار التبرير!!
د. مزمل أبو القاسم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ود النورة أکثر من
إقرأ أيضاً:
رئيس البرلمان الإيراني مخاطباً رئيس الكنيست الإسرائيلي: أنتم مصدر خزي وعار للبشرية
قال رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف، إن “العالم يشهد أكبر إبادة جماعية في التاريخ على يد الكيان الصهيوني”، ووصف رئيس الكنيست الإسرائيلي بـ”المجرم ومصدر العار للبشرية”.
وجاءت تصريحات قاليباف رداً على إنكار رئيس الكنيست وجود مجاعة بين أطفال غزة، واعتباره ذلك “أخباراً مفبركة”.
وكتب قاليباف على منصة “إكس”: “العار لكم، هل خبراء الأمم المتحدة واليونيسف يكذبون، وأنتم فقط تقولون الحقيقة؟”، مستنداً إلى أربعة تقارير أممية تؤكد وقوع المجاعة والإبادة الجماعية في غزة، منها تقرير “تشريح الإبادة الجماعية” للمقررة الخاصة فرانشيسكا البانيزا، وتقرير بعنوان “العطش كسلاح” الذي يدين استخدام الجوع وندرة المياه كسلاح ضد الفلسطينيين، وفقاً لوكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”.
كما عرض قاليباف تقريراً حديثاً لـ”يونيسف” يحذر من أن غزة “تجاوزت عتبة المجاعة”، بالإضافة إلى تقرير من مفوضية حقوق الإنسان يدعو إلى “إنهاء الإبادة الجماعية الجارية”.
وكان قاليباف قد أثار غضب رئيس الكنيست الإسرائيلي خلال المؤتمر العالمي لرؤساء البرلمانات في جنيف، حين عرض صور طفلين فلسطينيين قتلا في غزة، ووصف إسرائيل بـ”نازيي القرن الـ21″، وأدت كلمة رئيس الكنيست إلى انسحاب وفود عربية وأجنبية من المؤتمر، كما وثق فيديو هذه اللحظة.
ترامب: على إيران تغيير نبرة تصريحاتها بشأن التفاوض مع الولايات المتحدة
صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن على طهران تغيير نبرة تصريحاتها حول التفاوض مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أن السلطات الإيرانية “لا تصرح بالصواب”، ما يدل على عدم استعدادها حتى الآن لجولة جديدة من المشاورات.
جاء ذلك بعد تصريحات وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي التي أكد فيها ضرورة أن تفسر واشنطن سبب هجماتها على إيران خلال المفاوضات، كما طالب بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بإيران، مع إبقاء إمكانية استمرار المفاوضات قائمة رغم التشكيك المتزايد في جدواها داخل إيران.
يُذكر أن العام الحالي شهد خمس جولات من المفاوضات بين الطرفين، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة، وسط تصاعد التوترات بعد الهجمات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية على منشآت نووية إيرانية.
الخارجية الأمريكية تصف مطالبة إيران بتعويضات عن الأضرار بمنشآتها النووية بـ”السخيفة”
رفضت وزارة الخارجية الأمريكية مطالبات إيران بتعويض الأضرار التي لحقت بمنشآتها النووية خلال الحرب التي دارت الشهر الماضي، ووصفتها بأنها “سخيفة”.
وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، تومي بيغوت، في إيجاز صحفي: “أي مطالب تعويضات مالية للنظام الإيراني من الولايات المتحدة سخيفة، لو كان لدى النظام نية حقيقية لتوفير الموارد أو تخفيف وطأة العقوبات، لكان توقف عن أنشطته المزعزعة للاستقرار وأوقف إنفاق الأموال على برنامجه النووي”.
وأضاف بيغوت أن الولايات المتحدة لا تزال مستعدة للجلوس إلى طاولة المفاوضات مع إيران، مشيراً إلى أن “الكرة الآن في ملعب طهران”.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قد طالب واشنطن بتفسير هجماتها على المنشآت النووية الإيرانية وتقديم ضمانات بعدم تكرارها، مع ترحيبه بمفاوضات مشروطة حول الملف النووي، رغم تنامي الشكوك داخل إيران تجاه المبادرات الدبلوماسية الأمريكية.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كان قد لوّح بضربات جديدة ضد المنشآت النووية الإيرانية إذا اعتقد أن طهران تسعى لإعادة بناء قدراتها النووية، بينما توعّد عراقجي برد حازم على أي اعتداءات متكررة.
شهد هذا العام خمس جولات من المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول الملف النووي، لكنها لم تسفر عن نتائج ملموسة، وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية وضربات أمريكية على منشآت نووية إيرانية.
آخر تحديث: 1 أغسطس 2025 - 14:29