مقتل لواء بالدعم السريع في معارك الفاشر ومذبحة تلوح بالأفق
تاريخ النشر: 15th, June 2024 GMT
السودان – أعلن الجيش السوداني مقتل قائد كبير بقوات الدعم السريع في معارك بالفاشر غرب السودان، وبالتزامن مع استمرار القتال بين الطرفين، بدأت الحرب تلفت انتباه المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية.
وقال الجيش السوداني، امس الجمعة، إنه قتل اللواء علي يعقوب جبريل وهو قائد قطاع وسط دارفور بقوات الدعم السريع خلال معركة في الفاشر.
وحتى الحين لم يصدر تعليق عن قوات الدعم السريع حول مقتل اللواء جبريل الذي يخضع لعقوبات أميركية.
يأتي ذلك في وقت أفادت منظمة أطباء بلا حدود بأن معارك الفاشر أسفرت عن مقتل 226 شخصا، مشيرة في بيان الليلة الماضية إلى أنه في الفترة بين العاشر من مايو/أيار و11 يونيو/حزيران “وصل إجمالي 1418 جريحا إلى مستشفى الجنوب وبعد إغلاقه إلى المستشفى السعودي، وتوفي منهم 226 شخصًا”.
ومن المرجح أن تكون حصيلة القتلى أعلى بكثير ولكن يصعب التأكد في ظل انقطاع خدمات الاتصالات وصعوبة إيصال مواد الإغاثة والمساعدات.
ومنذ أبريل/نيسان 2023، يشهد السودان حربا داخلية بين الجيش وقوات الدعم السريع، خلّفت نحو 15 ألف قتيل وحوالي 8.5 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتزايدت دعوات أممية ودولية لتجنيب السودان كارثة إنسانية قد تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى عدة ولايات.
من جهته، تبنى مجلس الأمن الدولي قرارا صاغته بريطانيا يدعو إلى انسحاب جميع المقاتلين الذين يهددون سلامة المدنيين وأمنهم في الفاشر.
ويشار إلى أن الفاشر هي آخر مدينة كبيرة في إقليم دارفور الشاسع بغرب السودان لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
وقد طالب مجلس الأمن الدولي برفع الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على مدينة الفاشر التي يسكنها 1.8 مليون نسمة وحث على الوقف الفوري للقتال في المنطقة.
ودعا الطرفين المتحاربين إلى السماح للمدنيين بالانتقال إلى أماكن أكثر أمنا داخل الفاشر وخارجها.
وقالت مندوبة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربارا وودوارد “أي هجوم على المدينة سيكون كارثيا. وقد أرسل هذا المجلس إشارة قوية إلى طرفي الصراع اليوم. هذا الصراع الوحشي الظالم بحاجة إلى أن ينتهي”.
ووافق المجلس على القرار بدعم من 14 دولة، فيما امتنعت روسيا عن التصويت.
وقالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن “اللحظة محفوفة بالمخاطر”.
وأضافت “سكان الفاشر محاصرون. تحيط بهم قوات الدعم السريع المدججة بالسلاح. ينفد الغذاء والماء والدواء وغيرها من الضروريات”.
وقالت إن “المجاعة تحكم قبضتها ويلوح في الأفق مزيد من العنف، بما في ذلك مذبحة واسعة النطاق”.
وحث مجلس الأمن الدولَ على الامتناع عن التدخل بما يؤجج الصراع وحالة عدم الاستقرار، وذكّر جميع الأطراف والدول الأعضاء التي تسهل نقل الأسلحة والمواد العسكرية إلى دارفور بضرورة الامتثال لتدابير حظر الأسلحة.
وتصف لجان جزاءات تابعة للأمم المتحدة الاتهامات بتوفير الإمارات دعما عسكريا لقوات الدعم السريعة بأنها اتهامات “موثوقة”، وهو ما تنفيه أبو ظبي بشدة.
وتقول الولايات المتحدة إن الطرفين المتحاربين يرتكبان جرائم حرب وإن قوات الدعم السريع والفصائل المسلحة المتحالفة معها ترتكب أيضا جرائم ضد الإنسانية وجرائم تطهيرعرقي.
ومن باريس، حث زعماء مجموعة السبع الجهات الخارجية على التوقف عن تأجيج الصراع في السودان الذي “يتدهور باستمرار مع تزايد أعداد الضحايا المدنيين”، وفقا لمسودة بيان قمة المجموعة.
وجاء في مسودة البيان “نحث الأطراف الخارجية على التوقف عن تأجيج الصراع، ونشجع جميع الجهات الفاعلة السودانية على الانخراط في حوار وطني يشمل المجتمع المدني السوداني برمته ويهدف إلى إعادة بناء المؤسسات المدنية والمفوضة لتحقيق التطلعات الديمقراطية للشعب السوداني”.
في السياق ذاته، حذّر برنامج الأغذية العالمي من أن موسم الأمطار الوشيك في دارفور وكردفان بالسودان قد يجعل الطرق غير صالحة لمرور الغذاء.
وقال في منشور على حسابه بمنصة إكس “هذا الأسبوع، وللمرة الثالثة خلال الشهرين الماضيين، عبرت قوافلنا من مدينة طينة في تشاد إلى دارفور محملة بما يكفي من الغذاء لـ160 ألف شخص”.
وأضاف البرنامج الأممي أن موسم الأمطار الوشيك في دارفور وكردفان بالسودان قد يجعل الطرق غير صالحة للمرور، “وبالتالي نعمل بشكل عاجل على توفير الغذاء مسبقا”.
المصدر : الجزيرة + وكالاتالمصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
والي شمال دارفور يكشف الكثير حول حصار الفاشر
متابعات – تاق برس- أكد والي ولاية شمال دارفور المكلف، الحافظ بخيت محمد، أن مدينة الفاشر ستظل عصية على قوات الدعم السريع رغم الهجمات المتكررة والمحاولات المستمرة لإسقاط المدينة.
وأشار إلى أن المدينة تعرضت لـ 223 هجومًا، بالإضافة إلى المناوشات اليومية من قبل الدعم السريع.
وأفاد أنه ورغم كثافة القصف العشوائي الممنهج وإطلاق المسيرات الانتحارية يوميًا من قبل الدعم السريع إلا أن الأوضاع الأمنية بالمدينة مستقرة وتتحسن بصورة مضطردة نحو الأفضل.
وأوضح أن الفاشر ستظل صامدة رغم المؤامرات التي يحيكها الأعداء والمتربصون بالوطن.
وكشف الحافظ عن خروج محطتي “شقرة” و”قولو” المصدرن الرئيسين لإمداد مدينة الفاشر بالإمداد المائي عن الخدمة تمامًا بسبب الدمار الذي أحدثته المليشيا بمصادر المياه بالمحطتين.
وتعتمد الولاية حاليًا على إمداد المياه للمدينة من الآبار الخاصة، وذلك بتوفير الوقود بجانب الآبار التي أهلتها المنظمات.
وأكد بخيت أن الحرب أثرت على القطاع الصحي بصورة كبيرة، مشيرًا إلى اغتيال قوات الدعم السريع لعدد من الكوادر الصحية أثناء تأدية واجبهم المهني والإنساني. كما تسببت هذه القوات في تدمير المستشفيات الحكومية والخاصة والمرافق الصحية المختلفة بالمدينة، ونهبت سيارات الإسعاف ومنظومات الطاقة الشمسية بعدد من المستشفيات الريفية.
وأوضح بخيت أن الدعم السريع قامت بمنع وصول الأدوية للمرضى والأغذية العلاجية للأطفال المصابين بحالات سوء التغذية بالمدينة بسبب الحصار الخانق المفروض عليها.
وأكد استمرار عملية تقديم الخدمات الصحية للمرضى وعدم توقفها رغم ندرة الأدوية، لكنها دون الطموح.
وقال بخيت إنه وبالرغم من هجرة الكوادر الصحية من مدينة الفاشر إلا أن هناك أعداد مقدرة من الكوادر الصحية آثرت البقاء من أجل تقديم الخدمات الصحية لأهلهم.
وشدد بخيت على ضرورة الإسراع في فك الحصار المضروب على الفاشر، معتبرًا إياه الحل الجذري الوحيد لكافة القضايا الإنسانية والصحية التي تعاني منها المدينة.
الدعم السريعالفاشرحصار الفاشر