نستكمل حديثنا اليوم مع وجهة نظر الإخوان الارهابية فى القضية التى سميت حينذاك بقضية سلسبيل، ففى ٥ فبراير ١٩٩٢ قامت مباحث أمن الدولة بالهجوم على الشركة، وتم القبض على ٣ متهمين أساسيين هم أصحاب الشركة ومركز الأمة للإدارة وهم خيرت وحسن مالك وطاهر عبدالمنعم، كما اعتقل على ذمتها مجموعة كبيرة من الإخوان المسلمين فى شتى محافظات مصر من بينهم جمعة أمين ومحمود عزت.

.. وترتب عليها أيضا أن أوقفت الحكومة تعاملها مع رجل الأعمال الإخوانى خالد عودة من خلال وقف مشروع كساء العاملين بالدولة، الذى كان مصنع عودة ينتج من خلاله ملابس الموظفين العاملين فى القطاع الحكومى، وخرج خالد عودة وقتها ليعلن أن مبارك كذب على المصريين عندما وعد بأنه لن يبيع القطاع العام.

تقول موسوعة الإخوان عزيزى القارئ نصاً «لقد انزعج نظام مبارك من الصوت العالى للإخوان فى الميدان الاقتصادى»، حيث شهد مستهل التسعينيات صراعاً بين الإخوان ومبارك على شرعية الإنجاز، ولم يأت التصادم من فراغ وإنما زادت وتيرته بسبب تطورات وعوامل محلية وخارجية وتفاعل النظام مع تلك التطورات من خلال مجموعة سياسات جديدة، أهمها التخلى عن سياسة احتواء المعارضة السياسية وصياغة تحالفات جديدة مع فئة رجال الأعمال، ويحلو لجماعة الإخوان أن تصور ما حدث فى شركة سلسبيل على أنه كان فزعاً من خيرت الشاطر بشكل شخصى، فطبقًا لهم كان لوضع الشاطر واحترافه التجارة وانضمامه لجماعة الإخوان ومهنيته العالية فى هذا المجال أن وجد منافسين له بقوة محسوبين على النظام الحاكم، وعمدوا إلى عرقلة مسيرته متذرعين بكونه عضواً فعالاً فى جماعة الإخوان المسلمين...ولذلك كانت كل الضربات توجه له ولشركاته تحت ذريعة انتمائه لجماعة محظورة، وكان لدخوله مجال الكمبيوتر (وهى تجارة لم تكن رائجة فى مصر فى هذا التوقيت)، أن أغرى كثيراً من رجال الأعمال المقربين من نظام مبارك لمنافسته فى هذا المجال الحيوى واستشعروا رغبة السوق فيه، ومن ثم إغراء النظام به.

نأتى إلى النقطة الأهم فى القضية، باعتراف الإخوان أنفسهم، تقول الموسوعة «تقدم الشاطر فى أكثر من مناقصة سواء فى الألعاب الأوليمبية أو بعض مناقصات الجيش المصرى»، وقد فزع نظام مبارك من كون أحد الإخوان المسلمين مطلعاً على الأمور العسكرية بهذه الدرجة، نلاحظ هنا اتهام جماعة الإخوان المسلمين صهر علاء مبارك رجل الأعمال مجدى راسخ بأنه كان وراء محاصرة خيرت الشاطر وإغلاق شركته وتعطيل مسيرته الاقتصادية، وتدلل على الأمر بأن ما حدث لم يكن إلا تصفية اقتصادية للرجل، فالقضية نفسها أغلقت بعد أحد عشر شهراً على لا شىء، وحكمت المحكمة للمتهمين بالبراءة، غير أنها أصدرت قرارا بإغلاق شركتى سلسبيل والأمة، لقد رصدت تقارير الجهات الأمنية أن شركة سلسبيل التى يملكها الإخوانى خيرت الشاطر قامت من خلال استعانة الجهات الأمنية السيادية بها فى تركيب وصيانة أنظمة الكمبيوتر بها، من الحصول على قواعد معلومات مهمة خاصة بهذه الشركة، وأن الاستعانة بهذه الشركة تمثل خطراً على الأمن القومى، وللحديث بقية

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإخوان الإرهابية مباحث أمن الدولة الاخوان المسلمين محافظات مصر الإخوان المسلمین

إقرأ أيضاً:

هل سيتعلم قادة “حزب الدعوة”من قادة”الاخوان المسلمين”في مصر !

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا : لقد أخترت “حزب الدعوة الإسلامية” في العراق نموذجاً كونه الحزب الاقدم والأقوى في حركات واحزاب الإسلام السياسي في العراق. والذي يفترض ان يفرض نموذجاً ناجحاً في ادارة الدولة والمجتمع ولكنه طرح اسوأ تجربة سياسية عرفها تاريخ العراق الحديث لانهم استندوا على فلسفة وثقافة العمل المعارض ولعقود تحت الارض . وبالتالي هو الذي يتحمل مسؤولية كبيرة عن كل الذي حصل في العراق مابعد عام ٢٠٠٣ من احتلال وفوضى وازمات ونكبات وسوء ادارة وفشل سياسي ودخول القاعدة وداعش وسقوط الموصل .. الخ .لانه الحزب الذي أصر على الصدارة في ادارة الدولة العراقية وقيادتها مابعد سقوط نظام صدام .وأصرَّ على تقليد نظام صدام بالكثير من الطباع والقرارات والممارسات . فذهب مسرعاً لرفع وتطبيق شعار ( ان لم تكن معنا فأنت عدونا ) فتم اقصاء وتسقيط جميع اصحاب الحقوق من معارضين وطنيين لنظام صدام حسين القمعي الديكتاتوري، وإقصاء المضطهدين من نظام صدام واصحاب الكفاءات والاختصاصات ، وإقصاء اصحاب الفكر والدراية والخبرة ، وأقصاء البعثيين النخب الذين لم يرتكبوا ذنبا وقمعاً ضد الشعب، وإقصاء المرأة المتعلمة والمثقفة والعالمة، ومطاردة العلماء والطيارين وقادة الجيش الوطني والخبراء في جميع الميادين . فتم إقصاءهم جميعا بقرار من حزب الدعوة وحلفائه . وفسخ المجال للبعثيين المخادعين والمجرمين اصحاب اللحى والخواتم، والى المزورين على انهم سجناء سياسيين ومظلومين، والى ارباب السوابق والفاشلين، ومن ثم إلى بقايا القاعدة، ثم إلى جماعة ” قادمون يابغداد ونجف ” جماعة خيام الاعتصام، ومن ثم إلى مشجعي وممولي وعشاق الدواعش، ناهيك عن فتح البلد على مصراعيها إلى إيران وتعطيل الزراعة والصناعة والصحة والتعليم والخدمات والكهرباء ووهب السوق العراقية مناصفة بين إيران وتركيا ! .والسكوت عن نشر المخدرات والشذوذ والإلحاد وعلب الليل والسياحة الجنسية والالحاد. والسكوت عن ثقافة الفاشينستات والحلوين . وضرب الإسلام المحمدي والمجتمع المسلم بالطائفية وضرب قلب العراق بمحاربة العروبة ومحاولة تغيير الانتماء ليكون طائفي وبالتالي تابع لإيران ( علما ان تأسيس التشيع هو العراق وهو التشيع العلوي العربي الذي يؤمن بوحدة المذاهب والطوائف وقوة الأوطان وليس تمزيقها ) !
ثانيا : أنا على المستوى الشخصي كتبت عدة مناشدات خلال السنوات الماضية إلى زعيم حزب الدعوة العراقي وهو السيد نوري مالكي وقلت له ( ليس عيبا إعلان المراجعة ، وليس عيباً الاعتراف بالفشل هنا وهناك ، وليس عيبا إعلان تجديد الحزب تماشيا مع المتغيرات في العراق والمجتمع والمنطقة والعالم ، وليس عيبا نهج الطريق الذي سلكه ” عبد الله غول وطيب اردوغان “عندما قفزا من سفينة نجم الدين أربكان زعيم حزب ” حزب الرفاه الإسلامي ” وخصوصا عندما تراجعت حظوظ حزب الرفاه شعبيا وسياسيا فأسسا حزب ( العدالة والتنمية الإسلامي ) باسقاط شبه علماني وبالفعل سجلا انتصارات سياسية وشعبية وتاريخية وانتهى حزب الرفاة الإسلامي !… وليس عيبا تغيير الوجوه وفتح المجال لكفاءات ودماء جديدة .. وكعادته نوري المالكي لم يرد على غير الدعوچية القح( ومثلما سلمته دراسة في ٢٨ / ١- ٢٠١٤ عن طريق المرحوم عدنان الاسدي وحذرت فيها من قدوم موجه أرهابية على العراق سوف تسقط محافظة الموصل ومحافظات اخرى وربما تسقط النظام – وتيقنت ١٠٠٪؜ ان السيد الاسدي سلمها باليد إلى نوري المالكي ! ) وايضاً لم يرد وعندما لم يرد قدمت الدراسة تلك بمحاضرة في المعهد العالي في وزارة الداخلية وامام جميع قيادات وزارة الداخلية( والأشرطة مسجلة) في الوزارة وحذرت من تنظيم داعش بالاسم !
ثالثا : وها هي النتيجة فحزب الدعوة وتنظيمات الإسلام السياسي في العراق من فشل إلى فشل، ومن نكبة إلى اخرى، ومن مصيبة إلى أخرى. والضحية العراق كدولة والشعب العراقي الذي دفع ثمنا باهضا. ناهيك عن سرقة ثروات الدولة وأصولها . والغريب لازالوا يُنظّرون بنفس الخطاب الديماغوجي والشعارات والإسلاميات التي لا صله لها بالواقع( بحيث عندما تغمض عينيك وتسمع خطابات قادة حزب الدعوة الآن سوف تجدها هي نفسها في عام ٢٠٠٣ ، وعام ٢٠٠٤ وعام ٢٠٠٥ صعودا وحتى عام ٢٠٠٥ ” كوبي بيست” ) والواقع المرير نفسه بل اسوأ من عام لآخر !
تنظيم الاخوان المسلمين في مصر ينتفض!
أولا :-نعم هكذا حسبتها جيدا القيادات العليا لتنظيم الاخوان المسلمين في مصر . والسبب لأن تلك القيادات لم تلتهي بالسرقات والفساد ولم تؤمن بالانعزال عن الواقع مثلما هو حاصل من قبل ٩٠٪؜ من قيادات التنظيمات الإسلامية في العراق . بل تتابع قيادات تنظيم الاخوان سير العالم وتحولاته، وتتابع المتغيرات التي طرأت على المنطقة والعالم ومصر .وقرأت وحللت مزاج الشعب المصري فعرفت وتيقنت ان لا حظوظ لتنظيمات الاخوان المسلمين في مصر ولقد انتهى دورهم خصوصا عندما عرفوا ان هناك قرار دولي بعدم السماح لتنظيمات الاخوان المسلمين والتنظيمات الاسلامية في المشرق العربي وفي المغرب العربي وشمال أفريقيا من استلام اي حكم ولا نشاط في المستقبل تماشيا مع نهج العالم الجديد الذي شارف على الولادة .
ثانيا : علما ان حزب الدعوة الاسلامية في العراق وجميع التنظيمات الاسلامية في العراق لا تمتلك ١٪؜ من اللوبيات التي يمتلكها الاخوان المسلمين في أمريكا وبريطانيا واوربا والعالم . ولا تمتلك ١٪؜ من الإمبراطورية المالية والعقارية والاقتصادية التي يمتلكها تنظيم الاخوان المسلمين في العالم، ولا تمتلك ١٪؜ من العلاقات عالية المستوى الذي يمتلكها تنظيم الاخوان المسلمين مع قيادات العالم وخصوصا مع القيادات العليا في امريكا وبريطانيا واوربا ..ورغم ذلك تيقنت قيادات تنظيم الاخوان المسلمين في مصر ان العمر الافتراضي لحزب الاخوان المسلمين قد انتهى وعليهم الاعتراف بهذه الحقيقة !
ثالثا :-فسارعوا لاصدار بيان في ١٤-٥-٢٠٢٥ !
اعلنوا فيه حل تنظيم الاخوان المسلمين في مصر .والايمان بالدولة المصرية الحديثة وقيادتها . مع اتباع ما يختاره الشعب المصري من قيادة وطريقة حكم . مع التعهد من قبل قيادات تنظيم الاخوان المصري بالألتزام بالقانون والتعليمات والنهج الذي تفرضه الدولة والنظام الحاكم …. الخ ،وعدم التدخل في شؤون الدولة، وعدم ممارسة السياسة (( ونرفق بيان الاخوان المسلمين في مصر ) )!
الخلاصة : متى يتعلم قادة حزب الدعوة وينهجون نهج قادة الاخوان المسلمين في مصر ؟ ومتى تتعلم التنظيمات الإسلامية في العراق وتنهج هذا النهج وتعلن حل نفسها وكذلك حزب الدعوة ( وللعلم ينظر العراقيون لحزب الدعوة بعد تجربة حكم دامت ٢٢ سنة بأنه اسوأ تجربة من تجربة الحزب البعثي الصدامي ) وهناك اصوات عراقية هائلة تطالب بحظر حزب الدعوة بعد التغيير . فقبل حدوث هذه النكبات ننصح قيادات حزب الدعوة سلوك الطريق الذي اتخذه تنظيم الاخوان للمسلمين في مصر !
(اللهم اشهد اني قد بلغت !)
سمير عبيد
١٨ مايو ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • إسبانيا تُصعّد المواجهة مع إير بي إن بي وتطالب الشركة بحذف 66 ألف إعلان سياحي مخالف
  • ماذا يفيد حل الإخوان؟.. وهل نقول وداعا لعروبة مصر؟!
  • لماذا تواصل النيابة المصرية حبس مسيحيين بتهم الانتماء للإخوان المسلمين؟
  • الخطوط الجوية اليمنية تشدد على التزام وكالات السفر بالرسوم المعتمدة لهم من قِبل الشركة
  • هل سيتعلم قادة “حزب الدعوة”من قادة”الاخوان المسلمين”في مصر !
  • وزير النقل: طرح الشركة المساهمة للأتوبيس الترددي مستقبلا فى البورصة
  • الشركة اليمنية للغاز تدعو وزارتي الدفاع والداخلية إلى التدخل العاجل للإفراج الفوري عن مقطورات الغاز المحتجزة في محافظة ابين
  • المهندس محمد مروان الركيبات ، مبارك المولود الجديد “شهم “
  • تعرف علي موعد عرض فيلم "الشاطر" لـ أمير كرارة
  • إنتخابات الأشرفية: الشاطر بشطارتو