انخفاض معدلات الخصوبة في شرق آسيا يهدد القوى العسكرية
تاريخ النشر: 17th, June 2024 GMT
نشرت مجلة "نيوز ويك" تقريرًا يسلط الضوء انخفاض معدلات الخصوبة في منطقة شرق آسيا، والتي تشهد أدنى معدلات الخصوبة في العالم، ما يثير تساؤلات حول قدرة قوى المنطقة العسكرية على الحفاظ على قوتها البشرية في السنوات القادمة؛ حيث تحاول الصين وكوريا الجنوبية واليابان تعديل معايير التجنيد، على الرغم من المبادرات التمويلية والسياسية الكبيرة الهادفة إلى عكس هذا الاتجاه.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21، إن منطقة شرق آسيا تشهد أدنى معدل للخصوبة على مستوى العالم؛ حيث يبلغ معدل الخصوبة في الصين 1.0، واليابان 1.2، وكوريا الجنوبية 0.72 طفل لكل امرأة، كما أن اليابان تعرف بأنها مجتمع "عجوز السن جدا" وتتبعها الصين وكوريا الجنوبية بشدة.
وبحسب المجلة؛ تحتفظ كوريا الجنوبية، التي تفرض الخدمة العسكرية لمدة 18 شهرًا على الرجال الأصحاء، بقوة عاملة قوامها نحو نصف مليون جندي، ولكن معدل الخصوبة، وهو الأدنى في العالم، قد يشكل مشكلة طويلة الأمد بحسب بعض الخبراء؛ حيث يقول تشوي بيونج أوك، أستاذ الأمن القومي في جامعة سانجميونج إن "المستقبل محدد سلفا، وتقليص حجم القوة سيكون أمراحتميًا".
وقد خفضت إدارة الرئيس الكوري الجنوبي السابق مون جاي فترة الخدمة العسكرية الإلزامية إلى 18 شهرًا، ودارت مؤخرًا مناقشات حول إمكانية توسيع نطاق التجنيد الإجباري ليشمل النساء.
ووفق الموقع؛ توقع سو تزو يون، الزميل الباحث في معهد أبحاث الدفاع الوطني والأمن، وهو مركز أبحاث دفاعي رئيسي في تايوان، أن يتم تخفيض فترة الخدمة بشكل أكبر "للسماح للشباب بالعودة إلى المجتمع والانضمام إلى سوق العمل في وقت مبكر".
ونقلت المجلة عن سو قوله إن تأثير شيخوخة السكان يتجلى بطرق مختلفة في هذه البلدان الثلاثة.
وأوضحت المجلة أن التأثير الأخطر في الصين سيكون من خلال تفاقم الكارثة الاقتصادية بسبب الحروب التجارية واختفاء العائد الديموغرافي، في حين ستواجه كوريا الجنوبية واليابان المزيد من النضال مع القوة البشرية العسكرية.
وبحسب سو فإن هذا سيكون له تأثير أكبر على القوات النظامية؛ فمحدودية عدد القوات الخاصة و"شعورها بالاحترافية" يحتم أن تتأثر بنقص القوى البشريةمضيفًا بأن اليابان، التي تعتمد على الخدمة العسكرية التطوعية، تواجه وضعًا أكثر صعوبة.
وذكرت صحيفة جابان تايمز في تشرين الثاني/نوفمبر أن عدد المتقدمين للانضمام إلى قوات الدفاع الذاتي التابعة للجيش الياباني انخفض بنسبة 30 بالمائة تقريبًا على مدى السنوات العشر الماضية.
وانضم أقل من 4000 شخص في عام 2022، وهو رقم أقل من هدف التوظيف بأكثر من 50 بالمائة.
وذكرت المجلة أن قوات الدفاع الذاتي اليابانية تكافح لزيادة صفوفها على الرغم من تحركها في سنة 2018 لرفع السن الأقصى للمجندين الجدد من 26 إلى 32 سنة.
وقد قامت الصين، التي تمتلك أكبر جيش في العالم، بتخفيض معايير التجنيد للحفاظ على صفوفها، بما في ذلك متطلبات الطول والوزن والرؤية.
ونقلت المجلة عن أندرو أوروس، أستاذ العلوم السياسية في كلية واشنطن في تشيستر تاون بولاية ماريلاند، قوله إنه نظرًا لأن الصين ليست متقدمة اقتصاديًا مثل اليابان أو كوريا الجنوبية، فإن دفع تكاليف الجيش يشمل عمالًا أقل تعليمًا وأقل صحة بكثير يتركون القوى العاملة ويتم استبدالهم بعمال أفضل تعليمًا وأكثر صحة.
ونتيجة لذلك؛ يرجح أن نشهد الكثير من النمو الاقتصادي الذي سيأتي من ذلك. فحتى القوى العاملة الأصغر يمكن أن تحقق ناتجًا اقتصاديًا أعلى، ويمكنها دفع ثمن الأسلحة المتقدمة التي تريدها الصين.
واختتمت المجلة التقرير بما أشار إليه أوروس من أنه برغم التحديات الديموغرافية، فإن الصين تحاول منذ عقود بناء جيش أكثر قدرة وتقدما من الناحية التكنولوجية. بالمقابل؛ تواجه كل من طوكيو وسيول تناقصًا سريعًا في عدد الأشخاص الذين هم في سن القتال والذين يلتحقون بالجيش، مما يدفعهم إلى الاستثمار بشكل أكبر في التقنيات الموفرة للعمالة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الصين التجنيد السكان الجيش الصين الجيش التجنيد السكان المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخصوبة فی
إقرأ أيضاً:
لوبوان: هل فرنسا سببٌ في الصراع بين كمبوديا وتايلند؟
قالت مجلة لوبوان، إن كمبوديا وتايلند وقعتا اتفاقا لوقف إطلاق النار بعد 4 أيام من الاقتتال، دارت فيها معارك شرسة عن معابد متنازع عليها، تعود مشكلتها إلى عهد الاستعمار الغربي للمنطقة.
وفي سابقة، هي الأولى من نوعها في تاريخ هذا النزاع الحدودي الطويل -حسب تقرير جيريمي أندريه للمجلة- استخدمت تايلند سلاحها الجوي لقصف الخطوط الكمبودية، وأعلنت عن تعبئة قواتها البحرية، مما خلف نحو ثلاثين قتيلا ونزوح 200 ألف شخص.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: نحن عالقون بغزة وعملية عربات جدعون نتائجها عكسيةlist 2 of 2كاتبة أميركية: عم نتحدث عندما نستذكر حق العودة؟end of listواستضافت ماليزيا، التي ترأس رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) مفاوضات، اتفق فيها الطرفان على وقف إطلاق نار غير مشروط، واستنكر وزير الخارجية الصيني وانغ يي الحرب قائلا إن " هذه المشكلة تنبع من الضرر الدائم الذي سببه المستعمرون الغربيون، وتتطلب الآن حلا هادئا ومناسبا".
وأشارت المجلة إلى أن كلام الوزير الصيني موجه إلى فرنسا، لأن الخلاف الرئيسي بين البلدين، هو الخلاف على الحدود التي رسمها الجغرافيون الفرنسيون عام 1907، عندما كانت كمبوديا محمية مدمجة في الهند الصينية الفرنسية، وقد وضعت 4 معابد على أراض كمبودية على الخرائط الفرنسية، بعد أن كانت معاهدة سابقة تحدد موقعها ضمن الأراضي التايلندية.
انسحاب مفاجئونظرا لذلك، ظلت تايلند تطالب بالمعابد منذ عام 1934، وفي خمسينيات القرن الماضي أرسلت قواتها للسيطرة على أهمها، وهو معبد "برياه فيهير"، الذي يعود تأسيسه إلى 1200 عام، وسبق أن احتلته عدة مرات بين القرنين الخامس عشر والتاسع عشر. ومع ذلك، كسبت كمبوديا قضيتها عام 1961 في محكمة العدل الدولية، التي قضت بأن خرائط عام 1907 المرفقة لا تلغي نص المعاهدة السابقة.
واعتبرت باريس، أن الموقف الصيني ضد القوة الاستعمارية السابقة "مملٌ" وغيرُ مجد ، لأن تطورات كثيرة طرأت بعد فرنسا في تلك المنطقة، حيث اقتربت تايلند وكمبوديا من تسوية القضية في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وتشاركتا إدارة ثلاثة معابد، وبناءً على عرض مشترك، أُدرج معبد "برياه فيهير" كموقع للتراث العالمي لدى منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) عام 2008.
إعلانغير أن تايلند انسحبت فجأة من المبادرة، مما أدى إلى معارك متقطعة وتبادل للقصف المدفعي، وقد أحصى ناثان روسر، الباحث في المعهد الأسترالي للسياسات الإستراتيجية 33 حادثة تصعيد بدأتها كمبوديا، و14 حادثة تصعيد بدأتها تايلند، و9 حوادث تهدئة مشتركة"، حسب إحصائه المنشور على موقع إكس.
واستعرضت المجلة عددا من الحوادث وتبادل التهم بين البلدين، وقالت إن الجيش التايلندي جر الدولتين إلى الحرب لإسقاط عائلة شيناواترا التي تحكم تايلند في تفاهم مع كمبوديا، وأشارت إلى إحالة رئيس الوزراء الكمبودي هون مانيت القضية إلى محكمة العدل الدولية في منتصف يونيو/حزيران.
خيارات محدودةوفي هذا السياق نبهت المجلة إلى وجود نزاع بين الحكومة الكمبودية وعائلة شيناواترا حول الكازينوهات والأنشطة الإجرامية المحيطة بها، حيث تدرس تايلند السماح بإنشاء كازينوهات على أراضيها منذ عام 2024، وهي نعمة كانت، حتى الآن، حكرا على جارتها، وكذلك كثفت إجراءاتها ضد مراكز الاحتيال الإلكتروني التابعة للمافيا الصينية التي تستخدم منشآت القمار واجهة لها في كمبوديا.
وقد استهدفت تايلند كبار رجال الأعمال الكمبوديين بمداهمات الشرطة وأوامر التفتيش، ولكن مصالح النخب التايلندية والكمبودية المترابطة بشكل كبير من خلال استثماراتها المتبادلة في العقارات والسياحة، أدت إلى توقيع وقف إطلاق النار السابق لأوانه، لتتساءل المجلة، هل من الممكن التوصل إلى تسوية نهائية للنزاع الحدودي؟
وذكرت المجلة أن انهيار وقف إطلاق النار سيؤثر على قمة الفرانكوفونية لعام 2026، المقرر أن تستضيفها كمبوديا، مما دفع الأمينة العامة للمنظمة لويز موشيكيوابو، إلى التعبير عن "قلقها العميق".
ومن شأن ذلك أن يدفع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى بذل قصارى جهده لتهدئة الوضع، لكن خياراته محدودة، بعد عدة سنوات من الجهود لبناء علاقات أوثق بين البلدين، ينغصها وجود مشاعر معادية لفرنسا في تايلند، تستند إلى ضغائن طويلة الأمد بشأن الإهانات التي تعرضت لها في القرن التاسع عشر وتغذيها سلوكيات بعض السياح الفرنسيين في الجزر التايلندية.