كانت فكرة إنشاء المجمعات الصناعية تجاه صغار ومتوسطى المستثمرين بقطاع الصناعة، هى طوق النجاة نحو العمل داخل أجواء مستقرة، ساعدتهم فى التركيز، كل فى صناعته، ما أدى إلى زيادة حجم الإنتاج والاتجاه نحو التصدير إلى الخارج، واتفق أصحاب الوحدات الصناعية على أن المجمعات أشبه بالمدن المتكاملة خارج مصر، تنقصها فقط استكمال بعض الخدمات.

حسام الدين عبدالله، لديه 3 وحدات صناعية لإنتاج الأدوات البلاستيكية داخل المجمع الصناعى ببنى سويف، ويعمل فى هذا المجال منذ 6 سنوات، وكان من أول المستثمرين الذين حصلوا على وحدة داخل المجمع فى شهر مارس من عام 2021: «بعد سنة ونصف الحمد لله توسعنا وتسلمنا وحدتين فى نفس المجمع بدعم من هيئة التنمية الصناعية، وكنا أول سجل صناعى فى المجمع»، مشيراً إلى أنه أصبح يصدر منتجاته إلى العديد من الدول مثل السودان وليبيا وكينيا والسعودية.

وعن كيفية حصوله على الوحدات داخل المجمع الصناعى، يوضح «حسام» أنه كان يعمل فى السابق داخل أحد المصانع غير المرخصة داخل مدينة 6 أكتوبر، وفور علمه بالطرح الذى أعلنته هيئة التنمية الصناعية، قدم الأوراق والمستندات المطلوبة من أجل الحصول على وحدة.

وحصل على الوحدة الصناعية كاملة المرافق والخدمات وبتسهيلات كبيرة فى الحصول على التراخيص، «مكان المجمع مميز جداً وقريب من القاهرة والجيزة وميناء العين السخنة، بالإضافة إلى البنية التحتية للوحدات كمان ممتازة، وفيه اهتمام كبير من المحافظة والهيئة».

ويشير «حسام» إلى أنه بسبب اهتمام القيادة السياسية بشأن المجمعات الصناعية، حصل جميع المستثمرين على تسهيلات كبيرة فى مختلف التراخيص وسداد أقساط الوحدات ومهلة زمنية كبيرة فى البداية، متابعاً: «المجمعات دى وفرت عمل لناس كتيرة، وعندى هنا العمالة أغلبيتها من محافظة بنى سويف، أنا مثلاً عندى 45 واحد شغالين معايا فى وحداتى التلاتة».

يضيف «حسام» أن العمل والتصنيع داخل مجمعات مجهزة ساعده فى زيادة حجم إنتاج مصنعه من المنتجات البلاستيكية، مشيراً إلى أنه فى خلال عام بدأ التصدير إلى العديد من الدول، «أحد المستوردين الأجانب جاء إلى المجمع الصناعى هنا وأعجب بشدة بالمكان والتنظيم، وهذا يُعطى ثقة أكبر فى المستثمرين الموجودين داخل المجمع والتعامل معهم».

ويطمح «حسام»، خلال الفترة المقبلة، للحصول على قطعة أرض كبيرة على مساحة 5000 متر من خلال ما تطرحه هيئة التنمية الصناعية، ويستطيع من خلالها التوسع فى الإنتاج وشراء ماكينات أكبر وأحدث، والوصول بعدد الموظفين إلى 150، للتوسع بشكل أكبر فى التصدير للأسواق الخارجية، وتحديداً دولتى السعودية والأردن.

ويرى «حسام» أن المجمع ينقصه تفعيل وتنفيذ دور المعرض الشامل المخصص، «أى مستورد أجنبى لو شاف كل المنتجات داخل المعرض، هيشجعه أكتر إنه يشوف منتجات أكتر ويكتب عقود أكتر، وده هيفرق مع كل المستثمرين، لأنه مش هيبقى مضطر يلف على المصانع»، مشيراً إلى أهمية تفعيل المكان المخصص للبنوك داخل المجمع من أجل تسهيل عمليات التحويلات النقدية والسحب والإيداع.

ويشيد «حسام» بتوجه الدولة نحو التوسع فى إنشاء المجمعات الصناعية، موضحاً أنها أمر مهم لصغار ومتوسطى المستثمرين، لوضع أقدامهم على أولى الخطوات نحو زيادة الإنتاج والتصدير إلى الخارج، بالإضافة إلى أهمية مبادرة البنك المركزى الخاصة بالحصول على القروض بفائدة 5% مقابل شراء الماكينات والآلات، والتى ساعدت المستثمرين، «المصنع بنستلمه بكل الخدمات والمرافق، وتسهيلات كبيرة، ونسبة فايدة المبادرة قليلة».

وأكد «حسام» أن هناك بروتوكول تعاون بين الهيئة العامة للتنمية الصناعية وبنك تنمية الصادرات، لمساعدة المستثمرين على التمليك من خلال قرض 10 سنوات بفائدة 5%، مع إعطاء السنة الأولى «سماح»، أو نظام التأجير لمدة 10 سنوات يمكن تجديدها 5 مرات بإجمالى 5 سنوات.

أما أحمد عبدالرحمن، صاحب 10 وحدات صناعية داخل المجمع الصناعى فى مدينة المحلة بالغربية، فبدأ العمل فى مجال صناعة «التيكت» الخاص بالملابس والمفروشات، منذ عام 2002، وعند علمه بالإعلان الذى طرحته هيئة التنمية الصناعية انبهر بالمكان والتفاصيل والتسهيلات التى تقدمها الهيئة داخل المجمع، وتقدم على الفور للحصول على وحدات صناعية بها.

وعن تخصصه الصناعى، أوضح «عبدالرحمن» أنه يعمل بصناعة «التيكت» الموجود على الملابس والمفروشات والمكتوب عليه مكان الصنع، والماركة، وتفاصيل الخامة والمقاس، وفيه أنواع من «التيكت» إما مطبوع أو منسوج، «بنتعامل فى شغلنا مع الشركات والمصانع وليس المستهلك النهائى».

وتابع «عبدالرحمن» أنه حصل على تسهيلات كبيرة أثناء استخراج كافة التراخيص بعد تسلمه للوحدات الصناعية كاملة التجهيزات والمرافق، وأنه بدأ العمل فور تركيب عداد الكهرباء، واستخرج رخصة التشغيل والسجل الصناعى، وكافة التراخيص التى ساعدته فى زيادة إنتاجه وتصدير منتجه إلى الخارج، قائلاً: «التراخيص الرسمية المختلفة مهمة عشان هتفرق معانا فى التعامل مع الجهات الحكومية، وفى التصدير عشان المستوردين يثقوا فيا ويتعاملوا معايا».

ويشيد «عبدالرحمن» بالتعاون الكبير من جانب الهيئة العامة للتنمية الصناعية مع المستثمرين، وإزالتها لكل العوائق التى تواجههم، موضحاً أنهم متواصلون معهم بشكل مستمر، كما أنهم نقلوا مقرهم من المحلة إلى داخل المجمع لسهولة التواصل معنا، «أى مشكلة بتتحل فى ساعتها، ولو فيه أى قطع للكهرباء للصيانة بيبلغونا قبلها».

ويرى «عبدالرحمن» أن التسهيلات والمساعدات التى تقدمها الدولة ممثلةً فى «التنمية الصناعية» ساعدته فى التوسع بمجال عمله وانتقاله الآن إلى التصدير والتعامل مع أكثر من شركة خارج مصر، «فكرة المجمعات الصناعية سهلت الأمور لكل صغار المستثمرين إنهم يبدأوا الشغل ومبقاش عندهم أى حجة، وبصفة عامة فكرة المجمعات دى أفضل فرصة لكل من يريد الاستثمار فى الصناعة، وإحنا هنا كلنا مصانع صناعات صغيرة ومتوسطة».

ويوضح «عبدالرحمن» العديد من المميزات التى يتمتع بها أصحاب المصانع داخل المجمع، ومنها أن مندوبى البنوك يأتون إليهم وعرضهم العديد من طرق التمويل المختلفة، «البنوك بتبقى عندها ثقة فينا، لأننا مستأجرين رسميين من جانب الدولة»، كما أنه من ضمن المميزات أن الدولة أتاحت قيمة إيجارية فى متناول كل المستثمرين وليست مبالغاً فيها، بالإضافة إلى الاستقرار الذى توفره الدولة لجميع أصحاب المصانع.

ويطالب «عبدالرحمن» بالإسراع فى جميع الإجراءات والصيانة التى يحتاجها أصحاب المصانع، لأنه يرى أنه يُعيب الهيئة البطء الشديد فى الإجراءات والطلبات الرسمية، «عقد عمال النظافة خلص فى مرة، قعدنا 6 شهور لحد ما جت شركة جديدة اتعاقدوا معاها، رغم إننا بندفع فلوس النظافة إلى الهيئة».

وأضاف أن أعمال السباكة لم تكن على أفضل حال، كما أن الهيئة لم تتعاقد مع شركات لصيانة الأسانسير رغم أنها على أعلى مستوى، «بنضطر نجيب عمال على حسابنا عشان يطلعوا وينزلوا الشغل يومياً».

يستهدف «عبدالرحمن»، خلال الفترة المقبلة، تطوير نفسه ومصنعه إدارياً حتى يستطيع التوسع فى التصدير خارج مصر وعدم الاكتفاء بالتصدير لعدد من المصانع القليلة داخل السعودية والإمارات.

أما الدكتورة ريم عبدالله، فلديها مصنع مكون من 16 وحدة صناعية فى المجمع الصناعى بالفيوم الجديدة، والمصنع متخصص فى فرز وتعبئة النباتات الطبية والعطرية، مثل الينسون والكركديه والريحان والنعناع، ويتم من خلال المصنع إعدادها وتجفيفها وتنقيتها وتعبئتها للتصدير فى عبوات وزنها 50 كيلوجراماً، قائلة: «بنشتغل على السوق المحلى، وبقينا دلوقتى نصدر منتجاتنا إلى تركيا وألمانيا والإمارات».

وأشارت «ريم» إلى مطالبتها وزارة التجارة والصناعة ببعض التسهيلات، ومنها عدم احتساب الإيجار إلا مع دخول عداد الكهرباء، بالإضافة إلى تأخير زيادة قيمة الإيجار لما بعد مرور عامين، «منتظرين تنفيذ المطالب اللى محتاجينها لأنها هتفرق معانا، كمان محتاجين كافتيريا ومطعم، لأنه لا يوجد أماكن مخصصة للأكل»، وأشارت إلى أنها تعمل خلال الفترة الحالية على استغلال مصنعها فى الحصول على التراخيص العالمية لمساعدتها فى التوسع بالتصدير.

وتثنى «ريم» على توسع الدولة فى إنشاء المجمعات الصناعية، وترى أنها فرصة ذهبية لها ولمختلف صغار ومتوسطى المستثمرين، لأنهم يحصلون على مصنع مرخص رسمياً من الدولة، وكامل الخدمات والتراخيص، مضيفة: «من المميزات اللى شايفاها هى وجود المصانع المختلفة فى مكان واحد، لأننا كلنا بنكمل بعض، بخلاف المشاركة فى المواصلات لتوفير التكلفة».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الصناعة قطاع الصناعة الوحدات الصناعية هیئة التنمیة الصناعیة المجمعات الصناعیة المجمع الصناعى وحدات صناعیة بالإضافة إلى داخل المجمع العدید من من خلال إلى أنه

إقرأ أيضاً:

رئيس غرفة التجارة الفرنسية: السوق المصري الأكبر في المنطقة.. ونسعى لتيسير دخول المستثمرين

قال عماد السنباطي، رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، إن العلاقات المصرية الفرنسية قائمة على روابط تاريخية وثقافية واقتصادية قوية، مُشيرًا إلى أن الغرفة التي تأسست عام 1992 تضم اليوم أكثر من 700 شركة، وتمثل حلقة وصل بين الشركات المصرية ذات العلاقات التجارية مع فرنسا، والشركات الفرنسية العاملة داخل السوق المصري.

واستعرض  السنباطي، أوجه التعاون الاقتصادي بين مصر وفرنسا، والدور الحيوي الذي تلعبه الغرفة في دعم مناخ الاستثمار.

أكد السنباطي، أن دور الغرفة لا يقتصر على تمثيل مجتمع الأعمال الفرنسي، بل يمتد لتقديم دعم فني واستشارات للمستثمرين، والتواصل مع المؤسسات الحكومية الفرنسية، وتنظيم مؤتمرات أعمال ومعارض داخل وخارج مصر.
وأشار إلى أن الغرفة تعد فرعًا من أصل 120 غرفة تجارة فرنسية موزعة حول العالم، وأنها بصدد الانضمام إلى شبكة تضم 125 فرعًا بـ95 دولة خلال الفترة المقبلة.


لفت السنباطي، إلى أن الغرفة تسعى لتيسير دخول الشركات الأجنبية إلى السوق المصري، عبر تقديم المساعدة الفنية والاستشارات، وتوفير منصة للتواصل بين المستثمرين الجدد والجهات المصرية، كما كشف عن نية الغرفة إنشاء لجنة لفض المنازعات لدعم المستثمرين في حل التحديات القانونية.
وأوضح أن الغرفة تدعم جهود الدولة المصرية في الترويج للاستثمار، من خلال بعثات طرق الأبواب، التي تُنظم بالتعاون مع عدة جهات، ومؤسسات حكومية مصرية.
وقال رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، إن بعثة طرق الأبواب الأخيرة في فرنسا بشهر سبتمبر الماضي، جاءت عقب تشكيل الحكومة الجديدة، وشاركت فيها شخصيات بارزة مثل وزير الاستثمار ونائب رئيس الوزراء، وأكد أن البعثة لم تكن مجرد ترويج بل تضمنت خطوات فعلية لتوصيل المستثمرين بالرؤية الاقتصادية المصرية.
وأكد أن نتائج زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر في أبريل الماضي، لم تكن وليدة يومين، بل جاءت بعد تحضير استمر لأكثر من عام كامل بالتنسيق بين الغرفة ووزارة الاستثمار والسفارة الفرنسية.

أوضح السنباطي، أن السوق المصري يعد الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، مما يجعله جاذبًا بطبيعته، إلى جانب ارتباطه الزمني مع أوروبا، وتوافر بنية تحتية جيدة، وتسهيلات في الإجراءات، وقوى عاملة شابة.
وأشار رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، إلى أن العلاقات السياسية الجيدة بين القاهرة وباريس تشجع على ضخ استثمارات فرنسية جديدة، مُوضحًا أن المستثمر الفرنسي يهتم برؤية واضحة حول السوق والمردود المتوقع.
وقال السنباطي، إن من أبرز التحديات التي تواجه المستثمرين الفرنسيين في مصر هو غياب إصلاح إداري شامل، وافتقار الدولة لخريطة استثمارية واضحة تبين أولوياتها من المستثمر الأجنبي.
كما أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة الفرنسية في مصر، أهمية دعم المستثمر المصري للخروج للأسواق الخارجية، حتى تعم الفائدة على الاقتصاد الوطني، ويتم تحقيق تبادل حقيقي لرؤوس الأموال والخبرات، مُشيرًا إلى أن الاستثمار ليس علمًا جامدًا بل "فن وتزاوج مصالح".


لفت السنباطي، إلى أن الغرفة تدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة من خلال التعاون مع السفارة الفرنسية، وهيئات عديدة، تقدم منحًا واستشارات وتدريب للشباب.
وكشف أن الغرفة نظمت مُؤخرًا مشاركة 650 شركة مصرية صغيرة في أكبر معرض غذائي عالمي في فرنسا، وقدمت تسهيلات شاملة من تأشيرات سفر إلى مساحات عرض داخل المعرض، في إطار جهود دعم التصدير.

طباعة شارك الغرفة الفرنسية الاقتصاد المصرى التعاون المصرى الفرنسي التجارة المصرية الفرنسية

مقالات مشابهة

  • القوات الروسية تستهدف المجمع الصناعي العسكري الأوكراني
  • محافظ المنيا يُوجّه بتشغيل مكاتب البريد في 9 قرى لاستقبال أصحاب المعاشات السبت المقبل
  • إخماد حريق داخل مصنع صابون سائل في المنطقة الصناعية بأكتوبر
  • مجمع الموهوبين في مأرب خطوة رائدة لتنمية المواهب ودعم الكفاءات والمتفوقين
  • حريق في مصنع للصابون السائل بالمنطقة الصناعية بأكتوبر
  • محافظ أسوان يفاجئ العاملين بالمركز التكنولوجى بالكفور في كوم أمبو
  • الذهب يعزز مكاسبه مع انخفاض الدولار وترقب المستثمرين لبيانات الفيدرالي
  • رئيس غرفة التجارة الفرنسية: السوق المصري الأكبر في المنطقة.. ونسعى لتيسير دخول المستثمرين
  • محافظ دمياط يتفقد المجمعات الخدمية بكفر سليمان وكفر المنازلة
  • 65 شاحنة مساعدات أردنية جديدة إلى غزة إحداها تحمل أطرافاً صناعية / شاهد