في جنوب دلتا النيل تقع  محافظة المنوفية العامرة بالخير، تسكن الابتسامة الوجوه و يحاصرها الأمل من كل الجوانب، هذا المشهد الجميل تغير وتبدل في عيد الاضحى ٢٠٢٤ أذ القى الحزن بظلاله الكئيبة على ١٤ منزلا دفعة واحدة إذ شهدت المحافظة 14حالة وفاة بين الحجاج هذا الموسم من مراكز مختلفة .

وكان للمتوفيين مكانة ومنزلة جيدة لدى ذويهم، وعرفوا بحسن الخلق وطيبة القلب ليختارهم الله أن يتركوا الدنيا ويلقوه في أيام عظيمة، فتوفي الحاج مصطفى أحمد عبد المقصود نجم، المقيم كفرعليم التابعة لمركز بركة السبع بمحافظة المنوفية، وسط حالة من الحزن ودعوات أهالي قريته

وتوفيت الحاجة هالة عبد العزيز القاضي ابنة قرية البتانون، فيما نعاها أهل قريتها، بأحر الكلمات الصادقة، كما توفي الحاج محمد الفرماوي ابن مركز منوف، وذلك عقب رمي الجمرات، ونقله إلى مستشفى منى بعد شعوره بالإعياء الشديد إلى أن توفاه الله عز وجل محرما ملبيا نداء ربه.

وتوفي سعيد عوض المحامي، ابن مدينة تلا ، أثناء أداء مناسك الحج، كما توفيت الحاجة رقية عبد الحفيظ محمد خليفة ابنه قرية طهواي التابعة لمركز أشمون، ولفظت أنفاسها الأخيرة أثناء أداء مناسك الحج ،وتوفي الحاج محمد كامل البنا المقيم بمدينة سرس الليان، ليكون سادس الحالات المتوفاة من أبناء المحافظة، وتستعد أسرته لعمل تفويض لدفنه بالمملكة العربية السعودية.

ولقي ربه الحاج أحمد جعفر الموظف بمحكمة شبين الكوم، أثناء تأدية مناسك الحج على جبل عرفات.

وتوفت الحاجة شفيقة عمارة ،ابنة قرية سلامون قبلي، وتوفي الحاج سامي خليل، ابن مدينة شبين الكوم، أثناء تأدية مناسك الحج على جبل عرفات، وسيتم دفن الجثمان في المملكة العربية السعودية

كما توفي الدكتور إبراهيم مهدي الأستاذ بقسم بحوث الزجاج في المعهد القومي للبحوث، ابن قرية طوخ طنبشا التابعة لمركز بركة السبع، على جبل عرفات.

وتوفي الحاج محمد السحيمي، موجه لغة عربية بالمعاش في إدارة الشهداء التعليمية، أثناء تأدية فريضة الحج، وسط دعوات العشرات من زملائه بالرحمة والمغفرة لرجل عاش ومات محبا للجميع.

كما توفى الحاج عبد الحميد الفحرانى من مدينة السادات عقب رمى الحمرات وقامت اسرته باداء صلاة الغائب عليه وإقامة سرادق عزاء له.

بيان القنصلية المصرية

قالت القنصلية المصرية في جدة في بيان لها بعد حالات الوفاة الكثيرة التي شهدها وفود الحجاج المصريين: "تهدي القنصلية المصرية في جدة اطيب تحياتها إلى السادة المواطنين، وتود الإعلان عن تواجد ممثل لها في مستشفى المعيصم المركزي بمكة المكرمة".

وأهابت القنصلية المصرية بالمواطنين من ذوي المتوفين ممن يودون استخراج تصاريح الدفن لذويهم، التوجه إلى المستشفى المعيصم المركزي بمكة المكرمة حيث مندوب القنصلية.

وأعربت القنصلية المصرية في بيانها، عن تعازيها إلى أهالي المتوفين، قائلين: "وتود القنصلية في هذا المقام ان تعرب عن خالص عزائها لذوي المتوفين داعية الله عز وجل ان يلهمهم الصبر والسلوان.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المنوفية عيد الأضحي محافظة المنوفية بركة السبع محمد الفرماوي رمي الجمرات مستشفى منى مركز أشمون مناسك الحج المملكة العربية السعودية المعهد القومي للبحوث القنصلیة المصریة مناسک الحج

إقرأ أيضاً:

هيمنة الحكاية على سلطة السرد

آخر تحديث: 24 يوليوز 2025 - 1:18 ممحمد سعيد احجيوج يتجذر في تلقي الرواية العربية تصور يمنح الحكاية سلطة جوهرية في تشكيل العمل السردي، وأن ما يحيط بالحكاية، في النص الروائي، من عناصر فنية أخرى لا يتعدى كونه ملحقًا لا يقتضي كثيرًا من العناية. يوجّه هذا التصور طريقة اشتغال الروائي العربي، ويؤثر بدوره في كل من القارئ والناقد، بحيث يُنظر إلى الرواية كأداة لحمل حكاية جذابة، من دون اعتبارها بنية فنية قائمة بذاتها، ذات قوانين داخلية وأساليب متنوعة تقتضي الدراية وتشترط التمكن. يتجاوز هذا الخلط، بين الرواية كفنّ سردي حديث والحكاية الشعبية ذات الطبيعة الشفاهية، حدود الالتباس إلى كونه ثمرة من ثمار الوعي الثقافي الخاضع لهيمنة النموذج الشفاهي، المترسخ طبقات في لاوعي الثقافة العربية.لقد وجدت شخصية الحكواتي مكانتها الطبيعية في المقاهي والساحات، تؤنس الناس بحكايات خيالية جذابة، وتخاطب المخيلة الجمعية من خلال حضور صوتي وجسدي طاغ. وفي البيئات الأرستقراطية، ظهرت هذه الشخصية في هيئات أخرى، كالشاعر أو النديم أو الجارية، تؤدي الدور نفسه وإن بلبوس مختلف. وكانت القيمة تُمنح لذلك الذي ينجح في إغواء الأسماع وجذب الانتباه وإشباع القلوب. انتقل هذا النموذج بكل قوته إلى الرواية الحديثة، فاستقر في الوعي العربي كمقياس خفي يوجّه عملية التلقي والإبداع معًا. بات الكاتب ينجز نصه بروح الحاكي، ويستقبل القارئ الرواية بإذن المستمع، بينما يبني الناقد أحكامه على مدى جاذبية الحكاية. أما البنية الروائية، بتقنياتها الدقيقة، من تشكيل الشخصيات ورسم الأزمنة وتعدد مستويات السرد ولغة التعبير الفنية، فهذه لا تحظى بالاهتمام ذاته، وتوضع في خانة الزينة، والكماليات، السردية التي يمكن الاستغناء عنها متى ما توفرت الحكاية الجذابة. ومن هذا التصور الشفاهي تنشأ نظرة مبسطة للرواية، تختزلها في كونها مجرد حكاية تُحكى، وتُغفل عن خصوصياتها كفن أدبي مركّب قائم على البناء والتقنية والأسلوب والاتقان. يتعامل الكاتب العربي مع النص الروائي كما لو كان مجرد قصة ممتدة تحتاج إلى التشويق وبعض المفاجآت، ويُكرّس مجهوده كله لصناعة الحكاية، بل هو كثيرا ما يترك الحكاية تتدفق من وعيه دون أدنى اشتغال أدبي، تاركًا على جنب كل ما يمنح الرواية طابعها الجمالي والفني. ولعل مسألة تعدد الأصوات تمثل خير مثال على هذا الفهم القاصر. يختار الكاتب أن يوزع السرد بين شخصيات عدة، ويمنح كل شخصية فصلًا أو مشهدًا خاصًا، لكنه لا يمنحها صوتًا فعليًا ينبع من خلفيتها الاجتماعية والمعرفية واللغوية. فتتساوى الأصوات في نبرة واحدة، وتذوب الفوارق بين طفل وشيخ، بين فلاح وأستاذ جامعي، ليبدو النص وكأنه صادر عن لسان واحد يرتدي أقنعة متعددة. وهكذا يتحول التعدد الظاهري إلى تمويه، لا يعكس التعدد الحقيقي الذي يُفترض أن يُثري النص ويمنحه عمقًا سرديًا يسكنه الجدل والصراع. وتتسع هذه الرؤية لتشمل القارئ أيضًا، الذي يُقبل على الرواية بحثًا عن متعة الحكاية الصرفة، لا عن جماليات التشكيل. يقرأ ليتتبع الأحداث، فإذا وجد فيها ما يثيره أو يشده، اكتفى بذلك، ورأى في العمل نصًا ناجحًا يستحق الثناء. أما ما يتعلق بدقة التكوين الفني، من رسم الشخصيات إلى تنويع مستويات اللغة وتحكم في زوايا الرؤية، فلا يشغل حيزًا يُذكر في عملية التلقي. وهكذا تتكرس الحكاية بوصفها المعيار الأعلى، بينما تُدفع العناصر السردية الأعمق إلى هامش لا يُلتفت إليه. في الوقت الذي تشهد فيه الرواية العالمية تطورًا مستمرًا على مستوى البنية والتقنيات، تظل الرواية العربية، في عمومها دون تجاهل بعض الاستثناءات، تدور داخل إطار تقليدي يعيد إنتاج الحكاية بنفس الأساليب القديمة. تتعدد المواضيع وتتنوع الخلفيات، غير أن طريقة السرد تكاد لا تتغير. يتصدر صوت الكاتب المشهد، يشرح ويوجّه، يفسّر ما جرى وما ينبغي أن يُفهم، ثم يختتم بما يرى أنه خلاصة المعنى. فتبدو الرواية وكأنها إعادة إحياء لصوت الحكواتي، يعتلي المنصة ويقود القارئ من يده نحو المعنى المقصود. ويمتد هذا النمط السردي إلى الفضاء النقدي، حيث يجد الكاتب نفسه في حضرة منظومة نقدية تعزز المنطق نفسه. لا يستند كثير من النقد العربي، الموجه للقراءة العامة، إلى تحليل البناء الفني للرواية مع مضمونها في بوتقة واحدة، وإنما يتعامل معها بوصفها أداة لنقل رسالة أو وسيلة لتجسيد الواقع. تُمدَح الروايات لأنها تناولت قضايا حساسة، أو لأنها قدّمت صورة واقعية للمجتمع، ويُحتفى بها لأنها قالت شيئًا مهمًا، لا لأنها قالته بطريقة مبتكرة.  ينشغل الناقد بتحليل المضمون، ويملأ صفحات مطولة عن الرسالة والموضوع والدلالة الاجتماعية، تاركًا للجانب الفني هامشًا ضيقًا، قد لا يتجاوز فقرة يتيمة في نهاية المقال. وفي هذا الإطار، تصل إلى الكاتب إشارات ضمنية تنصحه بالتركيز على القضايا لا على الأشكال، وعلى الرسالة لا على التكوين. فيُوجَّه الجهد نحو البحث عن حكاية جذابة، دون عناية تذكر بمقومات الفن الروائي ذاته. وأما النقد الذي يمكن أن نسميه جزافا الأكاديمي فهو غارق في انشغالات سطحية لا تخدم الرواية بشيء. وبهذا يتكرّس نموذج إنتاجي يحتفي بالمحتوى بما هو حكاية صرفة ويُهمّش الشكل الفني المرتبط عضويا بالموضوع، فيُدفَع إلى الساحة نص سردي، قد يكون أحيانا قويا في موضوعه، لكنه في الغالب هش في أدواته، يحظى باهتمام القراء ورضا النقاد ومؤسسات الجوائز، في حين تظل الرواية، بوصفها فنًا مركّبًا، تنتظر من يعيد الاعتبار لبنيتها وأسئلتها الجمالية العميقة. يمتد أثر هذا الخلل إلى خارج حدود اللغة، حيث تُعرض الرواية العربية على القارئ العالمي بوصفها نصًا مترجمًا، فإذا به يواجه بنية سردية لا تنسجم مع تطور الرواية الغربية. قد تُثير الحكاية اهتمامه من حيث الموضوع، لكنه يجدها محاطة بشكل متجاوز وثغرات فنية لا نهاية لها (ما لم يتدخل المترجم ويصلحها)، تُذكره بسرد تقريري أو شهادة اجتماعية، لا بعمل أدبي ناضج. فتُدرج الرواية ضمن خانة الأدب الإثنوغرافي أو السرد الوثائقي، وتُقرأ كوثيقة ثقافية، وسياسية، أكثر من كونها نصًا فنيًا يستحق التقدير الجمالي، ولذلك غالبا ما يبقى التلقي خاضعا للرؤية الاستشراقية، التي تعودت على الحكاية العجائبية في الأدب العربي دونما أي صنعة فنية تتحدى أفق توقعات القارئ الغربي. لا يتشكل هذا التصنيف من فراغ، بل ينبع من خلل فعلي في صنعة الرواية. حين تفتقر الرواية إلى هندسة سردية متقدمة، وتُقدَّم بصيغة ساذجة، يفقد النص قدرته على منافسة الأعمال العالمية. العالم ينجذب إلى النصوص التي تحترم معايير الفن، وتُظهر تفوقًا في الصنعة، لا إلى الحكايات الخام مهما كانت مثيرة. فالمادة، مهما بلغت أهميتها، تحتاج إلى تشكيل فني يرفعها من مستوى الحكاية المعاشة إلى مرتبة الأثر الأدبي الخالد. لا مخرج من هذا المأزق إلا بتحول عميق في بنية الوعي الثقافي العربي، تحول يُعيد تعريف الرواية بوصفها فنًا قائمًا على الصنعة، لا مجرّد وعاء لحكاية جذابة. حين نميز بوضوح بين الحكاية والرواية، نخطو الخطوة الأولى نحو إدراك طبيعة هذا الفن المركب الذي لا يُنجَز بالإلهام وحده، بل يتطلب مهارة ودراية وتجريبًا طويلًا في معمار السرد وتفاصيله الدقيقة. يتطلب الأمر مراجعة الكثير من المُسلّمات الجمالية التي نأنس إليها. يتطلب أن نُعيد النظر في نصوص طالما احتُفي بها، وأن نكتشف تحت سطح الحكاية المدهشة بنًى بدائية وأساليب مهلهلة. يتطلب أن نعترف بأن الموهبة، مهما بلغت، لا تثمر من دون صقل متواصل، وأن النبل الأخلاقي للقضية لا يغني عن إتقان الشكل الفني، وأن الحكاية القوية لا تكشف عن قوتها إلا إذا حملتها أدوات سردية تليق بها. تكتمل الرواية عندما تُروى بمقاييس الفن الروائي لا بمعايير الحكي الشفاهي. حين تُبنى الشخصيات من الداخل، فتتنفس وتفكر وتخطئ وتتكشف. حين تُرسم الحبكة بخيوط مشدودة لا تترك فراغًا، ويتوزع الزمن بحساب دقيق، وتُصاغ اللغة بعين السارد الفنان لا الواعظ أو الحكواتي. حين ينسجم كل تفصيل، مهما صغر، مع البنية الكلية، ويخدم مشروع الرواية الجمالي والفكري.

مقالات مشابهة

  • ننشر السيرة الذاتية لـ اللواء علاء الحاج مدير أمن المنوفية الجديد
  • خطة وطنية شاملة لإحياء صناعة السينما المصرية .. تفاصيل الحكاية
  • الرئيس المشاط يعزي في وفاة الحاج قاسم محمد المنصوب
  • أثناء تكريمهم اليوم| وزير التعليم: تفوق أوائل الثانوية العامة مصدر فخر واعتزاز للدولة المصرية
  • حبس «أنوسة كوتة» في قضية عامل سيرك طنطا وغرامة 100 ألف جنيه
  • دراسة دنماركية: الحزن الشديد يزيد خطر الوفاة بنسبة 88%
  • وفيات السبت .. 26 / 7 / 2025
  • مظاهرة أمام القنصلية المصرية في إسطنبول تندد بدور السيسي في حصار غزة (صور)
  • لبناني يصرخ في وجه موظفي القنصلية المصرية بمدينة بكندا.. ماذا قال؟ (شاهد)
  • هيمنة الحكاية على سلطة السرد