انتشر مقطع مصوّر لمواطن لبناني محتج، داخل مبني القنصلية المصرية في مدينة مونتريال في كندا، وهو يصرخ في وجه موظفي السفارة، قائلا: "أنا كل يوم لا أستطيع النوم.. الناس تموت جوعاً أمام أعيننا، والسيسي يشارك في تجويعهم"، قبل أن يتعرّض للطرد من مقر البعثة وسط مشاحنات كلامية مع الموظفين.

وقال المحتج الذي يتقن الحديث باللهجة المصرية، إنه لبناني الجنسية ويتحدث المصرية لأنه "يحب المصريين"، فيما وجّه انتقادات لاذعة للنظام المصري، قائلاً: "السيسي يبيع البلد ويمنع المساعدات عن أهل غزة.

. سيأتي اليوم الذي يُحاسب فيه على كل قطرة دم أُريقت، سواء في غزة أو في رابعة".

وفي السياق نفسه، تصاعدت رقعة الاحتجاجات الشعبية، أمام السفارات المصرية في عدد من العواصم الغربية، تنديداً بما وصفه ناشطون وحقوقيون بـ"تواطؤ نظام عبد الفتاح السيسي مع الاحتلال الإسرائيلي" في استمرار للحصار المفروض على قطاع غزة، وفي ظل تفاقم المجاعة التي تهدّد حياة أكثر من مليوني فلسطيني محاصر.

مواطن لبناني يهاجم القنصلية المصرية في مونتريال- كندا
السيسي "العرص" لازم يمشي؛ و #معبر_رفح لازم يتفتح
#غزه_تباد_وتحرق pic.twitter.com/LQlJKPQZLO — حزب تكنوقراط مصر (@egy_technocrats) July 23, 2025
دعوات لتظاهرات عالمية
في هذا السياق، أطلق نشطاء وحقوقيون دعوات لتنظيم تظاهرات حاشدة، يوم السبت المقبل، أمام السفارات المصرية حول العالم، وذلك بهدف الضغط على القاهرة، لفتح معبر رفح البري وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.

وتتزامن هذه التحركات مع تزايد الغضب الشعبي إزاء استمرار إغلاق المعبر من الجانب المصري، وهو ما ينفيه النظام، ومنع وصول الإمدادات الطبية والغذائية إلى غزة، منذ بداية عدوان الاحتلال الإسرائيلي في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، والذي خلّف حتى الآن كارثة إنسانية وُصفت بأنها "الأسوأ في التاريخ المعاصر للقطاع".

ورغم التصريحات المصرية الرسمية التي تشير إلى خطورة الوضع، إلاّ أن مراقبين اعتبروا موقف القاهرة "غامضاً ومراوغاً"، خصوصاً عقب تصريح وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الثلاثاء الماضي، بأن "الوضع الإنساني في غزة كارثي".

إلى ذلك، شدّد وزير الخارجية المصري، على: "ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية والطبية بشكل عاجل"، دون أن يتطرق بشكل واضح إلى مسألة فتح المعبر.


"مراوغة سياسية" و"شراكة في الحصار"
تصريحات عبد العاطي، أثارت ردود فعل غاضبة على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر ناشطون أنها محاولة "لتبرئة مصر إعلامياً"، دون تقديم أي التزام فعلي بإعادة تشغيل المعبر أو تسهيل تدفق المساعدات.

وأبرز منظمو الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين٬ في أوروبا وكندا والولايات المتحدة،  أنّهم ينوون توسيع نطاق المظاهرات لتشمل السفارات العربية أيضاً، تحت شعار: "افتحوا معبر رفح.. أوقفوا التجويع"، مؤكدين في الوقت نفسه، على أنّ: "الصمت العربي لم يعد مقبولاً أمام المجازر التي تُرتكب بحق المدنيين في غزة".

وطالبوا في بياناتهم، المنظمات الحقوقية والبرلمانات الدولية، بالتدخل العاجل للضغط على الحكومة المصرية من أجل إنهاء ما وصفوه بـ"دورها كشريك في الجريمة"، مشيرين إلى أنّ: "استمرار إغلاق معبر رفح يعكس "قراراً سياسياً لا إنسانياً"، ويتعارض مع الالتزامات الدولية المتعلقة بحماية المدنيين خلال النزاعات".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية لبناني القنصلية مونتريال كندا غزة غزة كندا قنصلية مونتريال لبناني المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة معبر رفح

إقرأ أيضاً:

إغلاق بوابتي سفارتي الأردن ومصر في هولندا بالسلاسل مجددا (شاهد)

أقدم نشطاء في هولندا، فجر الجمعة، على إغلاق مدخلي سفارتي مصر والأردن في مدينة لاهاي باستخدام سلاسل وأقفال حديدية، في خطوة احتجاجية رمزية تنديدا باستمرار الحصار على قطاع غزة، ورفضا لما وصفوه بـ"تواطؤ الحكومات العربية مع الاحتلال الإسرائيلي عبر إغلاق المعابر الحدودية"، وخاصة معبر رفح.

وجاء التحرك الجديد بعد سلسلة من المبادرات الفردية المشابهة خلال الأيام الماضية، كان أبرزها قيام الناشط المصري أنس حبيب بإغلاق أبواب السفارة المصرية في لاهاي قبل أيام، في بث مباشر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، احتجاجا على الدور المصري في إغلاق معبر رفح، قائلاً إن "غلق السفارة رمزي أمام غلق مصر للمعبر في وجه الجرحى والمساعدات".

وقال الناشط أنس حبيب في أحد مقاطع الفيديو:"إذا كان معبر رفح مغلقًا أمام الأطفال والدواء، فلتغلق السفارات التي تصمت على ذلك، فالصمت تواطؤ".



كما قام الناشط المصري أدهم حسانين في اليوم التالي بإغلاق السفارة الأردنية، متهما عمان بلعب دور في استمرار الحصار على القطاع المحاصر.

وشهدت الساعات اللاحقة الأربعاء تصعيدا رمزيا جديدا، أخر حين أقدمت ثلاث ناشطات هولنديات على إغلاق مدخل السفارة المصرية بالسلاسل، وهو ما دفع موظفي السفارة لاستدعاء الشرطة الهولندية التي حضرت لفك القيود.


وأكد النشطاء أن تحركهم لا يستهدف المؤسسات الدبلوماسية، بل يحمل رسالة أخلاقية موجهة للعالم العربي، مفادها أن "الصمت خيانة"، وأن "الواجب الإنساني والديني يحتم كسر الحصار، لا التواطؤ معه".



ويأتي التحرك في ظل تحذيرات متكررة من منظمات دولية من تفاقم المجاعة في قطاع غزة، إذ قالت وكالة الأونروا وبرنامج الأغذية العالمي إن مئات الآلاف من المدنيين، خصوصًا في شمال القطاع، باتوا يواجهون خطر المجاعة الفعلية، وسط منع إدخال المساعدات الغذائية والطبية، واستمرار القصف الإسرائيلي الذي خلّف آلاف القتلى والجرحى.

ويؤكد النشطاء أن إغلاق المعابر، وعلى رأسها معبر رفح، يمثل خنقا مباشرا للسكان المدنيين في غزة، وأن المواقف الرسمية لبعض الأنظمة العربية لا تتناسب مع حجم الكارثة الإنسانية الجارية.




ردود فعل واسعة
لاقى التحرك تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أطلق نشطاء وسومًا مثل: #افتحوا_رفح و#السفارات_مغلقة، داعين إلى تصعيد رمزي سلمي من قبل الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا ضد السفارات التي تمثل أنظمة لا تتحرك لكسر الحصار.

ويؤكد المتضامنون أن هذه المبادرات لا تهدف للعنف أو التخريب، بل لتوجيه أنظار الرأي العام الأوروبي والعربي إلى ما يجري في غزة، وإلى مسؤوليات الدول المجاورة في السماح بمرور الإغاثة، ورفع الصوت ضد التجويع الممنهج الذي يتعرض له أكثر من مليوني فلسطيني.

View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)

 ومنذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي الواسع على غزة في السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023، دخل القطاع في أسوأ كارثة إنسانية منذ عقود. حيث استشهد أكثر من 55 ألف فلسطيني، وأصيب ما يزيد عن 85 ألفًا، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب وزارة الصحة في غزة، بينما شرد أكثر من 1.9 مليون إنسان داخليًا.

وتحذر منظمات دولية من أن السكان يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، بينما وصف برنامج الأغذية العالمي الوضع بأنه "جوع كارثي".

ويزيد الحصار المفروض على المعابر، خصوصًا معبر رفح، من تفاقم الأزمة، حيث تعجز القوافل الإنسانية عن الدخول، وتمنع عمليات الإخلاء الطبي للجرحى.

مقالات مشابهة

  • محافظ شمال سيناء يكشف حقيقة غلق معبر رفح من الجانب المصري
  • إغلاق بوابتي سفارتي الأردن ومصر في هولندا بالسلاسل مجددا (شاهد)
  • سلاسل وأقفال تغلق سفارتي مصر والأردن في هولندا من جديد (شاهد)
  • احتجاجات أمام القنصلية الإسرائيلية في شيكاغو رفضاً لتجويع غزة
  • مظاهرة أمام القنصلية المصرية في إسطنبول تندد بدور السيسي في حصار غزة (صور)
  • الخارجية المصرية: معبر رفح لم يُغلق من الجانب المصري والدعاية المغرضة تستهدف تشويه دورنا
  • راغب علامة يتحدث عن القبلة المثيرة للجدل.. وبيان لبناني ردا على القرار المصري
  • فصل 4 من موظفي الأونروا في لبنان.. كيف علقت الوكالة؟
  • تظاهرات أمام سفارات مصر تندد بـتواطؤ النظام بتجويع غزة.. ومطالب بفتح معبر رفح (شاهد)