أكدت دولة الإمارات، في جلسة أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، أن الأكاذيب والمعلومات المضللة والدعاية التي ينشرها بعض الممثلين السودانيين، واستهداف الإمارات ودول أخرى، تهدف إلى تعمية المجتمع الدولي عن الأعمال الشنيعة التي ترتكب على الأرض من قبل الأطراف المتحاربة.
وقال السفير محمد أبوشهاب، المندوب الدائم للإمارات لدى الأمم المتحدة، في الجلسة الخاصة بشأن السودان: إن الإمارات ستواصل العمل لإيجاد حل سياسي يحفظ السودان، وإن «الجهود الخادعة لصرف الانتباه لن تثني الإمارات عن مواصلة العمل مع الشركاء الدوليين والإقليميين لإيجاد حل سياسي عاجل يحفظ السودان ويساعد الشعب السوداني».


وتابع محمد أبو شهاب أن «الشعب السوداني يواجه خطر المجاعة المحدق». ودعا طرفي النزاع إلى حماية المدنيين والبنى التحتية، مشدداً على ضرورة وقف إطلاق النار والتوجه نحو عملية انتقالية للحكم المدني.
وأضاف أبو شهاب في كلمته «نعرب عن قلقنا العميق إزاء الآثار المأساوية الناجمة عن النزاع في السودان». وأشار إلى أن الإمارات خصصت الاثنين 70% من تعهدها الذي أعلنت عنه في إبريل (نيسان) الماضي خلال مشاركتها في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان، والبالغ 100 مليون دولار، إلى وكالات الأمم ومنظماتها الإنسانية والإغاثية، دعماً للجهود الإنسانية في السودان.
وترحيباً بهذا الموقف، أشاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبرييسوس، بالدعم الإماراتي المقدم للسودان، مشيراً إلى أنه «بدعم من الشركاء والمانحين، سنواصل دعم الاحتياجات الصحية العاجلة للشعب السوداني واللاجئين في البلدان المجاورة». وقال غيبرييسوس، في منشور على منصة «إكس»، الثلاثاء: «بدعم من الشركاء والمانحين، سنواصل دعم الاحتياجات الصحية العاجلة لشعب السودان واللاجئين في البلدان المجاورة، نشكر الإمارات على هذا التعهد السخي. يجب علينا أن نعمل معاً لحماية حياة الفئات الأكثر ضعفاً».
من جهتها، أشادت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة «الفاو»، الثلاثاء، في تغريدة عبر منصة «إكس»، بالشراكة والدعم المستمر من دولة الإمارات العربية المتحدة لخطة الاستجابة الإنسانية للمنظمة في السودان. وأكدت «الفاو» أن تمويل الإمارات لجهود الاستجابة الإنسانية في السودان، سيسهم في جهود جميع الشركاء للوقاية من المجاعة. (وكالات)

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات الأمم المتحدة السودان الإمارات فی السودان

إقرأ أيضاً:

الرباعية حول السودان… محاولة جديدة بمآلٍ مألوف

تشهد الساحة الدبلوماسية حراكًا متجددًا في ملف الأزمة السودانية، تجسد في اجتماعات الرباعية التي تضم كلًا من الولايات المتحدة، السعودية، مصر، والإمارات. ورغم ما توحي به التشكيلة من ثقل إقليمي ودولي، إلا أن القراءة المتأنية لهذه المبادرة تكشف عن خلل هيكلي في تكوينها، وانفصام واضح بين رؤيتها السياسية والحقائق الميدانية في السودان. وعليه، فإن احتمالات فشلها تظل راجحة، إن لم تكن حتمية، ما دامت تعيد تدوير نفس الأخطاء السابقة.

أولًا: الإمارات… الفيل في الغرفة
من غير المنطقي، سياسيًا وأخلاقيًا، أن تكون دولة متورطة بشكل مباشر في تأجيج الصراع جزءًا من آلية يفترض أن تلعب دور الوسيط أو الراعي للحل. الإمارات، وفقًا لتقارير دولية وشهادات ميدانية، قدمت دعمًا عسكريًا وسياسيًا لقوات الدعم السريع، ما جعلها طرفًا في النزاع وليس مراقبًا محايدًا. تجاهل هذه الحقيقة لن يُنتج إلا المزيد من انعدام الثقة من الجانب السوداني وهذا يضر جدا بعلاقة السودان مع مصر والسعودية تحديدا، خصوصًا من الجيش السوداني، الذي يرى في استمرار دور أبوظبي انتقاصًا من سيادة الدولة ومحاولة لشرعنة المليشيا تحت عباءة “الحل الإقليمي”.

ثانيًا: تجاوز اتفاق جدة… نزع لغطاء الشرعية
اتفاق جدة، الموقع في مايو 2023، هو الوثيقة الوحيدة التي وقّعها الطرفان المتحاربان – الجيش والدعم السريع – برعاية سعودية أمريكية، ما يمنحه شرعية تفاوضية لا يمكن القفز فوقها. ما يُطرح اليوم من الرباعية، سواء من حيث الأسماء المطروحة، أو طبيعة المقترحات المسربة، يعكس محاولة للعودة إلى نماذج التسوية السابقة التي قامت على شراكة شكلية مع فصائل سياسية نفعية، وتجاهلت الديناميكيات الأمنية والمؤسسية التي فجّرت الحرب ابتداءً.

إن أي تجاوز لهذا الاتفاق هو بمثابة العودة إلى مربع الصفر، بل والتمهيد لانفجار جديد أكثر تعقيدًا، خاصة وأن المرحلة الحالية تتطلب مقاربة أمنية تُنهي وجود المليشيات، لا سياسية تعيد تدويرها في واجهات السلطة.

ثالثًا: السعودية ومصر… بين النوايا والمصالح
على الضفة الأخرى، تمثل السعودية ومصر عنصرين يمكن البناء عليهما، لكن مع فوارق في الرؤية والتأثير. السعودية، بحكم رعايتها لاتفاق جدة، تملك سجلًا أكثر توازنًا، ولكنها قد تجد نفسها في موقف حرج إن استمرت في تجاهل تحفظات الخرطوم بشأن دور الإمارات. أما مصر، التي تراقب تطورات المشهد عن كثب، فإن مصالحها الأمنية المباشرة في شرق السودان وأمن البحر الأحمر تفرض عليها مقاربة أكثر براغماتية، لكنها محدودة النفوذ ميدانيًا مقارنة بغيرها من الأطراف.

رابعًا: أمريكا… الرغبة في الحل دون أدواته
الولايات المتحدة، التي تتصدر التحالف الرباعي، تبدو وكأنها تريد تحقيق اختراق دبلوماسي دون استعداد لتحمل كلفته. فهي لم تمارس أي ضغط حقيقي على الإمارات، ولم تقدم حتى الآن تصورًا موضوعيًا لمعالجة جوهر الأزمة: السلاح الخارج عن الدولة، وتفكيك المليشيات. سياسات واشنطن الرمادية، التي تتجنب تسمية المتورطين بأسمائهم، تفقدها تدريجيًا مصداقيتها كقوة راعية للسلام في السودان.
خاتمة: من يملك رؤية الدولة، ومن يسعى لتقاسمها؟
ما يجري اليوم هو صراع بين رؤيتين للسودان:
رؤية وطنية تسعى لاستعادة الدولة السودانية الموحدة ذات القرار السيادي والمؤسسة العسكرية الواحدة.
ورؤية خارجية هجينة تحاول فرض واقع سياسي جديد يتسع للمليشيات ورعاتها الإقليميين، ولو على حساب أمن السودان وسلامة شعبه.

ما لم تحسم الرباعية أمرها، وتُخرج الأطراف المنحازة من معادلة الوساطة، وتلتزم صراحة باتفاق جدة كمرجعية تفاوضية، فإنها ستتحول من أداة للحل إلى وعاء لتأبيد الأزمة، وتغذية مشاريع التقسيم، تحت شعار السلام الشامل.

في النهاية، السودان ليس مائدة فارغة لتقاسم النفوذ، بل دولة ذات تاريخ وثمن باهظ دفعه شعبها دفاعًا عن كرامته. وأي مبادرة لا تعي هذه الحقيقة مصيرها الإخفاق، ولو اجتمع حولها العالم.
وليد محمد المبارك
وليد محمدالمبارك احمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • لا مقاطعة شيعية لجلسة الحكومة وصيغة للحل مقبولة محليا من دون معرفة صداها الدولي
  • إبراهيم شقلاوي يكتب: الرباعية الدولية .. صراع المصالح يبدد فرص الحل..!
  • ???? مغالطة جون قرنق الكبري وتجلياتها في الحاضر السياسي
  • الرباعية في خبر كان… لماذا؟
  • شو يدعم مساعي أموريم لتحسين غرفة ملابس مانشستر يونايتد
  • إسرائيل تعلق على الأزمة الإنسانية في السودان
  • انطلاق المؤتمر الدولي للأخوة الإنسانية في جاكرتا
  • ترامب لا يستبعد زيارة الصين
  • الرباعية حول السودان… محاولة جديدة بمآلٍ مألوف
  • غرف التجارة والصناعة: معرض دمشق الدولي يعكس حالة التعافي وإرادة الانفتاح على الشركاء الاقتصاديين