جدل بعد مطالبة العفو الدولية لمصر بوقف ترحيل اللاجئين السودانيين
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
من جديد تعود قضية اللاجئين السودانيين في مصر إلى واجهة التفاعلات على منصات التواصل الاجتماعي، فمنذ أيام نشرت مواقع محلية مصرية خبرا مفاده أن الأجهزة الأمنية في مديرية أمن قنا ضبطت 7 حافلات تقل لاجئين سودانيين دخلوا بطريقه غير شرعية إلى مصر، ولعدم وجود أوراق رسمية للإقامة قررت الجهات المختصة ترحيلهم عن طريق حدود محافظة أسوان.
وبعد هذه العملية، نشرت منظمة العفو الدولية -اليوم الأربعاء- تقريرا دعت فيه السلطات المصرية إلى التوقف فورا عن الاعتقالات التي وصفتها بالتعسفية والترحيل غير المشروع للاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود إلى مصر بحثا عن ملاذ آمن من الصراع الدائر في السودان.
تقرير جديد بعنوان “كبّلونا وكأنّنا مجرمين خطرين” يسلط الضوء على حملة السلطات المصرية من الاعتقالات التعسفية الجماعية والترحيل غير المشروع للاجئين السودانيين الذين عبروا الحدود إلى مصر بحثًا عن ملاذ آمن من الصراع الدائر في السودانhttps://t.co/mRDMF0qr8O
— منظمة العفو الدولية (@AmnestyAR) June 19, 2024
ومع نشر منظمة العفو تقريرها، سادت حالة من الجدل على منصات التواصل المصرية والسودانية، فهناك من أيد قرار الجهات المعنية ترحيل المخالفين لشروط الإقامة في مصر من اللاجئين، في المقابل هناك من وصف قرار ترحيل اللاجئين السودانيين بأنه جائر، خاصة أن بلادهم تشهد حربا طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ سنتين.
وتعليقا على تقرير منظمة العفو الدولية، وجه أحد المصريين سؤالا قال فيه "منظمة العفو تحث مصر على عدم ترحيل اللاجئين السودانيين للخارج، وماذا إذا ارتكب لاجئ مخالفات قانونيه جسيمة؟ ما الإجراءات المتبعة بحقه، وكيف يمكن أن تحاسب السلطات من ارتكب جرائم في البلد المستضيف؟".
ورأى آخرون أن منظمة العفو دائما ما تبث تقارير كيدية ضد القاهرة، ومن أجل الضغط عليها، متجاهلة استضافة مصر لملايين اللاجئين من عدة دول عربية ويتم معاملتهم بكل احترام وتقدير، مشيرين إلى أن القاهرة استقبلت مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين منذ اندلاع الحرب في بلادهم.
المنظمة دي طول عمرها معادية لمصر،فمن حق مصر أن تمنع أي متسلل إلى داخل حدودها وفق القانون الدولي،وبالرغم من ذلك مصر تستضيف 15 مليونا من دول الجوار،على عكس إثيوبيا التي وضعت اللاجئين السودانيين في غابة تحت حراسة مشددة وتشاد طردتهم إلى الصحراء من دون أي مقومات تصلح للحياة الإنسانية https://t.co/ierhi884hK
— Jamal mahmoud (@Jamalmahmoud3) June 19, 2024
في المقابل، اعتبر بعض المصريين "ترحيل الإخوة السودانيين" -حسب وصفهم- خطأ كبيرا، خاصة أنهم استجاروا بمصر هربا من الحرب، وحفاظا على أرواحهم وأرواح أسرهم، وأشاروا إلى أنهم يخاطرون بحياتهم خلال رحلة اللجوء ليصلوا إلى بر الأمان في مصر، وإذا بهم تتم إعادتهم لمصير مجهول.
سودانيين ناس طيبين جدا ومحترمين على فكره وبعدين يعملوا ايه ظروفهم كده غصب عنهم حسبنا الله ونعم الوكيل
— magy (@magy33755) June 19, 2024
وطالب مدونون مصريون السلطات المصرية بالسماح لهم باستضافة اللاجئين السودانيين في منازلهم مع تحمل كافة الإجراءات القانونية والمادية بحقهم، وأكد آخرون أن الشعبين المصري والسوداني يربطهما تاريخ مشترك.
أما الصحفي المصري خالد محمود، فقال -في تدوينة عبر حسابه على منصة إكس- "يتعين على الحكومة المصرية أن تشرح للرأي العام المصري والسوداني حقيقة ما يجرى بالنسبة للإخوة السودانيين اللاجئين في مصر هربا من الحرب الدموية في السودان إذا كان التقرير يتضمن أكاذيب، فيجب تفنيدها والرد عليها في أسرع وقت ممكن"، واختتم تدوينته قائلا إن "أزمة السودان أمر مقلق ومؤسف ويؤثر على أمننا القومي".
يتعين على #الحكومة_المصرية أن تشرح للرأى العام المصرى والسودانى حقيقة مايجرى بالنسبة للاخوة السودانيين الللاجئين فى مصر هربا من الحرب الدموية فى #السودان
اذا كان التقرير يتضمن أكاذيبا فيجب تفنيدها والرد عليها فى أسرع وقت ممكن .
أزمة السودان أمر مقلق ومؤسف ويؤثر على أمننا القومى https://t.co/e7XctvQPjM
— khaled mahmoued (@khaledmahmoued1) June 19, 2024
في المقابل، علق بعض السودانيين على ترحيل اللاجئين ووصفوه بالظالم، خاصة أنهم يأخذون المساعدات من المنظمات الدولية، ويشاركون في تحريك عجلة الاقتصاد في مصر.
ووجه سودانيون رسالة إلى من وصفوهم بالإخوة في مصر، فقال أحدهم عبر منصة اللاجئين السودانيين في مصر، "إلى إخواننا وأخواتنا المصريين، كلها فتره وتمر وتعدي، نحن في كرب عظيم، ربنا ما يكتبه على أحد؛ خسرنا بيوتنا وراحتنا وتشردنا".
ويكمل السوداني رسالته بالقول "أصبح الجار غريبا، والقريب بعيدا، وأصبح يطلق علينا لاجئون، أنتم جيراننا ضايقناكم في معيشتكم، لكن هانت وكل واحد فينا حيمشي في حال سبيله، لو ربنا كتب لنا عمرا، وتبقى الذكرى الطيبة"، واختتم تدوينته بالقول "لكم العتبى حتى ترضوا وحقكم علينا".
وفي وقت سابق، قالت مفوضية اللاجئين للجزيرة نت إن عدد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى المفوضية في مصر يمثل 57% من العدد الإجمالي للاجئين من جميع الجنسيات، بما في ذلك من كانوا في مصر قبل اندلاع الاقتتال في السودان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات اللاجئین السودانیین فی ترحیل اللاجئین العفو الدولیة منظمة العفو فی السودان فی مصر
إقرأ أيضاً:
العنف الجنسي في السودان.. خطر دائم على المواطنين في ظل الحرب
حذّرت منظمة أطباء بلا حدود، يوم الأربعاء، من أن العنف الجنسي يُشكّل "خطراً شبه دائم" على النساء والفتيات في إقليم دارفور، غرب السودان، مطالبة باتخاذ إجراءات عاجلة للتصدي لهذا الوضع. اعلان
ومنذ اندلاع الحرب في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، سُجلت حالات عنف جنسي "فظيعة ووحشية"، وفقاً لما صرّحت به كلير سان فيليبو، منسقة الطوارئ في المنظمة.
وأفادت المنظمة بأنها قدمت العلاج لـ659 ناجية من العنف الجنسي في ولاية جنوب دارفور، بين يناير/كانون الثاني 2024 ومارس/آذار 2025، وذكرت أن 86% منهن تعرّضن للاغتصاب، وكانت ثلث هؤلاء الناجيات دون سن الثامنة عشرة، وبعضهن لا تتجاوز أعمارهن الخامسة.
وقالت سان فيليبو: "لا تشعر النساء والفتيات بالأمان في أي مكان"، مشيرة إلى أنهن يتعرضن للهجوم داخل منازلهن، أثناء محاولتهن الفرار من مناطق القتال، وخلال بحثهن عن الغذاء أو الحطب، أو أثناء العمل في الحقول.
Relatedالكوليرا تعصف بالسودان: 172 حالة وفاة خلال أسبوع وسط انهيار صحيالسودان مأساة لا تنتهي: آلاف النازحين يصلون شمال دارفور هربًا من قوات حميدتي تصعيد دامٍ في دارفور وكردفان: الجيش السوداني يكثّف غاراته الجوية والدعم السريع يردّ بمسيّراتكما يتعرض الرجال والفتيان أيضاً للعنف الجنسي، وإن بنسبة أقل، إذ تشكل النساء والفتيات 94% من الناجين، بحسب المنظمة. وفي مستشفى منطقة طويلة، التي تقع على بُعد 60 كيلومتراً غرب مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور المحاصرة، تم علاج 48 ناجية بين يناير/كانون الثاني ومطلع مايو/أيار، غالبيتهن فَررن من هجوم شنّته قوات الدعم السريع على مخيم زمزم للنازحين، وهو الهجوم الذي أودى بحياة ما لا يقل عن 200 مدني، وأجبر أكثر من 400 ألف شخص على الفرار.
أما في شرق تشاد، حيث لجأ أكثر من 800 ألف سوداني، فقد عالجت منظمة أطباء بلا حدود 44 ناجياً منذ يناير/كانون الثاني، كان نصفهم من الأطفال. وروت فتاة تبلغ من العمر 17 عاماً أنها تعرّضت لاغتصاب جماعي على يد عناصر من قوات الدعم السريع، وقالت: "أردت أن أفقد ذاكرتي بعد ذلك".
من جهتها، قالت روث كوفمان، المسؤولة عن الطوارئ الطبية في المنظمة، إن الوصول إلى الرعاية الصحية لا يزال "غير كافٍ"، وأضافت: "كما هو الحال مع جميع الخدمات الإنسانية والطبية في السودان، لا بد من تعزيز هذا الدعم بشكل عاجل".
ورغم توجيه الاتهامات إلى طرفي النزاع بارتكاب فظائع، فإن قوات الدعم السريع تُحمّل المسؤولية عن ممارسة عنف جنسي ممنهج. وكانت منظمة العفو الدولية قد وثّقت، في أبريل/نيسان، وجود حالات من العبودية الجنسية.
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة