أنشطة فنية وأدبية متنوعة بثقافة القاهرة احتفالًا بعيد الأضحى
تاريخ النشر: 20th, June 2024 GMT
استمرارًا لاحتفالات عيد الأضحى المبارك المقدمة برعاية الدكتورة نيفين الكيلاني، وزير الثقافة، نظم فرع ثقافة القاهرة مجموعة من الأنشطة الأدبية والفنية، ضمن برنامج الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني.
احتفالات ثقافة روض الفرج
وأقام قصر ثقافة روض الفرج احتفالية تضمنت فقرة رسم على الوجه، ورشة لتعليم أساسيات الرسم والتلوين، بالإضافة إلى العروض الفنية المتنوعة، ورقصة تنورة تفاعل معها الحضور.
وأعد بيت ثقافة نادي مدينة نصر ورشة حكي تضمنت مناقشة قصص عن مظاهر الاحتفال بالعيد، بجانب ورشة تصميم لوحات معبرة، وأشكال متنوعة بخامات معاد تدويرها، وأخرى لتعليم التلوين على الجبس.
وضمن الأنشطة التي يقدمها الفرع برئاسة د. ابتهال العسلي، وبإشراف إقليم القاهرة الكبرى برئاسة لاميس الشرنوبي، شهدت حديقة السادات فقرات ترفيهية متنوعة للأطفال، فيما عقد نادي الأدب ببيت ثقافة المرج أمسية شعرية أونلاين، أدارها الشاعر خالد محمد رئيس نادي الأدب، وتضمنت إلقاء مجموعة متنوعة من القصائد الشعرية بالفصحى والعامية بمشاركة شعراء من محافظات "الدقهلية، القاهرة والجيزة" من أبرزهم أحمد السرساوي، فاطمة عبد الكريم، محمد البحيري، رضا المناوي، محمد البدري، ومحمد الشحات.
برنامج فني حافل بالقاهرة
ويشار أن الهيئة العامة لقصور الثقافة أعدت برنامجا فنيا حافلا ومتنوعا بالقاهرة والمحافظات احتفالا بعيد الأضحى، يشمل 4 أفلام جديدة بسينما الشعب في 18 محافظة، بسعر موحد ومخفض 40 جنيها للتذكرة، بالإضافة إلى فعاليات تتنوع بين الحفلات الفنية الكبرى ومنها الدراما الاستعراضية الغنائية نوستالجيا الثمانينيات والتسعينيات المقرر عرضها اليوم الخميس على مسرح قصر ثقافة القناطر، بعد ختامها ليلة أمس بالسامر.
عروض وحفلات الفنون الشعبية
كما تقام عروض وحفلات الفنون الشعبية والموسيقى العربية بجميع المحافظات، بالإضافة إلى العروض المسرحية المجانية ببورسعيد والأقصر، والأمسيات الشعرية واللقاءات التثقيفية، والورش الفنية والمسابقات المقدمة للأطفال طوال عطلة العيد.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة حفلات الفنون الشعبية الموسيقى العربية روض الفرج احتفالات عيد الأضحى العروض المسرحية الحفلات الفنية
إقرأ أيضاً:
ثقافة «نحن» في زمن «أنا»
سألت صديقي السؤال المعتاد، الذي نبدأ به كل لقاء بعد طول انقطاع: كيف العمل؟
ابتسم وقال بلغة محبطة:” الصراع في العمل لا ينتهي بين الإدارات ورؤساء الأقسام. الكل يريد أن ينتصر، حتى لو على زميله. في المكان الذي أعمل فيه، لا أحد يفرح لنجاح الآخر، بل يتمنى أن يفشل ليبقى هو في الصورة”. ثم قال جملة علقت في ذهني:”الكل يبحث عن مجد شخصي لنفسه، ولا يريد أن يشاركه أحد”.
تأملت كلماته طويلاً. المجد الشخصي بدلاً من نجاح الفريق! كيف يمكن لمؤسسةٍ أن تنهض، أو لإنجازٍ أن يكتمل، إذا كانت الأنانية هي اللغة السائدة، والحسد هو الوقود الذي يحرك العلاقات؟ هذه ليست مجرد مشكلة في مستشفى يعمل فيه صديقي، بل هي مرآة لثقافةٍ آخذة بالانتشار في كثير من بيئات العمل الحديثة، حيث يُقاس النجاح بعدد النجوم على الصدر لا بعدد الأيدي التي تعاونت للوصول إلى الهدف.
قرأت مؤخراً مقالاً للكاتب والطبيب الأمريكي إيمامو توملينسون بعنوان” اصنع ثقافة تقدّر إنجاز الفريق أكثر من النجاح الفردي”، تحدث فيه عن تجربة مؤسسته الطبية التي اختارت أن تبني مجدها على روح”نحن” بدلاً من”أنا”. يصف الكاتب تلك الثقافة بـ”الثقافة الباهرة”، لأنها تُعيد تعريف النجاح لا بوصفه بطولة فردية، بل عملاً جماعياً يخلق معنى وولاءً وابتكاراً لا يتحقق إلا بتكامل الجهود.
في عالمٍ يرفع شعار المنافسة الفردية، تبدو هذه الفكرة مثالية وربما ساذجة للبعض. لكن توملينسون يثبت العكس؛ فحين تُمنح الفرق الثقة والمسؤولية، وتُكافأ على التعاون لا على التفوق الفردي، يصبح الإنجاز أعمق وأبقى. لقد تحولت مؤسسته من مجموعة أطباء طوارئ إلى شراكة وطنية متعددة التخصصات؛ بفضل هذا المبدأ البسيط: إن النجاح الحقيقي يولد عندما يُضيء الجميع، لا حين يسطع نجم واحد ويخفت ما حوله.
ثقافة الفريق لا تعني إلغاء الطموح الفردي، بل تهذيبه وتوجيهه نحو هدفٍ مشترك. ففي الفرق الناجحة، لا يُقاس التميز بمن يسجل الهدف، بل بمن صنع التمريرة. في الرياضة يسمونها “التمرير الحاسم”، وفي الحياة يسمونها”المساندة الصامتة” التي تجعل الآخرين يبدون عظماء. هذا النوع من العظمة لا يحتاج إلى تصفيق، لأنه يعرف أن قيمته في أثره لا في اسمه.
ولأن القيادة هي من تصنع المناخ، فإن القائد الذي يزرع هذه الثقافة يبدأ بنفسه. لا يخاف أن يشارك المجد، ولا يضيق إذا أُشيد بغيره. إنه يخلق بيئةً يزدهر فيها الجميع، بيئةً يشعر فيها كل فرد بأن صوته مسموع، وأن رأيه مهم، وأن نجاح الفريق ينعكس عليه بالكرامة والرضا لا بالجوائز فقط.
في المقابل، المؤسسات التي يهيمن فيها منطق “أنا أولاً” تتحول إلى ساحات صراع. الكل يراقب الكل، الثقة تتآكل، الإبداع يخنق نفسه خوفاً من السرقة أو الإقصاء، وتتحول بيئة العمل إلى سجنٍ ناعم لا يُنتج سوى التعب.
العمل الجماعي ضرورة إستراتيجية في عالمٍ معقد لا يمكن لفردٍ واحد أن يحيط به. فالعقل الجماعي أذكى من أذكى الأفراد، حين يكون موجهاً نحو هدفٍ مشترك. ومن يفهم هذا المبدأ يدرك أن النجاح الحقيقي لا يقوم على مبدأ الفوز والخسارة، بل على مبدأ “نربح جميعاً أو نخسر جميعاً”.
ربما كان صديقي على حق في وصفه للواقع، لكن الأمل أن يتحول الوعي بهذا الواقع إلى بداية تغيير. فالمؤسسات لا تنهض بالعقول الفردية فقط، بل بالأرواح التي تتناغم، وبالقلوب التي تدرك أن المجد حين يُشارك… يكبر.