دراسات: يقضى على العديد من الوظائف ويزيد حجم البطالة ولكنه يفيد العلم والطب   

د. أيمن محسب: أداة مثالية لمواجهة تحديات العملية التعليمية

 

 بين عشية وضحاها تطالعنا الثورة التكنولوجية بالجديد فى عالم الفضاء الإلكترونى ولكن برزت العديد من المخاوف وخاصة مع تطور الذكاء الاصطناعى الذى أربك العالم. فقد ساهم هذا المنتج التقنى الجديد فى القضاء على العديد من الوظائف حول العالم وأصبح وجوده يهدد العنصر البشرى بالبطالة، فضلا عن إساءة استخدام التكنولوجيا المتطورة فى الشر والأعمال العدائية والتزوير.

على الجانب الأخر أفادت هذه التكنولوجيا فى العديد من الجوانب العلمية والطبية وهو ما يفتح آفاقا جديدة لتشخيص الأمراض بشكل أكثر دقة وبالتالى المساهمة فى علاجها.

ومن هنا ثبت للجميع أن الذكاء الاصطناعى أصبح سلاحا ذو حدين، فمن امتلك مهارة استخدامه بشكل صحيح سيفيد ويستفيد، ومن استخدمه بشكل خاطئ فستكون النتائج كارثية، لذلك يطالب الخبراء بضرورة سن قوانين قادرة على مواجهة مخاطر هذه التكنولوجيا الجديدة وتوجيهها توجيها سليما لاستفادة منها.

مخاطر مرعبة

وشدد المهندس أحمد طارق، خبير الأمن السيبرانى والتقنى، على خطورة الممارسات الناتجة عن الاستخدام الخاطئ لتقنيات الذكاء الاصطناعى التى يمكنها تزييف الفيديوهات والصور، وابتزاز الأشخاص والشركات من أجل طلب المال أو تحقيق مصالح شخصية.

وقال «طارق» إن تقنيات الذكاء الاصطناعى سلاح ذو حدين ومخاطرها مرعبة وكارثية إلى أبعد حد، وهناك لجان إلكترونية تحرك السوشيال ميديا وحسابات مفبركة مصنوعة بواسطة الذكاء الاصطناعى، مشيرًا إلى أن العديد من التطبيقات والمواقع الإلكترونية تستهدف زوارها فى جمع البيانات والمعلومات واستخدامها فى السطو على حساباتهم وكلمات المرور وغيرها من الأمور المتعلقة بالخصوصية، مردفا: الذكاء الاصطناعى ممكن يعمل فيديو لواحد ميت ويتكلم فيه.

ونصح «طارق» المواطنين حال تعرضهم للابتزاز من قبل أشخاص عبر اللجان الإلكترونية بعدم إرسال أموال إليهم وضرورة إبلاغ الجهات الأمنية لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وفى هذا الصدد يقول أمير رشدى، أستاذ مساعد هندسة الروبوتكس بالجامعة الألمانية، إن الذكاء الاصطناعى يهدف إلى منح الآلة أكبر قدر من المعلومات بهدف توفير الجهد على الإنسان، مؤكدًا أن الذكاء الاصطناعى سيقوم بوظائف كثيرة بدلا من الإنسان ولكنه سيولد وظائف جديدة.

ووصف «رشدي» الخوف من الذكاء الاصطناعى بأنه أمر منطقى ولكنه لا يجب أن يؤدى إلى الرعب، مشيرًا إلى أن التطورات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى هام جدًا بالنسبة لحياة الإنسان ومنها المجالات الطبية.

البشر فى خطر

وكشفت الدكتورة نيفين مكرم، أستاذ الذكاء الصناعى، دور التطور التكنولوجى فى دعم العنصر البشرى، من أجل الوصول لنتائج أفضل فى شتى المجالات، ومنها الصحية، مؤكدة أن للتكنولوجيا لها دور داعم فى خدمة البشرية.

وقالت «مكرم» إن هناك اتجاهًا لتعزيز القدرات الإنتاجية للعاملين، وليس إنهائها فى ظل وجود الذكاء الاصطناعى، والتطور التكنولوجى. مضيفة أن يمكن الاستعانة بالذكاء الصناعى فى الكشف المبكر عن سرطان الثدى، حيث يتم التشخيص عن طريق صور أكثر دقة، لمساعدة الطبيب فى تحديد مدى خطورة الحالة بشكل مؤكد.

وتابعت أن الدور التوعوى، والمتطور فى الكشف المبكر عن الأمراض، يدعم المنظومة الصحية فى اكتشاف ومواجهة الأمراض، نافية أن يكون دور الذكاء الصناعى هو إلغاء العنصر البشري، إنما مساعدته من أجل تحقيق نتائج أفضل.

وأشارت إلى إن هناك من يسيئون استخدام التكنولوجيا، ويتعاملون معها بطريقة غير هادفة، موضحة أن الخطأ هنا يكون عند هؤلاء الأشخاص، ولا علاقة للتكنولوجيا بذلك.

يؤدى للانتحار

ومن جانبها، حذرت الدكتورة صفاء حمودة، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، من استخدام الذكاء الاصطناعى دون وعى كاف، لافتة إلى أن هناك حالات انتحار حدثت بسبب هذه التقنيات الحديثة، التى تطورت خلال السنوات الماضية بشكل سريع وتسببت فى مخاطر كثيرة للبشر.

وقالت فى تصريحات تليفزيونية، إن «جيفرى هينتون» الملقب بالأب الروحى للذكاء الاصطناعى، استقال من منصبه بشركة جوجل، ليستطيع تحذير العالم من مخاطر التكنولوجيا، فمثلا شات جى بى تى، هو شات ذكاء اصطناعى يشعرنا إننا نتحدث مع شخص حقيقى، تم إطلاقه فى ديسمبر 2022، وتم تسجيل حالة وفاة لشخص بلجيكى فى مارس 2023، كان يعانى من قلق وبدأ يجرى محادثات مع شات الذكاء الاصطناعى (إليزا)، حتى أصبح الموضوع وسواسيا ودخل فى علاقة عاطفية، تطورت بعدها إلى أنه يريد لقاءها فقالت له الشات إن الحل الوحيد للقاء فى الحياة الأخيرة، فانتحر فعلا».

إنذار

هذا ونشرت مجلة «بى إم جى جلوبال هيلث» تقريرًا عن خطورة الذكاء الاصطناعى وحذرت من عدة نقاط على لسان عدد من خبراء الصحة العامة، الذين أكدوا إن الذكاء الصناعى يمكن أن يضر بصحة الملايين ويشكل تهديدا وجوديا للبشرية، داعين إلى وقف تطوير التقنيات المتعلقة به حتى يتم تنظيمه من قبل الجهات المعنية.

وأشارت المجلة إلى أن الذكاء الصناعى يمتلك القدرة على إحداث ثورة فى مجال الرعاية الصحية من خلال تحسين تشخيص الأمراض وإيجاد طرق أفضل لعلاج المرضى، إلا أن هذا النظام لديه أيضا القدرة على إحداث آثار صحية سلبية، وفقا لما أكده مهنيون صحيون من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وأستراليا وكوستاريكا وماليزيا فى تقرير نشر بمجلة «بى إم جى جلوبال هيلث».

وقالوا إن أحد الأمثلة على الضرر الذى قد ينتج عن هذا النظام هو استخدام مقياس التأكسج النبضى (جهاز طبى يرصد تشبع الأكسجين بدم المريض) الذى يعمل بالذكاء الصناعى، والذى بالغ فى إحدى التجارب فى تقدير مستويات الأكسجين فى الدم لدى المرضى ذوى البشرة الداكنة، مما أدى إلى عدم علاجهم بالشكل الصحيح.

وحذر الخبراء من التهديدات العالمية الأوسع نطاقا لهذا النظام على صحة الإنسان والوجود البشرى، وقالوا: «يمكن للذكاء الصناعى أن يضر بصحة الملايين من خلال التحكم فى الأشخاص والتلاعب بهم، واستخدام الأسلحة المستقلة الفتاكة، كما أنه قد يضر بصحتهم العقلية والجسدية فى حال تعرضهم للبطالة إذا قامت الأنظمة القائمة على الذكاء الصناعى بإزاحتهم من أعمالهم والقيام بمهامهم».

وأضافوا: «عندما يقترن التطور السريع للذكاء الصناعى بالقدرة على تشويه أو تحريف الواقع أو تزييفه، فإن أنظمة المعلومات التى يحركها الذكاء الصناعى قد تقوض الديمقراطية بشكل أكبر من خلال التسبب فى انهيار عام فى الثقة أو عن طريق دفع الانقسام الاجتماعى والصراع، مع ما يترتب على ذلك من آثار على الصحة العامة».

وتابع الخبراء: «نحن نسعى الآن لإنشاء آلات تكون أكثر ذكاء وقوة من البشر. ولكن إمكانات مثل هذه الآلات يمكن أن تضر بالبشر أو تقهرهم سواء عن قصد أو بغير قصد. هذه حقيقة يجب أخذها فى الاعتبار».

ولفتوا إلى أنه مع النمو الهائل فى البحث والتطوير فى مجال الذكاء الصناعى، فإن «الفرصة لتجنب أضراره الجسيمة وربما الوجودية تتضاءل»، مؤكدين على ضرورة «التنظيم الفعال لتطوير واستخدام تقنيات الذكاء الصناعى لتجنب الضرر» وأردفوا قائلين: «إلى أن يتم تطبيق مثل هذا التنظيم، يجب فرض حظر على تطوير التقنيات المتعلقة بالذكاء الصناعي».

استغلال الفوائد

وبدوره، تقدم الدكتور أيمن محسب، عضو مجلس النواب، باقتراح برغبة بشأن إطلاق مبادرة لتعزيز وعى المصريين بالذكاء الاصطناعى، والاستفادة من تقنياته فى حل المشكلات العملية التعليمية.

وقال «محسب»، فى المذكرة الإيضاحية، إن الذكاء الاصطناعى أصبح محركًا رئيسيًا للنمو والابتكار فى مختلف الصناعات والقطاعات ومن بينها قطاع التعليم، فرغم لجوء بعض الدول للاعتماد على الذكاء الاصطناعى لحل بعض مشكلات التعليم، إلا أنه لا يزال دوره محدودًا فى هذا القطاع المهم، الذى يُعد ركيزة مهمة من ركائز التحول إلى الذكاء الاصطناعى فى المجتمع.

وأضاف عضو مجلس النواب، أنه يمكن استخدام الذكاء الاصطناعى فى العملية التعليمية باعتباره الأداة المثالية لمواجهة أكبر تحديات التعلم والتعليم وابتكار سياساته، وتسريع التقدم نحو الهدف الرابع من أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة الذى ينص على ضمان التعليم الجيد المنصِف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعليم للجميع.

وأوضح النائب أيمن محسب، أنه يمكن الاستفادة من الذكاء الاصطناعى فى التعليم عبر 3 مسارات رئيسية هى تعليم الذكاء الاصطناعى واعتباره مادة رئيسية للطلاب فى جميع المراحل التعليمية، من خلال التعاون بين وزارة التعليم ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والقطاع الخاص من أجل بناء جيل جديد مدرك للغة المستقبل ومستعد لتحقيق أقصى استفادة منها.

والمسار الثانى هو التحضير للذكاء الاصطناعى من خلال تمكين جميع المواطنين من فهم تأثيره على حياتهم، والتحول الذى يمكن أن يؤديه. أما الثالث والأخير فهو التعلم باستخدام الذكاء الاصطناعى، والاعتماد على تقنياته فى حل المشكلات العملية التعليمية وهو ما يسهم مثلًا فى مواجهة عجز المعلمين، أو توفير أكبر قدر ممكن من الخدمات التعليمية للطلاب، وتسهيل التعلم عن بُعد.

ميثاق للذكاء الاصطناعى

النائب حسانين توفيق، عضو لجنة العلاقات الخارجية والعربية بمجلس الشيوخ، تقدم باقتراح برغبة للمستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس مجلس الشيوخ، بشأن أهمية تبنى ميثاق عربى للذكاء الاصطناعى، وعمل حملة توعوية واسعة فى جميع أرجاء الوطن العربى.

وقال إنه فى ظل التطور الكبير لبيئة التحول الرقمى وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات فى العالم خلال الفترة الأخيرة، وما يتبعه من مخاطر عديدة أصبح لزاما أن يكون هناك اهتمام عربى بهذا الملف على المستوى العربى.

وأشار إلى أهمية ملف الأمن السيبرانى على الأمن القومى العربى، فى ضوء المخاطر المتمثلة فى هجمات سيبرانية لجماعات ودول أحيانا، لاسيما أنه مع التطور التكنولوجى الهائل تجاوزت هذه العمليات الأفراد ووصلت إلى مرحلة بعض الجماعات الدولية، مشيرا إلى أن أغلب التطبيقات الإلكترونية، وكذلك الألعاب ووسائل التواصل الاجتماعى على اختلافها أصبحت تجبر المستخدمين على مشاركة معلوماتهم الخاصة، وهو ما يشكل خطورة حقيقية على الأمن المعلوماتى.

وأوضح «توفيق»، أن العديد من الدول العربية بما فيها مصر لديها تشريعات للتعامل مع ملف الأمن السيبرانى، وهذه ليست المشكلة، ولكن الأزمة الحقيقية تتمثل أولا فى غياب الوعى لدى المستخدمين، وثانيا عدم وجود كفاءات للتعامل مع تداعيات ومخاطر الأمن السيبرانى مثل سرقة البيانات وغيرها.

وقدم عضو مجلس الشيوخ، عددا من المقترحات، تتمثل فى تبنى ميثاق عربى للذكاء الاصطناعى، مع عمل حملة توعوية واسعة فى جميع أرجاء الوطن العربى، مع ضرورة التركيز على التعريف بمخاطر وتهديدات الأمن السيبرانى وسبل مواجهتها والتوعية بشأنها، ودعا حسانين توفيق، إلى ضرورة مراجعة التشريعات فى الدول العربية بما يحافظ على الخصوصية والأمن المعلوماتى، مشددا على أهمية تدريب الكوادر العاملة فى قطاع التحول الرقمى على ضوابط التعامل مع مستجدات الأمن السيبرانى، وعلى ضرورة تبنى رؤية عربية فى وضع ملف الأمن السيبرانى فى المناهج والبرامج الدراسية لزيادة الوعى لدى النشء.

وأكد عضو لجنة العلاقات الخارجية والعربية بمجلس الشيوخ، على أهمية التوسع فى عمل تطبيقات عربية خاصة بما فيها الألعاب الإلكترونية حفاظا على خصوصية وثقافة المجتمع العربى.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي د أيمن محسب دراسات الثورة التكنولوجية العملیة التعلیمیة للذکاء الاصطناعى الذکاء الاصطناعى الأمن السیبرانى مجلس الشیوخ العدید من ا إلى أن من خلال من أجل

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: هل مؤسسة غزة الإنسانية مؤامرة وأداة إسرائيلية؟

حللت مجلة "إيكونوميست" الجدل المحيط بـ"مؤسسة غزة الإنسانية" والذي يدور حول كونها مؤامرة، أم مهمة قاصرة أو حل إسرائيلي تجاه مسألة المساعدات في قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إبادة مستمرة منذ أكثر من 20 شهرا.

وتحدثت المجلة في البداية إلى  أيمن، وهو سائق سيارة أجرة من شمال غزة، نزح سبع مرات، حيث غادر في صباح الأول من حزيران/ يونيو خيمته عند الشاطيء ومشى هو وشقيقه مسافة 5 كيلومترا عبر الأنقاض إلى أطراف مدينة رفح، جنوب غزة، وقيل لهما إنه مركز أمريكي جديد لتوزيع الأغذية هناك. 

وعبر أيمن مع شقيقه ممرا تحيط به الأسلاك الشائكة نحو صف من رجال الأمن الخاص المسلحين، بعضهم أمريكيون وبعضهم يتحدث العربية، كانوا يحرسون أكواما من الصناديق الكرتونية المملوءة بالطعام.


وكان عدد الفلسطينيين الجائعين يفوق عدد الصناديق بكثير، كما يقول أيمن، فاندلعت الفوضى. وأطلقت أعيرة نارية، بينما تشير التقارير اللاحقة إلى استشهاد حوالي 30 شخصا.

ومنذ ذلك الحين، يتجنب أيمن وشقيقه مراكز توزيع الأغذية، بينما أكدت المجلة أن "إسرائيل" منعت منذ بداية آذار/ مارس وحتى منتصف أيار/ مايو  جميع المساعدات من دخول غزة، وحتى ضباط في جيش الاحتلال الإسرائيلي أقروا بأن سكان غزة  تواجه أزمة طعام وجوع.

وفي أيار/ مايو أعلنت "إسرائيل" عن حلها: ستدير مؤسسة غزة الإنسانية، وهي منظمة غامضة، شبكة من مراكز توزيع المساعدات، وحتى الآن، أنشأت "إسرائيل" ثلاثة مراكز جنوب محور "موراغ"، وهو شريط أمني جنوب غزة يعزل محافظة رفح، ومركزا رابعا قرب مدينة غزة شمالا.

وقالت المجلة إن "استخدام إسرائيل المساعدات الإنسانية كسلاح حرب أثار الغضب، لقد منعت دخول الإمدادات الأساسية إلى غزة. ومع ذلك، فإن جهودها الجديدة لتوزيع المساعدات تثير جدلا واسعا. وتقول حماس إنها واجهة للجيش الإسرائيلي. وقد شجبتها منظمات الإغاثة الدولية".

وذكرت أن "مؤسسة غزة الإنسانية سجلت في ديلاوار، أمريكا وقبل أسبوعين من تولي دونالد ترامب منصبه، وعنوانها في ديلاوار على أنها مجموعة من الشركات، ويعتقد أنها تلقت 150 مليون دولار من التمويل حتى الآن. وقد خصص جزء كبير من هذا التمويل لتوظيف مرتزقة،  بعضهم من شركات أمنية أمريكية خاصة".

وأوضحت أن المسؤولين الإسرائيليين يرفضون الكشف عن هوية الجهة التي تمولها، وحتى وزير المالية المتشدد، بتسلئيل سموتريتش، يدعي أنه لا يعلم من يمولها، لكن الإجماع هو أن الأموال تأتي من داخل "إسرائيل". 

ويعتقد أفيغدور ليبرمان، النائب المعارض ووزير المالية والحرب السابق، أن الجهة التي تدفع المال هي دولة الاحتلال نفسها.

وأوضحت المجلة "تضاءلت آمال تمويل الحكومة الأمريكية للمؤسسة، في أعقاب أعمال العنف المتكررة والمشاهد المروعة لرجال جياع يتسلقون أسوار المراكز. وقد ساعدت بوسطن كونسالتينغ غروب في وضع خطة المجموعة، لكنها نأت بنفسها عنها منذ ذلك الحين. واستقال أول مدير للمؤسسة، احتجاجا على انتهاكها للمبادئ الإنسانية. أما رئيسها الجديد فهو واعظ إنجيلي مقرب من ترامب،  اسمه جوني مور، ولا يزال متفائلا، حيث يقول: لقد قدمنا ما يقرب من 11 مليون وجبة الأسبوع الماضي". "إنها واحدة من أكثر المهام الإنسانية تعقيدا في عصرنا".


وينفي أن تكون مؤسسة غزة الإنسانية أداة لـ"إسرائيل"، قائلا: "ليس كل التمويل، ليس من إسرائيل". 
وزعم أن هدف استبدال نظام الأمم المتحدة الفاسد يتماشى مع رؤية البيت الأبيض وأن ترامب وعد بتقديم المساعدة من خلال آلية مختلفة لشعب غزة.

وتضيف المجلة أن أداء مؤسسة غزة الإنسانية حتى الآن كان بائسا، قائلة "يحرس مرتزقة أجانب الطعام في مراكز التوزيع، بينما تدافع القوات الإسرائيلية عن محيطها وطرق القوافل. ويطلق النار على القادمين لجمع المساعدات يوميا تقريبا. وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 200 شخصا قتلوا. ألقي اللوم على الجيش الإسرائيلي وحماس والعصابات المسلحة، وتشير تحليلات مستقلة لبعض حوادث إطلاق النار إلى القوات الإسرائيلية".

وأضافت أنه "في 11 حزيران/ يونيو، قتل ما لا يقل عن خمسة من العاملين في غزة الإنسانية، حيث حملت المرسسة حماس المسؤولية، بينما يقول فيليب لازاريني، رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن الإغاثة أصبحت فخا قاتلا. وتدافع إسرائيل عن الشبكة الجديدة، قائلة إنها ستمنع حماس من التحكم في تدفق المساعدات وتضعف قبضتها على السكان المدنيين".

ويقول المسؤولون الإسرائيليون إن السيطرة على المساعدات أمر بالغ الأهمية لكسب الحرب، زاعمين أن حماس "حققت ما بين 0.5 مليار دولار ومليار دولار من سرقة المساعدات العام الماضي، على الرغم من أنهم لم يقدموا أدلة موثوقة عن هذه الأرقام".

وقالت المجلة إن "مراكز غزة الإنسانية لم تقض على ممارسات التحكم وإساءة استخدام المواد الإنسانية، وتباع  الحصص الغذائية بالفعل، فلا شيء يمنع تكرار الزيارات إلى المراكز، كما أن النظام الجديد لا يقدم خدمة عادلة لسكان غزة العاديين. فهو يفتقر إلى ضمانات تضمن وصول المساعدات إلى أشد الناس احتياجا. ولا يستطيع الناس الضعاف قطع مسافات طويلة عبر منطقة حرب إلى مراكز بعيدة".

وأضافت أنه "بمقارنة هذا النموذج، بما كانت تقوم به الأمم المتحدة، فقد وصلت مساعدات شبكتها إلى 1.1 مليون شخص عبر 400 مركزا محليا، ولم تكن الشبكة مثالية، فقد عملت بتعاون ضمني أو صريح من حماس، التي تحكم غزة منذ عام 2007. وأعيد بيع الكثير من المساعدات، لكن المساعدات كانت تصل".


وأوضحت "تلقت العائلات رسائل نصية تعلمها بموعد استلام المساعدات واعتمد المحتاجون على خدمة توصيل ووزعت الأدوية والخيام بالإضافة إلى الطعام".

وتائلت المجلة عما سيحدث بعد، قائلة إن أحد من السيناريوهات هو أن "تكون المؤسسة مرحلة مؤقتة وإذا استمر العنف وثبت عجزها عن تخفيف معاناة سكان غزة، فقد ينهار نموذجها في غضون أسابيع.. وإذا تم وقف إطلاق النار وانسحبت القوات الإسرائيلية من معظم أنحاء غزة، فستصبح المراكز غير محمية، وقد يلغى المخطط، مع استعادة الأمم المتحدة دورها المهيمن".

أما السيناريو الآخر، فهو مواصلة المؤسسة عملها وتصبح جزءا من مشهد غزة وأداة للسلطة. وتقول المجلة إن نهاية نظام التوزيع السابق لن يكون في مصلحة حماس، حيث لن تكون قادرة على دفع رواتب 50,000 من موظفي الخدمة المدنية.

وأوضحت أنه "إذا استمرت خطة مؤسسة غزة الإنسانية، فهناك سؤال مثير للقلق يجب الإجابة عليه. فالنموذج يستخدم بالفعل لحصر الفلسطينيين في مساحات من الأرض. ويخشى العسكريون المجربون من توسع نطاق مهمتهم، وأن تصبح مؤسسة غزة الإنسانية أداة تستخدم على الأمد البعيد للاحتلال وإعادة التوطين والتطهير العرقي. ويتحدث ساسة من اليمين المتطرف، بمن فيهم سموتريتش، الذي يشيد بعمل المؤسسة، علنا عن خططهم لإعادة توطين غزة. وقد تحدث بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن إنشاء "منطقة معقمة" للفلسطينيين حول مراكز التوزيع قرب الحدود مع مصر".

مقالات مشابهة

  • أوقاف الظاهرة تنظم دورة علمية بعنوان "سيرة الحبيب"
  • غازيني: لا أفق سياسي واضح وخطر تدهور الأوضاع في ليبيا لا يزال قائمًا
  • بوتين منددًا بالهجوم الإسرائيلي على إيران: قضايا النووي “لا يمكن حلها إلا بالدبلوماسية”
  • متعهد أمني أميركي يفضح “مؤسسة غزة الإنسانية”
  • مختص : الجلوس 10 ساعات يوميًا ترتبط بأمراض القلب وخطر الوفاة.. فيديو
  • متعهد أمني أميركي يفضح مؤسسة غزة الإنسانية
  • إيكونوميست: هل مؤسسة غزة الإنسانية مؤامرة وأداة إسرائيلية؟
  • وزير التشغيل المغربي: الذكاء الاصطناعي سيؤثر بشكل عميق على علاقة المجتمع بوقت العمل
  • قائمة إنقاذ مصر.. قامات علمية وأكاديمية وفكرية منسية في سجون السيسي
  • «مكانة الوطن وخطر الفكر المتطرف».. موضوع خطبة الجمعة اليوم