في ظل التحولات الرقمية المتسارعة، أصبح التعليم عن بُعد جزءاً أساسياً من منظومة التعليم الحديثة، حيث يوفر فرصًا مرنة للوصول إلى المعرفة في أي وقت ومن أي مكان. ورغم ما حققته المملكة العربية السعودية من خطوات رائدة في هذا المجال، إلا أن برامج التعليم عن بُعد لا تزال مقتصرة في التعليم العالي على مرحلة الدبلومات فقط، دون أن تمتد إلى مرحلة البكالوريوس، وهو ما يثير تساؤلات مشروعة حول مدى إمكانية توسيع هذا النطاق لضمان تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص، وتمكين شريحة أوسع من الطلاب من استكمال دراستهم الجامعية.


وقد أولت المملكة، وخاصة منذ جائحة كورونا (كوفيد-19)، اهتماماً بالغاً بالتعليم عن بُعد، إذ سارعت إلى إطلاق مبادرات وطنية لضمان استمرارية التعليم، مدعومة برؤية المملكة 2030 التي تسعى إلى تطوير الإنسان وتعزيز كفاءته عبر التعليم النوعي. وقد ساهم هذا التوجه في ترسيخ مكانة المملكة كإحدى الدول العربية الرائدة في هذا المجال.
وشملت هذه المبادرات عدداً من المنصات الرقمية المهمة، من أبرزها “منصة مدرستي” المخصصة لطلاب التعليم العام، والتي وفرت محتوى تفاعلياً شاملاً، وقنوات “عين” التعليمية التي بثت الدروس عبر التلفاز واليوتيوب، وتطبيق “روضتي” المخصص للأطفال من عمر 3 إلى 6 سنوات، والذي ساعد في تقديم المناهج الدراسية لرياض الأطفال بطريقة شيقة وتفاعلية. كما أن العديد من الجامعات السعودية قامت بإنشاء عمادات خاصة بالتعليم الإلكتروني والتعليم عن بُعد، وقدمت برامج أكاديمية مرنة، خصوصاً في التخصصات النظرية.
لكن، ورغم هذا التطور، يظل التعليم عن بُعد في المرحلة الجامعية، محصوراً على مستوى الدبلومات فقط، في حين لا تزال برامج البكالوريوس غير متاحة بنظام التعليم عن بُعد في الجامعات الحكومية. هذا التقييد، يضع العديد من خريجي الدبلومات أمام خيارات محدودة، ويمنعهم من استكمال تعليمهم الجامعي، رغم توفر الرغبة والقدرة لديهم، ولكنهم غالبًا ما يتعذر عليهم الالتزام بالتعليم التقليدي بسبب ظروف العمل، أو الأسرة، أو البعد الجغرافي.
من هذا المنطلق، نأمل أن تعيد الجامعات الحكومية النظر في هذه المسألة، وأن تعمل على توسيع برامج التعليم عن بُعد لتشمل مرحلة البكالوريوس، بما يخدم تطلعات شريحة كبيرة من أبناء الوطن، ويُحقق مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الطلاب. فالتوسع في هذا النوع من التعليم لا يعزز فقط العدالة التعليمية، بل يدعم أيضاً بناء مجتمع أكثر معرفة، ويزيد من جاهزية الكوادر الوطنية لسوق العمل.
إن التعليم عن بُعد لم يعد مجرد بديل مؤقت، بل أصبح خياراً استراتيجياً يدعم التحول نحو مجتمع رقمي متقدم. ومن هنا، فإن فتح المجال لبرامج البكالوريوس عن بُعد في الجامعات السعودية سيساهم في ترسيخ هذا التحول، ويعزز أهداف التنمية الوطنية ضمن رؤية 2030، التي تضع التعليم في صميم خططها التنموية.

drsalem30267810@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

«شتاء السعودية 2025»: برامج وعروض خاصة لجذب الزوار من قطر

أكدت الهيئة السعودية للسياحة أنها تولي أهمية خاصة لاستقطاب الزوار من دولة قطر خلال فعاليات موسم شتاء 2025، نظرًا لما يجمع البلدين من روابط وثقافة وخيارات سفر ميسّرة، حيث تُعد السوق القطرية من الأسواق الحيوية في المنطقة لما تمتلكه من شريحة واسعة من المسافرين الباحثين عن التجارب النوعية.  

وتعمل الهيئة على تعزيز التواصل مع الوكلاء والمكاتب السياحية في قطر لتقديم عروض وباقات متكاملة تتيح للزوار القطريين فرصة اكتشاف تنوع الوجهات السعودية، من مدنها العصرية إلى مواقعها التراثية والطبيعية الخلابة، بما يجعل المملكة وجهة مفضلة لقضاء عطلاتهم القصيرة ومواسمهم السياحية المقبلة.
جاء ذلك خلال لقاء تعريفي نظمته الهيئة السعودية للسياحة في الدوحة لتسليط الضوء على أحدث التطورات والبرامج والمشاريع في قطاع السياحة بالمملكة، واستعرضت خلاله الهيئة أبرز فعاليات موسم شتاء السعودية 2025 تحت شعار «حيَ الشتاء». 
ويأتي اللقاء في إطار جهود الهيئة للتعريف بالمقومات السياحية المتنوعة التي تزخر بها المملكة، وبناء جسور من التعاون والشراكة مع مختلف القطاعات الإعلامية والتجارية والسياحية في دولة قطر، بما يسهم في تعزيز تبادل الخبرات وتنمية التعاون الخليجي المشترك في مجال السياحة.
كما رافق الوفد الرسمي للهيئة السعودية للسياحة عدد من ممثلي الشركات العاملة في قطاعات السياحة والضيافة والسفر، والذين استعرضوا على هامش المعرض المصاحب للحدث أبرز الفرص الاستثمارية والخدمات السياحية التي تقدمها منشآتهم، مؤكدين حرصهم على تعزيز التعاون مع نظرائهم في قطر بما يدعم تطوير القطاع السياحي الخليجي ويفتح آفاقًا جديدة للشراكة والتكامل.

1200 منتج سياحي 
يمتد برنامج شتاء السعودية 2025، حتى نهاية الربع الأول من عام 2026، ويتضمن أكثر من 1200 منتج سياحي إلى جانب أكثر من 600 عرض خاص، موزعة على 9 وجهات رئيسية تشمل: «الرياض، الدرعية، جدة، العلا، البحر الأحمر، والمنطقة الشرقية»، إضافة إلى وجهات أخرى مثل القصيم، حائل، والمدينة المنورة. 
وتغطي الفعاليات طيفًا واسعًا من الأنشطة، بدءًا من المواسم الكبرى مثل موسم الرياض، موسم العلا، موسم الدرعية، وموسم الخبر، وصولًا إلى الأنشطة الثقافية والفنية والشاطئية والعائلية.
وأكد وفد الهيئة السعودية للسياحة خلال اللقاء مع الصحفيين ووسائل الإعلام أن موسم «شتاء السعودية 2025» دعوة مفتوحة للسياح من داخل المملكة وخارجها لاكتشاف تنوع الوجهات، عراقة التراث، جمال الطبيعة، وروعة الفعاليات العالمية التي تحتضنها أرض السعودية، في تجربة تصنع لكل زائر قصة لا تُنسى.

عروض وباقات سياحية
ويقدم شتاء السعودية 2025 بالتعاون مع أكثر من 1200 منتج ســـياحي وما يزيد على 600 عرض حصري، تشمل تخفيضات خاصة، وباقات عائلية، وتجارب مصممة لتناسب كل الشرائح والفئات.
كما أوضحوا أن شتاء السعودية 2025 ليس مجرد موسم بل تقويم زاخر بأحداث ومناسبات تصنف بين الأبرز عالمياً، يتضمن البرنامج عدداً واسعاً من الفعاليات، تشمل الحفلات الغنائية والعروض الثقافية والمسرحيات والأمسيات الشعرية والأنشطة العائلية والشاطئية، مروراً بموسم الخبر، ومهرجان نبض العلا، وبطولة العالم للراليات وسباقات الزوارق السريعة في جدة، إضافة إلى فعالية خاصة بالتعاون مع «مستر بيست وفعالية WWE» رويال رامبل ضمن فعاليات موسم الرياض، وغيرها الكثير ما يمنح تجارب الشتاء في المملكة بعداً جديداً وتجعل منها وجهة أولى لعشاق السياحة الشتوية من كافة دول العام.

الحضور في الأسواق الإقليمية
وأشار الوفد السعودي إلى أن اللقاء التعريفي في الدوحة يأتي ضمن خطط الهيئة لتعزيز حضور الوجهات السياحية السعودية في الأسواق الإقليمية، حيث ركّز اللقاء على استعراض وتسويق الوجهات السياحية ضمن برنامج شتاء السعودية 2025، وجمع ممثلي منظومة السياحة السعودية مع شركائهم في القطاع السياحي القطري، بهدف عقد شراكات جديدة وتبادل الخبرات. كما تم تصميم باقات وعروض سياحية مشتركة تستهدف جذب السياح من المنطقة إلى الوجهات السعودية خلال الموسم، بما يعكس روح التعاون والانفتاح في تطوير صناعة السياحة الخليجية.

التكامل السياحي الخليجي
وحول التعاون السياحي المتنامي بين دولة قطر والمملكة، لفت ممثلو الهيئة السعودية للسياحة إلى أن الاتفاقية الموقعة بين Visit Qatar و»زوروا السعودية» تشكل خطوة استراتيجية نحو تعزيز التكامل السياحي الخليجي، من خلال تبادل الخبرات والتجارب التسويقية وتنظيم الحملات الترويجية المشتركة التي تسلط الضوء على المقومات السياحية في كل من قطر والمملكة.

قطر السعودية شتاء السعودية

مقالات مشابهة

  • وزير التعليم العالي: دعم متكامل لتمكين الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية في الجامعات المصرية
  • التعليم العالي: دعم متكامل لتمكين الطلاب من ذوي الإعاقة البصرية في الجامعات
  • وزير التعليم العالي: دعم متكامل لتمكين الطلاب ذوي الإعاقة البصرية في الجامعات
  • معهد بحوث الإلكترونيات ينفذ برامج تدريبية متخصصة لطلاب الجامعات
  • التعليم العالي: معهد بحوث الإلكترونيات ينفذ برامج تدريبية متخصصة لطلاب الجامعات
  • إلى السيد وزير التعليم العالي.. هذا القرار مخالف للدستور
  • «شتاء السعودية 2025»: برامج وعروض خاصة لجذب الزوار من قطر
  • المشاط يدعو السعودية للانتقال من خفض التصعيد إلى إنهاء "العدوان والحصار والاحتلال"
  • لماذا أصبحت مصر وجهة مفضلة للطلاب العرب في السنوات الأخيرة؟
  • استعراض العلاقات مع السعودية في المجال الإنساني