يأتي اليوم ليذكرنا بسيدة عاشت لترسم ابتسامة على شفتيها طوال مشوار حياتها الفني رغم صعوبة مشوارها وحياتها الشخصية والتي تألمت به كثيرًا وهو يوم ذكرى وفاة سندريلا الشاشة المصرية سعاد حسني.

وتألقت سعاد بمعظم أدوارها التى تركت بصمة في جميع شوارع مصر ومن ضمن أدوارها التي عاشت حتى الآن وزامنت أجيال، ويعرض باستمرار على شاشات "التلفزيون" والفضائيات هو تجسيدها لشخصية نوال في فيلم موعد على العشاء والذي تم تصويره في ربوع الإسكندرية القديمة.

والتقطت عدسات الفيلم مشاهد عديدة من كوافير بالإسكندرية  والذى تعرفت سعاد حسنى فى دور " نوال" على "شكرى" وقام بتجسيده الفنان الراحل أحمد زكي، واختار المخرج محمد خان كوافير حقيقى ليتم التصوير فيه وهو من أقدم صالونات التجميل بالإسكندرية  ونستطيع بالنظر إلى كل ركن فيه باستعادة ذكريات هذا الفيلم الخالد حتى الآن.

وجمعت سعاد حسني مشاهد عديدة من قلب شوارع وكورنيش الإسكندرية ومنها مشاهد مع الراحل أحمد زكي والفنان حسين فهمي فى منطقة محطة  الرمل وأيضًا مشاهد  تجمع سعاد حسنى وزوزو ماضي لشارع "سيزوستريس" والتي استعرضت من خلاله مظاهر التراث المعماري الإيطالي بالمباني القديمة.

ويذكر أن  سعاد حسني  ولدت يوم 26 يناير 1943 فى حي بولاق أبو العلا بالقاهره لعيلة فنية، والدها محمد حسني البابا وكان من أكبر الخطاطين وشقيقتها  المطربة نجاة الصغيرة من الأب، واكتشفها الشاعر عبد الرحمن الخميسي الذي أشركها في مسرحيته "هاملت لشكسبير" ثم ضمها المخرج "هنري" بركات لدور البطولة في فيلمه حسن ونعيمة عام 1959.

وعملت "حسني" بالعديد من الأعمال الفنية في فترة الستينات والسبعينات ومنها فيلم  أميرة حبى أنا  عام 1974 في دور  أميرة، شفيقة ومتولى عام 1978 في دور شفيقة، الكرنك عام 1975 في دور زينب، حب فى الزنزانة عام 1983 في دور فايزة، المتوحشة عام  1979  في دور بهية والراعى والنساء عام 1992 في دور وفاء.

 

artworks-QLjREfO6OP9Nzwzm-LqsVtw-t500x500 hqdefault (1) 210 00_36_43_00_22 _640x_f4dc03023dd6b79be673d02c663b5f8e0c9f362ec81529950e595ab33fe86d8b (1)

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سندريلا سعاد حسني محمد خان محطة الرمل عروس البحر نجاة الصغيرة سندريلا الشاشة الشاشة المصرية يوم ميلاد الاسكندرية الكرنك سعاد عروس جمال علام فی دور

إقرأ أيضاً:

منى زكي.. كلّموني تاني عنها

هناك لحظات في حياة الفنان تشبه تلك العتبات الصامتة التي لا يلتفت إليها إلا بعد أن يعبرها بسنوات، لحظات تكشف أن الهزيمة لم تكن إلا درسًا متقنًا، وأن السقوط كان مجرد خطوة صغيرة على طريق طويل نحو النضج.
منى زكي التي تعود اليوم إلى دائرة الضوء عبر فيلم "الست"، العمل الذي فجّر نقاشًا واسعًا حول قدرتها على تجسيد شخصية أم كلثوم، لكن ما يغيب عن كثيرين أن هذا الجدل ليس سوى فصلٍ جديد في رحلة بدأت قبل أكثر من عشرين عامًا، حين وقفت لأول مرة أمام شخصية سعاد حسني، عندما قدّمت شخصيتها في مسلسل "السندريلا".
وُضعت منى زكي بسبب هذا المسلسل أمام امتحان قاسٍ، الجمهور كان يرفض المقارنة أصلًا، والنقاد اعتبروا أن الأداء جاء باهتًا، مسطحًا، خاليًا من الروح التي عرفتها الشاشة طوال حياة سعاد، ففشل الدور وقتها وفشل المسلسل بأكمله.
لم يكن الفشل وقتها، فقط لأن منى لم تُشبه سعاد، بل لأنه جاء في مرحلة مبكرة من حياتها الفنية، كانت ما تزال ابنة الدراما الخفيفة والرومانسيات النظيفة.. لم تمرّ بتجربة تتطلب هذا القدر من التحوّل النفسي والحضور الفني، ومع ذلك، كان ذلك الفشل أشبه بصفحة أولى من كتاب النضج، صفحة تُوجع، لكن لا يمكن تمزيقها.
ما بين إخفاق "السندريلا" سنة 2006 وظهورها في "الست" اليوم، مرت منى زكي بمرحلة تبدو كأنها إعادة تكوين كاملة لشخصيتها الفنية، مرحلة لم تعتمد على الانتشار، بل على اختيارات صعبة، وأدوار خرجت بها من منطقة الأمان إلى منطقة ليست فيها ضمانات.

بعد "السندريلا" تحديدًا، بدأت منى تختبر نفسها أمام أدوار أقسى وأعمق، ففي فيلم "احكي يا شهرازاد" (2009) قدمت شخصية إعلامية تعيش صراعًا أخلاقيًا مع السلطة والفساد والعنف الأسري، وكان الدور نقطة تحوّل لأنها لأول مرة تتخلى تمامًا عن صورة الفتاة الرقيقة لصالح امرأة تواجه الانهيار النفسي والضغط الاجتماعي، وهو ما جعل النقاد وقتها يعتبرون أن الفيلم أول خطوة حقيقية لمنى نحو الدراما السياسية النفسية.
في "أسوار القمر" (2015) خاضت منى تجربة معقدة على مستوى الأداء، قائمة على التحولات النفسية والذاكرة المفقودة، بتقنية مونتاج صعبة، عندما قدّمت الشخصية في عدة حالات، وهو تحدّ لم تكن لتتحمله لولا نضجها الفني الجديد، ورغم الجدل حول الفيلم، إلا أن أداءها تلقّى إشادات على مستوى الطبقات النفسية.
أما في "أصحاب ولا أعز" (2022) فقدّمت منى الدور الأكثر جرأة في حياتها، وواجهت عاصفة غير مسبوقة من الهجوم، لكن طريقة تعاملها مع النقد والهجوم كانت درسًا في النضج، لم تعتذر، ولم تتراجع، ولم تغيّر موقفها، وهنا، ظهرت منى القوية، التي تعرف أن الإبداع له ثمن، وأن النضج ليس مجرد أداء، بل تحمّل تبعات الاختيار.
وفي "تحت الوصاية" (2023) قدّمت شخصية امرأة على حافة الانكسار، مطاردة من مجتمع كامل، وتدافع عن طفليها، أداؤها كان أبعد ما يكون عن منى زكي القديمة؛ جافّ، موجوع، ومشحون بحزن صامت أثبت قدرتها على الأداء الداخلي العميق.
كل هذا التراكم جعل منى زكي تصل إلى "الست" وهي ليست منى التي فشلت في تقليد سعاد حسني، بل ممثلة قضت 15 سنة من عمرها في هدم صورتها القديمة وبناء ممثلة جديدة.. ممثلة تعرف أن الدور الكبير لا يُؤخذ بالشبه، بل بالقدرة على الدخول إلى النَفَس الداخلي للشخصية.
هذا التراكم هو الذي مهّد لعودتها اليوم في أصعب اختبار درامي يمكن أن يقف أمامه ممثل عربي، تجسيد أم كلثوم.
الفيلم فجّر منذ لقطاته الأولى نقاشًا عن الشبه، وعن صوت أم كلثوم والروح والأداء، البعض هاجم، البعض دافع، والكل تابع، لكن وسط هذا الضجيج، يقف شيء واحد واضح، وهو أن منى زكي اليوم تختلف جذريًا عن منى زكي التي أخفقت في "السندريلا"
في "الست"، لا تقدّم منى مجرد محاكاة للفنانة، بل تحاول بناء منطق داخلي للشخصية، الصلابة، الكبرياء، عبء الشهرة، وهالة الوقار، الاعتراضات موجودة، نعم، لكن من يشاهد الفيلم يدرك أن الأداء قائم على وعي وخبرة وتراكم طويل من المران والتجربة.
هي لم تعد الفتاة التي تحاول تقليد سعاد حسني.. هي اليوم امرأة في منتصف نضجها الفني، تعرف كيف تتعامل مع شخصية عملاقة دون أن تبتلعها، ودون أن تدّعي أنها أصبحت أم كلثوم الجديدة.
بين سقوطها القديم في "السندريلا" وصخب "الست"، تقف منى زكي اليوم عند لحظة تستحق التأمل، ليست اللحظة التي تقول فيها انتصرت، ولا اللحظة التي ينتظر فيها البعض أن تفشل، بل لحظة مختلفة.. لحظة نضج، نضج جعل الجمهور والنقاد، رغم الخلاف، يعترفون أن منى زكي أصبحت واحدة من أهم الممثلات العربيات القادرات على الدخول في قلب الأسطورة، والخروج منها واقفة.

مقالات مشابهة

  • منى زكي.. كلّموني تاني عنها
  • محافظ كفر الشيخ يعلن استئناف حركة الملاحة والصيد بعد تحسن الأحوال الجوية
  • لتحسن الأحوال الجوية.. استئناف أنشطة الصيد والملاحة في كفر الشيخ
  • مجدي أحمد علي: استعد لتقديم فيلم سينمائي عن سعاد حسني
  • التعادل السلبي يحسم ديربي البحر المتوسط بين المصري والاتحاد السكندري في كأس عاصمة مصر
  • مصر تدعو إلى إزالة العوائق وتعزيز التعاون الاقتصادي بين دول البحر المتوسط
  • الركاب بأمان.. العثور على يخت إسرائيلي فُقد في المتوسط بعد عاصفة بايرون
  • نائب وزير الخارجية يستقبل المفوضة الأوروبية لشؤون البحر الأبيض المتوسط
  • السيسي يستقبل حفتر.. حين تُعيد الجغرافيا تشكيل السياسة وتختبر القاهرة بوصلتها في الغرب
  • قنصل إيطاليا: الإسكندرية عروس البحر المتوسط عن جدارة