تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ارتفعت حدة التوتر بين حزب الله وجيش الاحتلال الإسرائيلى فى الآونة الأخيرة، على خلفية العدوان الإسرائيلى على غزة، إلا أن الحزب المتمركز فى جنوب لبنان فاجأ الكيان الصهيونى بتفوق عسكري.
وفى هذا الصدد، نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، تقريرًا قالت فيه إن المواجهة على الحدود الإسرائيلية كانت لسنوات بين المخزون الهائل من الصواريخ لدى حزب الله ونظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ الذى طالما تباهت به إسرائيل والذى يتعامل بكفاءة مع معظم الصواريخ والمدفعية القادمة.


لكن حزب الله نشر سلاحًا أبسط بشكل خادع من ترسانته لتجاوز الخط الأحمر فى استراتيجية الأمن القومى الإسرائيلي، وهو طائرات بدون طيار عالية السرعة تحلق على ارتفاع منخفض - العديد منها من الدرجة التجارية فقط - لجمع المعلومات الاستخبارية وإسقاط المتفجرات.
وبينما تضرب هذه الطائرات غير المأهولة مواقع عسكرية ومنازل خاصة فى إسرائيل، فإنها تعيد أيضًا إلى ظهور التساؤلات حول نظام الدفاع الجوى الذى يبلغ عمره عقدًا من الزمن، والذى يخشى الكثيرون من أنه يوفر درعًا غير كامل ضد أعداء إسرائيل المختلفين -خاصة أنهم يجربون أسلحة جديدة وطرقًا جديدة للدفاع الجوى باستخدام الأسلحة القديمة.
ومع الاحتمال الوشيك لاندلاع حرب على مستوى المنطقة مع حزب الله وحلفائه، تسعى إسرائيل جاهدة لإعادة صياغة نهجها فى الدفاع الجوى للتعامل مع هذه التهديدات الجديدة ذات التكنولوجيا المنخفضة.
وتلقت إسرائيل صدمة يوم الثلاثاء الماضى عندما نشر حزب الله لقطات بطائرة بدون طيار لقاعدة عسكرية إسرائيلية مهمة فى ميناء حيفا، على بعد حوالى ١٥ ميلا من الحدود اللبنانية، وبالتالى استعرض قدراته فى استخدام الطائرات بدون طيار، قائلًا إن الصور تم التقاطها بطائرة بدون طيار لم يتم اكتشافها وعادت إلى لبنان.
وقال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله فى كلمة ألقاها يوم الأربعاء الماضي: “ما نشرناه هو جزء صغير من ساعات عديدة تم تصويرها فى حيفا ولن يكون هناك مكان آمن من صواريخنا وطائراتنا المسيرة".
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتزى هاليفي، إن إن اللقطات أظهرت “قدرة ندركها”، مضيفًا: "نحن نستعد ونبنى حلولًا لهذه القدرات وغيرها من القدرات التى ستواجهها فى اللحظة الضرورية"، من بطارية القبة الحديدية فى شمال إسرائيل.
وبعد وقت قصير من نشر اللقطات، قال جيش الاحتلال إنه “وافق على خطط عملياتية لهجوم فى لبنان".
وقال المبعوث الأمريكى الخاص عاموس هوشستين، بعد رحلة مكوكية بين إسرائيل ولبنان، فى بيروت الثلاثاء الماضى إن المنطقة “تمر بأوقات خطيرة ولحظات حرجة”، وحث على التوصل إلى حل دبلوماسي، مضيفا أن كلا من حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب، لكنهما يستعدان لها، وبالنسبة لإسرائيل، فإن هذا يعنى إعادة التفكير فى الأفكار القديمة حول مزايا وحدود تفوقها التكنولوجي.
وذكرت الصحيفة الأمريكية، أن تكتيكات الطائرات بدون طيار التابعة لحزب الله التى تتضمن طائرات مرنة تتجنب الرادار للاستطلاع والقصف ليست جديدة، لكنها ظهرت فى المحادثة العامة فى الأسابيع الأخيرة، حيث وصلت الهجمات المتبادلة عبر الحدود إلى مستوى أكبر من الشدة.
يمكن للبعض أن يطير بسرعة تصل إلى ١٢٥ ميلًا فى الساعة، ويمكنها الطيران على ارتفاع منخفض على الأرض، ويمكنها المناورة حول الجبال وفى الأخاديد على طول الحدود، والتسلل عبر النقاط العمياء فى شبكة الكشف الإسرائيلية.
وذكر التقرير أن جيش الاحتلال قد يخطئ فى اعتبار أن الطائرات بدون طيار هى طائراته أو أنها طيور، وحتى عندما تتعرف عليها، فإنها لا تتبع المسار المستقيم للصاروخ، وإسقاطها، فى حالة طائرة استطلاع بدون طيار، قد يتسبب فى ضرر أكبر من مجرد السماح لها بالعودة إلى مركز التحكم الخاص بها.
قال أون فينيج، الرئيس التنفيذى لإحدى شركات معالجة الإشارات والتعلم الآلي، إن الحرب بين أوكرانيا وروسيا، تعتمد بشكل كبير على الطائرات بدون طيار، والآن بشكل متزايد بين إسرائيل وحزب الله، تظهر "الحداثة" فى ساحة المعركة، حيث تطورت التهديدات إلى ما هو أبعد من الطيف المرئي.
وأضاف: "فى حالة الحرب فى أوكرانيا، يستخدم الجانبان الطائرات بدون طيار، ولكن لم يتمكن أى منهما من إيجاد دفاع فعال ضدها، مما ساهم فى حالة من الجمود فى ساحة المعركة، أما على الجانب الآخر فليس من الواضح كيف تخطط إسرائيل لحل معضلة الطائرات بدون طيار".
وتابع: "أسلوب عمل حزب الله هو إرسال طائرات تجارية صغيرة جدًا أولًا للقيام بمراقبة مواقع الجيش الإسرائيلي، فى محاولة لمعرفة الوحدات الموجودة هناك ثم بعد بضع ثوانٍ، تنفجر الطائرة"، معلقًا على ذلك بأن "الضرر عادة ليس بهذا الحجم - فهو ليس صاروخا لكن الأمر نفسي، فهم يظهرون أنهم قادرون على اختراق الدفاع الجوي، ويمكنهم الوصول إلى مسافة بعيدة جدًا خلف الخطوط الحدودية”.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: حزب الله جيش الاحتلال الإسرائيلي الأمن القومي الإسرائيلي فلسطين غزة لبنان الطائرات بدون طیار حزب الله

إقرأ أيضاً:

مؤسسة هند رجب تقدم شكوى رسمية في هولندا ضد ضابط بارز بسلاح الجو الإسرائيلي

قدمت مؤسسة هند رجب الحقوقية (HRF) شكوى قانونية رسمية إلى النيابة العامة الهولندية ضد لافي لازاروفيتش، الرائد في سلاح الجو الإسرائيلي، والمتواجد حاليًا في هولندا ضمن جولة "سايبر آرك العالمية" التي تنظمها شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية "سايبر آرك". 

وقالت المؤسسة في بيان لها "بينما يظهر لازاروفيتش علنًا في هولندا بصفته مديرًا تنفيذيًا في مجال التكنولوجيا، فهو أيضًا ضابط في الخدمة الفعلية في سلاح الجو الإسرائيلي، وهو فرع عسكري لعب دورًا محوريًا ومدمرًا في الإبادة الجماعية الأخيرة التي ارتُكبت بحق السكان الفلسطينيين في غزة".

وأكدت أم "لازاروفيتش متورط بشكل مباشر في أنشطة سلاح الجو الإسرائيلي خلال الإبادة الجماعية، وهو الذي ظهر بزيه العسكري في فيديو ترويجي لشركة سايبر آرك، صُوّر خلال ذروة القصف الإسرائيلي على غزة".

وأوضحت أن "الفيديو صُوّر من هاكيريا، المقر العسكري للجيش الإسرائيلي في تل أبيب، وهو مركز قيادة رئيسي لعمليات الحرب الجوية الإسرائيلية".


وأشارت إلى أن "وجوده بزيه العسكري في مثل هذا الموقع خلال فترة قصف ممنهج وواسع النطاق، يؤكد ضلوعه بشكل مباشر في أنشطة سلاح الجو الإسرائيلي، ويستدعي تحقيقًا جديًا".

ووفقًا لتقارير هيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، والأمم المتحدة، ومصادر موثوقة أخرى، فإن سلاح الجو الإسرائيلي مسؤول مسؤولية مباشرة عن القصف الجماعي للمناطق السكنية، مما أسفر عن مقتل عائلات بأكملها في منازلها.

View this post on Instagram A post shared by The Hind Rajab Foundation (@hindrajabfoundation)
وأكدت التقارير أن سلاح الجو الإسرائيلي مسؤول عن استهداف المستشفيات والمدارس ومخيمات اللاجئين ومرافق الأمم المتحدة، والهجمات المنهجية على العاملين في المجال الإنساني والقوافل الطبية والنازحين.

وذكرت أنه مسؤول أيضا عن "تدمير البنية التحتية المدنية الحيوية، مما ساهم في انهيار النظام الصحي في غزة والنزوح الجماعي".

وقالت المؤسسة إن "هذه الأفعال تُعتبر على نطاق واسع انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، وقد دق العديد من الخبراء القانونيين وهيئات الأمم المتحدة ناقوس الخطر بشأن احتمال ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وأعمال إبادة جماعية".

وأكد أنه "يجب احتجاز لازاروفيتش بصفته ضابطًا في سلاح الجو الإسرائيلي، وهو لا يُعتبر مشاركًا مدنيًا محايدًا في الفعاليات التقنية العالمية، ورتبته وتوقيت ظهوره العلني بالزي العسكري، وسياق وجوده في الهياكل القيادية العسكرية خلال الإبادة الجماعية، تُشكل أسبابًا معقولة للاعتقاد بأنه ربما قام بما يلي".


وأشارت إلى أنه بموجب ذلك فهو "شارك في عمليات عسكرية جوية أو دعمها، وقدّم مساعدة فنية أو عملياتية من داخل سلاح الجو الإسرائيلي، وتحمّل مسؤولية القيادة أو تصرف بالتنسيق مع الوحدات المشاركة في حملة القصف".

وذكرت أن "السماح لهؤلاء الأفراد بالسفر بحرية والتحدث في المؤسسات العامة في هولندا يُهدد بتحويل البلاد إلى ملاذ آمن لمن يُحتمل تورطهم في جرائم دولية".

ودعت مؤسسة هند رجب إلى فتح تحقيق أولي في دور لازاروفيتش المحتمل في جرائم حرب، وتأكيد وتوثيق وجوده على الأراضي الهولندية، مع النظر في فرض قيود على السفر أو اتخاذ تدابير قانونية أخرى مناسبة.

وقالت إن "هذا الإجراء يُعد جزءًا من الاستراتيجية القانونية الأوسع للمؤسسة لمحاسبة مرتكبي جرائم الحرب، بالتعاون مع فرق قانونية من ولايات قضائية متعددة، وبموجب مبدأ الولاية القضائية العالمية المنصوص عليه في القانون الهولندي والدولي".

ويذكر أنه في نيسان/ أبريل الماضي، قدمت منظمة "هند رجب" طلبا لإصدار مذكرة اعتقال ضد وزير خارجية دولة الاحتلال، جدعون ساعر، الذي كان يزور بريطانيا حينها.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن مؤسسة هند رجب، التي تركز على محاكمة وملاحقة الجنود الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حرب، قدمت طلبا إلى لندن باعتقال ساعر.

ونقلت الهيئة عن مكتب وزير خارجية الاحتلال قوله، إنه لا نية لتقصير زيارة ساعر إلى بريطانيا أو تغيير برنامجه على إثر الطلب الذي جرى تقديمه.


وقالت مؤسسة هند رجب في بيان: "تجري مساعٍ لإصدار مذكرة اعتقال عاجلة بحق ساعر، العضو في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)".

المنظمة أكدت أن ساعر "ساعد وشجع على ارتكاب التعذيب والانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي في فلسطين، بما في ذلك التعذيب والقتل العمد والتدمير واسع النطاق للممتلكات".

ولفتت إلى كونه "عضوا بارزا في المجلس الوزاري الأمني، بجانب بنيامين نتنياهو، المطلوب من المحكمة الجنائية الدولية؛ بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في غزة".

وتأسست "مؤسسة هند رجب" في شباط/ فبراير2024، وتتخذ من بروكسل مقرا رئيسيا لها، وتنشط في ملاحقة مسؤولين وعسكريين إسرائيليين عبر دعاو قضائيا بأنحاء العالم.

وتحمل المؤسسة اسم طفلة فلسطينية كانت في عمر 5 سنوات حين قتلها جيش الاحتلال مع 6 من أقاربها بقصف سيارة لجأوا إليها جنوب غربي مدينة غزة، في 29 كانون الثاني/ يناير 2024.

مقالات مشابهة

  • مؤسسة هند رجب تقدم شكوى رسمية في هولندا ضد ضابط بارز بسلاح الجو الإسرائيلي
  • عاجل | مجلس الأمن القومي الإيراني: سنهاجم منشآت إسرائيل النووية السرية بدقة إذا استهدفت منشآتنا النووية
  • واشنطن بوست: إيلون ماسك ووزير الخزانة الأمريكي تبادلا اللكمات داخل البيت الأبيض
  • واشنطن تربط انسحاب إسرائيل بسحب سلاح حزب الله
  • واشنطن تربط انسحاب إسرائيل من الجنوب بسحب سلاححزب الله
  • خطط نووية ومخازن أسلحة أمريكية.. إيران تفكّ شيفرة الأمن القومي الإسرائيلي
  • واشنطن بوست: خلاف ترامب وماسك كان محتوماً
  • "واشنطن بوست" تكشف سر إصابة ماسك بعد شجار ناري مع وزير الخزانة الأمريكي
  • استراتيجية واشنطن في لبنان.. الحرب الكبرى انتهت
  • واشنطن بوست: الخلاف بين ماسك ومساعدي ترامب كان يتصاعد منذ أشهر