لماذا نستطيع تذكر بعض الصور بينما ننسى أخرى؟
تاريخ النشر: 22nd, June 2024 GMT
لا بدّ أنك تساءلت عن الأسباب التي تتعلق بتذكرك بعض الصور، بينما تُمسح صور أخرى من ذاكرتك تمامًا. ولكن اطمئن فأنت لست وحدك كذلك، إذ كشفت دراسة جديدة عن الأسباب وراء عمل ذاكرتنا هذا.
ووفقًا لباحثين من جامعة “ييل” الأمريكية، فإن العقل يعطي الأولوية للأشياء الغريبة التي يصعب تفسيرها، بينما يتجاهل تمامًا المشهد المتوقع والنمطي.
وبينت الدراسة أن هذا ينعكس في المجمل على جوانب مختلفة في حياتنا، فتفسير عمل الذاكرة وطريقة جمع العقل للبيانات واحتفاظه بها يتعلق بالقدرة على التعلم والمناهج الدراسية، كما يرتبط بالعمليات التسويقية التي تسعى لتثبيت علامة تجارية ما في ذاكرتنا.
ويقول رئيس قسم جراحة المخ والأعصاب في مركز “اكستر” الطبي، البروفيسور عمرو الشواربي، أن قدرة المخ على التخزين تصل إلى 2.5 مليون غيغابايت، وتستطيع ذاكرة الإنسان تخزين الأشياء بطرق مختلفة.
وفي حوار مع موقع “سكاي نيوز”، يؤكد البروفيسور الشواربي أن الذاكرة الطويلة تملك جزأين الواعي واللا وعي، فبينما يحتفظ الجزء الواعي بالأمور الغريبة، فإن الجزء اللا وعي يخزن ما تعلمته في حياتك، لافتًا إلى أنه بصرف النظر عن الأمور المرتبطة بمشاعرنا، سواء كانت سلبية أم إيجابية، فهي تظل مخزنة في الذاكرة.
إرم
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
برحيل الأستاذ عوض بابكر، تُطوى صفحة من صفحات الذاكرة السياسية السودانية
علمتني الصحافة أن لكل حقبة سياسية شخصياتٍ مركزيةً في معرفة المعلومات النوعية عن تلك الفترة، لا تجدها إلا عندهم.
ولا يتأتى لهم ذلك بسبب قربهم الفيزيائي فقط من صناع القرار ومراكز صناعة السياسات، بل لما يتمتعون به من قدرةٍ خاصة على اكتناز المعلومات، وتصنيفها، وتحليلها، واستخلاص خلاصاتها.
ومن بين هؤلاء، كان الرجل الهادئ الرصين الذي رحل اليوم بمدينة عطبرة، الأستاذ عوض بابكر، السكرتير الخاص للدكتور حسن الترابي لهما الرحمة والمغفرة.
كان عوض من القلة النادرة في الدائرة المقرّبة من الدكتور الترابي، ممن يعرفون ما لا يعرفه الآخرون، خاصة في الفترة من منتصف التسعينيات إلى مطلع الألفية الثالثة.
وقد طلبت منه مرارًا إجراء مقابلات لتوثيق تلك المرحلة المهمة من التاريخ السياسي السوداني، لكنه كان يعتذر بلطف، وبتواضع المعايشين الكبار.
قلت لبعض الأصدقاء في حديث عابر إن من أبرز أسباب دوران تاريخنا السياسي في حلقة مغلقة من التجارب المعادة والأخطاء المتكررة، هو غياب التوثيق؛ فلا نكتب مذكراتنا، ولا نسجل تجاربنا، ولا نستفيد من عبرها.
في المكتبة المصرية، تزدهر كتب المذكرات والسير الذاتية، ولذلك تُناقَش القضايا والمواقف التاريخية هناك اليوم بوعي وحيوية، وكأنها وقائع اللحظة.
برحيل الأستاذ عوض بابكر، تُطوى صفحة من صفحات الذاكرة السياسية السودانية، وتغيب معها معلومات ثمينة كانت ستضيء كثيرًا من الزوايا المعتمة في فهم تلك الحقبة.
نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويحسن عزاء أسرته ومحبيه، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
ضياء الدين بلال
إنضم لقناة النيلين على واتساب