قصور الثقافة بأسوان تشارك مكتبة الإسكندرية في احتفالية "إراتوستينس"
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
نظم فرع ثقافة أسوان عددا من اللقاءات التثقيفية في احتفالية "إراتوستينس" بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية، ضمن فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، وبرامج وزارة الثقافة.
وشهد قصر ثقافة العقاد لقاء بالتعاون قطاع التواصل الثقافي بالمكتبة، شارك به كل من المهندسة رؤى هلالي والمهندس حسن النفراوي - أخصائيا وحدة الأنشطة بمركز القبة السماوية بالمكتبة.
استهلت "هلالي" اللقاء بحديث حول تاريخ مكتبة الإسكندرية القديمة، مقدمة نبذة عن نشأة العالم إراتوستينس ودراسته في أثينا، وأبرز إنجازاته ومن أهمها قياس محيط الكرة الأرضية بدقة مستعينا بقياسات دوائر العرض بين محافظتي الإسكندرية وأسوان.
و من ناحيته تناول "النفراوي" المنهج العلمي للعالم اليوناني والذي استطاع من خلاله أن يتوصل إلى أن الأرض كروية وليست مسطحة، وذلك من خلال قياس طول ظل إحدى المسلات بالإسكندرية ظُهر يوم الإنقلاب الصيفي الذي يوافق 21 يونيه من كل عام.
أبرز إنجازات إراتوستينس
كما تحدث تفصيليا عن أبرز إنجازات إراتوستينس ومنها قياس زاوية ميل الشمس، والمسافات بين كل من الأرض والقمر، وبين الأرض والشمس، هذا بالإضافة إلى رسمه لخريطة نهر النيل.
واختتم اللقاء المنفذ من خلال ثقافة الطفل بفرع ثقافة أسوان بتعريف الأطفال كيفية حدوث تعامد الشمس، مع تدريب يوضح كروية الأرض من خلال الاستعانة بخريطة جمهورية مصر العربية.
وفي سياق متصل وضمن الأنشطة المقامة بإقليم جنوب الصعيد الثقافي برئاسة عماد فتحي، من خلال فرع ثقافة أسوان برئاسة يوسف سليم، استقبلت جزيرة "إلفنتين" الأثرية 200 طفل وطفلة من أبناء المحافظة، لإجراء تجربة العالم اليوناني الخاصة بقياس محيط الأرض أثناء تعامد الشمس خلال ظاهرة الانقلاب الصيفي، بالتعاون مع فريق مكتبة الإسكندرية.
كما شهدت الزيارة التي حملت عبق الحضارة المصرية، جولة داخل المتحف المُلحق بمتحف آثار أسوان، بجانب جولة على ضفاف نهر النيل بحضور منال عبد العزيز مسئول ثقافة الطفل.
احتفالية "إراتوستينس"
والمعروف أن احتفالية "إراتوستينس" تنظم يوم 21 يونيو من كل عام بكل من مكتبة الإسكندرية ومحافظة أسوان، وتتضمن عددا من اللقاءات للتعريف بمنهجية قياس محيط الكرة الأرضية قبل 2000 عام، وإنجازات العالم الرائدة في المجالات الإنسانية والثقافية والعلمية.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الهيئة العامة لقصور الثقافة ثقافة الطفل مكتبة الاسكندرية وزارة الثقافة الحضارة المصرية مکتبة الإسکندریة من خلال
إقرأ أيضاً:
محمد مندور يكتب: ثقافة الإصغاء وتحقيق العدالة الثقافية
في خطوة مهمة تعكس روح الشفافية والمسؤولية المجتمعية، أطلقت وزارة الثقافة مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" وهي منصة رقمية تتيح للمواطنين توجيه أسئلتهم ومقترحاتهم مباشرة إلى الوزير والحصول على إجابات واضحة في نهاية كل شهر.
قد تبدو الخطوة بسيطة في ظاهرها لكنها في جوهرها تحمل معاني عميقة تتجاوز قطاع الثقافة لتصل إلى جوهر علاقة المواطن بالحكومة .
هذه المبادرة ليست مجرد وسيلة تواصل بل هي ممارسة إدارية حقيقية تعيد تعريف مفهوم الخدمة العامة من كونها علاقة عمودية إلى علاقة أفقية تقوم على الحوار والمساءلة والشفافية.
والمثير للتساؤل هنا: لماذا لا تطبق هذه المبادرة في سائر الوزارات؟
فقد اعتدنا في الإدارات الحكومية سواء وزارات او محليات على نهج أحادي الاتجاه، الوزارة تقرر وتخاطب الجمهور، بينما تبقى أصوات المواطنين وملاحظاتهم وتطلعاتهم في الزاوية. لكن فكرة هذه المنصة تقلب المعادلة. فحين يسأل المواطن ويجاب عليه يشعر أنه شريك لا متلق فقط، وأن صوته ضرورة لاكتمال الخدمة الحكومية .
والأهم أن هذا النوع من التفاعل يخلق سجلا عاما من القضايا المطروحة، ويساعد على رسم خريطة اهتمام الناس وتحديد أولويات السياسات من منظور القاعدة لا القمة.
لكن السؤال .. لماذا وزارة الثقافة تحديدا؟
ربما لأن وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو يدرك أن الثقافة لا تبنى بقرارات فوقية أو فعاليات نخبوية فحسب بل تنمو حين يشعر الناس أنهم جزء من المشهد الثقافي.
والحقيقة أن هذه الرؤية تواكب متطلبات "العدالة الثقافية" التي تقتضي توزيعا عادلا للفرص والموارد والخدمات واستماعا حقيقيا لتجارب المواطنين في المدن والمراكز والنجوع والقرى لا فقط في العواصم.
وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال آخر .. ماذا لو طبقت هذه المبادرة في وزارات أخرى؟
تخيل لو طبقت وزارات مثل التعليم والصحة والنقل والزراعة مبادرة مشابهة. ما النتيجة لو استمعت وزارة التربية والتعليم إلى أسئلة أولياء الأمور؟ أو فتحت وزارة النقل باب الحوار بشأن الطرق ووسائل المواصلات العامة؟
سنكون أمام تحول جذري في علاقة المواطن بالدولة، من مواطن يتلقى الخدمة إلى مواطن يشارك في صياغتها ، ومن بيروقراطية منفصلة عن الناس إلى منظومة تصغي وتستجيب وتتطور .
قد يقال إن بعض الوزارات تواجه ملفات أكثر تعقيدا و أن الأمور لا تسمح بمثل هذا الانفتاح. لكن الواقع أن التحدي الحقيقي ليس في التقنيات بل في الإرادة الإدارية. وزارة الثقافة أثبتت أن الإرادة وحدها كفيلة بفتح الأبواب وأن بناء الجسور مع الناس لا يتطلب ميزانيات ضخمة بل نوايا صادقة.
مبادرة "أنت تسأل ووزير الثقافة يُجيب" ليست حدثا عابرا بل دعوة لنموذج جديد للإدارة يقوم على المشاركة والشفافية. نتمنى لها النجاح وان تحقق أهدافها نحو التواصل الفعال مع الجمهور .
فمن يريد النجاح يدرك جيدا أن التواصل مع الناس ليس عبئا بل فرصة لتنمية حقيقية وتحسين الخدمة، فالادارة الرشيدة تقاس بقدرتها على الاستماع لا على إصدار البيانات فقط .