والي ولاية الجزيرة: لن نتهاون في إنجاح «الموسم الزراعي»
تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT
المدير الزراعي لأقسام المناقل أكد أن زراعة العروة الصيفية تسير حسب ما خطط لها مناشد المزارعين بالتزام بالمواقيت الزراعية والحزم التقنية
التغيير:الخرطوم
ترأس والي ولاية الجزيرة المكلف الطاهر إبراهيم الخير اجتماع اللجنة العليا لإنجاح الموسم الزراعي للعروة الصيفية للموسم الزراعي.
وأشار والي ولاية الجزيرة، في الاجتماع الذي انعقد الاثنين، إلى أهمية النشاط الزراعي الكبيرة في الأبعاد الأربعة للتنمية المستدامة.
وذكر أن مشروع الجزيرة يمثل الداعم الاقتصادي والغذائي في السودان، ولن تتهاون حكومة الولاية في إنجاح الموسم الزراعي.
من جانبه استعرض المدير الزراعي لأقسام المناقل ياسر عبدالجليل نقد، حجم المساحة المستهدفة زراعتها لهذا الموسم والبالغ قدرها 570 ألف فدان من المساحة الكلية، والتي تبلغ مليون وعشرة آلاف فدان.
وأكد أن زراعة العروة الصيفية تسير حسب ما خطط لها مناشد المزارعين بالتزام بالمواقيت الزراعية والحزم التقنية، مشيدا بدور القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين بتوفير الأمن والأمان والاستقرار،حسب وصفه.
من جهته أكد مدير عمليات الري بالمناقل آدم إبراهيم علي التزام الري بتوفير المناسيب المطلوبة لتغطية احتياجات الرقعة المزروعة بالمشروع.
وأشار إلى جاهزية إدارة الري بالصيانة الدورية للأبواب حرصا علي التحكم في انسياب المناسيب المطلوبة لهذا العام، وقد اطمأن الاجتماع علي سير العمل لإنجاح العروة الصيفية.
وفي ديسمبر 2023 سيطرت قوات الدعم السريع أحد طرفي النزاع في السودان على ولاية الجزيرة ذات المساحة الزراعية الأكبر في السودان.
ويحتاج السودان إلى ما بين 5.5 و6 ملايين طن من الحبوب لتغطية احتياجاته الغذائية، وهو ما يصعب توفيره بسبب الحرب، التي أحدثت فجوة غذائية واسعة دفعت بوكالات الأمم المتحدة لإطلاق نداءات تتحدث عن تعرض ما لا يقل عن 18 مليون سوداني لخطر الجوع الشديد.
وسبق وأعلن وزير الزراعة والغابات السوداني أبو بكر عمر البشرى، عبر تصريحات صحفية عن تقلص المساحات المستهدفة بالزراعة إلى 36 مليون فدان بسبب الحرب، بعد أن كان من المخطط زراعة 46 مليون فدان.
الوسومالجوع في السودان العروة الصيفية الموسم الزراعي حرب الجيش و الدعم السريع ولاية الجزيرةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الجوع في السودان العروة الصيفية الموسم الزراعي حرب الجيش و الدعم السريع ولاية الجزيرة العروة الصیفیة الموسم الزراعی ولایة الجزیرة فی السودان
إقرأ أيضاً:
تحت رماد الحرب: مزارعو وسط السودان يكافحون لإحياء أراضيهم
ود مدني في 24 مايو 2025 (عاين) - في ظل دمار الحرب وتوقف عجلة الحياة، يستعد المزارع عمر قوز في مشروع السوكي الزراعي بولاية سنار، وسط السودان، لاستقبال أول موسم زراعي له منذ اندلاع القتال. مثقلاً بمخاوف من فشل محتمل يلوح في الأفق، يواجه قوز، وآلاف المزارعين أمثاله في ولايتي سنار والجزيرة، تحديات جسيمة تتمثل في انهيار قنوات الري، وتوقف التمويل، ونقص حاد في الآليات والتقنيات الزراعية. ورغم صعوبة المهمة في ظل غياب
منتدى الاعلام السوداني
ود مدني في 24 مايو 2025 (عاين) - في ظل دمار الحرب وتوقف عجلة الحياة، يستعد المزارع عمر قوز في مشروع السوكي الزراعي بولاية سنار، وسط السودان، لاستقبال أول موسم زراعي له منذ اندلاع القتال. مثقلاً بمخاوف من فشل محتمل يلوح في الأفق، يواجه قوز، وآلاف المزارعين أمثاله في ولايتي سنار والجزيرة، تحديات جسيمة تتمثل في انهيار قنوات الري، وتوقف التمويل، ونقص حاد في الآليات والتقنيات الزراعية. ورغم صعوبة المهمة في ظل غياب أبسط مقومات الزراعة، يبدو قوز مصمماً على العودة إلى أرضه التي اكتست على مدار عامين بسواد الحرب، فهي مصدر رزقه الوحيد، كما يروي لـ(عاين).
تحديات متراكمة تهدد الموسم الزراعي: مع اقتراب الموسم الزراعي الصيفي، تبدو عمليات تحضير الأرض في ولايتي الجزيرة وسنار، اللتين تضمّان أكبر المشاريع الزراعية في البلاد، ضعيفة بشكل ينذر بتقلص المساحات المزروعة. هذا الواقع المرير يتناقض مع الخطط المبكرة التي أعلنتها الحكومات المحلية لإنجاح الموسم.
أكثر ما يؤرق المزارعين هو غياب خطط التمويل المصرفي. وتتزايد المخاوف من حرمان المزارعين المثقلين بديون سابقة لما قبل الحرب من الحصول على تمويل جديد. وقد زاد الطين بلة إصدار البنك الزراعي مطالبات بسداد المديونيات، بل وسجن بعض المزارعين في ولاية الجزيرة، وفقاً لمتابعات (عاين).
إرث الحرب الثقيل: عانت ولايتا الجزيرة وسنار بشدة منذ اجتياح قوات الدعم السريع لهما في ديسمبر 2023. صاحب هذا الاجتياح توقف شبه كامل للنشاط الزراعي، ووقعت أعمال نهب واسعة طالت الآليات الزراعية، الأسمدة، المبيدات، وحتى المحاصيل الجاهزة. هذا الفقدان للمقدرات، بالإضافة إلى تراكم ديون البنك الزراعي، يجعل عودة المزارعين إلى أراضيهم، حتى بعد استعادة الجيش السوداني السيطرة على بعض المناطق، محفوفة بالمخاطر.
خطط حكومية وآمال معلقة: في محاولة لمواجهة الأزمة، طرحت حكومة ولاية سنار خطة وصفتها بالمكثفة لموسم الزراعة للعام الجاري، معتبرةً الزراعة بوابة للخروج من الأزمة الاقتصادية الطاحنة. وأعلن وزير الإنتاج والموارد الاقتصادية في ولاية سنار، المهندس الهادي الصادق، عن استعدادات مبكرة لإنجاح الموسم الزراعي 2025 "على الرغم من التحديات".
معاناة مشروع السوكي الزراعي: إلا أن هذه التصريحات لا تجد صدى كافياً على أرض الواقع في المشاريع الكبرى. يكشف المزارع عمر قوز عن مشكلات هيكلية في مشروع السوكي، أبرزها تهالك نظام الري. يقول لـ(عاين): "تبلغ مساحة المشروع 124 ألف فدان تعتمد في ريها على أربع طلمبات متهالكة تعود إلى تأسيس المشروع عام 1970. جرت محاولات لصيانتها، لكن الطلمبات الجديدة غير مطابقة للمواصفات." ويضيف: "قنوات الري الرئيسية انهارت، والترع تحتاج إلى تطهير، ونظام الري بأكمله بحاجة لإعادة بناء. إذا أرادت الحكومة تلافي فشل الموسم، فعليها إسعاف منظومة الري بشكل عاجل".
ويشير قوز إلى عقبة التمويل قائلاً: "في عام 2022، حصلت مبادرة للمزارعين على تمويل من البنك الزراعي بنحو تريليون جنيه سوداني للأسمدة والجازولين. أعضاء هذه المبادرة، وكثير منهم ليسوا مزارعين حقيقيين، لم يسددوا القرض، مما حرم المزارعين الجادين من التمويل حتى الآن". كما يوجه قوز انتقادات لاذعة للاتحادات الزراعية، متهماً منسوبي حزب المؤتمر الوطني بالهيمنة عليها منذ التسعينيات، والاهتمام بتعزيز نفوذهم بدلاً من معالجة مشكلات المزارعين.
مشروع كساب: وعود لم تُنفذ: الوضع ليس أفضل حالاً في مشروع كساب الزراعي بولاية سنار. يتحدث المزارع عبد الإله النور بمرارة عن غياب أي تحضيرات حكومية، خاصة فيما يتعلق بتطهير قنوات الري. يقول لـ(عاين): "للأسف، لم تقم إدارة مشاريع النيل الأزرق المروية ولا الولاية بأي تحضيرات. طلمبة ري 'روينا' جاهزة، لكن البنية التحتية للمشروع، خاصة قنوات الري، منهارة تماماً". ويكشف النور عن وعود من مستثمر بتمويل العمليات تبخرت بسبب ارتفاع التكلفة. ويؤكد أن المزارعين مستعدون وقاموا بعمليات النظافة الأولية، لكنهم "ينتظرون جهة تمولهم، فلا مصدر رزق آخر لهم سوى الزراعة". وتُضاف فاتورة الكهرباء التي تتطلب دفعاً مقدماً كعبء آخر.
ولاية الجزيرة: سجن المزارعين يفاقم الأزمة: في ولاية الجزيرة، يواجه المزارعون تحديات مماثلة، أبرزها التمويل، كما يفيد المزارع سلمان الهادي من مشروع الجزيرة. يقول لـ(عاين): "يعيش المزارعون حالة خوف شديد بسبب مطالبة البنك الزراعي بديون ما قبل الحرب، والتي لم يتمكنوا من سدادها لفشل موسم الحصاد ونهب قوات الدعم السريع للمحاصيل". ويضيف بقلق: "أُدخِل مزارعون في محلية القرشي السجن مؤخراً بسبب بلاغات من البنك الزراعي، ومن المتوقع أن تطال هذه الإجراءات آلاف المتعثرين، مما يهدد بإفشال الموسم الزراعي ما لم تتم معالجة عاجلة".
يُذكر أن مشروع الجزيرة والمناقل، الذي تأسس عام 1925 ويمتد على مساحة 2.2 مليون فدان، يُعد من أكبر المشاريع المروية في أفريقيا، ويعيش فيه ويعتمد عليه ملايين السودانيين.
آراء الخبراء: تكاليف باهظة وغياب للدعم: يرى المهندس الزراعي محمد عثمان أن نقص التمويل وارتفاع تكاليف المدخلات يهددان تحقيق الاكتفاء الذاتي. ويشير إلى عدم توفر الجرارات لتحضير الأراضي، والارتفاع المطرد في أسعار الجازولين. ويقول لـ(عاين): "التمويل المتاح بشروط الشركات أو البنوك له تأثير سلبي بسبب ارتفاع تكلفة المدخلات، مما يدفع المزارعين لتقليص المساحات والتركيز على محاصيل أقل تكلفة كالذرة، وهو ما يؤثر على التنوع والإنتاجية".
من جهته، يؤكد المهندس الطيب عبد الله، مدير إحدى شركات المدخلات الزراعية بولاية سنار، أن التغير السريع في قيمة العملة أدى لارتفاع كبير في أسعار المدخلات، مما كبّد الشركات خسائر فادحة. وفيما يتعلق بالوقود، يقول لـ(عاين): "المشكلة ليست في توفره بقدر ما هي في تصديقات الحصول عليه، فضلاً عن أن تكلفة الجازولين والأسمدة عالية جداً، والوقود في حد ذاته شحيح".
نهب ممنهج وتدهور أمني: يشدد عبد الله على أن المحليات الغنية بالزراعة المطرية مثل الدالي، المزموم، الدندر، والسوكي، شهدت عمليات نهب واسعة للمحاصيل والآليات من قبل قوات الدعم السريع، مما أدى لخسائر فادحة وعجز مالي للمزارعين. كما تعرضت مشاريع الري لتخريب كبير في الطلمبات والترع. وما زالت مناطق كالدالي والمزموم تعاني من تدهور أمني بسبب قربها من مناطق سيطرة قوات الدعم السريع، مما يلقي بظلال قاتمة على الموسم الصيفي المقبل.
بصيص أمل وسط التحديات: على الرغم من الصورة القاتمة، يتوقع المهندس الطيب عبد الله أن يُزرع القطن على مساحة 400 ألف فدان، والذرة والسمسم بمساحات أكبر في محليات الدندر، شرق سنار، والسوكي. ويختم قائلاً: "هناك تفاؤل لدى بعض المواطنين الذين قاموا ببيع ممتلكات شخصية لتمويل زراعتهم، لكن الانقطاع في عملية الإنتاج الزراعي بشكل عام يظل هو السمة الغالبة".
بينما يكافح المزارعون في وسط السودان بشجاعة لإعادة الحياة إلى أراضيهم، فإن غياب الدعم المالي، وتهالك البنية التحتية، والتهديدات الأمنية، والممارسات المصرفية القاسية، كلها عوامل قد تحول آمالهم إلى سراب. يبقى الموسم الزراعي القادم رهناً بتدخلات عاجلة وجذرية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وضمان قوت الملايين الذين تعتمد حياتهم على هذه الأرض.
ينشر منتدى الإعلام السوداني والمنظمات الأعضاء فيه، هذا التقرير من اعداد "شبكة عاين" بهدف تسليط الضوء على التحديات التي تواجه المدنيين في ولاية الجزيرة في سعيهم لإنجاح الموسم الزراعي