مسقط- الرؤية

 

احتفلت سفارة روسيا الاتحادية في سلطنة عُمان، و"البيت الروسي في عُمان"؛ بمناسبة الذكرى الثمانين ليوم النصر في "الحرب الوطنية العظمى" لروسيا الاتحادية؛ وذلك بمقر النادي الدبلوماسي وبالتعاون مع حكومة موسكو؛ بحضور لفيف من الشخصيات الرسمية وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى السلطنة.


 

وجاءت هذه المناسبة التاريخية تكريمًا لإرث النصر وتعزيزًا لأواصر العلاقات الثقافية والدبلوماسية بين روسيا وسلطنة عُمان.

وقد تضمن الحفل مراسم تذكارية، إضافة إلى حفل غنائي مميز قدّم باقة من الأغاني الوطنية، أحياها فنانون روس وسط أجواء احتفالية مهيبة.


 

وأكد سعادة أوليغ ليفين السفير الروسي لدى سلطنة عُمان، في كلمته خلال الحفل، على الأهمية العميقة لهذا اليوم، قائلًا: "يمثل النصر العظيم عام 1945 رمزا للشجاعة والوحدة والتضحيات الجسيمة التي قدمها الشعب السوفييتي. الحفاظ على الحقيقة التاريخية هو مسؤولية جماعية، لضمان عدم محو أو تحريف وقائع الحرب. لقد كان الاتحاد السوفييتي في طليعة من حمل عبء هذا الصراع، وحقق النصر الذي حرر أوروبا، في انتصار مشترك يوحد البشرية بدلًا من أن يفرقها".


 

وجمعت الأمسية بين أبناء الجاليات، ودبلوماسيين، وقادة أعمال، إلى جانب مسؤولين عُمانيين رفيعي المستوى وسفراء من دول صديقة وممثلين عن القطاع الخاص. وشهد الحدث كذلك إقامة “مجلس تقليدي"، ساهم في تفعيل التواصل غير الرسمي وتعزيز أواصر التعاون بين رواد الأعمال العُمانيين والروس.

وتضمن الحفل عرضًا مبهرًا للفرقة القوقازية الروسية الشهيرة "ليوبو- ميلو"، وركنًا للطعام يُقدِّم أشهى الأطباق الروسية والسوفييتية، إلى جانب مناطق تصوير تفاعلية، مما أضفى بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا على المناسبة.

وقال إيغور ييغوروف رئيس مجلس رابطة الجالية الروسية في عُمان: "يوم النصر لا يقتصر على كونه ذكرى للماضي، بل يمثل درسًا ثمينًا للمستقبل. وهذا الحدث في مسقط يرمز إلى التزامنا المشترك بقيم السلام والعدالة". وتم إيلاء اهتمام خاص بالأطفال والشباب؛ حيث شدّد المنظمون على أهمية غرس احترام النصر العظيم وتضحيات الأجيال السابقة.

وأشارت آنا بوبوفا مديرة "البيت الروسي في عُمان"، إلى أهمية غرس القيم في نفوس الأجيال القادمة، قائلة: "إن تعزيز وعي الأطفال بيوم النصر يُسهم في ترسيخ قيم الصمود والوحدة والولاء لمبادئ السلام - وهي قيم أصيلة تتجذر في الثقافتين العُمانية والروسية على حد سواء". وأضافت: ولم تُغفل الفعالية الجوانب الترفيهية العائلية، إذ نُظّمت أنشطة تفاعلية وألعاب للأطفال، مما أضفى على الأمسية طابعًا عائليًا بامتياز".

وشكَّلت هذه المناسبة منصة حيوية للحوار الثقافي والإنساني بين روسيا وسلطنة عُمان، وأسهمت في ترسيخ قيم السلام والوحدة والذاكرة التاريخية المشتركة.


 

وجاء تنظيم الحدث بدعم كريم من عدد من الرعاة والشركاء، من بينهم: “وجهة”، و“تكنو”، و“بوابات العرب”، و“ليفاري”، وسفارة روسيا الاتحادية، وحكومة موسكو، ومجلس المواطنين الروس، و“آدم وحواء”، و“أوشن بيرل وورلد”، وفندق إنترسيتي مسقط، و“المرسى”، و“مزون”، و“ميديا بولس”، و“طيران السلام”، و“ماندرين”، و”جميرا".

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: روسیا الاتحادیة

إقرأ أيضاً:

عصام الدين جاد يكتب: أكتوبر.. النصر والسلام المتجدد

أكتوبر قصة كبيرة لها صدى عميق في قلوب المصريين، وصدى لا يزول.
فهو انتصار ملأ الأرض بدماء الشهداء الأبرار، وملأها أيضًا بقوة وإرادة شعب أقسم على حفظ أرضه من أي تدخل، وعلى اقتلاع الاستعمار واجتثاث كل عدوان.

هذا الشعب لا ينسى قضيته، فمصر هي العروبة الكبرى، بل أم البلاد، منها ينبع السلام.
وبعد مرور اثنين وخمسين عامًا على ذلك الانتصار، تعود الذكرى لتؤكد أن النصر يتجدد دائمًا.

ومن هذا المنطلق، يجب أن نعترف بما حققه قادتنا من رؤى وخطط مهدت لذلك النجاح، فاستعادوا الأرض وفرضوا السلام، وما فعله آباؤنا البواسل عظيم، أدهش العالم ببسالة الجندي المصري وتفانيه في حماية تراب الوطن، ومهما قلنا فلن نوفيهم حقهم.

وشهد اليوم، الاثنين الموافق 13 أكتوبر 2025، مؤتمر السلام الذي حضره قادة العالم، وعلى رأسهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الساعي إلى إنهاء العدوان الإسرائيلي على فلسطين، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لعقد اتفاقية تهدف إلى إنهاء حرب غزة من أرض السلام، شرم الشيخ.

وتعيد هذه المناسبة إلى الأذهان ما قاله الزعيم أنور السادات في خطاب النصر:
"أعرف أن الأمم العظيمة عندما تواجه تحدياتها الكبرى فإنها قادرة على أن تحدد لنفسها أولوياتها بوضوح لا يقبل الشك. كنت مؤمنًا بصلابة دعوة القومية العربية وواعيًا للتفاعلات المختلفة التي تحرك مسيرة أمة واحدة."

وقال أيضًا:
"حاربنا من أجل السلام، حاربنا من أجل السلام الوحيد الذي يستحق وصف السلام، وهو السلام القائم على العدل".

وختم بقوله:
"لم نحارب لنعتدي على أرض غيرنا، وإنما حاربنا وسنواصل الحرب لهدفين اثنين: الأول استعادة أراضينا المحتلة منذ سنة 1967، والثاني إيجاد السبل لاستعادة واحترام الحقوق المشروعة لشعب فلسطين. هذه هي أهدافنا من قبول مخاطر القتال؛ فقد قبلناها دفاعًا عن أنفسنا وعن حرياتنا وعن حقنا في الحياة. إن حربنا لم تكن من أجل العدوان، بل ضد العدوان".

هذا الخطاب يؤكد إيمان الشعب المصري بقضيته وبالقضية الفلسطينية، فنحن شعب مسالم لمن سلم له، وليس مستسلمًا. لقد احترمنا السلام وسنظل نحترمه لإيماننا العميق بأهدافه وآثاره في الأمن والاقتصاد الدوليين.

ومنذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على غزة، سعت قيادتنا السياسية الحكيمة، ممثلة بالرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى إنهاء النزاع عبر جهود دبلوماسية مكثفة. كما عملت الحكومة المصرية، بمؤسساتها ووزاراتها، على نقل مأساة الشعب الفلسطيني إلى العالم، والكشف عن حجم الجرائم التي يتعرض لها الأبرياء.

وفي أبريل 2024، اجتمعت القيادة المصرية مع رؤساء المجالس والبرلمانات العربية، مؤكدة أن:
"الأولوية القصوى هي وقف نزيف الدم الفلسطيني من خلال العمل المكثف مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، مع استمرار الجهود لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".

ولقد أسهم هذا التحرك المصري والعربي المكثف في محاصرة الكيان الإسرائيلي سياسيًا ومعنويًا، نتيجة الرفض الأممي الواسع.
وفي هذه الذكرى، نأمل أن تثمر اتفاقية السلام 2025 التي سعت إليها مصر والدول العربية والإقليمية والدولية، عن سلام حقيقي يعيش فيه الشعب الفلسطيني ضمن دولته الشرعية، وأن يتوقف نزيف الدم الناجم عن القتل والعنف.

طباعة شارك أكتوبر إرادة شعب العروبة الكبرى

مقالات مشابهة

  • نجلاء بدر تحتفل بعيد ميلادها في يوم السلام: شكرا مصر (صور)
  • عصام الدين جاد يكتب: أكتوبر.. النصر والسلام المتجدد
  • الضالع تحتفل بالذكرى الـ62 لثورة 14 أكتوبر بحضور الزبيدي وقيادات المجلس الانتقالي
  • برلماني: قمة شرم الشيخ للسلام تتويجاً لجهود مصر المستمرة لإحياء مسار السلام
  • أحمد موسى: شرم الشيخ تتأهب لقمة السلام والعالم يترقب الحدث من أرض مصر
  • أكتوبر.. شهر النصر والإنجاز والسلام
  • السفارة الإيطالية بمسقط تحتفل بـ"أسبوع اللغة الإيطالية"
  • ايناس الدغيدي تحتفل بعقد قرانها بعمر الـ 72.. وتتحدّى الانتقادات بحفل زفافها
  • سفارة إيران في فنزويلا: منح نوبل لمُبَرِّرَة الإبادة الجماعية في غزة سخرية من مفهوم السلام
  • محافظ جنوب سيناء يتابع استعدادات استضافة توقيع اتفاق وقف الحرب في غزة بشرم الشيخ