بوابة الوفد:
2025-12-13@06:24:32 GMT

ملاهى أولاد رزق

تاريخ النشر: 24th, June 2024 GMT

من أجل الفضول ومن أجل العلم بالشيء قطعت تذكرة سينما لمشاهدة فيلم العيد الذى صاحبته ضجة مفتعلة وحملة تسويقية ساذجة جدًا من قبل الإنتاج الذى تجاوز ٨٠٠ مليون جنيه كما صرح المنتج السعودى، فيلم «اولاد رزق ٣» ماهو إلا ملاهٍ وألعاب سيئة الصنع والفكر والمضمون عن مجموعة من اللصوص الفاسدين يقومون بسرقة ساعة ذهبية مرصعة بالماس لايوجد لها مثيل إلا فى الخيال المريض لصاحب المال وصاحب العمل وصاحب الترفيه، والمصيبة أن من يسرق هم مصريون يشدون الرحال إلى السعودية فى موسم الرياض الترفيهى حيث تقام مسابقة فاشلة للملاكم العالمى « تايسون» وحين يفوز يرتدى الساعة الخطيرة الرهيبة ليقوم النجوم العالميون من مصر بسرقتها فى مطاردة بشعة يتم من خلالها تحطيم أكثر من ٥٠٠ عربة من الطراز الأمريكى المصفح الأسود ذى عجلات الدفع الرباعى والتى ترتفع عن الأرض بمسافة كبرى حيث تستخدم فى الصحراء للرياضية والترويج من قبل ملوك المال والنفط !! الأحداث تبدأ فى كباريه درجة عاشرة حاول المخرج طارق العريان ان يضع فيه كل أشكال الإسفاف والفسوق والفجور من جاريات عاريات كاسيات وخمور ومصارعة نساء وقمار وبلطجة ورصاص، وفجأة نجد الإخوة اولاد رزق أحمد عز وعمرو يوسف وكريم قاسم وتابعهم على صبحى بالمسدسات والبنادق الآلى ثم يطلع علينا آسر يس مقتحما جدار الكباريه فى سيارة نصف نقل ليحطم كل شيء فى طريقة بعدها نجد أحمد عز مخطوفا من قبل زعيم العصابة أو اللهو الخفى الذى حاول تقليد رشدى أباظة فى الفيلم الكلاسيكى « الرجل الثاني» ولكن بطريقة كوميدية هزلية لا ترقى لمستوى التمثيل أو السينما وإنما هى مشاهد متقطعة يسترجع فيها أحمد عز التاريخ المشرف له وأخواته فى عالم السرقة والجريمة والنصب وقد وصلوا إلى مرحلة التوبة وأصبح لديهم معرض للسيارات وكباريه رخيص ولا ينسى المخرج أن تكون كل النساء فى الفيلم «شمال» أى جميعهن وقعن فى الخطيئة والغلط بإرادتهن حتى زوجة رضا وخطيبة ربيع ترتديان ملابس خارجة وكاشفة بلا داعى ولا مبرر بل على العكس وكأنهن بائعات هوى، وطبعًا جميع الأبطال يتلفظون بكل الكلمات الخارجة من سباب وإيحاءات جنسية صريحة وواضحة.

. والمفاجأة العظيمة أن النصف الثانى من الفيلم تم تصويره فى مدينة الرياض وشوارعها الضيقة جدًا جدًا والملاهى الغريبة العجيبة المليئة بالاصنام الحديثة والمبانى المتداخلة وتلك المطاردة غير المفهومة وكأننا أمام لعبة بلاى ستيشن أو فيديو جيم من تلك الألعاب الإلكترونية فلا تمثيل ولا اداء ولا قصة ولا مناظر!! وينتهى الفيلم بإيحاءات شاذة بعد نجاح للحرامية اللصوص الذين نجوا من الموت وضحكوا على الزعيم وعلى العصابات المنافسة ودخلوا وخرجوا من مصر إلى مطار الرياض فى أريحية وسهولة شديدة بدون تصريح ولا تأشيرات الحمدلله!! وأيضًا حصلوا على ملايين الجنيهات ولم يصب احد منهم بخدش صغير.. ملاهى أولاد رزق وطارق العريان والمنتج الكبير لم تستطع أن تقدم فنًا ولا سينما ولا صورة ولا حوارًا ولا تمثيلا ولا أداء ولا أغنية ولا أى شيء سوى الإساءة لمصر وفنانيها والإساءة إلى المملكة السعودية الحبيبة العزيزة على قلوبنا جميعًا وليس هذا موسم الرياض والذى لم نر منه إلا مطاردة غبية يستعرض فيها الإنتاج والإخراج كم العربات المحطمة.
إذا كانت السينما قد حققت بعض الأرباح فى أيام العيد ذلك لأنه لم يكن هناك أعمال تنافسية، حتى أهل الكهف فيلم غير مناسب ولا ملائم للعرض فى العيد لأنه فيلم عن مسرحية فكرية فلسفية تاريخية لها جذور دينية وسياسية لتوفيق الحكيم، أما فيلم اللعب مع العيال فهو المنافس الوحيد للأطفال والصغار بالتالى فإن شباك التذاكر خادع ومخادع ونجوم مصر عاوزين يأكلوا جاتوه وبقلاوة ولا يهمهم الرسالة والمحتوى والمضمون ولا حتى المتعة البصرية لفن السينما والكلام الذى لا يأكل أحد سوى العيش الحاف... لك الله يا مصر ولنا أن نعيش على ذكرى ماض جميل لفن مصرى كان فى زمن ما راقيًا ومؤثرا...
 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: فيلم اولاد رزق ٣ الألعاب الإلكترونية فن مصرى

إقرأ أيضاً:

فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة

منذ يومين مرت الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل رجل من أعظم رجال مصر فى القرن العشرين؛ رجل لم يكن مجرد سياسي أو صاحب منصب، بل كان مدرسة كاملة فى الوطنية والعناد الشريف والإصرار على أن تبقى مصر واقفة مهما حاولت قوى الاحتلال أن تكسر إرادتها. 

أتحدث هنا عن فؤاد باشا سراج الدين، الرجل الذى ترك بصمة لا تمحى فى الوجدان المصرى، والذى رحل عن عالمنا فى التاسع من أغسطس عام 2000، لكنه لم يرحل يوما عن ذاكرة الوطن.

فى كل مرة تمر فيها ذكرى رحيله، أشعر أن مصر تعيد اكتشاف جزء من تاريخها؛ تاريخ لا يمكن فهمه دون الوقوف أمام شخصية بهذا الثقل وبهذه القدرة على الصمود. 

ولد فؤاد باشا سراج الدين سنة 1910 فى كفر الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ، وبدأ مشواره شابا يحمل حلم الوطن فى قلبه قبل أن يحمله على كتفيه. 

تخرج فى كلية الحقوق، ودخل معترك الحياة العامة صغيرا فى السن، لكنه كبير فى العقل والبصيرة، وفى سن لم تكن تسمح لغيره سوى بأن يتدرب أو يتعلم، أصبح أصغر نائب فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، ثم أصغر وزير فى حكوماتها المتعاقبة، فى زمن لم يكن الوصول فيه إلى المناصب بالأمر السهل ولا بالمجاملات.

لكن ما يجعل الرجل يستحق التوقف أمامه ليس كثرة المناصب، بل طريقة أدائه فيها، فقد كان نموذجا للمسؤول الذى يعرف معنى الدولة، ويؤمن بأن خدمة الناس شرف لا يباع ولا يشترى. 

ومن يعيش تفاصيل تاريخه يدرك أنه لم يكن مجرد جزء من الحياة السياسية، بل كان جزءا من الوعى العام للمصريين، وصوتا قويا فى مواجهة الاحتلال، وسندا لحركة الفدائيين فى القناة، وواحدا من الذين كتبوا بدموعهم وعرقهم تاريخ كفاح هذا الوطن.

ويكفى أن نذكر موقفه الأسطورى يوم 25 يناير 1952، حينما كان وزيرا للداخلية، ورفض الإنذار البريطانى الداعى لاستسلام رجال الشرطة فى الإسماعيلية. 

وقتها لم يتردد لحظة، واختار الكرامة على السلامة، والوطن على الحسابات السياسية، ذلك اليوم لم يصنع فقط ملحمة بطولية، لكنه صنع وجدانا كاملا لأجيال من المصريين، وأصبح عيدا رسميا للشرطة تخليدا لشجاعة رجال رفضوا أن ينحنوا أمام الاحتلال، وهذه الروح لم تكن لتظهر لولا وزير آمن برجاله وبمصر أكثر مما آمن بنفسه.

كما لا يمكن نسيان دوره الحاسم فى إلغاء معاهدة 1936، ودعمه لحركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز، ولا تمويله للفدائيين بالمال والسلاح، كان يعلم أن المستقبل لا يهدى، وإنما ينتزع انتزاعا، وأن السيادة لا تستعاد بالكلام، وإنما بالمواقف.

وفى الداخل، قدم سلسلة من القوانين التى شكلت تحولا اجتماعيا حقيقيا؛ فهو صاحب قانون الكسب غير المشروع، وصاحب قوانين تنظيم هيئات الشرطة، والنقابات العمالية، والضمان الاجتماعى، وعقد العمل الفردى، وقانون إنصاف الموظفين. 

وهى تشريعات سبقت عصرها، وأثبتت أن الرجل يمتلك رؤية اجتماعية واقتصادية عميقة، وميلا دائما للعدل والمساواة، وفهما راقيا لطبيعة المجتمع المصرى.

ولم يكن خائفا من الاقتراب من الملفات الثقيلة؛ ففرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية حين كان وزيرا للمالية، وأمم البنك الأهلى الإنجليزى ليصبح بنكا مركزيا وطنيا، ونقل أرصدة الذهب إلى مصر للحفاظ على الأمن الاقتصادى للدولة، وكلها خطوات لا يقدم عليها إلا رجل يعرف معنى السيادة الحقيقية ويضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار.

ورغم الصدامات المتتالية التى تعرض لها، والاعتقالات التى مر بها فى عهود متعددة، لم يتراجع ولم يساوم، ظل ثابتا فى المبدأ، مؤمنا بالوفد وبالحياة الحزبية، حتى أعاد إحياء حزب الوفد الجديد عام 1978، ليبقى رئيسا له حتى آخر يوم فى حياته، وقد كان ذلك الإحياء بمثابة إعادة الروح لمدرسة سياسية كاملة ترتبط بتاريخ النضال الوطنى الحديث.

إن استعادة ذكرى فؤاد باشا سراج الدين ليست مجرد استدعاء لصفحات من التاريخ، بل هى تذكير بأن مصر لم تبن بالكلام، وإنما صنعت رجالا مثل هذا الرجل، آمنوا أن الحرية حق، وأن الوطنية فعل، وأن الكرامة لا تقبل المساومة. 

وفى زمن تكثر فيه الضوضاء وتختلط فيه الأصوات، يبقى صوت أمثال فؤاد باشا أكثر وضوحا، وأكثر قوة، لأنه صوت نابع من قلب مصر، من تربتها وأهلها ووجدانها.

رحل جسد الرجل، لكن أثره باق، وتاريخه شامخ، وسيرته تذكرنا دائما بأن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين وأن مصر، رغم كل ما تمر به، قادرة دائما على إنجاب رجال بحجم فؤاد باشا سراج الدين.

مقالات مشابهة

  • آدم ماجد المصري يكشف سبب رفضه المشاركة في أولاد الراعي|فيديو
  • «فخ» كأس العرب
  • إيرادات السينما أمس.. الست ينفرد بالصدارة والسلم والثعبان الثالث
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة
  • الوجوه الثلاثة!!
  • ايرادات السينما المصرية: مني زكي تتصدر شباك التذاكر بـ الست والسعدني بالمركز الثاني
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • نجاة أولاد شقيقة الفنان مصطفى بسيط من حادث أتوبيس مدرسي بلا إصابات
  • المركز القومي للسينما يقيم عروض نادي السينما المستقلة بالقاهرة
  • الجيش والمليشيات: لكن الدعم السريع وحش آخر