كيف تواجه حرارة الصيف داخل سيارة متوقفة تحت الشمس؟
تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT
ينطوي ارتفاع درجات الحرارة في المقصورة الداخلية للسيارة خلال فصل الصيف على مخاطر جسيمة على قائد السيارة والركاب على حد سواء. لذا ينبغي اتخاذ بعض التدابير المهمة للتخلص من الحرارة في المقصورة الداخلية.
وأوضح نادي السيارات ADAC بألمانيا أن درجة الحرارة في المقصورة الداخلية للسيارة تزيد في الغالب عن درجات الحرارة في الخارج، لا سيما إذا كانت السيارة متوقفة تحت أشعة الشمس المباشرة؛ حيث إنها قد تصل إلى 60 أو 70 درجة مئوية.
وأوضح الخبراء الألمان أن ارتفاع درجة الحرارة في المقصورة الداخلية يشكل خطورة بالغة، حيث يشعر قائد السيارة بالإرهاق وتنخفض قدرته على التركيز واتخاذ ردة فعل سريعة والتفاعل مع مواقف القيادة المفاجئة.
ووفقاً لبعض الاختبارات، التي أجراها نادي السيارات ADAC الألماني، فإن خطر وقوع حادث يزيد بنسبة 20٪.
ويزداد الأمر سوءاً مع توقف السيارة تحت أشعة الشمس المباشرة، لذا يحذر الخبراء الألمان من ترك الأطفال الصغار في المقصورة الداخلية حتى ولو لفترة قصيرة، نظراً لأنهم يواجهون صعوبة في موازنة الحرارة، بسبب أن مساحة سطح جسمهم تعد صغيرة نسبياً مقارنة بحجم جسمهم، وبالتالي يمكن أن يحدث تراكم خطير للحرارة يهدد حياتهم.
وأظهر اختبار للنادي الألماني أن درجة الحرارة في المقصورة الداخلية قد وصلت إلى 45 درجة مع غلق النوافذ ووقوف السيارة في الشمس بعد 20 دقيقة، بينما كانت درجة الحرارة في الخارج 28 درجة، الأمر الذي انخفض إلى42 درجة عند فتح النوافذ.
وهنا ينصح الخبراء بصف السيارة في مرآب مغطى أو في أماكن مظللة. وتقدم متاجر الملحقات بعض التجهيزات، التي تساعد على تجنب ارتفاع درجة الحرارة داخل السيارة مثل الرقاقات الملونة والرقاقات العاكسة لأشعة الشمس، كما أن وضع قماش أبيض على لوحة القيادة يمكنه خفض درجة الحرارة داخل المقصورة الداخلية بضع درجات.
كما ثبتت فائدة طبقة الحماية من الشمس الموضوعة على الجزء الخارجي من الزجاج الأمامي، حيث تمنع تسخين كسوة المقاعد ولوحة القيادة، وقد انخفضت درجة الحرارة في السيارة بمقدار ثماني درجات مقارنة بدون هذه الحماية من الشمس.
وأكد الخبراء أيضاً أن وضع قطعة قماش فاتحة اللون فوق المقود أو مقعد الأطفال أو المقاعد ذات الأسطح الملساء يمكن أن يمنع الحروق عند الجلوس أو الإمساك بالمقود، لأن الأسطح الداكنة ترتفع درجة حرارتها بشدة.
وأشار الخبراء إلى أنه تم تسجيل درجات حرارة تزيد على 70 درجة في بعض الحالات بدون ملحقات الحماية من الشمس على المقود ولوحة القيادة.
ومن أجل التخلص بشكل فعال من الحرارة المتراكمة داخل السيارة، يوصي الخبراء بفتح جميع الأبواب وغطاء صندوق الأمتعة وفتحة السقف – إن كانت موجودة.
ويضمن هذا تياراً هوائياً مع خفض درجة الحرارة داخل المقصورة الداخلية بسرعة.
مكيف الهواءوعادة ما تكون السيارات الحديثة مجهزة بمكيف الهواء بشكل قياسي، ولكن مجرد تشغيله وضبطه على أقصى درجة ليس له معنى ويمكن أن يتسبب في الإصابة بالمرض.
ومع ذلك، يفضل ضبط مكيف الهواء – لفترة وجيزة – على أقصى قدرة تبريد مباشرة بعد بدء التشغيل والضغط على زر إعادة التدوير.
ويعمل هذا على تبريد الهواء في الداخل بدلاً من إدخال المزيد من الهواء الخارجي الدافئ إلى السيارة.
ويوصي الخبراء بعدم ضبط درجة الحرارة بعد ذلك على مستوى منخفض للغاية، مع مراعاة عدم توجيه فتحات التهوية مباشرة نحو الجسم أو الرأس. ويفضل أن يمر تدفق الهواء فوق أكتاف الأشخاص الجالسين في الأمام، علماً بأن درجة الحرارة المناسبة تتراوح بين 22 و 25 درجة.
وبشكل عام، يتعين على المسافرين أن يبدأوا رحلاتهم الطويلة بالسيارة في الساعات الأولى من الصباح أو في المساء أو حتى في الليل، مع مراعاة حماية الأطفال من أشعة الشمس فوق البنفسجية، خاصة في الرحلات الطويلة.
وتقدم متاجر الملحقات العديد من التجهيزات لهذا الغرض، خاصة على النوافذ الجانبية والزجاج الخلفي.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: درجة الحرارة فی
إقرأ أيضاً:
موجات حر تاريخية تضرب روسيا وأوروبا وتحذيرات من مستقبل مناخي قاتم.. ماذا يحدث؟
تواجه روسيا وأوروبا موجة حر غير مسبوقة، إذ تجاوزت درجات الحرارة في العاصمة موسكو، حاجز الـ35 درجة مئوية، في أعلى مستوى يتم تسجيله منذ ما يقرب من 30 عامًا، وفق ما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الروسية.
روسيا تسجل أعلى درجات حرارة منذ ثلاثة عقودوبحسب مركز الأرصاد الروسي، فقد بلغت الحرارة في موسكو، الخميس، 33.9 درجة مئوية، متجاوزة الرقم القياسي السابق البالغ 33.4 درجة والمسجل في 10 يوليو 1996.
وتشير التوقعات إلى إمكانية تسجيل درجات حرارة تصل إلى 36 درجة.
وأكدت هيئة الأرصاد أن موجة الحر ستستمر حتى مطلع الأسبوع المقبل، في معظم أنحاء وسط روسيا وجنوب أوروبا، مع تسجيل درجات حرارة تتجاوز المعدلات الطبيعية بفارق يتراوح بين 3 إلى 8 درجات مئوية.
الحياة اليومية تتأثر والسكان يبحثون عن بدائل للتبريدفي ظل موجة الحر، لجأ سكان موسكو إلى منازلهم الريفية أو الحدائق العامة والنافورات هربا من الحرارة المرتفعة.
وتعد الظروف الحالية تحديًا كبيرًا، خاصة للعمال في مواقع البناء وكبار السن.
تحذيرات من تكرار الظواهر المتطرفة بفعل تغير المناخيربط العلماء بين تصاعد درجات الحرارة عالميا وبين تغير المناخ الناتج عن ظاهرة الاحتباس الحراري، محذرين من تزايد وتيرة وشدة الظواهر الجوية المتطرفة، مثل موجات الحر والجفاف.
وكانت أوروبا الغربية قد شهدت، في يونيو الماضي، درجات حرارة غير مسبوقة خلال موجتين حارتين مبكرتين، اعتُبرتا الأكثر تطرفًا على الإطلاق في هذا الشهر، بحسب خدمة "كوبرنيكوس" الأوروبية لرصد المناخ.
موجات الحر قد تودي بحياة 34 ألف شخص سنويا بحلول 2070في سياق متصل، حذرت دراسة علمية حديثة نشرت في جريدة "ديلي ميل" البريطانية من احتمال ارتفاع عدد الوفيات المرتبطة بالحر في إنجلترا وويلز إلى أكثر من 34 ألف حالة سنويًا بحلول عام 2070، أي ما يزيد بنحو 50 مرة عن المعدل الحالي البالغ 634 حالة سنويا.
الدراسة، التي اعتُبرت الأكثر شمولًا حتى الآن، حللت 15 سيناريو مختلفًا للعقود الخمسة المقبلة، جمعت بين مستويات متباينة من الاحترار العالمي، والتكيف المجتمعي، وشيخوخة السكان، والفروقات المناخية الإقليمية.
حتى في أكثر السيناريوهات تفاؤلًا، توقعت الدراسة أن ترتفع الوفيات المرتبطة بالحرارة إلى 3007 حالات في خمسينيات القرن الحالي، و4592 حالة في سبعينياته.
وسجلت المملكة المتحدة صيف عام 2022 أول مرة تتجاوز فيها درجات الحرارة 40 درجة مئوية، مع تسجيل نحو 2985 حالة وفاة بسبب الحرارة الزائدة، وهو ما يُتوقع أن يتكرر كثيرًا في العقود المقبلة.
تأكيد عالمي عام 2024 الأكثر حرارة في التاريخ الحديثأكدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أن عام 2024 كان الأشد حرارة منذ بدء تسجيل البيانات، حيث تجاوز متوسط درجات الحرارة 1.55 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، ما يبرز تسارع التغير المناخي.
كما أشارت توقعات مناخية حديثة إلى أن درجات الحرارة ستستمر عند مستويات قياسية أو قريبة منها خلال السنوات الخمس المقبلة، مع تزايد في عدد وتكرار موجات الحر، خصوصًا في جنوب شرق بريطانيا.