بوابة الوفد:
2025-05-16@16:40:06 GMT

آن الأوان لتصحيح المسار

تاريخ النشر: 26th, June 2024 GMT

ليسمح لى قرائى الأعزاء بأن أعيد نشر مقال لى كتبته فى جريدة الأخبار بتاريخ 5-5-2016 دون إضافات أو حذف لأى كلمة لأننى أراه مناسبا الآن.

«من وحى قصة «هيبتا» سرحت فى العلاقة الإنسانية بين الشعب ورئيسه، أى رئيس، وكيف أن هذه العلاقة شأنها شأن أى علاقة إنسانية تمر بمراحل صعود وهبوط، وهو ما يسمى باللغة السياسية «شعبية الرئيس».

لا يمكن لأى رئيس فى أى زمان أو مكان أن يحافظ على شعبيته مرتفعة طوال الوقت، لكنه يستطيع ذلك معظم الوقت إذا حافظ على المسار وصححه حال الخطأ، ولم يعاند الواقع، وافترض أنه الوحيد الذى على حق والجميع على خطأ. المطالعة المتأنية للتاريخ والحاضر تنطق بأن علاقة الشعوب بزعمائها ورؤسائها ينطبق عليها معايير نجاح وفشل أى علاقة إنسانية أخرى.

فقد تمر علاقة الشعب برؤسائه خاصة أصحاب الكاريزما والزعامة منهم بمراحل ومشاعر متدرجة ومتناقضة أحيانًا. والعلاقة الناجحة بين الشعب ورئيسه تمر بمراحل سبعة فى غالب الأحوال:

1- اللقاء: هذه هى المرحلة التى يتعرف فيها الشعب على زعيمه المنتظر لأول مرة، وعادة ما تكون معلومات الشعب عن زعيمه فى اللقاء الأول مبهمة وغامضة، ولكن تكون ممتلئة بالإعجاب بثقة الزعيم فى شعبه ونفسه، وبمظهره القوى الغامض وصلابته جسدًا وروحًا... وتنشأ عن هذا اللقاء حالة إعجاب ما تلبث أن تتطور إلى حب للزعيم، وأمل فى أن يصير هو القائد المنتظر للأمة لكى يخرجها من كبوتها ويحقق طموحاتها.

2- الانبهار: سرعان ما تتحول حالة الإعجاب إلى حالة انبهار لدى جموع الشعب بزعيمهم المنتظر، انبهار بقدرته على القيادة، انبهار بقوة شخصيته الناعمة، انبهار بحبه لشعبه، انبهار بانحيازه للضعفاء وقدرته على الوصول إليهم، وانبهار بتصالحه مع نفسه، انبهار بتحركاته التكتيكية المحسوبة والمفاجئة لأعداء الوطن، انبهار بطموحاته لشعبه، انبهار بقدرته على الحسم ومواجهة المخاطر. هنا تكون شعبية الزعيم فى أعلى القمة.

3- الحلم: هنا يبدأ حلم الشعب، وتبدأ معه مرحلة الأمل، الأمل فى تغيير الواقع غير السعيد، الأمل بأن يحول الزعيم أحلام شعبه إلى واقع جديد مشرق، الحلم بالقضاء على الفساد، الحلم بالقضاء على الفقر، الحلم بتكافؤ الفرص بين كافة أفراد الوطن، الحلم بالمساواة أمام القانون، الحلم بالحرية فى التعبير عن الرأى والحق فى الاختلاف دون خوف، الحلم بتعليم جيد لأبناء الطبقة دون المتوسطة، الحلم بالأمن، الحلم بالقضاء على التجارة بالدين، الحلم بكوب مياه نظيفة، الحلم بالقضاء على العشوائيات، الحلم بالعلاج الجيد، الحلم بالحصول على الدواء، الحلم بصناعة وطنية قوية، الحلم بالكرامة، الحلم بدولة قوية تحافظ على مصالحها الوطنية.. أحلام كثيرة يشارك الزعيم شعبه فيها. ربما يدرك الزعيم أكثر من غالبية أبناء وطنه بأن تحقيق هذه الأحلام ليس يسيرًا ولكنه يقتضى بذل العرق والدم ولكنه -أى الزعيم- عازم بكل ما أوتى من قوة على تحقيق هذه الأحلام، والشعب بدوره حالم آمل فى قدرة زعيمه على تحويل هذه الأحلام إلى واقع فى وقت قصير لا يتناسب مع حجم التحديات، ولا يوجد سقف لطموحات الشعب خلال هذه المرحلة.

4- الوعد: هنا يعد الزعيم المخلص الممتن لشعبه بتحقيق أحلام أبناء وطنه، وهو صادق فى وعده لم يخدعهم للحظة فهو حالم وآمل مثلهم، ولا ينقصه الإيمان ولا العزيمة، هو من الشعب ويشعر بنبضه وآلامه. تتعاظم شعبية الزعيم، وتسعى الغالبية لجعله رئيسًا للبلاد. الإصلاح ممكن ولكنه طريق شاق وقد يستغرق وقتًا أطول مما يتوقعه الشعب، وشعبية الزعيم فى مرحلة الوعد لا تتزعزع، فحسن النوايا يحكم الجميع. وينتخب الشعب زعيمه رئيسًا للبلاد ليحقق لهم طموحاتهم وأحلامهم وليقضى على طيور الظلام، وتكون الانتخابات حقيقية غير هزلية، ويكون الشعب فى هذه المرحلة على قلب رجل واحد خلف رئيسهم الجديد، ويبدو المستقبل مشرقًا والانقسام غير ممكن. وتصعد شعبية الرئيس إلى السماء.

5-الواقع: رغم أن الرئيس يدرك منذ اللحظة الأولى لانتخابه صعوبة الموقف وخطورته إلا أن الواقع على الأرض يبدو أسوأ بكثير مما كان يأمل أو يتصور، فمؤسسات الدولة ذراعه فى تحقيق أحلام وطموحات شعبه، منهارة لا تقوى على فعل شيء، فلها شكل مؤسسات الدولة فى كل شيء، إلا أنها تفتقر المقومات الحقيقية لمؤسسات الدولة فى كل شيء. موارد سيادية محدودة، كفاءات إدارية معدومة، انقسام سياسى غير مسبوق، أحزاب سياسية منزوعة التأثير الشعبى ولاتزال تتخبط طريقها، جهاز إعلامى حكومى يمثل عبئًا على الدولة وليس داعمًا لها، بنية أساسية بدأت فى التآكل، قوى سياسية داخلية وخارجية متربصة، قصور فى الإنتاج، عجز فى الاستثمار، فساد يستفحل ولا يرحم، افتئات متزايد على القانون، إدارة سيئة للمنظومة الاقتصادية، ارتفاع فى الأسعار، بطالة متزايدة، وشعب حالم آمل. ماذا يفعل الرئيس؟ الرئيس يعلم بالمشكلات، وضرورة التدخل العاجل. ليس لديه وقت يضيعه أو يستنزفه ليواجه أجهزة الدولة المدنية العتيقة، فيلجأ لجيشه فى كل شيء لسد الفجوة. ورغم المجهود الجبار والإنجازات السريعة إلا أن ظاهرة الجزر الحكومية المنعزلة تتزايد، وحالة الجهاز الحكومى تسوء، ولا يجد الرئيس الوقت، ولا تعاونه أجهزة الدولة للبحث عن كفاءات تعينه من أهل الخبرة من الحريصين على الرئيس أكثر من حرصهم على عدم إغضاب الرئيس، فتسود حالة من الهمهمة وضعف الأمل فى تغيير ما كان عليه حال البلاد قبل الرئيس.

6-القلق والإحباط: يبدأ فى هذه المرحلة كرد فعل للواقع الصعب ووجود بعض الأخطاء ارتفاع أصوات بعض المؤيدين المخلصين بوجود مشكلات وسوء إدارة للملفات، فيتم تهميشهم بدعوى أنهم أصوات للإحباط، أو أنهم لم يحصلوا على ما كانوا يصبون إليه فتحولوا إلى المعارضة، ومعاول للهدم، فيبدأ هؤلاء تدريجيًا فى الانسحاب، ورغم تقدير الرئيس وتفهمه لبعض وجهات النظر هذه إلا أنه ليس لديه الوقت لإعادة النظر فى السياسات القائمة، ولا يخفى أحيانًا غضبه مما تسير عليه الأمور، ويسود قطاع كبير من الشباب حالة من الإحباط، ومعه قطاع من الشعب. ولا شك أن شعبية الرئيس تتأثر قليلًا فى هذه المرحلة، إلا أن الأغلبية لم تتخل عن الرئيس بل لاتزال تدعمه وتؤيده ويدرك الجميع أنه لا بديل عن النجاح وتحقيق طموحات وأحلام الشعب وتنفيذ الوعد. ويأمل قطاع كبير من أبناء الوطن أن يدرك الرئيس أنه آن الأوان للتقييم الهادئ لإدارة البلاد والاعتراف بوجود بعض الأخطاء حتى داخل المؤسسة الرئاسية ذاتها.

7- القرار وقيام الرئيس بتصحيح المسار: يدرك الرئيس المشكلات، ويتحرك بسرعة لتصحيح المسار، فالتحديات تزايدت واصطياد الأخطار تعاظم، والإحباط خطر جسيم، فالإحباط يقتل أمل الشعوب. فكان لابد من إعادة النظر فيما يجب إنجازه، وضرورة تصحيح الأخطاء، ويواجه الرئيس شعبه بالأخطاء قبل الإنجازات، وبما قرر اتخاذه من خطوات لتصحيح المسار فهو لا يزال على وعده، ويبدأ الرئيس فى اتخاذ قرارات جريئة لتصحيح المسار الإدارى لشئون الدولة، وملفاتها السياسية والاقتصادية، وتتحقق المعجزة وينفذ الرئيس الوعد الذى قطعه على نفسه بنهاية مدة رئاسته الأولى. وتعود شعبية الرئيس لترتفع إلى عنان السماء.

يذكر التاريخ دائمًا أن الزعماء والرؤساء المخلدين فى ذاكرة أممهم هم هؤلاء الذين اعترفوا بالأخطاء وواجهوها وهم فى قلب المعركة، ولم يعاندوا الواقع بل غيروا من سياساتهم ونهج إدارتهم، فالتاريخ سيذكر ذلك لـ«تيودور روزفلت» و«ونستون تشرشل»، ومهاتير محمد فى ماليزيا.

إن تصحيح المسار صعب ولكنه ليس مستحيلًا، وتصحيح المسار السياسى والاقتصادى والإدارى ضرورة لتحقيق الحلم، وقهر صعوبات الواقع. والأمر الآن برمته بيد الرئيس السيسى، فلا يزال تحقيق الوعد ممكنًا، وربما آن الأوان لتصحيح المسار».

وسلامٌ على الأمة المصرية

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د هانى سرى الدين العلاقة الإنسانية هيبتا لتصحیح المسار شعبیة الرئیس هذه المرحلة إلا أن رئیس ا

إقرأ أيضاً:

وزير تركي يحذر: أوفوا بوعودكم قبل فوات الأوان

قال وزير البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ التركي، مراد كوروم، تعليقًا على عودة ظهور ظاهرة “زبد البحر” في بحر مرمرة، إن “البلديات لم تقم بواجباتها بشكل كافٍ ضمن خطة العمل التي تم الاتفاق عليها بالإجماع. وننتظر من جميع البلديات المطلة على مرمرة أن تفي بوعودها تجاه الطبيعة دون إضاعة المزيد من الوقت، قبل فوات الأوان”.

وجاءت تصريحات الوزير خلال مشاركته في “منتدى أولوداغ الثاني للبيئة” الذي استضافته غرفة تجارة وصناعة بورصة، حيث تطرق أيضًا إلى إعلان منظمة “بي كي كي” الإرهابية عن حل نفسها وتخليها عن السلاح، وقال في هذا السياق: “بهذا القرار، ستدخل تركيا القرن الجديد كدولة أقوى وأكثر ازدهارًا”.

كما وجه الوزير كوروم دعوة للبلديات التي تعهدت بتنفيذ خطة مكافحة “زبد البحر” في مرمرة قائلاً: “أوفوا بوعودكم”.

وفيما يتعلق بمناطق الزلزال المتأثرة في 6 فبراير، أشار كوروم إلى أنه سيتم تسليم 453 ألف مسكن لأصحابها بحلول نهاية العام، معلنًا أنه سيتم تنظيم حفل لتسليم المسكن رقم 250 ألف الشهر المقبل.

“نصر الأخوّة”

وفي سياق تعليقه على إعلان منظمة “بي كي كي” عن حل نفسها، قال وزير البيئة والتخطيط العمراني وتغير المناخ التركي، مراد كوروم:
“بهذا القرار، ستدخل تركيا القرن الجديد كدولة أقوى وأكثر ازدهارًا. تخلت منظمة بي كي كي الإرهابية عن السلاح يُعد انتصارًا لإرادة هذا الشعب، ولعزيمته، ولأخوّته. لقد كنا موحّدين على هذه الأرض منذ ألف عام. سواء كان تركيًا، كرديًا، لازيًا، شركسيًا أو عربيًا، فإن مستقبل أمة تركيا مفتوح ومشرق”.

وتابع كوروم قائلًا: “سوف نؤدي جميعًا دورنا في هذه المرحلة بروح من الصداقة والأخوة دون تقصير. سنبذل قصارى جهدنا من أجل فترة يسود فيها السلام والاستقرار وتخلو من الإرهاب في هذا الوطن الجنة. ومن أجل تركيا أقوى، ومرمرة وبورصة أقوى، لن نتوقف أبدًا عن العمل”.

دعوة للبلديات: “أوفوا بوعودكم”

وأشار مراد كوروم، إلى أن ارتفاع درجات حرارة مياه البحر نتيجة تغير المناخ، إضافة إلى عدم اتخاذ التدابير اللازمة وتزايد التلوث، كانت من الأسباب الرئيسية وراء عودة ظهور “زبد البحر” في مرمرة.

وأكد كوروم أن الوزارة تواصل تنفيذ خطة العمل المتفق عليها مع البلديات لمكافحة هذه الظاهرة، مضيفًا: “نعمل وفق خطة العمل التي تم الاتفاق عليها بالإجماع مع البلديات. لكن يؤسفني أن أقول إن بعض البلديات التي شاركتنا إعداد وتوقيع هذه الخطة لم تنفذ واجباتها كما ينبغي. ونحن ننتظر من جميع البلديات المطلة على بحر مرمرة أن تفي بوعودها تجاه الطبيعة دون تأخير، قبل فوات الأوان”.

وتابع قائلاً: “يجب تنفيذ محطات معالجة مياه الصرف الصحي التي تم التعهد بها فورًا، فلا وقت للمماطلة. بعد مغادرتنا هنا، سنقوم بجولة ميدانية في نهر نيلوفر وخليج جملك وبحيرة إزنيق. نحن مصممون على حماية هذه المعالم الطبيعية الخلابة، التي تُعد من رموز بورصة. ولن نسمح بأي شكل من الأشكال بتلويث هذه المناطق الطبيعية الممتدة على كيلومترات. نحن مستعدون لتحمل مسؤولياتنا وتقديم كل أنواع الدعم. فلا مجال للتسييس عندما يتعلق الأمر بالبيئة أو الزلازل. لا أعذار. وكما هو الحال في جميع مناطق مرمرة، سنتخذ الإجراءات الوقائية، وسنكثف عمليات التفتيش، ولن نتردد في فرض العقوبات اللازمة”.

اقرأ أيضا

تطورات جديدة في “القضية المقززة” التي فجّرت…

الثلاثاء 13 مايو 2025

“في منطقة الزلزال سننهي 543 ألف منزل هذا العام”

مقالات مشابهة

  • انطلاق القافلة الدعوية لتصحيح المفاهيم لاوقاف الدقهلية
  • عادل إمام 60 عاما من الإبداع.. تفاصيل رحلة الزعيم من البداية إلى الصدارة
  • العلامة ياسين: زيارة الرئيس الاميركي للمنطقة لا تحمل خيرا
  • "بين الحلم والرمز": أحمد ماهر يكشف عن لا وعيه في أولى تجاربه الفنية بالمنيا
  • الحواط: آن الأوان لمقاربات مختلفة وقرارات جريئة
  • الرئيس الشرع: قرار الرئيس ترامب رفع العقوبات تاريخي أزال به معاناة الشعب وأرسى أسس استقرار المنطقة
  • أرض التباشير
  • قائد منتخب الشباب : تعاهدنا أمام الله على عبور المغرب والقتال من أجل الحلم الكبير
  • وزير تركي يحذر: أوفوا بوعودكم قبل فوات الأوان
  • الجماز ينتقد عزوف الجماهير الهلالية عن دعم الزعيم أمام العروبة .. فيديو