بين العلم والدين.. تقف الفلسفة بين الاثنين
تاريخ النشر: 27th, June 2024 GMT
فالفلسفة تعني "حب الحكمة" ومنها تفرعت كل العلوم والفرضيات. تهتم بطرح الأسئلة واستنباط الأجوبة فتصل لمستوى العلم الراسخ أحياناً، وتتبني أحياناً أخرى أجوبة ساذجة بمقاييس عصرنا الحديث..
لا يمكن تحديد فترة لظهورها (حسب رأيي) كونها بدأت منذ بدأ الإنسان يتساءل ويتأمل ما يدور حوله.. فهي إمعان في التفكير ومحاولة للفهم اعتماداً على الملاحظة والتأمل والمنطق دون امتلاك أدوات التجربة والتأكد من الجواب.
لا يمكن اتهام الفلسفة ذاتها بشيء حسن أو سيئ كونها ليست علماً أو أيدلوجيا أو تشريعاً، بل مفهوم يعتمد على التساؤل والبحث فيما يشغل بال الإنسان..
ساهمت (في الماضي) في ارتقاء البشرية فوق الخرافات والأساطير، ولكنها لم تصل لمستوى العلم (في الحاضر) حيث التجربة وصياغة القوانين والتأكد من الفرضيات والاتفاق على النظريات..
ولهذا السبب قد تجد آراء ساذجة لفلاسفة كبار ظهرت قبل اعتماد اساليب البحث العلمي والمنهج التجريبي.. فسقراط مثلاً ادعى أن وظيفة الدماغ الأساسية هي تبريد الدم، في حين خالفه ابن سينا الذي ادعى إن الرئتين هما المسئولتان عن ذلك بدليل دخول الهواء بارداً وخروجه ساخناً (ولاحظ هنا أنهما اعتمدا على ملاحظتين معقولتين ولكن صعوبة التحقق من الفرضية أوقعتهما في الخطأ)!!
غير أن الفلسفة نجحت في المقابل في تخمين الكثير من الحقائق العلمية .. ففلاسفة الاغريق مثلا تحدثوا عن فلق الذرة، وكروية الأرض، وتطور الكائنات (وأيدهم في ذلك كثير من فلاسفة الإسلام) قبل قرون من عصرنا الحالي)..
ويمكن القول إن الإغريق هم الذين أسّسوا قواعد الفلسفة كمحاولة سليمة في التفكير.. صحيح أنهم أخطئوا في كثير من الاستنتاجات؛ ولكنهم ابتعدوا أكثر من غيرهم عن تأثير الثقافة والدين وسلطة الموروث التي لم تسلم منها معظم الثقافات الشرقية..
وكان فيثاغورس الأغريقي أول من وصف نفسه (قبل 2520 عاماً) بأنه فيلسوف وعرَّف الفلاسفة بأنهم الباحثون عن الحقيقة من خلال التأمل والتفكير السليم.. وعبر التاريخ انفصل مفهوم العلم تدريجياً عن مفهوم الفلسفة.. فالعلم يجيب على التساؤلات بطرح الفرضيات ثم التأكد منها بالتجربة والقياس والبرهان المحسوس، في حين اعتمدت الفلسفة طوال تاريخها على التفكير والتأمل والقياس المنطقي (ولكن حتى القياس المنطقي قد يخدعنا أحياناً فيخبرنا مثلاً أن الأرض مسطحة، أو أن الجسم الأثقل يسقط بسرعة أكبر.. وهي استنتاجات لا يمكن حسمها بغير البرهان والتجربة)!!
.. ولأن الفلسفة تعتمد على الحواس والمحاكاة ولا تسلم من تأثير ثقافتها المحلية تفرعت في مجالات واتجاهات عديدة بحيث ظهرت فلسفات يونانية وإسلامية وشرقية وغربية وقديمة وحديثة وإنسانية ووجودية واجتماعية.
وحتى يومنا هذا لا يمكن القول إن الفلسفة ستتوقف عن التفرع أو تصل إلى جواب نهائي لأي شيء (بعكس العلم الذي قد يثبت عند حقائق مؤكدة لا يختلف عليها أحد).. فهي محاولة بحث دائمة في كل المجالات وقابلة للتطور بحسب التطور البشري والمعرفي وظهور أدوات استقراء جديدة.
.. باختصار شديد ؛ يبقى مفهوم الفلسفة قائماً حتى تتوقف عقولنا عن التفكير، أو نعثر على جواب نهائي للمعضلات الكبرى...
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: لا یمکن
إقرأ أيضاً:
كشف النقاب عن العلامة التجارية “كومون كِن” (Common Kin): مفهوم جديد في عالم الأزياء النسائية المستوحاة من التراث الكوري ولمسات الأناقة العصرية
للمرة الأولى في دولة الإمارات العربية المتحدة، تبرز “كومون كِن” (Common Kin) ، العلامة التجارية المتألقة في عالم الأزياء النسائية المعاصرة والمستلهمة تصاميمها من جمال وأناقة الثقافة الكورية وفنون السرد العاطفي، على الساحة الإعلامية. وبالرغم من دخول هذه العلامة التجارية إلى السوق المحلية على نطاق محدود في العام الماضي، إلا أن هذه الخطوة تُمثّل الإطلاق الرسمي لها أمام مجتمع الإعلام والأزياء في المنطقة.
تُضفي العلامة التجارية “كومون كِن” (Common Kin) ، المؤسسة من قبل سفيتلانا كاسيمالييفا وأكينا سولتانوفا اللتان تنحدران من آسيا الوسطى، لمسة راقية على عالم الأزياء الحديثة. ومن أبرز ما يُميّز هذه العلامة التجارية المتألقة أنها تمزج بين الأناقة السينمائية الكورية والنهج العالمي اليقظ. وتأتي نشأة هذه العلامة التجارية، المستلهمة من القوة الهادئة التي تتمتع بها بطلات الدراما الكورية وصورهن الظليّة الانسيابية، نتيجة حوار إبداعي بين صديقتين تبحثان عن تصميم أكثر عمقاً وتأثيراً وشاعرية في الأزياء النسائية.
يشير اسم “كومون كِن” (Common Kin) إلى الخيوط غير المرئية التي تربط بين الناس، ليس فقط عن طريق العائلة، بل أيضاً من خلال القيم المشتركة، والجمال، والتنوع الثقافي. يتجلى هذا الإحساس بالقرابة في كل قطعة ملابس، من خلال الالتزام بالموضة البطيئة، والحرفية المفعمة بالعاطفة، وممارسات الإنتاج المستدامة.
يتم تصميم كل قطعة من الأزياء في كوريا، ويتم إنتاجها بالتعاون مع مصنعين ملتزمين بالقيم الأخلاقية، حيث يستخدمون أقمشة صديقة للبيئة مثل القطن العضوي والفيسكوز المستدام والكتان الفاخر. تعكس المجموعات روح التوازن والنعومة والنزاهة، مما يضيف قيمة ودقة إلى الحياة اليومية.
من جهتها، تحدثت أكينا، الشريك المؤسس لشركة “كومون كِن“ (Common Kin)، قائلة، “لطالما تركّز هدفنا الرئيسي والدائم على ابتكار ملابس تمنح المرأة شعوراً بأنها بطلة قصتها الخاصة- رقيقة المشاعر وقوية في آن معاً، بسيطة ولكن لها حضور لا يمكن تجاهله.” وأضافت قائلة، “لقد شكلت الأناقة الهادئة والعمق العاطفي للتصميم الكوري محط اهتمام كبير لدينا، ورغبنا في تجسيد تلك الروح في دبي بطريقة هادفة وصادقة ومستدامة.”
تتميز تشكيلة أزياء “بيبر مون كابسول“، المتاحة حالياً في دبي عبر الموقع الإلكتروني www.commonkin.store، بتصاميم بسيطة ولكنها مؤثرة. تشمل التشكيلة فساتين طويلة أنيقة، وأزياء منفصلة، وطبقات فضفاضة مريحة، بأسعار تتراوح بين 350 و850 درهم. تم تصميم كل قطعة بعناية لتوفير إطلالات جذابة خلال زيارات المعارض، والاجتماعات الصباحية الهادئة، والمناسبات الخاصة، مع التركيز على الاستدامة ولتبقى صالحة للاستخدام على مدى طويل، متخطية اتجاهات الموضة والمناسبات الموسمية.
تقدم “كومون كِن” (Common Kin) تجربة جديدة للمرأة الإماراتية المهتمة بآخر صيحات الموضة وذات التوجّه العالمي، التي تختار ملابسها بعناية وتستمد قوتها من النعومة، وذلك من خلال التركيز على الاستدامة، وسرد القصص وإبراز مهارات الحرفية الثقافية.
لمزيد من التفاصيل حول “كومون كِن” (Common Kin) ، يرجى زيارة الموقع الإلكتروني: www.commonkin.store .