مبلغ هائل.. بكم دعمت واشنطن عدوان الاحتلال في غزة منذ السابع من أكتوبر؟
تاريخ النشر: 28th, June 2024 GMT
كشفت "واشنطن بوست" عن تقديم الولايات المتحدة مساعدات أمنية بقيمة 6.5 مليار دولار إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان الوحشي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أن ما يقرب من نصف هذا المبلغ تدفق خلال شهر أيار /مايو الماضي.
ولفتت الصحيفة في تقرير ترجمته "عربي21"، إلى أن هذا الرقم غير المعلن سابقا كان جزءا من المناقشات التي جرت هذا الأسبوع خلال زيارة وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت إلى الولايات المتحدة.
ونقلت عن مسؤول "كبير" في إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، قوله إن هذا المبلغ "مؤشر على عمق وتعقيد الدعم الأمريكية لإسرائيل"، مشيرا إلى أن "هذه مهمة ضخمة جدا".
وأشار المسؤول إلى أن خبراء نقل الأسلحة الأميركيين استعرضوا "قوائم بمئات العناصر المنفصلة" مع نظرائهم الذين يرافقون غالانت في زيارته التي تستغرق أربعة أيام، وذلك بهدف مواجهة الاتهام الإسرائيلي بأن الأميركيين وضعوا "اختناقات" في تدفق الأسلحة، بعد تصريحات رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وعلى الرغم من أن رحلة غالانت كانت مقررة قبل تصريحات نتنياهو، إلا أنها كانت في جزء منها محاولة لتهدئة العلاقات المتوترة بشكل متزايد وإظهار موقف إسرائيلي مختلف تجاه المساعدات الأمريكية، حسب التقرير.
وقال غالانت في مؤتمر صحفي الثلاثاء، إن "علاقاتنا مع الولايات المتحدة هي ثاني أهم عنصر لأمن إسرائيل بعد الجيش الإسرائيلي"، مشيرا إلى "الحاجة إلى الدعم الدبلوماسي والسياسي الأمريكي، وإبراز القوة، وإمدادات الذخيرة وأكثر من ذلك".
وأضاف مدعيا حدوث "تقدم كبير"، أنه "تم إزالة العقبات ومعالجة الاختناقات من أجل دفع مجموعة متنوعة من القضايا، وبشكل أكثر تحديدا موضوع تعزيز القوة وإمدادات الذخيرة".
ويبدو أن المسؤول الكبير في الإدارة، الذي أطلع الصحفيين على الزيارة بشرط عدم الكشف عن هويته بموجب القواعد التي وضعها البيت الأبيض، يتراجع عن رفض الإدارة السابق القاطع لاتهام نتنياهو، وفقا للصحيفة.
وقال: "فيما يتعلق بالاختناقات، فهو نظام بيروقراطي معقد لدينا لسبب وجيه. التأكد من أننا نفي بالكامل بجميع التزاماتنا تجاه الكونغرس والقوانين والإجراءات واللوائح".
لكن المسؤول أقر بأن "هناك قضايا على الجانب الإسرائيلي، فيما يتعلق بالأشياء التي قد يريدونها، والتي ربما لم تكن واضحة تماما"، وأضاف أن الزيارة كانت "بناءة ومثمرة للغاية"، وشكر غالانت على "نهجه المهني".
ووصفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" مديح البيت الأبيض، وادعاءات غالانت عن "تقدم كبير" في القضايا العالقة بأنها "توبيخ لنتنياهو".
وبحسب "واشنطن بوست"، فإن إدارة بايدن شعرت بالغضب من قبول نتنياهو للدعوة، التي قدمها المشرعون الجمهوريون لأول مرة، لإلقاء كلمة أمام جلسة مشتركة للكونغرس في أواخر تموز/ يوليو.
وسط التدفق المستمر للأسلحة، تواصل الإدارة الأمريكية حجب شحنة من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل، بسبب ما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه قلق من استخدامها في المناطق الحضرية المكتظة بالسكان.
ورفض مسؤولو الإدارة وغالانت مناقشة تفاصيل مناقشاتهم. وقال غالانت: "أعتقد أن الحلفاء يجب أن يفعلوا كل شيء لحل القضايا في غرف مغلقة. وهذا ما أحاول القيام به".
خلال زيارته، التقى غالانت بمجموعة كاملة من كبار مسؤولي الأمن القومي في إدارة بايدن، بما في ذلك وزير الخارجية أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي، أن اللقاءات "استعرضت الدعم غير المسبوق لإسرائيل منذ هجمات حماس في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، بما في ذلك الدفاع المباشر عن إسرائيل من قبل الجيش الأمريكي وتحالف الشركاء ضد هجوم إيراني في نيسان/ أبريل، وكذلك الاستعدادات لأي حالات طوارئ لاحقة".
وأضاف أن "ذلك يشمل الجهود الدبلوماسية لتجنب الحرب مع لبنان والتزام الولايات المتحدة بالدفاع عن إسرائيل إذا فشلت تلك الجهود".
وقال المسؤولون إنهم في كل اجتماع ناقشوا أيضا الجهود المتعثرة لإبرام اتفاق تدعمه الولايات المتحدة لوقف إطلاق النار في غزة وإعادة الرهائن الإسرائيليين. وعلى الرغم من أن بايدن أعلنها قبل شهر تقريبا كمبادرة إسرائيلية، إلا أن نتنياهو شكك علنا في بعض جوانب الاقتراح.
وناقش غالانت أيضا تحول جيش الاحتلال الإسرائيلي المرتقب إلى ما أسماه "المرحلة الثالثة" في حربه ضد حماس، والانتقال إلى صراع منخفض الحدة لاجتثاث جيوب المقاتلين المتبقية في غزة و"تمكين بديل حاكم... وهذا ليس إسرائيل وليست حماس".
وأشار التقرير إلى أنه لا تزال هيئة الحكم هذه، التي سيتم فيها تعيين فلسطينيين محليين تم فحصهم لحكم المنطقة بينما تستمر إسرائيل في توفير الأمن، غامضة. وقال غالانت: "إنها عملية طويلة ومعقدة وتعتمد على أشياء كثيرة، بما في ذلك المجتمع الدولي، الذي يجب أن يشارك وليس فقط ينتقد".
وأوضح التقرير أن الاقتراح الإسرائيلي أقل بكثير من خطة إدارة بايدن، التي ترى تشكيل حكومة مستقبلية في غزة تديرها السلطة الفلسطينية الحالية في الضفة الغربية والانتقال في نهاية المطاف إلى دولتين فلسطينية وإسرائيلية منفصلة.
وشملت المواضيع الأخرى التي تمت مناقشتها مع كبار المسؤولين الأمريكيين إنتاج إيران المتصاعد للوقود النووي المستخدم في صنع الأسلحة، وما أصبح نزاعا سيئا بشكل متزايد بين إسرائيل والأمم المتحدة حول توزيع المساعدات الإنسانية في غزة.
ولفتت الصحيفة إلى أن دولة الاحتلال "وصفت التقييمات الدولية لظروف قريبة من المجاعة داخل القطاع بأنها كاذبة، ولطالما ألقت باللوم على الأمم المتحدة في عدم الكفاءة في توزيع المساعدات على المدنيين، الذين ترك الكثير منهم دون مأوى مناسب وطعام وماء ورعاية طبية"، حسب زعمها.
وتفاقمت هذه المشكلة في جنوب غزة منذ أن شنت إسرائيل الشهر الماضي هجوما عسكريا على رفح، المدينة الواقعة في أقصى الجنوب والتي فر إليها أكثر من مليون شخص بحثا عن مأوى من الهجوم الإسرائيلي في أقصى الشمال. وعلى الرغم من أن الشاحنات المحملة بالمساعدات تدخل غزة عبر معبر من جنوب إسرائيل، إلا أن الأمم المتحدة وموزعين آخرين قالوا إنهم غير قادرين على نقل المساعدات الغذائية داخل القطاع.
ولفتت صحيفة "واشنطن بوست" إلى أن الولايات المتحدة قامت لسنوات عديدة بتقديم مساعدات أمنية لإسرائيل بقيمة 3.3 مليار دولار سنويا. وفي أبريل/ نيسان، وافق الكونغرس على طلب بايدن للحصول على 26 مليار دولار إضافية من المساعدات في زمن الحرب والمساعدات الإنسانية ودعم العمليات الأمريكية في المنطقة.
لكن حتى الآن، ظلت الإدارة مترددة في تحديد المبلغ الإجمالي للمساعدات الأمنية التي عجلت بها لإسرائيل منذ بدء الحرب، وأخبرت الصحفيين فقط أن واشنطن كانت تزود أقرب حليف لها في الشرق الأوسط بالمعدات اللازمة للدفاع عن نفسها، وفقا للصحيفة.
وفي الأسابيع الأولى من العدوان، تم تسريع شحنات الطوارئ إلى "إسرائيل" على متن طائرات عسكرية أمريكية. وفي حالات قليلة في نهاية العام الماضي، استخدمت الإدارة أيضا سلطات الطوارئ لتجاوز الكونغرس من أجل الموافقة على بيع الأسلحة والذخيرة لإسرائيل، وهي خطوة أثارت اعتراضات من بعض المشرعين الديمقراطيين بشأن الارتفاع السريع في عدد الضحايا المدنيين.
وفي شهر أيار/ مايو، اتخذت الإدارة قرارا نادرا بإيقاف شحنة من القنابل زنة 2000 و500 رطل إلى "إسرائيل"، مما يعكس القلق بشأن ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين. وأثار هذا التوقف غضب المانحين الديمقراطيين المؤيدين لإسرائيل، بما في ذلك الملياردير حاييم سابان، ومن الجمهوريين مثل سناتور أركنساس توم كوتون الذي وصفه بأنه "حظر فعلي للأسلحة على إسرائيل، وفقا للصحيفة.
وفي ذلك الوقت، أكدت الإدارة لأعضاء الكونغرس أن كميات هائلة من المساعدات العسكرية مستمرة في التدفق إلى "إسرائيل"، لكنها رفضت الكشف علنا عن الرقم الإجمالي. وفي مذكرة داخلية بين القيادة الديمقراطية في مجلس النواب وأعضاء عاديين في الكونغرس حصلت عليها صحيفة "واشنطن بوست"، قال القادة الديمقراطيون إن وقف بايدن للقنابل الثقيلة يمثل "أقل من 1 بالمئة من إجمالي الدعم العسكري الذي قدمته الولايات المتحدة لإسرائيل منذ بداية هذا الصراع"، في مؤشر مبكر على الكم الهائل من المساعدات الأمنية. وقال مسؤولو الإدارة إن الشحنة المحتجزة من القنابل الكبيرة لا تزال قيد المراجعة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة بايدن نتنياهو امريكا غزة نتنياهو الاحتلال بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی الولایات المتحدة واشنطن بوست إسرائیل من بما فی ذلک إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: غزة تتضور جوعا وأقصى اليمين الإسرائيلي يحلم
#سواليف
إنها لحظة انقسام حاد؛ في جانب، هناك الواقع اليومي الساحق لـ قطاع #غزة، إذ بلغ حجم #المجاعة_الجماعية في هذه الأرض المحاصرة مستويات مأساوية، وفي الجانب الآخر، هناك #رؤية_سريالية يروّج لها سياسيو أقصى اليمين في إسرائيل.
بهذه العبارات استهل الكاتب بواشنطن بوست إيشان ثارور مقالا له، موردا أن أعضاء في #الحكومة_الإسرائيلية يتبنون رؤية مستوحاة من الرئيس الأميركي دونالد #ترامب لغزة مليئة بالأبراج اللامعة، والسياحة الفاخرة، والأحياء النظيفة، ولكن من دون فلسطينيين.
وكتب ثارور عن #المجاعة في القطاع، قائلا إنها بلغت مستوى أن العاملين في المجال الطبي والإنساني المكلّفين بإغاثة المجوعين بالكاد يستطيعون الصمود بأنفسهم، ومنظمات الإغاثة إما فرغت مخازنها أو توشك على النفاد، بعد أكثر من 4 أشهر من الحصار، مضيفا أن الأمم المتحدة كشفت عن أن واحدا من كل 3 أشخاص في غزة يقضي عدة أيام من دون طعام.
مقالات ذات صلةواستمر الكاتب في عرض حالة التجويع الشامل في غزة، موضحا أن كل يوم يجلب معه صورا جديدة لأطفال هزلى وأُسر يائسة تبحث عما يسدّ الرمق وسط أنقاض غزة، ووفيات متزايدة من كل الأعمار.
رؤية سريالية
وفي الجانب الآخر، يقول ثارور، هناك الرؤية السريالية، ومنها ما طرحته وزيرة العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلية، جيلا غمليئيل، التي نشرت هذا الأسبوع مقطع فيديو مُنتجا بتقنية الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل الاجتماعي يُصوّر كيف يمكن أن تبدو غزة ما بعد الحرب.
استحضر هذا الفيديو نسخة سابقة مشابهة نشرها ترامب على منصته “تروث سوشيال” في فبراير/شباط الماضي، ظهرت فيها شخصية شبيهة للملياردير الأميركي إيلون ماسك وهو يأكل الحمص من وعاء خبز، وتماثيل ذهبية لترامب، وأغنية بعنوان “غزة ترامب”.
احتفى المقطع، الذي لا يتجاوز الدقيقة، باقتراح ترامب للمساعدة في إعادة إعمار غزة وتحويلها إلى منطقة أبراج شاهقة، وسياحة مترفة، وأحياء سكنية جديدة نظيفة، واليخوت الفاخرة تخترق شواطئ القطاع على البحر المتوسط، ويبتسم سكان يهود فوق أطباق من الحمص، وسكان غزة الأصليين، أو معظمهم، لا يظهر لهم أثر.
وأشارت الوزيرة الإسرائيلية إلى “ضرورة #الهجرة_الطوعية” لسكان غزة #الفلسطينيين.
ترحيل
ولم تكن وحدها في حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، التي دعت إلى هذا المصير. فمنذ الأيام الأولى التي تلت هجوم أكتوبر/تشرين الأول 2023، سعى عديد من الساسة الإسرائيليين ليس فقط إلى القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بل صوّروا أكثر من مليوني فلسطيني في غزة كأنهم “سكان أعداء” ينبغي ترحيلهم.
وأوضح ثارور أن إفراغ غزة من سكانها برز مجددا يوم الثلاثاء خلال مؤتمر لأقصى اليمين في الكنيست، حيث وصف المشاركون غزة بأنها موقع مثالي لحل أزمة الإسكان في إسرائيل، كما كانت المستوطنات في الضفة الغربية، ودعوا إلى عودة المستوطنين اليهود إلى القطاع.
وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، وهو أحد أبرز رموز أقصى اليمين في حكومة نتنياهو، خلال المؤتمر الذي حمل عنوان (ريفيرا غزة- من الحلم إلى الواقع): “سنحتل غزة ونجعلها جزءا لا يتجزأ من إسرائيل”.
ريفيرا غزة
ووفقا لتقارير إعلامية إسرائيلية، فإن بعض الخطط المطروحة تشمل إنشاء مدينتين منفصلتين داخل القطاع الضيق، إلى جانب منطقة سياحية تحتوي على فنادق شاطئية، ومناطق صناعية وزراعية جديدة. وأكد سموتريتش وجود خطط لـ”نقل سكان غزة إلى دول أخرى”، مشيرا إلى أن ترامب نفسه يدعم هذا التوجه.
ويوم الخميس، استمر تصعيد الخطاب، فقد أعلن وزير التراث الإسرائيلي أمنحاي إلياهو -وهو سياسي يميني متطرف كان قد اقترح في بداية الحرب استخدام قنبلة نووية ضد غزة- أن “غزة كلها ستكون يهودية”.
وقال لإحدى المحطات الإذاعية: “الحكومة الإسرائيلية تُسابق الزمن لمحو غزة من الوجود”، واصفا الفلسطينيين بأنهم “نازيون مغسولو الأدمغة”. وأضاف: “الحمد لله، نحن نمحو هذا الشر. نحن ندفع هذه الفئة السكانية التي تربت على كتاب كفاحي” في إشارة إلى كتاب أدولف هتلر.
وقال إلياهو في المقابلة نفسها: “لا توجد مجاعة في غزة”، واعتبر التقارير بشأن الجوع دعاية معادية لإسرائيل. وأضاف: “ليس علينا أن نقلق بشأن الجوع في غزة. فليقلق العالم بشأنه”.