إسنا تلك المدينة التراثية العريقة التي تقع على الضفة الغربية لنهر النيل جنوب محافظة الأقصر.. تشهد الآن طفرة تنموية هائلة من أجل إعادة إحياء المعالم التراثية والأثرية الفريدة بالمدينة، مما يضع مدينة إسنا من جديد على الخريطة السياحية المصرية، خاصة لما تمتاز به إسنا من معالم أثرية وإنشائية مميزة مثل معبد خنوم ووكالة الجداوي التجارية وهويس إسنا وسوق القيسارية التراثي الشعبي والذي أصبح الآن مؤهلا ليكون سوقا سياحيا بعد تطويره حضاريا ليظهر بصورة مشرفة أمام سائحي المدينة.
ولعل الرائع في مشهد تطوير مدينة إسنا وحرص الدولة المصرية ممثلة فى وزارة السياحة والآثار على إحياء مواقع المدينة الأثرية والتراثية، أن رؤية التطوير لم تقتصر فقط على إحياء الأبنية والمنشآت والمواقع الأثرية، ولكن امتدت لإحياء التراث الثقافي والشعبي الفريد لهذه المدينة، ومن ببن تلك المبادرات لإحياء الأنشطة التراثية الثقافية الشعبية كان الإعلان عن تنظيم مسابقة لأفضل الأكلات التراثية والشعبية الفريدة التي تشتهر بها مدينة إسنا، وذلك تحت رعاية وزارة السياحة والآثار وبالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية ومشروع الاستثمار بالسياحة المستدامة، وهى بالطبع مبادرة تعد تطورا نوعيا في التوجه نحو دمج المواطن الإسناوي ليكون شريكا في عملية التنمية الشاملة بالمدينة، كما أنها خطوة واعدة نحو توثيق قائمة طعام المطبخ الإسناوي، ولإتاحة استكشافه من السائحين القادمين للمدينة من جميع أنحاء العالم، ومن أجل ربط وتوثيق تلك الأكلات الشعبية الإسناوية الخالصة ببقية تراث المدينة، وتحصينها ضد القرصنة الحضارية، حيث إن التراث الثقافي والشعبي المميز سواء أكلات أو أزياء أو فنونا شعبية وغيرها لابد وأن يشمله التوثيق أيضا مثله مثل الإرث الأثري الملموس، لكونه معرضا للسرقة والقرصنة تماما مثل سرقة التماثيل والقطع الأثرية من جانب عصابات بعض الكيانات الدولية الناشئة التي تفتقد للأصول والجذور الثقافية والتاريخية.
كما أن تلك المسابقة التي تهدف لاستعراض ما تتميز به مدينة إسنا من أكلات شعبية فريدة، لاشك أنها ستسهم في الارتقاء بقائمة طعام مطاعم المدينة، ومن ثم إتاحة تجربة سياحية ثرية ومتنوعة أمام السائح، ومن بينها تجربة قائمة الطعام ذات الصلة الوثيفة بمدينة إسنا، وهى لاشك من التجارب التي يبحث عنها السائح عند زيارته لأي بلد، خاصة هذه الفئة من السائحين القاصدين للأماكن التراثية والثقافية، ولاشك أن الإعلان عن تلك المسابقة التي تؤرخ لتراث الأكلات الشعبية بمدينة إسنا يقودنا أيضا لطرح فكرة استغلال الأكلات ووجبات الطعام التى يمتاز بها المقصد السياحي المصري في الترويج والجذب السياحي وتعظيم الإيرادات والدخل والاستثمار بها واعتبارها علامة تجارية تحقق لمن يتناولها اشباعات نفسية واجتماعية وإحساس بالذات أبعد من كونها مجرد وجبة طعام، مثلما تتنافس بعض الدول في تمييز أطباق الطعام لديها ليكون وسيلة جذب ومجال للاستثمار وتحقيق أرباح خيالية، مثل الأطباق الإيطالية والمكسيكية وأطباق السوشي وغيرها من أطباق الطعام ذات الشهرة العالمية.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
أشهر الأطباق على الموائد العربية في يوم عاشوراء
تحيي مصر والدول العربية والإسلامية اليوم ذكرى يوم عاشوراء، الذي يوافق 10 من شهر محرم الهجري، وهو اليوم الذي نجّى الله فيه موسى من فرعون.
يعتبر صيام يوم عاشوراء سنة فعلية عن الرسول عليه الصلاة والسلام، وتختلف الاحتفالات في هذا اليوم المبارك من دولة لأخرى.
أشهر الأطباق على الموائد العربية في يوم عاشوراءوتوفر «الأسبوع» لمتابعيها معرفة كل ما يخص أشهر الأطباق على الموائد العربية في يوم عاشوراء وذلك ضمن خدمة مستمرة تقدمها لزوارها في مختلف المجالات ويمكنكم المتابعة من خلال الضغط هنا.
طبق العاشوراء فى مصرتعتاد بلاد الشام ومصر في يوم عاشوراء على تحضير طبق حلوى يحمل اسم «عاشوراء»، الذي يتكون من خليط القمح المقشر والنشأ والحليب، والتي يتم تزيينها بالمكسرات من زبيب ولوز وبندق وفستق وغيرها، ويوزع أطباق منه على الأقارب والجيران كنوع من الاحتفال.
وكما يحرص بعض الأفراد في تلك المناسبة على تحضير صواني الرقاق المحشو باللحمة المفرومة أو طهي الإوز أو البط.
الرشتة والشخشوخة في الجزائريحضر الجزائريون أصنافاً مختلفة من الطعام يوم عاشوراء، مثل «الرشتة» التي تتكون من دقيق وعدس وبصل ومكونات أخرى، لتصبح عبارة عن رقائق تشبه الشعيرية.
ومن بين الأطباق المتواجدة على مائدة الطعام في يوم عاشوراء، طبق «الشخشوخة» التي تعتبر من الأطعمة الشعبية في الجزائر، والكسكسي وحساء الدجاج، وطهي طبق عاشوراء بقطع اللحم المجفف.
وفي المغرب العربي، يحرص المسلمون على الاحتفال بيوم عاشوراء بتحضير طبق «الفاكية»، والذى يتكون من خليط من الفواكه الجافة، ويقوم أفراد الأسرة بتوزيعه في صباح يوم عاشوراء، كما تعد الأسر أيضاً طبق «الكسكسى المغربى»، الذي يعد أشهر أطباق السفرة المغربية، ويقدم بجانبه قطع اللحم.
أما المسلمون في ليبيا فاعتادوا على تحضير موائد الطعام يوم عاشوراء والتي تحتوى على الفول والحمص والبيض، وتوزّع على الجيران كهدية بمناسبة الاحتفال بعاشوراء.
ويتبع الليبيون بعض الطقوس منها أن يرتدي رجل يسمى «الشيشباني»، ملابس عبارة عن قبعة مصنوعة من الخيش، مع سلاسل من القواقع حول رقبته، ويمسك في يده عصاً يرقص بها، ويتجول خلال اليوم في الشوارع والأزقة لإدخال الفرح والبهجة إلى نفوس الأطفال والكبار بالمنطقة.
اقرأ أيضاًموعد يوم عاشوراء 2025.. تعرف على حكمه وفضل صيامه وفقًا لـ الإفتاء
يكفر ذنوب عام كامل.. فضل صيام عاشوراء والأعمال المستحبة في هذا اليوم
مصري أم تركي؟.. «طبق عاشوراء» في الرواية التاريخية