أطلق اليوم السبت ملتقى الحوار الوطني الفلسطيني الثاني مبادرتين لدعم المقاومة الفلسطينية والحفاظ على ثوابت الشعب الفلسطيني، وتشكيل تحالف شعبي عالمي لمناهضة الاحتلال الإسرائيلي، بالإضافة إلى الضغط من أجل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني والخروج من حالة التسويف والتلكؤ والانتظار، واستثمار ما حققته معركة طوفان الأقصى من إنجازات مهمة.

وعلى مدى يومين، نظم المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج هذا الملتقى بمدينة إسطنبول، والذي يأتي في ظل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والمستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وراح ضحيته مئات الآلاف من الفلسطينيين بين شهيد وجريح ونازح.

البيان الختامي

ودعا البيان الختامي -الذي صدر في نهاية فعاليات الملتقى- إلى "إطلاق مبادرات سياسية تسند صمود شعبنا الفلسطيني في كل فلسطين، وتفتح الآفاق لتنسيق الجهود والنهوض بالمسؤوليات الوطنية في ظل ما تواجهه القضية الفلسطينية من انسدادات وطنية نتيجة تعطيل جهود ترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز الجبهة الوطنية في مواجهة التحديات الداهمة".

ووجه الملتقى -حسب البيان- نداء لتشكيل تحالف وطني لدعم المقاومة والحفاظ على ثوابت الشعب الفلسطيني، كما أطلق مبادرة لتشكيل تحالف شعبي عالمي لمناهضة الاحتلال والتضامن مع الشعب الفلسطيني.

وجاء في البيان أيضا أن هذه المبادرات تهدف إلى "توفير مظلة وطنية لدعم المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها، وللضغط من أجل إعادة ترتيب البيت الفلسطيني وتعزيز روافع الوحدة الوطنية والخروج من حالة التسويف والتلكؤ والانتظار، واستثمار ما حققته معركة طوفان الأقصى من إنجازات مهمة".

وقال البيان إن الملتقى إذ يحيي "صمود شعبنا الفلسطيني ومقاومته الباسلة في ساحات العز والمواجهة، فإنه يؤكد استعداده للإسهام بدور فاعل في أية جهود وطنية تترجم المبادرتين اللتين أطلقهما الملتقى في اجتماعه الثاني".

من اليمين: محمد الموسى وعروب العابد وسامي العريان (الجزيرة نت) خصوصية القانون الدولي

وضمن فعاليات اليوم الختامي للملتقى، تحدث أستاذ القانون الدولي محمد الموسى عن خصوصية القانون الدولي، وأنه ليس بالصرامة الموجودة في القوانين الداخلية ولا يمكن أن يقاس عليه، كما أنه يخضع لعوامل عديدة تغير مفاعيله، ومنها تعدد التفسيرات الواردة في نصوصه.

وضرب مثلا بمحكمة العدل الدولية، وقال إنها لا تمتلك اختصاصا عاما، ومقارباتها اختصاصية جدا، ولا يمكنها التوسع في ما يتعلق بالإبادة الجماعية في غزة من أجل وقفها.

ونادي الموسى بضرورة انضمام الدول العربية لمحكمة العدل الدولية "من أجل تقديم مصطلحاتنا وتفسيرها بما يخدم النصوص المتعلقة بالقانون الدولي، وعم تركها لجهات أخرى تتحكم في تفسيرها".

الملتقى ناقش في إسطنبول التحديات والفرص أمام المشروع الوطني الفلسطيني (الجزيرة) الحركة الشعبوية

وتناولت الأستاذة المشاركة في كلية الدراسات العليا بالأردن عروب العابد قضية الاستفادة من الحركة الشعبوية لدعم القضية الفلسطينية، التي كانت ثمرة من ثمار معركة طوفان الأقصى ونجحت في تغيير السردية الصهيونية الراسخة في الغرب.

وأشارت العابد كذلك إلى أن معركة الطوفان شكلت عقلية الشباب في الغرب وهؤلاء هم الذين سيحكمون بلادهم مستقبلا، كما ظهر ترابط دولي في الفضاءات المختلفة ضد الاستعمار والفصل العنصري.

ونادت العابد بضرورة استثمار هذا الوعي والدعم العالمي عبر وسائل الإعلام للبناء على المنجزات المتحققة، مع تعزيز التحالفات الدولية المناصرة للقضية الفلسطينية، دون إغفال الإجراءات القانونية وحملات التثقيف ضد الاحتلال الإسرائيلي.

شخصيات من مختلف الطيف الفلسطيني ناقشت على مدى يومين تداعيات معركة طوفان الأقصى (الجزيرة نت) المشروع الفلسطيني

أما المفكر والأكاديمي سامي العريان فأشار إلى أن الصراع الإسرائيلي يقف وراءه هدف إستراتيجي كبير يتمثل في حالات ثلاث:

حل الدولتين الإبادة الجماعية نظام المقاطعات

وأضاف أنها كلها تهدف إلى إنهاء المشروع الفلسطيني وتصفيته وإبادة الشعب الفلسطيني، ولهذا تعمل إسرائيل على إزاحة الفلسطينيين من الأرض، وفي المقابل تحاول ملء هذا الفراغ بأكبر عدد ممكن من اليهود؛ "ولذلك يجب دعم بقاء الشعب الفلسطيني في أرضه بكل السبل والإمكانات".

وقال العريان "إنه لا يمكن تفكيك الكيان الإسرائيلي بالشعب الفلسطيني وحده، وكذلك لا يمكن تفكيك هذا الكيان من دون الشعب الفلسطيني".

يذكر أن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج تأسس في 25 فبراير/شباط 2017 في مدينة إسطنبول، عبر تجمع حاشد يزيد على 6 آلاف فلسطيني حول العالم، بهدف تفعيل دور الفلسطينيين بالخارج في المشاركة السياسية وتفعيل دورهم في صناعة القرار الوطني.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات معرکة طوفان الأقصى الشعب الفلسطینی لدعم المقاومة من أجل

إقرأ أيضاً:

ختام ناجح لـ"ملتقى خريجي الجامعات المصرية" بمصيرة

مصيرة ـ سالم بن حمد الساعدي

اختتمت في جزيرة مصيرة فعاليات الملتقى الثاني والعشرين لخريجي ودارسي الجامعات المصرية، وذلك بعد ثلاثة أيام حافلة بالبرامج العلمية والأنشطة الثقافية والرياضية والجولات التعريفية التي عكست الهوية العمانية وروح المعرفة والانتماء، في حدث جمع أكثر من مائة مشارك من مختلف محافظات سلطنة عُمان.

وشكل الملتقى منصة وطنية جمعت بين الخبرة الأكاديمية والتجربة السياحية، وأسهم في تعزيز التواصل بين الخريجين والدارسين القادمين من الجامعات المصرية ليكون هذا الحدث نموذجا عمليا يعكس تطلعات الشباب المتعلم في بناء مجتمع معرفي وفي الوقت نفسه يربط التعليم بالسياحة والثقافة والهوية الوطنية.

وشهد حفل الختام إقامة عرض مرئي وثق أبرز محطات الملتقى، بدءًا من الجلسات العلمية وصولاً إلى الجولات التراثية في بدن الخمام والذمية البحرية وكرسي النصراني وبرج المعرفة، والتي أتاحت للمشاركين التعرف على تاريخ الجزيرة البحري وموروثها الحضاري.

وفي ختام الحفل قامت اللجنة المنظمة بتكريم الداعمين والمشاركين تقديرا لجهودهم ومساهمتهم في إنجاح الملتقى وسط إشادة كبيرة بحسن التنظيم وجودة البرامج التي قدمت.

ورفع المشاركون عددا من التوصيات التي من شأنها دعم العمل الطلابي والمعرفي، كان من أبرزها: تأسيس قاعدة معلومات وطنية تربط الخريجين العمانيين بالمؤسسات الأكاديمية والبحثية داخل السلطنة وخارجها وتعزيز التعاون الأكاديمي الدولي وتنظيم ملتقيات مشابهة في دول أخرى لتعزيز تبادل الخبرات وتنشيط السياحة الشبابية العلمية عبر استضافة الفعاليات الطلابية في ولايات ومحافظات سلطنة عُمان ودعم مشاريع البحث والابتكار لطلبة الدراسات العليا وتوفير منصات للنشر والتطوير وإشراك الطلبة المبتعثين في المبادرات التطوعية المجتمعية كمكون أصيل في بنية العمل الشبابي.

وأكد عدد من المشاركين في أحاديث صحفية أن اختيار مصيرة كمقر للنسخة الثانية والعشرين من الملتقى لم يكن مجرد قرار تنظيمي بل تجربة عملية أبرزت الإمكانات الكبيرة التي تمتلكها الجزيرة كوجهة قادرة على استضافة الفعاليات الوطنية والشبابية لما تحتويه من مقومات سياحية وبحرية وتراثية فريدة، ومناخ شتوي يشجع على الأنشطة الخارجية.

وأشاروا إلى أن الملتقى قدّم نموذجا ناضجا لما يمكن أن تكون عليه السياحة العلمية، وهي سياحة تجمع بين ثقافة المكان والبرامج الأكاديمية والأنشطة الاجتماعية، بما يعزز وعي الطلبة ويخلق تجربة متكاملة بين السياحة والمعرفة.

وأكدت اللجنة المنظمة أنها ماضية في استمرار هذا الحدث سنويا، على أن تقام النسخ القادمة في محافظات مختلفة من سلطنة عُمان بما يوسع دائرة المشاركة ويعزز انتشار التجربة على مستوى جغرافي أوسع ضمن رؤية وطنية تستثمر في الإنسان وتنمي قدراته، وتبرز صورة الطالب العماني كسفير للعلم والانتماء.






 

مقالات مشابهة

  • أبو زهري: استهداف التعليم الفلسطيني جريمة حرب ويستوجب تدخلًا دوليًا عاجلًا
  • انطلاق فعاليات "ملتقى الدرعية الدولي 2025" في حيّ البجيري
  • بكلمة محافظ الأحساء.. انطلاق فعاليات ملتقى الدرعية الدولي
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني: تصعيد نتنياهو في غزة لتأمين البقاء في الحكم
  • مبادرات جديدة لدعم المصريين بالخارج وتسهيل الخدمات
  • مُحافظ جدة يُدشِّن ملتقى” جهود المؤسسات الوطنية الداعمة لحماية حقوق الإنسان”
  • ختام ناجح لـ"ملتقى خريجي الجامعات المصرية" بمصيرة
  • المجلس الشعبي الوطني  يُشارك في فعاليات ملتقى دولي حول الحوكمة الرقمية
  • رئيس الوزراء الفلسطيني يطالب بتحرك دولي لمواجهة إعلان الاحتلال بدء إقامة 17 مستوطنة جديدة