يمانيون:
2025-12-13@09:15:36 GMT

ما وراء تغيير مسار الحُجَّاج؟!

تاريخ النشر: 29th, June 2024 GMT

ما وراء تغيير مسار الحُجَّاج؟!

صبري الدرواني

في هذه اللحظات، هناك ١١٢٤ حاجًّا يمنيًّا ذهب إلى بيت الله الحرام لأداء مناسك الحج متوجِّـهاً من صنعاء إلى جدة ضمن خط سير واضح ومعلوم صنعاء جدة ذهاباً / جدة صنعاء إياباً، ولكن تفاجَأَ هؤلاء الحُجَّاجُ بأن النظامَ السعوديَّ قد قام بتغيير مسارِ رحلة عودتهم بالقوة لتصبحَ عبر مطار عدن، وهو أمرٌ لا يستطيعونه لأسبابٍ متعددة، منها الصحيةُ والمالية، ومنها الانفلاتُ الأمني في عدن، ومنها استهداف الناس حسب أسمائهم في المحافظات المحتلّة، وقد رفض حجاجُنا الاعزاءُ القبولَ بصعود الرحلة وما يزالون حتى الآن محتجَزين في السعوديّة، كما أكّـد أهاليهم.

في البداية ننصحُ النظامَ السعوديَّ أَلَّا يلطخَ تاريخَه الملطَّخَ أصلًا بالتقصير والإهمال الذي يؤدِّي إلى وفاة الآلاف من حجاج بيت الله الحرام وتركهم جُثَثاً مرميةً على قارعة الطريق بفضيحة أُخرى وسابقة تسجَّلُ عليه باختطاف الحجاج اليمنيين، ونعتبرُ أن سلامةَ الحجاج وعودتَهم سالمين عبر مطار صنعاء هي مسؤوليةُ النظام السعوديّ وتقعُ على عاتقِه.

إذا كان النظامُ السعوديّ يريد أن يقولَ إنه جديرٌ بتنظيم مناسك الحج ويتحدَّثُ في إعلامه عن ترتيبات خدمةِ هؤلاء الحجاج فعليه أن يفصلَ مواقفَه السياسية وخلافاته مع كُـلِّ شعوب الأُمَّــة في موضوع الحج، لا أن يختطفَ حجاجَ بلدٍ ما؛ نتيجةَ خلافَات سياسية مع دولهم، وإلا فإن كُـلَّ حديث عن تدويل الحج هو حديثٌ منطقي وضروري ولا بُـدَّ منه لكل الدول والشعوب الإسلامية، فمن يختطف حجاج اليمن اليوم بلا شك سيختطف غدًا حجاجَ دولة أُخرى بذريعةٍ أُخرى.

ثم نطمئن أهالي الحجاج أنَّنا كشعب يمني وكجهات مختصة لن يهدأَ لنا بالٌ حتى عودة حجاجنا سالمين، وسيعودون عاجلاً بإذنِ الله، ومصلحةُ الجميع عودتُهم السريعةُ إن شاء الله.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

الجنوب المحتل.. مسرح لتصادم الأطماع الخارجية وضريبة “مصادرة القرار”

 

 

لم يعد خافياً على أي مراقب منصف أن ما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة ليس “فشلاً إدارياً” عابراً، بل هو نتيجة حتمية وممنهجة لمصادرة القرار السيادي، وارتهان “أدوات الداخل” لأجندات “كفلاء الخارج”. المشهد في عدن وحضرموت وشبوة اليوم يقدم الدليل القاطع على أن الأرض التي يدوسها المحتل لا تنبت إلا الفوضى، وأن الأمن والرخاء لا يتحققان إلا بامتلاك القرار الحر، تماماً كما هو الحال في المحافظات الحرة (الشمالية).
فيما يلي تفكيك لهذا المشهد المأساوي من منظور وطني يكشف خفايا الصراع:
1. صراع الوكلاء: عندما يتقاتل “الكفلاء” بدماء اليمنيين
الحقيقة التي يحاول إعلام العدوان طمسها هي أن الاقتتال الدائر في الجنوب ليس صراعاً يمنياً-يمنياً، بل هو انعكاس مباشر لتضارب المصالح بين قوى الاحتلال (السعودية والإمارات).
* أدوات مسلوبة الإرادة: المكونات السياسية والعسكرية في الجنوب (سواء ما يسمى بالانتقالي أو الفصائل المحسوبة على حزب الإصلاح وبقية المرتزقة) لا تملك من أمرها شيئاً. هي مجرد “بيادق” يتم تحريكها أو تجميدها بريموت كونترول من الرياض وأبو ظبي.
* النتيجة: عندما تختلف قوى الاحتلال على تقاسم النفوذ أو الموارد، تندلع الاشتباكات في عدن أو شبوة. وعندما يتفقون، يسود هدوء حذر ومفخخ. المواطن الجنوبي هو الضحية في حروب لا ناقة له فيها ولا جمل، وقودها أبناؤه، وغايتها تمكين الأجنبي.
2. التباين الصارخ: “نموذج السيادة” مقابل “نموذج الوصاية”
المقارنة المنصفة بين الوضع في صنعاء (عاصمة السيادة) وعدن (عاصمة الوصاية) تكشف جوهر الأزمة:
* في المحافظات الحرة: بفضل الله وحكمة القيادة الثورية ممثلة بالسيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله)، امتلكت صنعاء قرارها. طردت الوصاية الأجنبية، فتحقق الأمن والاستقرار، وتوحدت الجبهة الداخلية رغم قسوة الحصار والعدوان. لا يوجد “سفير” يملي الأوامر، ولا ضابط أجنبي يتحكم في المعسكرات.
* في المحافظات المحتلة: السيادة منتهكة بالكامل. القواعد العسكرية الأجنبية تنتشر من مطار الريان في حضرموت إلى جزيرة ميون وسقطرى التي تعبث فيها الإمارات وتفتح الباب للكيان الصهيوني. الفوضى الأمنية، الاغتيالات، والاشتباكات اليومية هي “المنتج الحصري” للاحتلال الذي يرى في استقرار اليمن خطراً على مصالحه.
3. الحرب الاقتصادية.. التجويع سلاح المحتل
ما يعانيه المواطن في الجنوب من انهيار للعملة وغلاء فاحش ليس قدراً محتوماً، بل سياسة “تركيع” متعمدة.
* نهب الثروات: لسنوات، كان النفط والغاز اليمني يُنهب وتورد عائداته إلى البنك الأهلي السعودي، بينما يموت اليمني جوعاً.
* معادلة الردع: عندما تدخل أنصار الله وفرضوا “معادلة حماية الثروة” ومنعوا سفن ناهبي النفط من الاقتراب من الموانئ الجنوبية، كان الهدف حماية ثروة الشعب اليمني (في الجنوب والشمال) من السرقة. هذه الخطوة السيادية أثبتت أن صنعاء هي الحارس الأمين لمقدرات اليمن، بينما أدوات الاحتلال كانت تشرعن النهب مقابل فتات من المال المدنس.
4. سقطرى والمهرة.. الأطماع تتكشف
لم يأتِ تحالف العدوان لإعادة “شرعية” مزعومة، بل جاء لأطماع جيوسياسية واضحة كشفتها تقارير قناة المسيرة والواقع الميداني:
* السيطرة على الجزر والموانئ والممرات المائية.
* محاولة مد أنابيب النفط عبر المهرة لتجاوز مضيق هرمز.
هذه المشاريع الاستعمارية تواجه اليوم رفضاً شعبياً متصاعداً من أحرار المهرة وسقطرى، الذين أدركوا أن “التحالف” ما هو إلا احتلال جديد بثوب آخر.
الخلاصة: الحل في “التحرر”
إن حالة الفوضى العارمة، وغياب الخدمات، وتعدد الميليشيات في الجنوب، هي رسالة واضحة لكل ذي عقل: لا دولة بلا سيادة، ولا كرامة في ظل الاحتلال.
النموذج الذي يقدمه أنصار الله والمجلس السياسي الأعلى في صنعاء يثبت أن امتلاك القرار المستقل، ورفض التبعية، هو الطريق الوحيد لبناء الدولة وحفظ الأمن. وما يحدث في الجنوب هو تأكيد صحة الموقف الوطني منذ اليوم الأول للعدوان: الرهان على الخارج خاسر، والأجنبي لا يبني وطناً، بل يبني سجوناً وقواعد عسكرية. الحل يبدأ من حيث انتهى الشمال: طرد المحتل، واستعادة القرار، وتطهير الأرض من الغزاة وأدواتهم.

مقالات مشابهة

  • ننشر أبرز بنود قانون الرياضة السعودي الجديد
  • الاتحاد السعودي للتسلق والهايكنج ينفّذ فعالية هايكنج اليوم الدولي للجبال بالباحة
  • حجاج 2026: الداخلية تكشف شروطًا صارمة قبل السفر إلى الأراضي المقدسة
  • مدير معهد فلسطين للأمن: إسرائيل مستمرة في نهجها دون تغيير تجاه الجنوب اللبناني
  • الجنوب المحتل.. مسرح لتصادم الأطماع الخارجية وضريبة “مصادرة القرار”
  • ما وراء الخبر يناقش أثر العقوبات الأميركية على مسار الحرب السودانية
  • عزوف اليمنيين عن التسجيل لموسم الحج القادم والأوقاف تهدد وكالات التفويج
  • فعاليات ووقفات نسائية في صنعاء بذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء
  • فعاليات ووقفات نسائية حاشدة في صنعاء بذكرى ميلاد السيدة فاطمة الزهراء
  • لجان وزارة السياحة تواصل إجراءات معاينة أماكن إقامة سكن الحجاج