مرتضى بن حسن بن علي

 

إيلون ماسك رجل الأعمال الكندي الحاصل على الجنسية الأمريكية، الذي اختارته مجلة "فوربس Forbes" الأمريكية ليكون في المرتبة الـ21 على قائمة أكثر الأشخاص نفوذًا في العالم، وقُدِّرَت ثروته بنحو 321 مليار دولار، وهو أيضًا مؤسس شركة "سبيس إكس" ومُؤسِّس مصانع تِسلا للسيارات الكهربائية، والمُشارك والمالك لشركة إكس "تويتر سابقًا"، ورئيس مجلس إدارة شركة سولار سيتي، والطامح لتجسيد فكرة نظام النقل الفائق السرعة "الهايبرلوب" وغيرها.

إيلون ماسك قال ذات مرة: "يمكن شرح وتفسير كل شيء بالفيزياء، وأية ظاهرة معقدة تتكون في النهاية من عناصر بسيطة".

وهكذا فإن أية أزمة معقدة هي ناتجة من أخطاء بسيطة، كان من الممكن إيجاد حلول لها وقت حدوثها قبل أن تتراكم وتتحول إلى أزمات معقدة. وتحوِّل المشكلة إلى أزمة مستعصية يحدث عبر عدة مراحل وعوامل وفهم هذا التحوّل يتطلب النظر في الديناميكيات المؤثرة.

فما الأسباب والآليات التي تسهم في تحوّل المشكلة إلى أزمة؟

1- المشكلة تبدأ صغيرة أو محدودة الأثر، لكن الفشل أو غياب الرغبة في معالجتها بشكل مبكر، يؤدي إلى تفاقمها. مع مرور الوقت، تتراكم العواقب وتتحول إلى أزمات معقدة وتصبح عملية إيجاد الحلول لها أكثر صعوبة وتعقيدًا.

2- الإهمال أو الإدارة غير الجيدة، أو عدم الرغبة في إيجاد حلول للمشكلة وترحيلها للمستقبل، واتخاذ القرارات من دون إجراء أية دراسات تسبق القرار، عندما لا تُدار المشكلات بكفاءة، بسبب نقص الخبرة أو الفساد، أو غياب الإرادة أو غياب التنسيق، تتحول المشاكل إلى أزمات. الإدارة السيئة تشمل أيضًا عدم القدرة على تحديد الأولويات وتخصيص الموارد بشكل فعال أو اتخاذ القرارات من دون إجراء دراسات تسبقها.

3- المشكلات غالبًا ما تكون متداخلة وتفاعلية؛ أي أن مشكلة في قطاع واحد قد تؤثر على قطاعات أخرى. على سبيل المثال، الأزمات الاقتصادية يمكن أن تؤدي إلى الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، مما يجعل إيجاد الحلول أكثر تعقيدًا.

4- الضعف في الهياكل والأنظمة الفعّالة يُمكن أن يجعل البلاد أكثر عرضة للأزمات وعدم إيجاد حلول للمشاكل في وقت حدوثها يؤدي إلى الصدمات الكبيرة.

5- عدم المرونة والصلابة؛ إذ إن الجمود في الأساليب وعدم القدرة على التكيف مع التغيرات الجديدة يُمكن أن يفاقم المشكلات ويحولها إلى أزمات. المرونة والقدرة على التكيف هي إحدى المفاتيح للحد من تحول المشكلات إلى أزمات.

وعندما تتداخل العوامل المذكورة أعلاه، تتحول المشكلات إلى أزمات مستعصية. والعثور على حلول يتطلب مقاربات متعددة الأبعاد وتعاونا بين كل الجهات المعنية ومن ضمنهم المتأثرون من تداعيات الأزمة.

إجمالًا فإنَّ النقلات أو المراحل الطبيعية التي ينتقل بها التفكير والرغبة الأكيدة للعثور على حلول والرغبة لأية مشكلة في أي مجال من المجالات؛ سواءً أكان هذا المجال نظريًا أو علميًا أو اجتماعيًا، وهي 3 نقلات أو مراحل في الغالب:

الحلقة الأولى: البحث والتدقيق في ظواهر وأعراض وأسباب معضلة تواجهنا والرغبة الأكيدة لإيجاد حلول لها.

الحلقة الثانية: الربط بين علاقة الظواهر والأعراض وأسبابها وتوثيقها إلى درجة التشبع والامتلاء.

الحلقة الثالثة: نتيجة التشبع والامتلاء مع زيادة الضغوط الملحة في طلب حل يقع في لحظة من اللحظات ما تسميه مدارس الصوفية- ومدارس العلم أيضًا- بمرحلة "الفيض والجلاء"، ثم ينبثق ضوء يكشف بداية الطريق.

و"لحظة الفيض والجلاء" في هذه الحالة ليست إلهامًا من وراء الطبيعة، ولكنها عملية تحوُّل حقيقي ونقلات تتوالى وتتراكم من خلال حركة الفكر وتداعياتها وبالاحتكاك مع الضرورات والظروف، وحينئذ قد يلمع شعاع.

هذه التجربة تقع في مجالات العلوم الطبيعية. وشيئًا من هذا القبيل يحدث في المجالات الإنسانية وإن كان ذلك بمنهج مختلف. وإذا كانت الطبيعة تنظمها في النهاية قوانين تستطيع "لحظة الفيض والجلاء" أن تكشف عنها، فإنه في المجالات الإنسانية توجد في النهاية علاقات وصلات، تنبه وتوجه لمعرفة الاسباب الكامنة خلف تشكل الأزمات.

وإيجاد حلول للأزمات المُستعصية يتطلب نهجًا شاملًا ومُتعدد الأبعاد، مع التركيز على الفهم العميق لجذور المشكلات والعوامل المسببة لها. مثل:

التحليل المعمق. لفهم الأسباب الجذرية للأزمة، بما في ذلك العوامل الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية. وهذا يتطلب جمع البيانات والمعلومات بشكل دقيق ومنهجي. التخطيط الاستراتيجي: تحديد الأهداف الواقعية ووضع خطط عملية لتحقيق هذه الأهداف والتأكد أن تكون الخطط قابلة للتنفيذ ومرنة لتتكيف مع التغيرات السريعة في الظروف لعدم ارتكاب أخطاء أخرى. المشاركة والتعاون: تشجيع المشاركة من جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك الحكومات، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني، والقطاع الخاص. والتعاون الدولي والإقليمي يمكن أن يوفر الموارد والخبرات اللازمة لمواجهة الأزمات. الدبلوماسية والحوار: استخدام الدبلوماسية والحوار لحل النزاعات بطريقة سلمية؛ حيث يمكن للحوار المفتوح أن يسهم في تقريب وجهات النظر والتوصل إلى تسويات مقبولة من جميع الأطراف. الابتكار والتكنولوجيا، من خلال توظيف الابتكار والتكنولوجيا في معالجة بعض الأسباب الجذرية للأزمات، مثل استخدام تكنولوجيا المعلومات لتحسين الخدمات الحكومية أو الابتكار في القطاعات الاقتصادية لخلق فرص عمل. الشفافية والمساءلة: تعزيز الشفافية والمساءلة في الحكومة والمؤسسات لتقليل الفساد وزيادة الثقة بين المواطنين والحكومة. تعزيز الوعي والتوعية والتعليم حول القضايا الأساسية للأزمة يمكن أن يساعد في بناء قاعدة داعمة للتغيير وتعزيز الحلول المستدامة. التدخلات العاجلة والطويلة الأمد، والتوازن بين الاستجابات العاجلة للأزمات والتخطيط لحلول طويلة الأمد لضمان عدم تكرار الأزمات مستقبلًا.

الوقائع والأحداث تؤكد أنَّ الحل ليس معلقًا برأي أحد أو رؤيته؛ فحلول المُعضلات تحتاج إلى استمرار الاحتكاك بين الحقائق والظروف، وبين الواقع والمطلوب، حتى تظهر بارقة. لكن من المُهم الاعتراف بوجود المشكلة في وقت مبكر، وتقييمها بدقة، وتخصيص الموارد والجهود الكافية لحلها، والاستجابة بشكل فعّال ومناسب. وهذه الأزمات هي نتاج تراكمات لمشاكل كانت تتراكم لكن قوبلت بتجاهل وعدم معالجة في الماضي وقت حدوثها.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

غرفة العمليات بالبيت الأبيض مركز تحت الأرض لإدارة الأزمات العالمية

غرفة العمليات بالبيت الأبيض هي مجموعة غرف في مجمع مؤمّن، يجتمع فيها الرئيس الأميركي مع كبار مستشاريه لبحث القضايا الحساسة ذات الطابع العسكري والأمني، بهدف إدارة الأزمات ومتابعة الأوضاع العامة في العالم، ويقع في الطابق السفلي للجناح الغربي من البيت الأبيض الأميركي.

والمجمّع مزود بأحدث التجهيزات التقنية، وتجرى فيه الاتصالات العاجلة مع قادة العالم بطريقة مؤمّنة.

التسمية والإنشاء

سُميت غرفة العمليات نظرا لطبيعة الوظيفة المرتبطة بها والمتمثلة أساسا في توفير فضاء آمن لمراقبة وإدارة الأوضاع في الولايات المتحدة وبقية العالم.

في عام 1961، قرر الرئيس الأميركي جون كينيدي (1961-1963) إنشاء غرفة عمليات يستعملها رئيس الولايات المتحدة مركزا مخصصا لإدارة الأزمات، فأمر ببناء موقع اتصالات آمن في الجناح الغربي من البيت الأبيض.

تبلغ مساحة غرفة العمليات نحو 5 آلاف قدم مربع (464 مترا مربعا)، وتضم 3 قاعات اجتماعات ومحطة مراقبة يشتغل العاملون فيها على مدار الساعة، وكلها مجهزة بتقنيات اتصالات متطورة لمراقبة الأحداث العالمية وتنسيق سبل التفاعل معها.

يتكون فريق العمل في غرفة العمليات من نحو 130 موظفا يختارون بعناية فائقة بعد تدقيق أمني صارم. وهم عادة موظفون غير متحزبين، من ذوي الخلفيات العسكرية والأمنية والأكاديمية. ويضم الفريق أيضا فنيين وخبراء في تقنية المعلومات.

الرئيس الأميركي الأسبق جون كينيدي قرر عام 1961 إنشاء غرفة العمليات لإدارة الأزمات حول العالم (غيتي) الوظيفة والموظفون

تُستخدم غرفة العمليات مكانا للاجتماعات وإجراء الاتصالات الآمنة وجمع المعلومات الاستخبارية ومتابعة عمليات الطوارئ.

ويعمل في الغرفة رجال ونساء من وزارة الأمن الداخلي وأجهزة الاستخبارات والجيش، وجميعهم ملتزمون بضمان حصول رئيس البلاد على جميع المعلومات التي يحتاجها لأداء عمله.

إعلان

يساعد موظفو غرفة العمليات -وبالأخص أمانة مجلس الأمن القومي الأميركي– الرئيس على التواصل مع أجهزة الاستخبارات والشخصيات المهمة في الخارج.

ويتابع موظفو الغرفة الأحداث الدولية على مدار الساعة، ويقدمون إحاطات يومية للرئيس. وعادة ما يضم فريق المراقبة المناوب عددا من الضباط وخبراء اتصالات ومحللي استخبارات.

منذ إنشائها خضعت غرفة العمليات في البيت الأبيض إلى أعمال تجديد وتطوير عدة، كان آخرها عام 2023 في عهد الرئيس جو بايدن بكلفة بلغت نحو 50 مليون دولار أميركي.

استغرقت عملية التجديد عاما كاملا، ظلت أثناءه الغرفة خارج الاستعمال، وبعد استئنافها العمل زُوّدت بأحدث المعدات وتقنيات الاتصال بهدف منع التنصت على الاجتماعات التي تقام فيها.

وتحرص الإدارة الأميركية على تعزيز الغرفة بأحدث الخدمات التقنية، إذ كانت قاعة المؤتمرات الرئيسية في غرفة العمليات أثناء إدارة الرئيس باراك أوباما غير مجهزة بالتكنولوجيا اللازمة، وهذا اضطره، أثناء مراقبته عملية مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011، إلى مشاهدتها في غرفة ضيقة مجاورة.

الرئيس باراك أوباما (الثاني يسار) أثناء مراقبته عملية مقتل زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011 (الفرنسية) آمنة وذكية

تحاط غرفة العمليات بحراسة أمنية شديدة ويُطلق عليها المطلعون على الجناح الغربي للبيت الأبيض اسم "الغرفة الذكية".

ويقول صحفي أميركي زار تلك الغرفة عام 2023 بعد أن اكتملت عملية التجديد، إنها تشبه موقع تصوير فيلم إثارة هوليودي، فهي موجودة في طابق سفلي دون نوافذ يقع مباشرة تحت المكتب البيضاوي.

وأثناء أي اجتماع خاص بتلك الغرفة، يوجد كرسي دوار ضخم مخصص لرئيس البلاد وموضوع أمامه 3 شاشات ضخمة يُمكنه مشاهدتها أثناء إشرافه على أي عملية ذات طبيعة سرية سواء في أميركا أو خارجها.

وفي الغرفة ساعة ضخمة تُبين التوقيت في العواصم العالمية المهمة، وتتيح للموظفين معرفة التوقيت المحلي لرئيس الولايات المتحدة أينما وُجد.

وجدران غرفة العمليات معززة بألواح خشبية معالجة بطريقة مستدامة ومدعمة بأحدث التقنيات لتأمينها.

وتتسم غرفة الاستقبال بالفخامة، وفيها شعار البيت الأبيض محفورا على لوح رخامي مُستخرج من محجر في ولاية فرجينيا. وفي نهاية الردهة يقع باب لكبار الشخصيات يستخدمه الرئيس ونائبه فقط.

الرئيس الأميركي دونالد ترامب أثناء اجتماع له مع فريقه للأمن القومي في غرفة العمليات بالبيت الأبيض (رويترز) أكثر من غرفة

تُعرف قاعة المؤتمرات الرئيسية في غرفة العمليات باسم قاعة جون كينيدي، تكريما للرئيس السابق الذي تولى منصبه عام 1961 واغتيل في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 1963 قبل أن يكمل عامه الثالث في البيت الأبيض.

وكان كينيدي قد أمر ببناء تلك المنشأة الآمنة بعد أزمة الصواريخ الكوبية في أكتوبر/تشرين الأول 1962، وحتى ذلك الحين، لم يكن لدى الرئيس الأميركي موقع مركزي آمن لمراجعة ومناقشة المعلومات السرية.

أما قاعة الاجتماعات الصغيرة التي شاهد فيها الرئيس أوباما عملية مقتل بن لادن فقد تم تحويلها إلى غرفتين صغيرتين للاجتماعات الجانبية لأشخاص مثل وزير الخارجية أو المدعي العام أو وزير الدفاع للعمل بشكل خاص عند حضورهم اجتماعات مع الرئيس.

إعلان

كما جُهزت عام 2023 قاعتان صغيرتان للمؤتمرات بشكل يشبه إلى حد كبير قاعة جون كينيدي، إذ تحتويان على شاشات مماثلة وخدمات تكنولوجية متطورة ولوحة تعرض للحاضرين مضمون ودرجة أهمية أي موضوع تتم مناقشته.

تضم غرفة العمليات خزانة مخصصة للأختام الرسمية، على رأسها ختم خاص بالرئيس وآخر بنائب الرئيس، وعدة أختام عامة لمكتب الرئيس تُستخدم عندما يرأس الاجتماع مستشار الأمن القومي أو شخصيات أخرى.

الرئيس الأميركي السابق جو بايدن (وسط) أثناء اجتماع له في غرفة العمليات مع مسؤولي الأمن الداخلي وإنفاذ القانون (رويترز) غرفة المراقبة

في ردهة أخرى يقع المركز الرئيسي لغرفة العمليات، وهي غرفة مراقبة تُعد الأكبر حجما، وهي مجهزة بـ3 صفوف من المكاتب تواجه جدارا ضخما ثُبّتت عليه شاشات مسطحة لعرض البيانات والمعلومات. وتخصص إحدى الشاشات لبث نشرات أخبار المحطات التلفزيونية الكبرى.

ويشارك في الاجتماعات الرئيسية 17 مسؤولا من مختلف الوكالات الحكومية، يمثلون كل الفروع العسكرية وأجهزة الاستخبارات، إضافة إلى وزارتي الخارجية والأمن الداخلي وبعض الجهات الأخرى.

وعادة ما تتولى الفرق المداومة ليلا مسؤولية تنبيه الرئيس وكبار مساعديه لأي أزمة طارئة، وفي الأزمات العاجلة فإن العاملين في غرفة المراقبة عادة هم من يخبرون فورا مستشار الأمن القومي.

كما تدار من الغرفة المكالمات الآمنة الواردة والصادرة من البيت الأبيض، وعندما يرغب الرئيس في الاتصال بزعيم عالمي، غالبا دون سابق إنذار، يتدخل فريق يصل عدده إلى 12 شخصا من غرفة المراقبة، لإعداد اتصالات الفيديو الآمنة والتأكد من تزامن المحادثة وجودتها وسلامتها.

مقالات مشابهة

  • غرفة العمليات بالبيت الأبيض مركز تحت الأرض لإدارة الأزمات العالمية
  • أزمات صنعاء تتعرّى أمام الكاميرا.. الجوثي في مهمة تجويع اليمنيين
  • إيران ترد على ترامب: ألاعيب إعلامية لا تحل الأزمات
  • تحرّك حاسم يُنقذ الموقف: المحرمي يوجّه بالإفراج عن عشرات مقطورات الغاز ويُنهي أزمة خانقة في أبين
  • المدير التنفيذي لمشروع برايد يتابع مراحل تنفيذ الأنشطة بحضور الفنيين والمختصين بمطروح
  • تعويم بوصلة الولاء والانتماء في حقبة الأزمات الوجودية
  • وقفة.. ضربة أمريكا لمنشآت إيران النووية
  • هيئة الزكاة توضح الإجراءات المتخذة بشأن المكلفين غير الملتزمين
  • التعليم: تحضيرات فعلية لعقد امتحان الثانوية العامة في غزة إلكترونياً على مراحل
  • "الأزمات تغزو العالم".. تقييم لإنجازات الرئاسة البولندية لمجلس الاتحاد الأوروبي