قالت صحيفة فاينانشيال تايمز ، اليوم الاثنين الأول من تموز 2024 ، إن إسرائيل تستعد لاختبار نموذج تجريبي لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب المستمرة والتي انطلقت شرارتها في السابع من أكتوبر الماضي.

وبحسب الصحيفة ، فإن خطة إدارة غزة ستكون من خلال إنشاء سلسلة من التجمعات تكون خالية من حركة حماس ، لكن الخطة قوبلت بشك كبير من قبل العديد من الأشخاص الذين تم اطلاعهم عليها.

وذكرت أن إسرائيل ستطلق هذا المخطط التجريبي قريباً، وهو مشابه لما يسمى بـ"الجيوب الإنسانية"، وستتمركز أساساً في أحياء العطاطرة، وبيت حانون، وبيت لاهيا شمال قطاع غزة، وفقاً لستة أشخاص مطلعين على الخطة.

وبموجب هذا المخطط، سيقوم الجيش الإسرائيلي بنقل مسؤولية توزيع المساعدات من "معبر إيريز" (بيت حانون) الغربي إلى الفلسطينيين الذين تم فحصهم، والذين سيقومون بتوزيعها وتوسيع مسؤولياتهم تدريجياً لتولي الحكم المدني في المنطقة، وستتولى القوات الإسرائيلية، على الأقل في مرحلة أولية، ضمان الأمن، وفق الصحيفة.

إقرأ/ي أيضا: الرئاسة الفلسطينية توضح موقفها من تسليم غـزة لقوات دولية

وفي حالة نجاحها، ستقوم إسرائيل بعد ذلك بتوسيع "هذه التجمعات" جنوباً إلى أجزاء أخرى من غزة، كوسيلة لاستبدال حكم "حماس"، بعد ما يقرب من عقدين من حكم الحركة للقطاع.

وقال أحد الأشخاص المطلعين على تفاصيل المخطط، إن المشروع يُنظر إليه أيضاً على أنه وسيلة لممارسة الضغط على "حماس"، بعد تعثر المحادثات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار.

وتأتي هذه المبادرة الإسرائيلية الأخيرة، بعد أشهر من الضغوط الدولية على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لصياغة نظام بديل موثوق به لغزة ما بعد الحرب، لكن شخصين آخرين اطلعا على الخطة قالا إنها مجرد نسخة أخرى من المحاولات الإسرائيلية السابقة، والتي أحبطتها "حماس" بحكم الأمر الواقع.

وقالت "حماس" في بيان، الثلاثاء الماضي، إنها لن تسمح لأي طرف بـ"التدخل" في مستقبل قطاع غزة، وأنها "ستقطع أي يد للاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول العبث بمصير ومستقبل شعبنا".

وأضاف شخص آخر مطلع على خطط إسرائيل بشأن إدارة غزة في فترة ما بعد الحرب، وفق الصحيفة البريطانية، أن المحاولات الإسرائيلية لتحديد الفلسطينيين المحليين الذين يمكنهم إدارة غزة بدلاً من "حماس"، مستمرة منذ نوفمبر الماضي 2023، "دون أي نجاح كبير".

وتابع: "هذه (الخطة) هي مجرد تكرار لمحاولات سابقة، والفكرة التي تدور في أذهان الإسرائيليين هي أن جهة ما، سواء الدول العربية أو المجتمع الدولي، سوف تدفع ثمنها، وسيقوم السكان المحليون في غزة بإدارتها، وأضاف الشخص: "لكن لا أحد يُبادر".

إقامة دولة فلسطينية

وتتمثل إحدى العقبات الرئيسية في رفض نتنياهو المستمر لأي دور للسلطة الفلسطينية في غزة، والتي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في أجزاء من الضفة الغربية المحتلة.

كما رفض نتنياهو بشكل قاطع أي مسار مستقبلي إلى الدولة الفلسطينية، وكرر رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي تولى منصبه لفترة طويلة هذا الموقف في الأسابيع الأخيرة، قائلاً: "لست مستعداً لإقامة دولة فلسطينية هناك (في غزة). لست مستعداً لتسليمها إلى السلطة الفلسطينية".

ومع ذلك، يواصل نتنياهو وكبار مساعديه، الإصرار على أن الحكومات العربية ستلعب دوراً رئيسياً في أي ترتيبات ما بعد الحرب، سواء من خلال توفير الدعم الدبلوماسي أو التمويل أو حتى قوات حفظ السلام.

ودعا تساحي هنجبي، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إلى "قيادة من أعلى إلى أسفل" تتكون أساساً من "مجموعة من الدول العربية المعتدلة، إلى جانب الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والأمم المتحدة".

وقال في مؤتمر أمني، الأسبوع الماضي، إنهم بالاشتراك مع "قيادة فلسطينية محلية" سيقودون "التحرك لخلق بديل لحماس"، ومع ذلك، رفض المسؤولون العرب لعب أي دور من هذا القبيل، دون وجود السلطة الفلسطينية، والتقدم المادي نحو إقامة دولة فلسطينية، وفقاً لخمسة أشخاص مطلعين على المناقشات.

وقال أحد الدبلوماسيين العرب لـ"فاينانشيال تايمز": "لن تدعم الدول العربية إعادة الإعمار في غزة، أو خطط ما بعد الحرب، ما لم تتخذ إسرائيل خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية".

ولم تكن "الجيوب الإنسانية" سوى جزء تكتيكي واحد من خطة أوسع بكثير من ثلاثة مستويات لمرحلة ما بعد الحرب، والتي دعمتها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، ووزير الدفاع يوآف جالانت، وفقاً لمسؤول كبير.

وبموجب الخطة الكاملة، حسبما أوردت "فاينانشيال تايمز"، فإن تحالفاً دولياً واسعاً يضم دولاً عربية معتدلة سيوفر "الغلاف" الدبلوماسي والمالي الشامل لغزة ما بعد الحرب، وسيتولى مسؤولو السلطة الفلسطينية وغيرهم من القادة المحليين داخل غزة إدارة النظام الجديد، وهو مستوى متوسط ​​من الحكم يعتقد العديد من الدبلوماسيين الأجانب أنه يجب أن يكون "حكومة تكنوقراط".

وعلى أرض الواقع، تسعى إسرائيلي على ما يبدو إلى إدارة "الجيوب الإنسانية" من قبل ممثلين عن التحالف الدولي والعربي (إذا ما نجحت حكومة نتنياهو في إقناع أطراف عربية بالمشاركة وهو ما رفضته الأطراف العربية حتى الآن)، ومسؤولي السلطة الفلسطينية المحليين، ومقاولين من القطاع الخاص ورجال الأعمال.

تدريب السلطة الفلسطينية

وقال العديد من الأشخاص المطلعين على المناقشات بشأن غزة بعد الحرب، إن هناك خططاً أيضاً لتدريب قوة فلسطينية محلية من داخل غزة لتتولى الأمن في "الجيوب الإنسانية".

وستتألف مثل هذه القوة من أفراد أمن سابقين في السلطة الفلسطينية يسافرون إما إلى الأردن، أو الضفة الغربية للتدريب تحت رعاية الفريق الأميركي مايكل فينزل، المنسق الأمني ​​في القدس بين إسرائيل، والسلطة الفلسطينية.

ومع ذلك، فقد واجهت الخطة مقاومة من المستويات العليا في حكومة نتنياهو، الذين "ليسوا على استعداد حتى للتلفظ بكلمات السلطة الفلسطينية"، وكانوا الآن يناقشون فقط مخطط "التجمعات" الأولي، كما قال مسؤول إسرائيلي كبير سابق.

وتابع: "إذا حاولت التجربة على المستوى الأدنى فقط، فلن ينجح الأمر.. لن يستثمر أحد المال في هذا دون خطة شاملة طويلة المدى"، وأضاف: "لا يوجد مشترين".

المصدر : وكالة سوا

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: السلطة الفلسطینیة دولة فلسطینیة ما بعد الحرب قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

عاجل. ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وتلميحات إسرائيلية بتوسيع نطاق العملية العسكرية

شدّد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتشعلى ضرورة "احتلال جميع مناطق قطاع غزة" وقتل كل من وصفهم بـ'المخربين". اعلان

في ظل تصاعد التوترات وتعثّر مفاوضات التهدئة، تتجه الأنظار نحو قطاع غزة، فقد أعلن البيت الأبيض، يوم الخميس، أن الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، سيزور قطاع غزة الجمعة، بهدف "إنقاذ أرواح ووضع حد لهذه الأزمة"، بحسب ما صرّحت به المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت.

وأوضحت ليفيت أن ويتكوف، برفقة السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي، "سينتقلان إلى غزة لمعاينة المواقع الحالية لتوزيع المساعدات"، والعمل على وضع "خطة لتسليم مزيد من الغذاء" لسكان القطاع، الذين حذّرت الأمم المتحدة من أنهم يواجهون خطر المجاعة.

Related ويتكوف يسافر إلى إسرائيل.. وزيارة "محتملة" إلى قطاع غزةتزامناً مع لقاء نتنياهو وويتكوف.. أهالي الأسرى لدى حماس يتظاهرون في القدس للمطالبة باتفاق لإعادتهملبحث المفاوضات مع حماس والأزمة الإنسانية في غزة.. ويتكوف يصل إلى إسرائيل

وتأتي هذه التطورات بينما نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" عن مصادر إسرائيلية مطلعة أن "حماس قطعت قنوات الاتصال بشكل شبه كامل، ليس فقط مع إسرائيل، بل أيضًا مع الوسطاء الإقليميين في قطر ومصر، وأصبحت تركز في اتصالاتها على الجانب التركي". وقال أحد المسؤولين: "حماس قطعت الاتصال. لا توجد مفاوضات حقيقية معها"، فيما وصف مسؤول آخر الأجواء العامة في الحكومة الإسرائيلية بأنها "تسير نحو قناعة بانهيار وشيك للمحادثات".

وقال المصدر نفسه إن "عملية عسكرية موسعة في غزة باتت تبدو حتمية"، في ظل تعثّر الاتصالات وغياب أي تقدم ملموس على صعيد التهدئة أو صفقة تبادل الأسرى.

وفي هذا السياق، التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، المبعوث الأميركي ويتكوف في اجتماع دام نحو ثلاث ساعات، تخلله جزء خاص جمع الاثنين فقط، ثم جلسة موسّعة بمشاركة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ووزير الخارجية جدعون ساعر، وعدد من كبار المسؤولين.

وعقب الاجتماع، نقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي أن الولايات المتحدة وإسرائيل "متفقتان" على الخطوات المقبلة في مواجهة حماس بعد انهيار التواصل معها.

وفي موازاة التحركات الدبلوماسية، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال" قائلاً: "أسرع طريقة لإنهاء الأزمة الإنسانية في غزة هي استسلام حماس وإطلاق سراح الرهائن".

في السياق، قال وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، إن إسرائيل "تدفع أثمانًا باهظة" في الحرب الجارية، داعيًا إلى عدم السماح بـ"تسلل الهزيمة إلى صفوفنا"، على حد تعبيره. وأكد أن إقامة دولة فلسطينية "لن تحدث أبدًا"، مجددًا رفضه لأي مفاوضات مع حركة حماس بشأن إعادة المختطفين الإسرائيليين.

ودعا سموتريتش إلى "استسلام كامل" لحماس، ونزع سلاحها، وإعادة المختطفين، مشددًا على ضرورة "احتلال جميع مناطق قطاع غزة" وقتل كل من وصفهم بـ'المخربين". كما اعتبر أنه "آن الأوان لفرض السيادة الإسرائيلية رسميًا على الضفة الغربية".

في المقابل، رحّبت حركة حماس بما وصفتها بـ"المواقف الإيجابية" التي طُرحت في المؤتمر الدولي الذي عُقد في نيويورك بشأن القضية الفلسطينية، معتبرة أن الاعتراف بدولة فلسطينية ذات سيادة يُعدّ "ثمرة لنضال شعبنا وتعبيرًا عن احترام القانون الدولي"، بحسب بيان رسمي.

وأكدت الحركة أن "المقاومة وسلاحها هما حق وطني وقانوني لا يمكن التخلي عنهما ما دام الاحتلال قائمًا"، معتبرة أن "وقف الحرب وإنهاء الاحتلال يجب أن يكون الخطوة الأولى في أي تحرك دولي، بما يشمل محاسبة قادة الاحتلال وعزله دوليًا".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • مبادرة إسرائيلية - أمريكية لغزة مع عرض لـ حماس | تفاصيل
  • مصادر إسرائيلية: أسبوع حاسم ستتخذ فيه قرارات تغير وجه الحرب
  • أسبوع مصيري| خلافات في إسرائيل بين القيادة السياسية والعسكرية.. ما القصة؟
  • عباس يشترط الالتزام بالشرعية الدولية للمشاركة في الانتخابات الفلسطينية
  • مصر تتجه لتدريب الشرطة الفلسطينية لدعم الأمن في غزة بعد الحرب
  • عاجل. ويتكوف يزور غزة الجمعة.. وتلميحات إسرائيلية بتوسيع نطاق العملية العسكرية
  • إسرائيل تشكر أمريكا لفرضها عقوبات على السلطة الفلسطينية
  • إعلام عبري يكشف تفاصيل ملاحظات إسرائيل على رد حماس
  • عاجل. بسبب تدويل الأزمة مع إسرائيل.. الولايات المتحدة تعلن عن عقوبات ضد السلطة الفلسطينية
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل تعرقل المفاوضات وتسعى لتصفية القضية الفلسطينية