صحيفة البلاد:
2025-05-20@04:49:15 GMT

وجوه مستعارة

تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT

وجوه مستعارة

في حين لم يكن للهويّة حاجة ملحة ، ولم تكن مبتغىً للكشف والتصريح عن أدقّ تضاريسها ، كانت الرياح تهب ولا نعلم من أين وجهتها ،و كانت تمطر ونجهل هل سماء التي أمطرت أم أي أرض، حينها كان بامكان الكون كله الإختباء خلف أسم مستعار ، ومنح الصلاحية للكواكب بأن تناضل وتكشف المجهول ، تشن حروباً بلا جنود وبالفعل كان هناك انتصارًا لكنه لتحقيق التناقضات فقط ، فكان لتخفي دوافع خفية ، ووراء كل اسم مستعار قصص وحكايات ،

هكذا كنا بالأمس أما اليوم فليس هناك مجال للانزواء ، الجميع يلهث ليمتطي موجة الأضواء بوجوه مستعارة تبدأ بالتساقط في أول منعطف لنزاعات، واحداً تلو الآخر ،وينجلي ذلك القبح المندثر الذي كان يستوجب على صاحبه إخفاءه بقناع ،أو أن يواري قبحه بوجه مستعار ، بنقيض المخُفين لتوهجهم ، و الباحثين عن ظلام يقلل من إشعاعهم الذي تتوقد منه عين الشمس ، وظفوا النور حلاً لجميع مشاكل الظلام ، وعقدوا الهدنة بين الليل والنهار .

فنهج الاسم المستعار قديما، هو ذاته نهج الوجه المستعار حديثاً بفارق المسؤوليات والمسمّيات ، والأسباب والمسببات ، لكن يشترك أصحابها في الشعور بالنقص والدونية ، مايفسر صنيعهم بتزيف واقعهم فلا هم بالركب لحقوا ولا رضوا بواقعهم كالقابض بيده على الماء:
ومن يأمن الدنيا يكن مثل قابض
على ماء خانته فروج الأصابع

فعلاقاتهم الاجتماعية مبنية على التملُّق والنفاق ، والتلاعب بالآخرين ، دون مرعاة لمشاعرهم ، والتي بالمقابل تكون مشاعر محبة وصدق ، يغلّفها الإخلاص اللامتناهي، فالإفلاس الفكري الذي ينتهجونه في علاقاتهم ،والصفعات التي يتلقونها عندما يُكشف أمرهم ،تجعلهم في صراع دائم مع الذات ، و تفقدهم الثقة أكثر بأنفسهم ، ممّا يجعلهم يستمرون على المنوال نفسه ، و بالاستمرار في تبديل أقنعة مكرهم ، بأقنعة يتلوّنون فيها حسب المواقف والمصالح ومن ثم توقعهم في شر أعمالهم ، وتسفك علاقاتهم بالبشر .
أخيراً
عزاؤنا الوحيد أنه سيأتي اليوم الذي تسقط فيه جميع الأقنعة والوجوه المستعارة.

Wjn_alm@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

المشهداني:لن يكون هناك سلاح منفلت بعد الآن

آخر تحديث: 17 ماي 2025 - 10:35 ص بغداد/ شبكة أخبار العراق- قال محمود المشهداني في لقاء صحفي ،امس الجمعة،إن “الخلافات بين الكتل السياسية داخل البرلمان أمر طبيعي وطموحنا هو إعادة بناء الدولة العراقية من جديد“.وأوضح المشهداني، أن “الانتخابات المقبلة في العراق خلال نوفمبر المقبل هي وجودية، وننتظر قفزة نوعية في الانتخابات المقبلة“.وتابع أنه “لن يكون هناك سلاح منفلت بعد الآن في العراق، ونطمح لتقليل عدد الأحزاب في العراق“.وزاد أن “التواجد العربي في العراق بدأ يعود ويقوى الآن”، لافتا إلى أنه “نريد أن نكون جزءاً من الشرق الأوسط سلاماً لا حرباً”، مؤكدا أن “العراق يريد أن يكون جزءاً من الاستقرار وليس الفوضى“.

مقالات مشابهة

  • اليوم العالمي للنحل..أعظم الملقحات التي تطعم العالم
  • بن عطية: التغيير سيكون سلميا ولن تكون هناك حرب في طرابلس
  • البيوضي: الدبيبة متشبث بالسلطة ولن يتركها مادامت هناك فرصة للقتال
  • هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر؟.. دار الإفتاء تجيب
  • غسان حسن محمد.. شاعر التهويدة التي لم تُنِم. والوليد الذي لم تمنحه الحياة فرصة البكاء
  • "وجوه متعددة خلف القناع".. عرض "هو الذي يُصفَع" يواصل لياليه بالفيوم
  • سمير فرج: إحباط شديد بسبب أحداث غزة.. والقمة العربية اليوم كانت مأساة
  • أوربان: ليس هناك إلا طريقة واحدة لتحقيق التسوية في أوكرانيا
  • المشهداني:لن يكون هناك سلاح منفلت بعد الآن
  • ترامب: أحد القادة طلب مساعدتي لغزة والناس هناك يتضورون جوعًا (فيديو)