أفادت مصادر مقربة من الرئيس الأميركي جو بايدن أنه كانت هناك 15 أو 20 مناسبة خلال العام ونصف العام الماضيين ظهر فيها الرئيس بصورة قريبة مما حدث خلال المناظرة البائسة أمام الرئيس السابق دونالد ترامب.

وقال كارل برنستين، خلال برنامج "ليلة الاثنين" على سي إن إن الإخبارية الأميركية: "هناك أشخاص، العديد منهم مقربون جدًا من الرئيس بايدن الذين أحبوه، وقد دعموه ومن بينهم بعض الأشخاص الذين سيجمعون الكثير من المال له.

وهم مصرون على أن ما رأيناه تلك الليلة (ليلة المناظرة).. إن جو بايدن الذي رأيناه.. ليس حدثًا يحدث لمرة واحدة، فقد كانت هناك 15 أو 20 مناسبة في العام ونصف العام الماضيين عندما ظهر الرئيس إلى حد ما كما فعل في ’عرض الرعب‘ الذي شهدناه".

وأضاف الصحفي المخضرم: "والأمر المهم للغاية هو الأشخاص الذين يأتي منهم هذا الأمر، وكذلك عدد الأشخاص المحيطين بالرئيس الذين يعرفون مثل هذه الأحداث، بمن في ذلك بعض الصحفيين الذين شهدوا بعضًا من تلك الأحداث".

وفي إشارة إلى خطاب بايدن للأمة ردًا على حكم المحكمة العليا المتعلق بالحصانة في قضايا ترامب القانونية يوم الاثنين، تابع برنستين: "لكن هنا نرى الليلة، كما يقول هؤلاء الأشخاص، الرئيس بايدن في أفضل حالاته على الإطلاق، ومع ذلك فإن هؤلاء الأشخاص الذين دعموه، وأحبوه، وقاموا بحملات من أجله، ويرونه كثيرًا، يقولون إنه في الأشهر الستة الماضية على وجه الخصوص، كانت هناك حالة ملحوظة من التدهور المعرفي والعجز الجسدي".

وزعم برنستين، البالغ من العمر 80 عامًا، أن المصادر التي تحدث معها قالت إنهم حذروا خلال العام الماضي حليف بايدن الرئيسي رون كلاين، الذي أشرف على الإعداد للمناظرة في كامب ديفيد، من أن لديهم "مشكلة"، وأخبروا أحد المقربين من بايدن الحالات التي "فقد فيها الرئيس مسار أفكاره" وأنه "لا يستطيع استعادة المسار مرة أخرى".

قال برنستين: "في إحدى حفلات جمع التبرعات.. بدأ بايدن من على المنصة.. وبعد ذلك تجمد وأصبح متصلبًا للغاية، وفقًا للأشخاص هناك، كما لو كان نوعًا من تصلب الموت.. كان ذلك قبل عام تقريبًا في مطعم فور سيزونز القديم في بارك أفينيو.. لقد أصبح متصلبًا للغاية.. وكان لا بد من إحضار كرسي له لمتابعة الجزء الأخير من الحدث".

وتابع قائلا "أعتقد أن ما يقوله هؤلاء الأشخاص وما زالوا يقولونه منذ فترة هو ’نعم، إنه رائع عندما نراه، كما فعلنا الليلة. ولكن لديه أيضًا تلك اللحظات التي لا يمكن تفسيرها والتي نشعر بالقلق الشديد بشأنها وأنت، رون كلاين والعائلة الأولى، علينا أن نتحدث عن هذا‘.. لقد تم صدهم مرارًا وتكرارًا كلما تم طرح هذا الأمر".

وبينما قال برنستين إن مصادره تصر على أن بايدن كان "حادًا" في اجتماعاته المتعلقة بالأمن القومي، إلا أنه أشار إلى أن البلاد "تتعامل مع مجموعتين من شخص واحد".

وقال بيرنشتاين: "يحتاج الأمر بالفعل إلى التدقيق والتحقق منه وفقًا للأشخاص الذين أتحدث إليهم.. أعتقد أن عدداً هائلاً من كبار الديمقراطيين يعتقدون ذلك، بمن في ذلك بعض الذين أدلوا بتصريحات عكس ذلك. لكن هذه مشكلة لن تنتهي".

 يشار إلى أن أداء بايدن "الصادم" في المناظرة أصبح بمثابة زلزال سياسي مع مطالبة قطاعات واسعة من وسائل الإعلام الليبرالية له بالانسحاب من السباق الرئاسي.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز في افتتاحية لها يوم الجمعة: "لقد كان بايدن رئيسًا مثيرًا للإعجاب. وتحت قيادته، ازدهرت الأمة وبدأت في معالجة مجموعة من التحديات طويلة المدى، وبدأت الجراح التي مزقها السد ترامب في الالتئام.. لكن أعظم خدمة عامة يمكن لبايدن أن يقدمها الآن هي أن يعلن أنه لن يستمر في الترشح لإعادة انتخابه".

ومع ذلك، فإن كبار الديمقراطيين يتجمعون خلف بايدن، بمن فيهم الرئيس السابق باراك أوباما، الذي قال في بيان يوم الجمعة "إن ليالي المناظرات السيئة تحدث. ثق بي، أنا أعلم.. لكن هذه الانتخابات لا تزال عبارة عن خيار بين شخص ناضل من أجل الناس العاديين طوال حياته وبين شخص لا يهتم إلا بنفسه.. بين شخص يقول الحقيقة ويعرف الصواب من الخطأ وسيقدمه للشعب الأميركي بشكل مباشر.. والشخص الذي يكذب من أجل مصلحته الخاصة.. الليلة الماضية لم يتغير هذا الأمر، ولهذا السبب هناك الكثير على المحك في نوفمبر".

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات بايدن المناظرة المحكمة العليا قضايا ترامب التدهور المعرفي كامب ديفيد وسائل الإعلام باراك أوباما أخبار أميركا انتخابات أميركا انتخابات أميركا 2024 جو بايدن زلات جو بايدن صحة بايدن العقلية مناظرة بايدن وترامب بايدن المناظرة المحكمة العليا قضايا ترامب التدهور المعرفي كامب ديفيد وسائل الإعلام باراك أوباما جو بايدن

إقرأ أيضاً:

ما زال سميح القاسم يخاطب الغزاة الذين لا يقرؤون

ما جدوى المعرفة: الكتابة والقراءة والعلم، حين يختار البشر ما يناقض الحكمة؟

ولماذا لا يقرأ الغزاة؟ ولماذا لا يتعظون؟

ما سيقوله قلم المؤرخين؟

أثناء التجول، نمرّ بأماكن، فنسأل عنها، فيجيبون من فيها ما يعرفونه، ثم نجد أنفسنا نعود إلى الكتب ازديادا في العلم، وهكذا نجد المكان يقودنا إلى الكتب، أي إلى الأزمنة التي يتضمنها ما يعرف بالتاريخ؟

واليوم، وجدت نفسي في الوقت الذي أتابع ما يحدث الآن، فإنني عدت الى التاريخ العام، لزيادة معرفتي بما كان هنا من دول ومن علاقات دولية. لكن ما لفت الانتباه هو أن ما كان ويكون يلتقيان في أمر واحد، ألا وهو الانحياز، واللاموضوعية، كون من كتب من قبل إنما كتب بما كان من رأي ونفوذ، وما يكتب اليوم (وما يتم بثه) فإنه ليس دقيقا، فكل بما ينطلق منه.

وهكذا، أكان الماضي ام الحاضر، فبإمكاننا من خلال التقصي الموضوعي فهم ما كان ويكون، لأن ذلك مهم لسلوكنا المتعلق بما سوف يكون.

أما ما سوف يكون، وما نحن فاعلونه، فهو الذي يجب أن يحرر إنسان المستقبل باتجاه البقاء. تلك هي الحضارة، وتلك هي الإنسانية. ترى ما سيقوله قلم المؤرخين؟

سيقولون: لقد سقطت الدولة الغازية وهي في كامل قوتها، والسبب أنها كانت في كامل وهمها؟

خاطب الشاعر الفلسطيني سميح القاسم عام 1988 الاحتلال هازئا في القصيدة التي عنونها ب "إلى غزاة لا يقرؤون"، التي اشتهرت بمطلعها "تقدموا تقدموا"، فإنه كان يسخر من الفكر الجنوني وراء شرّ الاحتلال وإيذاء شعبنا:

"فما الذي يدفعكم

من جثة لجثة

وكيف يستدرجكم

من لوثة للوثة

سفر الجنون المبهم"

إذن، نحن مع لوثة غزاة، لم يرتقوا فكريا وأخلاقيا، فقد اكتفوا بتكنولوجيا القتل. واكتفوا بخرافة أنه "شعب الله المختار"، تاركين العالم كله يحتار في هذا الأمر الذي يجعل الغزاة لا يحترمون أية قيم واتفاقيات، وقد أبدع سميح القاسم حين ذكر ذلك في قصيدته:

"حرامكم محلل

حلالكم محرم

تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم"

لقد استمر هذا الجنون في ظل التطور التكنولوجي، والمأساة أنه استمر، وتضاعفت الخسائر، هل سنقول بئست الحضارة أم بئس الأشرار!

كان من السهل تجنب الحرب، لكن كيف لغزاة أن يقرؤوا ما لا يحبون قراءته، في ظل رفض الآخر-العالم؟ كان من الممكن أن تعيش الشعوب معا، فالأرض واسعة وخلق الله فيها رزق العالم كله، لكن كأننا أمام حتمية غريبة، سيقف عندها المؤرخون والكتاب، وهي مفارقة نادرة؛ ففي الوقت الذي يبرر الغزاة الحرب لضمان "أمنهم"، فإنهم يقودون الى نهايتهم.

تلك هي التربية على الدم لا على السلام، والتطرف دوما يقضي على أصحابه؛ فمن الطبيعي أن تكون نهاية ثقافة القتل قتلا لفكرة الغزاة.

منذ عام 1988، في الانتفاضة الأولى ضد الاحتلال، عام قصيدة سميح القاسم، وما قبل ذلك من رفض الاحتلال الذي استمر، والاحتلال يزهد بالقراءة الواعية للتاريخ ظانا أنه الاستثناء الذي سيدوم بقاؤه، فمن هو ابن خلدون الذي يزعم أن الظلم ينبئ بخراب العمران؟!

يصعب العيش اليوم في العالم وإنسان العصر مشدودا لأساطير لا تعني للواقع وعنه شيئا، ولعل قوة الفكر الإنسان تمنح للقوى التكنولوجية المعنى.

لقد وصف الطبيب بالحكيم، ولا أدري السبب، لكن لعل جوهر مهنة الطبيب هي حكمة التعامل مع الإنسان. لذلك نقول إن العلم تراكميّ، حيث يتعلم الطبيب مما استخلصه الأطباء قبله في التعامل مع جسد الإنسان ونفسه. وهنا يكمن جوهر الحضارة: الحكمة.

تأمل التاريخ يقودنا الى تأمل الدول والممالك، وهذا يعني دراسة منظومات الحكم السائدة في تلك المراحل التاريخية. وقد وقف المؤرخون وقفات تقييم ونقد للنظم وشخوصها، كذلك حفلت أخبارهم في الكتب الدينية، خاصة في القرآن الكريم. ومجمل الفكرة هي أن هناك ارتباطا معينا بين الطغاة وسياق حياتهم كأفراد، وكمجتمعات. وهنا يصبح للحديث معنى استراتيجيا إن تم ربط سلوك الحكام بالحاضنات التعلمية والثقافية التي وجدوا أنفسهم فيها.

تعدّ حالة الاحتلال الصهيوني استثناء تاريخيا، حيث لم يقتصر دور الحاضنة التعليمية والثقافية على إنتاج (وتكوين) قادة لا ينتمون للإنسانية فقط، بل شمل ذلك مجتمع المستوطنة العسكرية، التي فشلت حتى الآن بإيجاد مجتمع سوي؛ فما تفسير استطلاعات الرأي التي أشارت دوما إلى تأييد الغالبية المستوطنة العسكرية لما يقوم به القتلة من قادتها؟

إن الكتب التعليمية المعلنة وكتب المؤسسات الدينية كارثة على المنطقة لأنها تعيد إنتاج منظومة مستدامة من العنصرية ونفي الآخر، والمفارقة في الأمر أن هؤلاء العنصريين يتهمون الفلسطينيين العرب بالتحريض ضدهم، والساخر في الأمر أنهم يجدون آذانا تسمعهم في الغرب.

من هنا، انتبهت الحضارات الى أهمية رعاية الحاضنات الثقافية والتعليمية والدينية والإعلامية بحيث تحافظ على السلم الأهلي، كذلك السلم العالمي من خلال معايير اليونسكو مثلا فيما يخص القيم الإنسانية التي تضرب بها دولة الاحتلال عرض الحائط.

لقد وصفت دولة الاحتلال بأنها تنتج مؤلفات يضعها في مصاف الدول العظمى، حيث أنها تنفق على التعليم والعلم والبحوث العلمية، لكن ما جدوى ذلك حين يتم استخدام ذلك العلم في الشرّ عبر تكريس الاحتلال والغزو والاعتداء والإرهاب؟ لم يعد سرّا ما يقدمه العلماء والباحثون في المستوطنة العسكرية للأجهزة العسكرية من أجل تسهيل دوام الاحتلال بالقوة والبطش.

الغزاة إذن يا سميح القاسم يقرؤون كما ترى، لكنها ليست قراءة الإنسان المنتمي للبشرية، من أجل تجنب الشرور، بل هي قراءة انتقائية منطلقة من أيديولوجية لم تتغير، ويبدو أنها لن تتغير كذلك.

آن الأوان للثقافة العالمية والمؤسسات الأممية بالتدخل لإلزام المستوطنة العسكرية باحترام القيم الإنسانية في المناهج التعليمية، وكفّ أذاها ليس عن الشعوب هنا فقط، بل عن شعوب كثيرة في العالم.

وأخيرا هل سنجد يوما قريبا من أبناء الغزاة من سيبدأ القراءة الواعية للوصول فعلا إلى سلام دائم يضمن الأمن والسلام؟ الجواب ليس هناك من يفكر بذلك، ما يعني أن المستوطنة وهي ماضية في تخريب العالم، ستنهي نفسها. تلك هي السيرورة والصيرورة. هكذا قال سميح القاسم متنبئا بخراب المستوطنة: "تقدموا بشهوة القتل التي تقتلكم".

مقالات مشابهة

  • ضمك يعاني من نقص كبير في عدد اللاعبين قبل الموسم الجديد
  • نقدر سوا .. المصرية لتقدم الأشخاص ذوي الإعاقة تحتفل بانتهاء العام الدراسي
  • الرئيس الشرع يلتقي وكيل الأمين العام لإدارة عمليات السلام في الأمم المتحدة
  • الخضيري: 5 نصائح لمن يعاني من الم الكتف والرقبة عند النوم
  • مناوي: نحيّي أبطال بابنوسة الذين وقفوا بثبات وشجاعة ضد مليشيا الجنجويد
  • علماء: 2025 يسجل ثاني أكثر شهور مايو سخونة على الإطلاق
  • لماذا يعاني خريجو اليوم من صعوبة الحصول على وظائف؟
  • «مهارات المستقبل» تحقق أثراً معرفياً ملموساً8
  • الحريفة الأول على Netflix بقائمة الـ Top 10
  • ما زال سميح القاسم يخاطب الغزاة الذين لا يقرؤون