صحيفتان أمريكيتان: قرار المحكمة العليا بشأن حصانة ترامب ليس نهاية الديمقراطية
تاريخ النشر: 2nd, July 2024 GMT
علقت صحيفتا واشنطن بوست ونيويورك تايمز الأمريكيتين على حكم المحكمة العليا الأمريكية بمنح الرئيس السابق دونالد ترامب حصانة جزئية من قضية المحامي جاك سميث لتخريب الانتخابات،إذ وصفته صحيفة واشنطن بوست بأنه سيء ولكنه ليس نهاية للديمقراطية في الوقت ذاته، بينما رأت نيويورك تايمز أنه يمنح تصريحا مجانيا لترامب والرؤساء المستقبليين .
ونسبت واشنطن بوست - في مقال افتتاحي لها اليوم - إلى القاضية سونيا سوتومايور قولها تعليقا على هذا الحكم إن "المحكمة تمنح الرئيس السابق ترامب كل الحصانة التي طلبها وأكثر".. ويضمن القرار فعليا أن القضية التي رفعها المحامي الخاص جاك سميث عن أحداث 6 يناير 2021 ضد الرئيس السابق لن تنتقل إلى المحاكمة قبل الانتخابات .. ومع ذلك، فإن التداعيات أكبر بكثير من ترامب .. والأمر الأكثر أهمية والأكثر إثارة للقلق هو العواقب المحتملة طويلة الأمد التي قد تستمر لفترة طويلة بعد رحيل ترامب.
وحكم جميع المحافظين الستة في المحكمة الليلة الماضية بأن الرئيس يحق له التمتع بالحصانة المطلقة عن الأعمال الرسمية التي تنطوي على مسؤولياته الأساسية، مثل العفو أو الاعتراف بالدول الأجنبية أو عزل الضباط المعينين .
علاوة على ذلك، يحق له الحصول على ما يعرف بالحصانة الافتراضية عن الأفعال الرسمية التي لا تتعلق بتلك المسؤوليات الأساسية .. ولا يمكن تجاوز هذا الافتراض إلا إذا تمكن المدعي العام من إثبات أن مساءلته لن تتعدى على قدرة السلطة التنفيذية على العمل ، كما قال رئيس المحكمة العليا جون جي روبرتس جونيور : إن ذلك لن يمنع الرئيس من اتخاذ "الإجراء الجريء وغير المتردد" الضروري لوظيفته. ولا يتم إعفاء المسؤولية عن السلوك غير الرسمي أو الخاص. لكن هذا ليس مريحا جدا (بحسب الصحيفة).
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه كان بإمكان القضاة ببساطة حل مثل هذه القضايا بأنفسهم هذا الأسبوع .. ولكنهم بدلا من ذلك، تأكدوا من أن القضية ستبقى في طي النسيان إلى أجل غير مسمى.. وهو أمر مناسب لترامب الذي يسعى إلى تأخير أي حكم إلى ما بعد أن يصبح رئيسا مرة أخرى، وعندها يمكنه أن يأمر وزارة العدل بإسقاط التهم .
ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن الأهم من ذلك، هو أن ترامب حقق فوزا من حيث الجوهر، وهو ما يفعله أي رئيس أو مرشح للرئاسة حريص على إساءة استخدام منصبه، فقد تناولت المحكمة صراحة أجزاء معينة من لائحة اتهام سميث: فعلى سبيل المثال، فإن محاولات ترامب للضغط على وزارة العدل للتحقيق في تزوير الناخبين المفترض، "يتم تصنيفها بسهولة" على أنها عمل رسمي، وفي الوقت نفسه، فإن محادثاته مع مايك بنس للضغط على نائب الرئيس آنذاك لإلغاء نتائج انتخابات 2020، تحتل منطقة غير مؤكدة.
ووفقا للصحيفة فإن هناك عقبة أخرى أمام مدعيي العموم وهي: أن القرار - في النقطة الأساسية الوحيدة التي اختلفت بشأنها القاضية إيمي كوني باريت مع زملائها المحافظين - يمنعهم من استخدام أي دليل يتعلق بالأفعال الرسمية لإثبات التهم ذات الصلة بالأفعال غير الرسمية .. وهذا مجرد مثال واحد على مدى اتساع معايير الحصانة الرئاسية الجديدة للمحكمة العليا بشكل يبعث على القلق ، ومن خلال إعلان أن الدافع لا علاقة له بمسألة تقييم المسؤولية الرئاسية عن جريمة ما، فقد طرحت الأغلبية تساؤلات حول ما إذا كانت كافة أنواع الانتهاكات البغيضة أصبحت الآن لعبة عادلة.
وأعلن القاضي سوتومايور أن الحكم يجعل الرئيس "ملكا فوق القانون".
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه لهذا فإن الأمر متروك للمحاكم - بما في ذلك أعلى المحاكم في البلاد - لضمان عدم ظهور السيناريوهات التي وصفتها ب"الكابوسية"، مشيرة إلى أن المشكلة هي أن هذا الرأي يدعو الرؤساء إلى تجاوز الحدود.
من جانبها رأت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن المحكمة العليا قدمت بقرارها هدية لا تقدر بثمن لدونالد ترامب وجميع الرؤساء المستقبليين الذين يعتزمون انتهاك القانون وقسمهم باحترام الدستور .
وقالت الصحيفة - في مقال افتتاحي لها - إن التأثير المباشر لهذا القرار - الذي كان أحد أكثر القرارات أهمية على الإطلاق التي أصدرتها المحكمة فيما يتعلق بموضوع السلطات الرئاسية والحكومة الدستورية - هو إرجاء محاكمة ترامب إلى أجل غير مسمى عن محاولته إلغاء انتخابات 2020.. وبات من شبه المؤكد أن التصويت في خريف هذا العام سوف يمضي قدما دون أي مساءلة قانونية عن هذا الفعل .. غير أن الخطر على المدى الطويل على الدستور والحكومة الأمريكية أكثر حجما، لا سيما في ضوء الاحتمال الحقيقي المتمثل في إمكانية عودة ترامب - الذي كانت إدانته الجنائية الأخيرة في نيويورك مجرد أحدث دليل على ازدرائه للحدود القانونية - إلى منصبه في غضون بضعة أشهر فقط.
ورأت الصحيفة أنه اعتبارا من صدور قرار الليلة الماضية، يتم بذلك وضع المبدأ الأساسي المتمثل في أنه لا أحد فوق القانون، جانبا..وفي نفس الأسبوع الذي تحتفل فيه الأمة الأمريكية بتأسيسها، قوضت المحكمة سبب الثورة الأمريكية من خلال منح الرؤساء ما أسماه أحد القضاة المعارضين "منطقة خالية من القانون" للعمل فيها.. ولا يزال من الممكن مساءلة الرؤساء بسبب جرائمهم وهم في مناصبهم، ولكن من الصعوبة بمكان أن نرى الكيفية التي يمكن بها محاكمتهم على الإطلاق .. ويمكنهم اتخاذ إجراءات لم يكن من الممكن تصورها ذات يوم، مثل تشجيع التمرد في مبنى الكابيتول الأمريكي، دون خوف من الذهاب إلى السجن لاحقا أو التعرض للمساءلة القانونية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القرار، يزيد بشكل كبير من مخاطر الانتخابات المقبلة .. فهو لا يوضح أهمية تعيينات الرئيس في المحكمة العليا فحسب - إذ صوت جميع مرشحي ترامب الثلاثة لمنحه الحصانة التي سعى إليها - ولكنه يمنح أيضا ترامب تفويضا مطلقا للتصرف بشكل أكثر تصميما في الثانية ، مما فعله في ولايته الأولى .. وقال رئيس المحكمة العليا صراحة إن خطاب ترامب وتغريداته في 6 يناير 2021، التي حث فيها أنصاره على الذهاب إلى مبنى الكونجرس وتعطيل التصديق على التصويت، يمكن حمايتها باعتبارها استخداما قياسيا للمنبر الرئاسين فيما أعادت المحكمة القضية إلى محكمة المقاطعة لاتخاذ قرارات واقعية بشأن هذه الأسئلة وغيرها، وهي عملية ستستغرق أشهرا إن لم يكن أطول، بما في ذلك الاستئنافات.
ومع ذلك، فإننا نعلم أن خطاب ترامب وتغريداته أدت إلى تمرد عنيف.. والآن بعد أن عرف ترامب أنه قد يكون بمنأى عن العقاب، فإلى أي مدى قد تسوء الأمور في فترة ولاية ثانية؟ ويتمثل الخطر الأكثر إلحاحا في إساءة استخدامه للنظام القانوني لأنه - كما تشير المعارضة - إذا اعتبرت كل محادثة بين الرئيس ووزارة العدل عملا رسميا يحظى بالحماية، فلن يكون هناك حدود لأنواع السلوك غير القانوني التي يمكن التخطيط لها وحتى اختلاق الأدلة.
وطرحت الصحيفة تساؤلا قائلة: ما الذي لا يعتبر عملا رسميا؟ وأجابت: لن يقوله أغلبية القضاة، لكن من الصعب تحديد أي مبدأ توجيهي واضح - ربما لأنهم لم يتمكنوا من العثور على أي مبدأ.
ومضت الصحيفة تقول إن النتائج تتعارض مع فكرة الحكومة القائمة على سيادة القانون برمتها.. كما أنها تتعارض مع الفهم الراسخ منذ فترة طويلة بشأن تعرض الرئيس للملاحقة الجنائية، بغض النظر عما إذا كانت أفعاله تعتبر "رسمية".
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة، وكما هو الحال دائما فإن النتائج المشروعة الوحيدة التي يعترف بها ترامب في الحكومة الأمريكية هي تلك التي تفيده على المستوى الشخصي .. وهذا هو الموقف الذي وعد بتطبيقه في انتخابات 2024.. فإذا خسر، سيكون بسبب الاحتيال وهذا هو ما قاله بالفعل .. وإذا فاز، فسوف يأخذ الرسالة التي قدمتها له المحكمة أمس الاثنين ويتصرف وفقا لذلك ولا شك أن البلاد سوف تصبح في وضع أسوأ من ذلك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ترامب نهاية الديمقراطية حصانة ترامب دونالد ترامب المحکمة العلیا واشنطن بوست
إقرأ أيضاً:
هذا هو عقاب هارفارد والجامعات التي خانت طلابها
تبنّت وسائل الإعلام والجامعات والحزب الديمقراطي والليبراليون فكرة "معاداة السامية المتفشية"، فمهّدوا الطريق لهلاكهم بأنفسهم. جامعتا كولومبيا وبرينستون، حيث درّست، وجامعة هارفارد، التي درستُ فيها، ليست حواضن للكراهية تجاه اليهود.
وصحيفة نيويورك تايمز، التي عملت بها لمدة خمسة عشر عامًا، والتي يصفها ترامب بأنها "عدو الشعب"، تخضع طوعًا للرواية الصهيونية. ما تشترك فيه هذه المؤسسات ليس معاداة السامية، بل الليبرالية. وهذه الليبرالية، بعقيدتها القائمة على التعددية والشمول، مستهدفة من نظامنا السلطوي للمحو التام.
إن الخلط بين الغضب من الإبادة الجماعية ومعاداة السامية هو حيلة دنيئة لإسكات الاحتجاج، وإرضاء المتبرعين الصهاينة، وطبقة المليارديرات والمعلنين.
هذه المؤسسات الليبرالية، من خلال تسليح مصطلح "معاداة السامية"، قمعت وطردت النقّاد، وحظرت مجموعات طلابية مثل "الصوت اليهودي من أجل السلام"، و"طلاب من أجل العدالة في فلسطين"، وسمحت للشرطة باعتقال المئات من المحتجين السلميين في الحرم الجامعي، وفصلت أساتذة، وتذللت أمام الكونغرس. استخدم مصطلحات مثل "أبارتهايد" أو "إبادة جماعية"، وسيتم فصلك أو تشويهك.
في هذه الرواية الخيالية، يُصوَّر اليهود الصهاينة كمضطهدين. أما اليهود الذين يحتجون على الإبادة الجماعية، فيُشوَّهون ويُعاقبون. هناك "يهود جيدون" و"يهود سيئون". فئة تستحق الحماية، وأخرى تُقدّم للذئاب. هذا الانقسام الكريه يفضح المسرحية كلها.
إعلانفي أبريل/ نيسان 2024، أدلت رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق، بشهادتها أمام لجنة التعليم في مجلس النواب الأميركي، برفقة عضوين من مجلس الأمناء وأستاذ قانون. قبلت شفيق فرضية أن معاداة السامية تمثّل مشكلة كبيرة في كولومبيا ومؤسسات التعليم العالي الأخرى.
وعندما قال ديفيد غرينوالد، الرئيس المشارك لمجلس أمناء كولومبيا، إن شعارات مثل "من النهر إلى البحر" و"تحيا الانتفاضة" معادية للسامية، وافقته شفيق، وقامت بالتخلي عن الطلاب والأساتذة، بمن فيهم البروفيسور يوسف مسعد.
في اليوم التالي لجلسة الاستماع، أوقفت شفيق جميع الطلاب المشاركين في الاحتجاجات، واستدعت شرطة نيويورك (NYPD)، التي اعتقلت ما لا يقل عن 108 طلاب. كتبت شفيق في رسالتها للشرطة: "لقد قررت أن المخيم والاضطرابات المرتبطة به تمثل خطرًا واضحًا ومباشرًا على الوظيفة الأساسية للجامعة".
لكن رئيس شرطة نيويورك، جون تشيل، قال للصحافة: "الطلاب الذين تم اعتقالهم كانوا سلميين تمامًا، ولم يُبدوا أي مقاومة، وكانوا يعبّرون عن آرائهم بطريقة سلمية".
في الجلسة، سألت النائبة إليز ستيفانيك: "ما الإجراء التأديبي الذي اتُخذ ضد تلك الأستاذة؟"، مشيرة إلى أستاذة القانون كاثرين فرانكي. فأجابت شفيق بأن فرانكي، وهي يهودية وقد درّست في كلية القانون 25 عامًا، طُلب منها مغادرة منصبها، وأنها، إلى جانب أساتذة آخرين، تخضع للتحقيق.
وأشارت كذلك إلى البروفيسور الزائر محمد عبدو، وقالت إنه "تم فصله"، وتعهدت بأنه "لن يُدرّس في كولومبيا مرة أخرى". عبدو يقاضي الجامعة بتهم التشهير والتمييز والتحرش والخسائر المالية والمهنية.
كتب مركز الحقوق الدستورية عن خيانة فرانكي: "في هجوم صارخ على حرية الأكاديميا والدعوة لحقوق الفلسطينيين، دخلت جامعة كولومبيا في "اتفاق" مع كاثرين فرانكي لمغادرة منصبها التدريسي بعد مسيرة حافلة استمرت 25 عامًا. هذه الخطوة -بحسب فرانكي- كانت فصلًا تم تغليفه بعبارات مقبولة".
إعلانوقد ارتكبت "جريمتها"، حين أعربت عن قلقها من فشل الجامعة في التصدي لتحرشات طلاب إسرائيليين قادمين من الخدمة العسكرية بمؤيدين لحقوق الفلسطينيين، بعد أن رش الإسرائيليون المتظاهرين بمادة كيميائية سامة.
على إثر ذلك، تم التحقيق مع فرانكي بتهمة التحرش، وتقرر أنها انتهكت سياسات كولومبيا. السبب الحقيقي لإقصائها كان قمع المعارضة في الجامعة عقب احتجاجات تاريخية ضد إبادة الفلسطينيين في غزة. وقد تم حسم مصير فرانكي عندما تخلّت عنها شفيق خلال شهادتها الجبانة أمام الكونغرس.
رغم خضوعها للوبي الصهيوني، استقالت شفيق بعد عام وبضعة أشهر من توليها المنصب. لكن القمع استمر؛ تم اعتقال نحو 80 شخصًا، وتعليق أكثر من 65 طالبًا في أوائل مايو/ أيار بعد احتجاج في مكتبة الجامعة. رئيسة الجامعة المؤقتة، الصحفية السابقة كلير شيبمان، أدانت الاحتجاج بقولها: "لن يتم التسامح مع أي تعطيل للأنشطة الأكاديمية.. كولومبيا تدين بشدة العنف في حرمها، ومعاداة السامية وكل أشكال الكراهية والتمييز".
بالطبع، الاسترضاء لا ينفع. لم تكن هذه الحملة، سواء تحت إدارة بايدن أو ترامب، قائمة على حسن النية. بل كانت تهدف لقطع رؤوس منتقدي إسرائيل، وتهميش الطبقة الليبرالية واليسار. إنها مدفوعة بالأكاذيب والتشهير، التي لا تزال هذه المؤسسات تتبناها.
مشاهدة هذه المؤسسات الليبرالية، التي تعادي اليسار، وهي تُشهر بها إدارة ترامب بتهم "الماركسيين المجانين" و"اليساريين المتطرفين" و"الشيوعيين"، تكشف فشلًا إضافيًا لهذه الطبقة. كان بإمكان اليسار إنقاذ هذه المؤسسات أو على الأقل تزويدها بالتحليل والشجاعة لاتخاذ موقف مبدئي. اليسار على الأقل يسمّي الأبارتهايد أبارتهايد، والإبادة الجماعية إبادة جماعية.
تنشر وسائل الإعلام مقالات وآراء تقبل دون تمحيص مزاعم طلاب وأكاديميين صهاينة. لا تميز بين اليهودي والصهيوني، وتشيطن المحتجين، ولا تغطي المخيمات الطلابية بصدق، حيث اتحد يهود ومسلمون ومسيحيون من أجل قضية واحدة. شعارات مناهضة للصهيونية ومؤيدة للتحرر الفلسطيني تُصنّف باعتبارها خطاب كراهية أو معاداة للسامية أو سببًا لشعورالطلاب اليهود بعدم الأمان.
إعلان أمثلة من الصحف: نيويورك تايمز: "لماذا تُقلق الاحتجاجات في الحرم الجامعي؟"، "أنا أستاذ في كولومبيا. ما يحدث ليس عدالة"، "ما الذي يجعل احتجاجًا معاديًا للسامية؟". واشنطن بوست: "سمّوا الاحتجاجات الجامعية كما هي"، "اعذروا الطلاب، لا الأساتذة". ذي أتلانتيك: "المخيمات الاحتجاجية غير أخلاقية"، "مشكلة كولومبيا مع معاداة السامية". سلايت: "متى تتجاوز الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين حدود معاداة السامية؟". فوكس: "موجة متصاعدة من معاداة السامية في الجامعات خلال احتجاجات غزة". ماذر جونز: "كيف أشعلت الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين معاداة السامية في الجامعات؟". ذا كت: "مشكلة احتجاجات فلسطين في الحرم الجامعي". ديلي بيست: "طفرة في معاداة السامية خلال احتجاجات الجامعات الأميركية".ووفقًا لمذكرة داخلية حصل عليها موقع ذا إنترسبت، طلبت صحيفة نيويورك تايمز من مراسليها تجنّب استخدام كلمات مثل: "مخيمات اللاجئين"، "الأراضي المحتلة"، "مجزرة"، "ذبح"، "إبادة جماعية"، و"تطهير عرقي" عند الحديث عن فلسطين. بل إنها تثني عن استخدام كلمة "فلسطين" في النصوص والعناوين.
في ديسمبر/ كانون الأول 2023، أرسلت حاكمة نيويورك الديمقراطية كاثي هوشول رسالة لرؤساء الجامعات تحذر فيها من الفشل في إدانة معاداة السامية، متوعدة بعقوبات شديدة.
وفي أكتوبر/ تشرين الثاني 2024، قالت في مناسبة تأبينية: "هناك قوانين – قوانين حقوق إنسان، قوانين فدرالية وولائية – سأطبقها إذا سمحتم بالتمييز ضد طلابنا، حتى باستخدام عبارات مثل: "من النهر إلى البحر"، فهي دعوات صريحة لإبادة اليهود".
وضغطت هوشول بنجاح على جامعة مدينة نيويورك لإلغاء وظيفة دراسات فلسطينية بسبب مصطلحات مثل: "استعمار استيطاني"، و"إبادة جماعية"، و"أبارتهايد".
في كتابه الجديد؛ "معاداة السامية في أميركا: تحذير"، يقود زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر حملة الحزب الديمقراطي لإدانة المحتجين على الإبادة الجماعية باعتبارهم يمارسون "افتراء دمويًا ضد اليهود". ويكتب: "بغض النظر عن وجهة نظرك بشأن الحرب في غزة، لم تكن سياسة الحكومة الإسرائيلية أبدًا إبادة الشعب الفلسطيني"، متجاهلًا مئات التصريحات من مسؤولين إسرائيليين تدعو إلى محو الفلسطينيين.
إعلانلكن الحقيقة؛ الوحشية مختلفة تمامًا، ومعترف بها من مسؤولين إسرائيليين أنفسهم. قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش: "نحن نفكك غزة، ونتركها كأنقاض، دمار شامل لا سابقة له عالميًا. والعالم لا يوقفنا". وقال عضو الكنيست زفي سوكوت للقناة 12: "قتلنا نحو 100 فلسطيني الليلة الماضية… ولا أحد يهتم. تعوّد العالم على قتل 100 فلسطيني في ليلة واحدة خلال الحرب دون أن يكترث أحد".
الاستمرار في ترويج خرافة معاداة السامية المنتشرة- التي توجد، ولكن لا تُغذى أو تُشجع من هذه المؤسسات- ورفض قول الحقيقة الموثقة على الهواء مباشرة، حطّم ما تبقى من سلطة أخلاقية لتلك المؤسسات والليبراليين، ومنح مصداقية لمساعي ترامب لتدمير مؤسسات الديمقراطية الليبرالية.
يحيط بترامب متعاطفون مع النازيين الجدد، وفاشيون مسيحيون يدينون اليهود لأنهم صلبوا المسيح. لكن معاداة السامية من اليمين تمرّ دون مساءلة لأن هؤلاء "المعادين الجيدين للسامية" يدعمون المشروع الصهيوني الاستيطاني للإبادة: مشروع يرغب هؤلاء الفاشيون في تطبيقه على السود والملونين باسم "نظرية الاستبدال العظيم". ويروج ترامب لفكرة "إبادة البيض" في جنوب أفريقيا. وفي فبراير/ شباط، وقّع أمرًا تنفيذيًا يُسرّع هجرة الأفريكانيين (البيض الجنوب أفريقيين) إلى الولايات المتحدة.
جامعة هارفارد، التي تحاول إنقاذ نفسها من هجوم إدارة ترامب، كانت متواطئة تمامًا في هذه الحملة. فقد أدانت رئيسة الجامعة السابقة كلودين غاي شعار: "من النهر إلى البحر" بوصفه يحمل "دلالات تاريخية محددة توحي لكثيرين بإبادة اليهود".
وفي يناير/ كانون الثاني 2024، شدّدت الجامعة قواعد الاحتجاجات، وزادت الوجود الأمني، ومنعت 13 طالبًا من التخرج، ووضعت أكثر من 20 آخرين في "إجازة قسرية"، وطردت بعضهم من السكن الجامعي.
إعلانهذه السياسات انتشرت في جامعات أخرى. ورغم كل هذه التنازلات والقمع لحرية التعبير والنشاط المؤيد لفلسطين منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، لم تسلم الجامعات من الهجوم.
منذ تولي ترامب منصبه، تم تعليق أو تجميد ما لا يقل عن 11 مليار دولار من المنح والعقود الفدرالية البحثية، بما في ذلك 3 مليارات لهارفارد، و400 مليون لكولومبيا، و175 مليونًا لجامعة بنسلفانيا، و6-7.5 ملايين سنويًا لجامعة برانديز.
وفي 22 مايو/ أيار، صعّدت إدارة ترامب من هجومها على هارفارد بإلغاء قدرتها على تسجيل طلاب دوليين (يشكّلون نحو 27% من عدد الطلاب).
قالت كريستي نويم، وزيرة الأمن الداخلي، على منصة إكس: "هذه الإدارة تحاسب هارفارد على تحريضها على العنف، ومعاداة السامية، وتنسيقها مع الحزب الشيوعي الصيني في حرمها". وأضافت: "ليكن هذا تحذيرًا لجميع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية في البلاد".
لقد أساءت هارفارد، مثل كولومبيا والإعلام والحزب الديمقراطي والطبقة الليبرالية، قراءة موازين القوة. ومن خلال رفض الاعتراف بالإبادة الجماعية في غزة، واضطهاد من يفعل، قدمت الذخيرة لجلاديها.
وها هي تدفع ثمن غبائها وجبنها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline