#طوفان_ترامب_القادم _ د. #منذر_الحوارات
ظهر الرئيس بايدن في المناظرة التاريخية عجوزا هرما يجد صعوبة بالغة في التقاط أفكاره وتجميعها في مواجهة خصم احترف الكذب، مما جعل الجميع يبدأون بطرح السؤال الملحّ؛ هل هذا الرجل قادر على إتمام أربع سنوات أخرى من الرئاسة؟ حتى أن البعض طرح السؤال بشكل أكثر تطرفاً بالصيغة التالية، هل يستطيع بايدن إكمال نصف السنة المتبقية من رئاسته؟ طبعاً لا تزال الإجابات في أذهان نخب الحزب الديمقراطي، التي بدأت تشك بأن كسب الانتخابات مع هذا الرجل يبدو شبه مستحيل، وبالتالي يجب البدء جدياً بطرح بديل يخوض سباق الرئاسة بأسرع وقت، وإلا ستكون هذه جولة ترامب بدون نقاش.
بعد المناظرة سادت موجة من الهلع لدى الكثيرين، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، ودرجة أقل من السعادة لدى البعض الآخر، بالنسبة لداخل الولايات المتحدة ارتجفت قلوب العديد من الساسة هلعاً وخوفاً من عودة هذا الرجل الذي لا يؤمن بالمؤسسة الرسمية الأميركية ومصدر قلقهم تتأتى من كون عودته ستؤدي إلى مزيد من التآكل في هذه المؤسسات بالذات وهو الذي بالغ في تحديه لنزاهة الانتخابات السابقة، كما أن الانقسامات التي شهدتها ولايته السابقة تعتبر مصدر قلق الكثيرين، وتحوم الشكوك أيضاً حول ثبات مواقفه في السياسة الخارجية، أما على الصعيد الدولي فإن أول من سيرتجف قلبه من عودة ترامب هي أوكرانيا وزلينسكي بالذات والذي سمع كثيراً أنه إذا عاد سينهي الحرب الأوكرانية الروسية في لحظات وزيلنسكي يعلم أن هذا الحل لن يكون إلا على حساب أوكرانيا وذلك بقبول ترامب بالأمر الواقع الروسي والجميع يذكر العلاقة الممتازة بين ترامب وبوتين وقصة الإعجاب المتبادل بين الرجلين، ومثل أوكرانيا فإن حلف الناتو والاتحاد الأوروبي ترتعد فرائصهم؛ فعودته تعني خطراً ماحقاً على الحلف والاتحاد في نفس الوقت.
أما الصين فهذه العودة تهددها بحرب تجارية جديدة وسباق على الرسوم الجمركية وهو الأمر الذي سيخنق الاقتصاد الصيني، ولاحقاً يهدد بأزمة اقتصادية عالمية، وهي تخشى كذلك من توسيع القيود التكنولوجية عليها، ولا يمكن نسيان الصراع الجيوسياسي والذي قد يؤدي إلى زيادة الوجود العسكري في بحر الصين الجنوبي وتعزيز التحالفات في منطقة المحيطين الهادئ والهندي، أما في منطقتنا العربية والشرق الأوسط فإن عودة ترامب ستكون وبالاً على البعض ومصدر راحة للبعض الآخر، فإسرائيل ونتنياهو بالذات سيكونان فرحين بقدوم ترامب، وكيف لا وهو الذي حقق لإسرائيل ما لم تكن تحلم به، فهو الذي نقل السفارة إلى القدس، واعترف بالجولان إسرائيلية، وهو الذي أطلق المسار الإبراهيمي الذي يصب في مصلحة التطبيع مع إسرائيل مع تهميش مطلق لحقوق الفلسطينيين، الأمر الذي سيؤدي إلى إيقاف أي مسار جدي للسلام في المنطقة، بالإضافة إلى الخوف من تبنيه المطلق للرواية الإسرائيلية في العدوان على غزة، أما بالنسبة لدول الخليج العربي فبالرغم من علاقتها الجيدة معه إلا أنها ستكون أكثر ارتياباً لعودته في هذه المرة بسبب ميله التقليدي لتقليل التدخل الأميركي العسكري وبالتالي تقليل القوات الأميركية، وهذا الأمر سيترك حالة من فراغ القوة سيقوم على إثرها بابتزاز دول المنطقة كي لا يحصل، وهذا في حد ذاته مصدر قلق وإزعاج محتمل لدول الخليج العربي.
مقالات ذات صلة خطر حقيقي يهدد الوجود الاسرائيلي 2024/06/30أما بالنسبة لإيران ورغم أن الظاهر يقول إنه سيكون أقسى في التعامل معها، لكن هذه القسوة مكنت إيران في السابق من الإفلات من زمام الرقابة الدولية على برنامجها النووي وبالتالي الذهاب بعيداً في تطوير برنامجها النووي وربما الحصول على قنبلة نووية تجعلها في موقع تفاوضي يضطر أميركا للجلوس على طاولة المفاوضات معها من موقع الند القوي هذه المرة، كما حدث سابقاً مع كوريا الشمالية، وهذا اللقاء إن حصل سيكون بشكل حتمي على حساب الدول العربية والخليج العربي بالذات، أما بالنسبة للأردن فلا يمكن لأحد نسيان موقف ترامب منه وموقف الملك عبدالله من خطوات ترامب حيال القضية الفلسطينية خارج نطاق الشرعية الدولية وكان موقف الأردن والملك عبدالله واضحاً في رفض تلك الخطة، ويبقى السؤال هل ستبقى هذه العلاقة المتوترة؟ الإجابة ليست بالسهولة المتخيلة، لكن علاقة الأردن والملك عبدالله المتينة مع المؤسسات السياسية الأميركية مكنت الأردن من تجاوز الولاية الأولى العصيبة والأمل أن يحصل اختراق لبعض ثوابت ترامب وتعقيدات مزاجه المتقلب وأعتقد أن الملك عبدالله قادر على ذلك.
بالتالي إذا لم يقم الحزب الديمقراطي باتخاذ قرار حاسم بتغيير مرشحه بسرعة فإن أغلب الدلائل تشير إلى أن طوفان ترامب قادم وأول الغارقين فيه هي المؤسسة السياسية الأميركية وهو الغريب عنها، لكن من سيكون الغريق الثاني على مستوى العالم وعلى مستوى منطقتنا؟ هذا سؤال ينتظر الأيام القادمة للإجابة عليه.
الغد
المصدر: سواليف
إقرأ أيضاً:
أول تعليق من القسام على استشهاد أحد قادتها بجنوب لبنان
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام استشهاد أحد قادتها الميدانيين خالد أحمد الأحمد حيث قالت في بيان لها : بكل آيات الإيمان بنصر الله، وبعزة المؤمنين الواثقين، نزف إلى أبناء شعبنا وجماهير أمتنا العربية والإسلامية فارساً من فرساننا الميامين: القائد القسامي الميداني خالد أحمد الأحمد "أبو إبراهيم"
(من بلدة نحف الفلسطينية المحتلة - قضاء عكا) الذي ارتقى شهيداً ضمن معركة طوفان الأقصى، فجر اليوم الأربعاء إثر عملية اغتيال نفّذتها طائرات الغدر الصهيونية على مدينة صيدا جنوب لبنان.
وقالت القسام في بيانها : إننا نزفُ شهيدنا البطل المهندس أبو إبراهيم؛ لنستذكر بصماته الخاصة في مسيرة الجهاد والمقاومة ومقارعة العدو الصهيوني، ليختم جهاده ملتحقًا بمن سبقه من إخوانه الشهداء الأبرار في معركة طوفان الأقصى المقدسة؛ دفاعاً عن شعبهم وأهلهم الصابرين المرابطين في غزة وسائر فلسطين المحتلة.
وختم القسام بيانها بالقول : نؤكد ونحن نقدّم الشهداء تلو الشهداء على امتداد الوطن المُحتل وفي خارجه، ثباتنا على عهدنا مع الله ثم مع شعبنا وأمتنا؛ بمواصلة طريق المقاومة والجهاد والإعداد في أطهر دربٍ خطه المُجاهدون بدمائهم الطاهرة، حتى تحقيق حلم شعبنا بالتحرير والعودة بإذن الله تعالى.