كمثل دول العالم تواجه مصر تحديات اقتصادية واجتماعية وسياسية صعبة للغاية، تبدأ من خارج حدودها، وتنعكس على داخلها، ملفات مفصلية ترتبط بأوضاع دول الجوار وتلامس عمق الأمن القومي المصري، شارع مختنق يعاني من أزمات تؤرق معيشة ناسه الذين أرهقهم التحمل، حكومة جديدة تتشكل في ظرف راهن لا يعرف الراحة أو التغافل أو التسويف، بل يتطلب شجاعة ومصارحة وشفافية ومواجهة حقيقية للأزمات.
وفي ظل هذا الوضع المرتبك، على الحكومة الجديدة ألا تنتظر التأييد والمباركة الشعبية، فهذه مفاهيم ولت وخوت وبلت منذ عقود، وأن تدرك جيدا أنها أمام اختبار حقيقي، لا خيار فيه غير الإنجاز والنجاح العاجل، فالمشكلات والأزمات جلية للجميع، ولعل أبرزها التضخم المتبوع بأزمة ارتفاع الأسعار في ظل غياب الرقابة الكاملة والجادة على الأسواق، وملف الطاقة وما يترتب عليه من انقطاع الكهرباء، وهما بالأخص أزمتان تزعجان المواطن بشدة.
هكذا قال الشارع كلمته، فماذا تريد الحكومة من المواطنين؟ سؤال قد يبدو غريبا للوهلة الأولى، لكن في الحقيقة الوزراء أيضا لهم متطلبات واحتياجات، أولها «الفرصة» -وليس الصبر-، الفرصة العادلة لترتيب وتنظيم الصفوف، لأن حجم الضغوطات والتحديات، قد يكون فوق احتمال شخص بمفرده، خاصة أن الجميع يترقب والبعض يترصد للانقضاض، حتى من قبل بدء مشاورات تشكيل الحكومة، لكن في الوقت ذاته، عليهم الإسراع في الخطوات ووضع خطط وجداول زمنية واضحة، لأن سيل الصبر لدى المواطن أوشك على النفاد.
وتحتاج الحكومة الجديدة بلا شك إلى «الدعم»، وهذا لن يتحقق بالسهل، فلم يعد الكلام يغني، وصارت الأفعال والنتائج معيار الحكم الرئيسي، وربما الميزة التي تتمتع بها الحكومة الجديدة، أن مطالب واحتياجات المواطن اليوم، أصبحت أكثر تحديدا وتركيزا ودقة، خالية من الفئوية والشعارات العامة والشعارات الرنانة، ما يتيح الفرصة أمام الوزراء للضرب بيد من حديد في عمق الأزمات، ومعالجتها بطرق فعالة وأكثر إبداعا، حتى تكتسب مزيد من الدعم سريعا، ما يسهل مهمة الحكومة في باقي الملفات.
واللافت للنظر في تشكيل الحكومة، أنها بلا نجوم تقريبا وتعتمد بشكل واضح على وجوه تبدو جديدة للمواطن، ما يعكس اعتماد القيادة السياسية عند الاختيار على معيار الكفاءة، خاصة أن أغلبهم تدرج في في العديد من المناصب، ولهم رصيد من الإنجاز يسمح بالحصول على تلك الفرصة.
والمشهد البارز أيضا، في التغيير الوزاري وحركة المحافظين ونوابهم، الحضور القوي للشباب، وهي مغامرة كبيرة لكنها محسوبة، فمن ناحية تمنح الحكومة المدعومة بالخبرات روحا جديدة وأفكارا خلاقة لمواجهة الأزمات، ومن ناحية أخرى تعد صفا جديدا من القيادات من خلال اكتساب الثقة والخبرة بشكل عملي.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الحكومة الجديدة مطالب المواطنين القيادات الشابة الوزراء الجدد حكومة كفاءات
إقرأ أيضاً:
مبادرة مجتمعية لخدمة أهالي القرى.. 8 سيارات ميكروباص جديدة بملوي
أعلن اللواء عماد كدواني، محافظ المنيا، عن انضمام 8 سيارات ميكروباص جديدة إلى خطوط السير بقرى مركز ملوي، وذلك ضمن مبادرة مجتمعية تهدف إلى دعم وتعزيز منظومة النقل الجماعي بالمناطق الريفية، وتيسير حركة المواطنين اليومية بين القرى والمراكز.
وأكد المحافظ أن هذه المبادرة تأتي في إطار التعاون المثمر بين المجتمع المدني وأجهزة الدولة، بما يسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، وتخفيف الأعباء عن كاهلهم، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية أو التي تعاني من نقص وسائل النقل.
وأشار إلى أن المبادرة تعكس وعياً مجتمعياً متزايداً بأهمية المشاركة الفعالة في دعم خطط الدولة التنموية، كما تمثل نموذجاً يحتذى به في تعزيز مفهوم التنمية المستدامة والشراكة المجتمعية.
جاء ذلك خلال لقاء المحافظ بعدد من أصحاب السيارات المشاركة، بحضور حازم الدروي، أحد الداعمين للمبادرة، مؤكدين استمرار جهود المجتمع المدني في تنفيذ مبادرات نوعية تهدف إلى تحسين حياة المواطنين وتلبية احتياجاتهم، خاصة في القرى والمناطق البعيدة.