قائد الثورة: نحذر الدول العربية من التورط في العدوان الأمريكي على الشعب اليمني
تاريخ النشر: 4th, July 2024 GMT
الثورة نت|
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن مع طول أمد العدوان على غزة ينحسر الاهتمام لدى الكثير على مستوى المتابعة للأحداث والتفاعل في الموقف والعمل.. مشيراً إلى أن من أخطر نقاط الضعف التي يحسبها الأعداء لصالحهم في واقع العرب والمسلمين ضعف التفاعل والاهتمام بالأحداث الخطيرة.
وأوضح السيد القائد، في كلمة له مساء اليوم، حول آخر تطورات العدوان الصهيوني على غزة والمستجدات الإقليمية، أن ما يحصل في فلسطين ليس من الأحداث العادية التي يُبَرَر للإنسان اعتياد سماعها والبرود في متابعتها والتفاعل معها.
وأضاف أن الإنسانية في فلسطين تهدر وتستباح ولم يبق هناك أي اعتبار لدى العدو ولا قيمة لأي شيء من الحرمات.. مبينا أن من جرائم العدو الفظيعة، إقدام جنود العدو على قتل امرأة مسنة بدهسها بجنازير الدبابات أمام أنظار أقاربها في حي الشجاعية.
وأشار إلى أن العدو الإسرائيلي يتباهى بجرائمه البشعة، ومن المؤسف تجاهلها التام من الأنظمة العربية.. مبينا أن هذه الانظمة ما تزال في أكثرها تصنف المجاهدين في فلسطين ولبنان واليمن بالإرهاب.
ولفت إلى أن إرهاب العدو الإجرامي في فلسطين لا يدخل في حيز تصنيفات الأنظمة العربية ولا مواقفها.. مشيرا إلى أن جامعة الدول العربية أكدت هذا الأسبوع استمرارها في تصنيف حزب الله بالإرهاب.
وقال قائد الثورة: كان يفترض بالأنظمة العربية الرسمية أن ترفع التصنيفات المسيئة للمجاهدين في فلسطين، كأقل القليل.. مضيفا: إن الأنظمة العربية في وسائل إعلامها تراعي كيان العدو في التوصيف، وتعتني في اختيار التعبيرات كي لا تجرح مشاعر الأعداء الصهاينة.
وأضاف أن الأنظمة العربية لا تمتلك الإرادة والمصداقية لأن يكون لها موقف جاد تجاه العدو الإسرائيلي وجرائمه.. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي في عدوانه الوحشي يستهدف الأطفال بشكل كبير جدا.. متسائلا: أين هي حقوق الطفل والإنسان من ذلك؟!
وبين أن الدول الغربية والأمم المتحدة تتحدث عن عنوان الأطفال في سياقات التوظيف السياسي والاستغلال للتشويه بالاستناد إلى دعايات كاذبة.. مؤكدا أن أطفال فلسطين من أكثر فئات المجتمع معاناة وتضررا، ورغم الحقائق الواضحة لا يوجد أي اهتمام.
وأشار إلى أن أسلوب التجويع من أشد أنواع الظلم وأكبر انتهاكات حقوق الإنسان، ومع ذلك يمارس العدو الإسرائيلي الإبادة الجماعية في غزة.. مبينا أنهُ ومنذ احتلال العدو لمعبر رفح، توقفت عملية إدخال المساعدات ولو بالنسب الضئيلة جدا.
ولفت إلى أن المأساة كبيرة فيما يتعلق بالتجويع، والعدو يهدد حياة 300 ألف طفل بذلك، وما يقارب 700 ألف فلسطيني في حالة معاناة كبيرة.. مبينا أن العدو يستمر في استهداف المخطوفين والأسرى من خلال التعذيب والتجويع بأسوأ الممارسات والأساليب.
وقال إن من جرائم العدو البشعة، استخدامه لبعض المخطوفين كدروع بشرية أثناء توغله في أحياء غزة.. كما ان إقرار العدو لـ 5 مغتصبات في الضفة محاولة صهيونية لفرض واقع جديد وتجاوز للاتفاقات السابقة.
الدعم الأمريكي لكيان العدو الصهيوني:
أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الأمريكي مستمر في دعمه وتعاونه مع كيان العدو الصهيوني.. مشيرا إلى أن المرشحين للرئاسة في أمريكا يتنافسون في حملاتهم الانتخابية على من هو الأكثر ولاء للصهيونية والأكثر دعما للعدو.
وأوضح أن بايدن في مناظرته مع ترامب تباهى بحجم ما يقدمه من دعم للعدو الإسرائيلي، بقوله انقذنا “إسرائيل” ونحن أكبر داعم لها.. مجددا التأكيد على أن الأمريكي شريك أساسي ومسهم في بقاء إجرام العدو واحتلاله وعدوانه، وهذا ما أظهره بايدن في تصريحه.
وأضاف أن قول بايدن إنهم انقذوا “إسرائيل” يظهر حجم ومدى تأثير عملية “طوفان الأقصى” التي هزت العدو.. لافتا إلى أن نتيجة الإرباك والرعب الصهيوني الشامل في أعقاب عملية طوفان الأقصى تصدر الأمريكي الموقف وظهر كمن يدير المعركة بشكل كامل.
وأشار إلى أن الأنظمة العربية التي تقلل في إعلامها من قيمة وأهمية عملية “طوفان الأقصى” عليها أن تسمع اعتراف بايدن.. مبينا أن آثار عملية “طوفان الأقصى” ممتدة ولن يستطيع العدو التخلص منها أبدا مهما ارتكب من الجرائم.
ولفت إلى أن بايدن وترامب في المناظرة الرئاسية تبادلا الشتائم والتوصيف بالإجرام وهو توصيف واقعي وكلاهما أصاب في هذه النقطة.. مؤكدا أن الانحدار وصل بالأمريكي في محاولته التغطية على الإجرام الصهيوني إلى اعتماد قانون يمنع المؤسسات الإعلامية من تقديم إحصاءات الشهداء والجرحى في غزة.
وبين السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن عناوين الحرية الإعلامية والشفافية يحشدها الغرب للضغط على بلداننا لخدمة سياساتهم وتوجهاتهم.. قائلا: في أمريكا يمنعون باسم القانون تقديم أي إحصائيات عن أعداد الشهداء والجرحى في فلسطين لإخفاء الجرائم التي يشتركون فيها.
الحراك الطلابي في أمريكا وأوروبا:
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الحراك الطلابي في أمريكا وأوروبا، أصبح محاربا في التغطية الإعلامية، حتى في بلدان عربية وإسلامية.. مبينا أن أسلوب الإجراءات التأديبية الظالمة أُستخدم في بعض الجامعات لمعاقبة الطلاب لموقفهم الإنساني.
بطولات المجاهدين في غزة:
أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن المجاهدون في غزة، مستمرون بكل فاعلية وتأثير وصمود في التصدي لقوات العدو في جميع محاور القتال.. مشيرا إلى أن الملفت هذا الأسبوع أن المقاومة بثت فيديو لاستمرار عملية التصنيع العسكري خلال فترة العدوان.
وأوضح قائد الثورة، أن استمرار عملية التصنيع دليل إضافي مهم على قدرة المقاومة على الصمود والتكيف مع ظروف المعركة.. كما أن استمرار عملية التصنيع دليلا إضافيا مهما على قدرة المقاومة على الصمود والتكيف مع ظروف المعركة.
وأضاف أن المقاومة الفلسطينية استخدمت صاروخ لطائرة “إف16” لم ينفجر لتفخيخ منزل وتفجيره بقوة صهيونية تحت عنوان “بضاعتكم ردت إليكم”.. مشيرا إلى تنوع أساليب المقاومة وإبداعها في التنكيل بجنود العدو يبرهن فاعليتها وتماسكها وثباتها.
وأشار إلى أن إعلان العدو الانتقال “للمرحلة الثالثة” هروب إلى الأمام واستمرار للفشل الذي يطارده دون أي إنجاز.. مبينا أن العدو يعلن السيطرة على منطقة معينة وتفكيك كتائب المقاومة تم لا يلبث أن يعود إلى نفس المنطقة ويتلقى فيها ضربات أعنف.. لافتا إلى أن العدو ينتقل من منطقة إلى أخرى في دوامة من الفشل والإخفاق الواضح.
جبهات المساندة لغزة:
أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن عمليات حزب الله مستمرة بفاعلية وتأثير كبير على العدو.. مشيرا إلى أن الأمريكي فشل في إيقاف عمليات حزب الله أو الحد منها والتقليل من تأثيرها وفاعليتها.
وأوضح أن الأمريكي يعترف بصعوبة المعركة في شمال فلسطين المحتلة ويعتبرها تهديدا يصعب السيطرة عليه.. مؤكدا أن عمليات حزب الله في تصاعد كمي ونوعي، ولا جدوى ولا قيمة لحرب الإرجاف النفسية.
وأضاف أن المقاومة العراقية مستمرة في قصف الأهداف الحيوية، والعمليات المشتركة مع الجيش اليمني مسار عظيم ومهم.. كاشفا أن عمليات الإسناد هذا الأسبوع لجبهة اليمن بلغت 12 عملية في إطار المرحلة الرابعة من التصعيد.
وأشار إلى أن عمليات القوات المسلحة اليمنية خلال الأسبوع الماضي نفذت بـ 20 صاروخا باليستيا ومجنحا وطائرة مسيرة وزورق على طول مسرح العمليات البحرية، حيث تم استهداف 6 سفن ليصل إجمالي السفن المستهدفة منذ بداية عمليات الإسناد 162 سفينة.
ولفت إلى أن معركة الأمريكي لإيقاف عمليات الجيش اليمني في البحر لم تكن عملية سهلة أو بسيطة.. مبينا أن الأمريكي اعتاد أن يحسم معاركه أو أن يوقف أي طرف بتهديداته أو فرض العقوبات والإجراءات.
وأكد قائد الثورة، أن جيشنا وشعبنا ثابتون، وتطوير القدرات مستمر بفضل الله لتجاوز تقنيات الأعداء للحد منها.. مشيرا إلى أن الأعداء اعترفوا بتطور الصواريخ والمسيرات والزوارق البحرية من شدة ودقة الضربات الأخيرة.
وأشار إلى أن قواتنا المسلحة تستفيد من تقييم الأعداء لعملياتها، في تطوير نفسها.. مؤكدا أن معركة الأمريكي مع شعبنا كشفت عجز وضعف حاملات الطائرات الأمريكية رغم سمعتها التاريخية.
وأوضح أن أمريكا كانت تستخدم حاملات الطائرات لإرهاب بقية الدول وإخافة الشعوب.. مبينا أن عملياتنا أجبرت حاملات الطائرات الأمريكية على الهروب.
وأضاف أن المعركة في البحر الأحمر أثبتت أن حاملات الطائرات نظام قديم عفا عليه الزمن ولا يستحق التكلفة، وهذا إنجاز كبير لقواتنا.. قائلا: حاملات الطائرات الأمريكية لم تُخف بلدنا وشعبنا كما فعلت مع أنظمة وحكومات أخرى، وهذا من مظاهر تأييد الله.
وشدد السيد القائد، على أهمية أن نقدر قيمة مثل هذه الانتصارات التاريخية ونتوجه إلى الله بالشكر له عليها.. قائلا: إن تهرب قطع الأمريكي البحرية الحربية في البحر الأحمر وتطارد بالصواريخ والمسيرات، وهي في حالة فرار بأقصى سرعة تستطيعها.
وقال: إن الأمريكيون يدركون فاعلية ضرباتنا وأقروا بإبعادنا البحرية الأمريكية بأكملها، وهي بمثابة درس ثمين لهم.. مشيرا إلى أن الأمريكي بدأ يعيد النظر في إمكاناته وتكتيكاته وطريقة محاربته ومواجهته لهذا المستوى من التهديد والخطر.
وأضاف أن أحد المسؤولين الأمريكيين اعترف بقوة وصلابة موقف الشعب اليمني وثباته المبدئي وقوة الدافع التي ينطلق منها.
موقف الشعب اليمني:
أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن موقف وصلابة الشعب اليمني في مواجهة الأمريكي ثمرة الانتماء الإيماني والمواقف المبدئية.. مشيرا إلى أنهُ تحقق للأمريكي ما قلناه إن عدوانه سيسهم رغم أنفه في تطوير قدراتنا.
وأوضح أن ثبات شعبنا الذي ينبهر به الأعداء من مصاديق إنجاز الوعد الإلهي لعباده المؤمنين “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”.. مشيرا إلى أن تقارير أمريكية تعترف بأن العمليات اليمنية في تصاعد وتطور، بعد أن أطلقوا حملة إعلامية تزعم تراجعها.
وأضاف أن الذي تراجع هو حركة السفن الأمريكية والبريطانية كما قلنا ذلك سابقا بكل وضوح وصدق.. مبينا أن استمرارية عملياتنا وتصعيدها بنجاح والتطوير هو الذي أدهش الأعداء وأقلقهم وأخافهم.
وأشار إلى أنهُ ومع كل الأحداث منذ الحرب العالمية الثانية يرى الأمريكي أن ما يجري في البحر الأحمر هو متميز وأكثر استدامة.
العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن:
قال السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، إن عدد الغارات على بلدنا هذا الأسبوع بلغت 19 غارة أمريكية وبريطانية.
وأضاف أن الأمريكي يسعى لتوريط الآخرين ليقاتلوا بدلا عنه أو يدخلوا في مشكلة معه مع ما أصبح يعانيه تجاه حاملات طائراته.. مشيرا إلى أن الأمريكي يسعى لإقناع بعض الدول ومنها عربية ومجاور بفتح مجالها لتنفيذ غارات معادية ضد بلدنا.
وتوجه قائد الثورة، بالنصح لكل الدول العربية والإسلامية بأن يحذروا من أن يتورطوا مع الأمريكي لاستخدام بلدانهم للاعتداء على بلدنا.. مؤكدا أن من العار على أي نظام عربي أو مسلم في أي بلد أن يفتح مجاله للأمريكي في ظل مواجهة مع العدو الإسرائيلي.
وأشار إلى أن حقيقة المعركة التي نخوضها كيمنيين هي معركة ضد العدو الإسرائيلي نصرة للشعب الفلسطيني.. قائلا: أي نظام ينتمي للإسلام يقف مع الأمريكي في إسناده للعدو الإسرائيلي، هو يقف مع هذا العدو بشكل مباشر.
ولفت إلى أن أي نظام يريد أن يورط نفسه في موقف مخزي وعدواني لخدمة العدو هو خيانة لله وارتداد على النهج الحق.. مؤكدا أن في حال تورط أي نظام مع الأمريكي لخدمة العدو فمن حق شعبنا أن يتخذ أي إجراء ضروري للرد على ذلك.
وأوضح قائد الثورة، أن الأمريكي يسعى لتوريط السعودي للتصعيد في المجال الاقتصادي بما فيه الإضرار بشعبنا اليمني العزيز.. قائلا: سنتحدث عن محاولة توريط الأمريكي للسعودي في المجال الاقتصادي في كلمة بداية العام الهجري الجديد.
وأضاف أن الأمريكي دفع النظام السعودي لعرقلة عودة بقية الحجاج اليمنيين إلى صنعاء.. مبينا أن تعنت السعودي مستمر لمساعي إقناعه بأن يفتح المجال لطائرة يمنية تذهب لنقل بقية الحجاج إلى صنعاء.. مشيرا إلى أن السعودي يسيء لنفسه بتعنته في هذه النقطة ويفضح نفسه ولذلك عواقبه السيئة عليه..
الأنشطة الشعبية:
أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، أن الأنشطة الشعبية مستمرة، ومسيرات ما بعد العيد بحمد الله كانت واسعة وكانت بعدد 233 مسيرة ومظاهرة.. قائلا: يحسب لأعزاءنا في الجوف التي تشهد حرارة شديدة خروج أبناءها في 16 ساحة، وهذا حجة على الذين قد يتقاعسون ويؤثرون البقاء في منازلهم.
وشدد قائد الثورة، على أهمية استمرار الأنشطة الشعبية، والأمريكي يصيح من استمرار عملياتنا العسكرية التي امتدت إلى المحيط الهندي والأبيض المتوسط.. مشيرا إلى أن القوات المسلحة تواجه في مسألة العمليات إلى البحر الأبيض المتوسط مشكلة إسناد أنظمة عربية لصالح العدو.
وأشار إلى أن بعض الأنظمة والجيوش العربية تحاول بجدية عجيبة اعتراض صواريخ اليمن وطائراته خدمة للعدو، وهو أمر مؤسف ومحزن.. قائلا: الله المستعان أن يتحول دور بعض الجيوش العربية الأنظمة إلى دور المدافع عن العدو الإسرائيلي.
ولفت إلى أن دعم العدو الإسرائيلي جريمة رهيبة جدا ووزر يخلد صاحبه في النار لأن مظلومية الشعب الفلسطيني كبيرة.. مؤكدا أهمية الحرص على زيادة الوعي القرآني وفهم الأعداء، ونحن على مشارف الشهر العاشر من العدوان على غزة.
وبين أن من أكثر ما تعانيه أمتنا هو الضعف الكبير في الوعي تجاه الأعداء وطبيعة الصراع مع اليهود.. مشيرا إلى أن ما اعترفت به الخلية الأمريكية جزء يسير مما قد فعله الأمريكي ويسعى لفعله في البلد.
ودعا السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الجانب الإعلامي الثقافي، والسياسي إلى التحرك بشكل منظم وتقديم شواهد للناس عن مخططات الأعداء.. مؤكدا أهمية أن يستمر الخروج الأسبوعي المليوني وأن لا تطرأ حالة الفتور، ولا حالة الملل لتؤثر على البعض من الناس.
وأكد قائد الثورة، على أهمية إدراك أهمية الاستمرار وأهمية الثبات وقيمة ذلك على المستوى الإيماني، وعلى مستوى القيم الأخلاق.. داعيا الشعب اليمني العزيز إلى الخروج المليوني يوم غد الجمعة في العاصمة صنعاء والمحافظات.. قائلا: أدعو لخروج يعبر عن الإيمان والثبات والوفاء، خروج تقرب إلى الله وجهادا في سبيله وابتغاء مرضاته.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي العدو الإسرائیلی الأنظمة العربیة حاملات الطائرات الشعب الیمنی طوفان الأقصى وأشار إلى أن مشیرا إلى أن هذا الأسبوع أن الأمریکی أن عملیات فی فلسطین فی أمریکا وأضاف أن مبینا أن أن العدو حزب الله فی البحر وأوضح أن مؤکدا أن أی نظام فی غزة
إقرأ أيضاً:
مَن يُوقِف هولوكوست غزة ؟
لا أظن أن هناك إنسانًا سويًّا بقادر على متابعة المشاهد المروعة لهولوكوست أو محرقة غزة التي تعرضها يوميًّا شاشات التلفاز ومواقع شبكة المعلومات، وهي محرقة بالفعل قد استُخدِمت فيها القنابل التي تذيب أجساد البشر وتقطِّعهم أشلاء، وتهدم بيوتهم فوق رؤوسهم، بل تحرق خيامهم التي يلوذون بها في العراء.
ولقد بات من الواضح الآن لكل ذي فطنة أن الكيان الإسرائيلي لا يستهدف في المقام الأول احتلال غزة والقضاء على المقاومة، بل يستهدف إبادة الشعب الفلسطيني نفسه، وخلق بيئة طاردة تستعصي العيش فيها (بما يخدم مخطط تهجير هذا الشعب)؛ وهو ما يتبدى من خلال تجويع مَن لاذ منهم بالفرار من المحرقة، ومن خلال القتل المتعمد للأطفال في نوع من الإصرار على وأد النسل.
ومن الحوادث المروعة التي جرت مؤخرًا، تلك المأساة التي تفوق الخيال والتي تجسدت في حالة الطبيبة آلاء النجار حينما استقبلت جثامين أطفالها التسعة في أثناء عملها بالمستشفى، بعد قصف منزلها الذي يؤوي هؤلاء الأطفال الأبرياء الذين يمثل كل منهم نبتة جميلة يانعة في بيئة قاسية لا حياة فيها، حتى إن المستوطنين فيها من الصهاينة يحرقون أشجار الزيتون؛ فلم يتركوا الحجر ولا الشجر، فما بالك بحرق البشر.
ولنا أن نتخيل وقع هذه المأساة على الأم المكلومة التي تلقت الفاجعة بروح الصبر والإيمان، مثلما كان موقف الأب وموقف الجد الذي واسى ابنته الطبية بكلمات بليغة وبروح إيمانية عميقة تكشف عن ثقافة دينية قد ربى ابنته عليها، وكل هذا يكشف في النهاية عن أن شعب فلسطين يموت يوميًّا رجاله ونساؤه وأطفاله، ولكنه سيبقى غير قابل للإبادة.
ومن المدهش حقًّا أن هذا كله لم يحرك ملياري مسلم حول العالم إلا قليلًا؛ فباستثناء تظاهرات بعض الشعوب العربية والإسلامية هنا وهناك، لم تحدث انتفاضات كبرى في العالم الإسلامي لنصرة هذا الشعب الذي يتعرض لمحاولات الإبادة، كما أن الدول التي تمتلك أوراق ضغط على الكيان الإسرائيلي تبدو عاجزة- لأسباب أو لحسابات سياسية مختلفة- عن اتخاذ مواقف صارمة إزاء هذا الكيان، وهو أضعف الإيمان.
ويبدو أن تكرار المشاهد المروعة يوميًّا قد أصاب أكثر الناس بحالة من التبلد في الشعور، بل إن الناس الذين لديهم حمية الشعور في بعض الدول لا يُسمح لهم حتى بالتعبير عن نصرتهم للشعب الفلسطيني. إضافة إلى ذلك، فإن هناك رأيًّا شائعًا لدى كثير من الناس مفاده أن كل هذه الأحداث المروعة قد جرت بسبب أحداث السابع من أكتوبر؛ وبالتالي فإن المقاومة الفلسطينية هي المسؤولة عما جرى ويجري للشعب الفلسطيني! ولكن هذا الرأي- الذي يردده الكثير من السياسيين والإعلاميين وغيرهم- غافل أو يتغافل أحيانًا عن أن كل ما جرى بعد أحداث السابع من أكتوبر هو ما جعل حقوق شعب فلسطين معروفة وقضيتهم مسموعة عبر العالم كله، بعد أن كانت طي الكتمان، ويتم تداولها بين حين وآخر في اجتماعات الساسة.
ولو أن ما حدث لم يحدث، فإنه كان لا بد من أن يحدث يومًا ما؛ لأن شعب فلسطين الأبي الحر لا يمكن أن يعيش عبدًا في كنف كيان محتل يستهدف منذ نشأته سلب أرض هذا الشعب واقتلاع جذوره. ولذلك فإن ذيوع قضية هذا الشعب على المستوى الإعلامي والشعبي قد أدى إلى تغير في موقف الغرب الذي طالما كان نصيرًا ومؤيدًا للكيان الصهيوني على حساب الشعب الفلسطيني. بل إن هذا التغير قد امتد حتى إلى المواقف السياسية سواء على مستوى سياسات كثير من الدول أو على مستوى كثير من الساسة والمشاهير.
حقًّا إن التغير في السياسات الغربية إزاء إسرائيل يبدو مائعًا غير صارم أو يحدث على استحياء (باستثناء بعض المواقف الرسمية الواضحة لدى حكومات من قبيل: إسبانيا وإيرلندا والنرويج وسلوفينيا، التي تطالب بالاعتراف بدولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة)؛ ولكن مواقف السياسيين والمشاهير المضادة لإسرائيل أكثر صرامة وصراحة.
ومن الإنصاف القول بأن بعض اليهود الذين يعيشون في الغرب يدينون بقوة المحرقة الإسرائيلية، حتى إننا قد رأينا مؤخرًا نائبة يهودية في الكونجرس تطارد وزير الأمن القومي المتطرف بن غفير وهي تصرخ في وجهه بصوت عالٍ قائلة: أنت مجرم حرب، وديانتي اليهودية تعتبرك كذلك! ورغم ذلك كله، فلا تزال الحكومة العدوانية بزعامة نتنياهو تمارس الإرهاب والإبادة ضد شعب فلسطين، وهي ترفض وقف العدوان على غزة بشكل دائم، وإنما من خلال هدنة مؤقتة يتم فيها تبادل الأسرى، على تستأنف العدوان بعد ذلك: منتهى التعطش للقتل والدماء!!
السؤال الآن: هل التغير الذي جرى في مواقف الدول والشعوب في الغرب بقادر على إنهاء المحرقة بشكل دائم، والانتهاء إلى حل الدولتين؟ قد يؤدي ذلك إلى وقف المحرقة، ولكن الانتهاء إلى حل الدولتين أمر آخر؛ لأنه يقتضي تحولًا استراتيجيًّا في موقف الولايات المتحدة الأمريكية من إسرائيل، وهو أمر لا يمكن تصور حدوثه إلا إذا حدث تحول جذري راديكالي في مواقف الدول العربية في مواجهة إسرائيل، وعلى رأسها الدول التي تمتلك أوراق عديدة للضغط السياسي.