في إطار دور المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في التثقيف ونشر الفكر المستنير، انطلقت صباح اليوم السبت 6 يوليو 2024م أولى حلقات الصالون الثقافي الصيفي تحت عنوان: “لقاء العلماء في قصص الأنبياء .. دروس وعبر”.

وتناول اللقاء الأول الدروس المستفادة من قصة أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، بمقر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بجاردن ستي، حيث حاضر فيه الأستاذ الدكتور أحمد بهي الدين رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، وفضيلة الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وفضيلة الدكتور رمضان عبد الرازق عضو اللجنة العليا للدعوة بالأزهر الشريف، وقدَّم للقاء الدكتور خالد سعد، بحضور الدكتور محمد عزت الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ نور الدين قناوي رئيس الإدارة المركزية للعلاقات الخارجية، والشيخ محمد سليمان مدير عام المراكز الثقافية، والشيخ عبد الفتاح جمعة مدير عام المخطوطات بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وعدد من الأئمة والدعاة.

وفي كلمته أعرب الشيخ خالد الجندي عن ترحابه بالقيادة الجديدة لوزارة الأوقاف بقيادة فضيلة أ.د أسامة الأزهري، مؤكدًا أنه لابد من الاصطفاف خلفه تحت قيادة سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، موضحًا أن سيدنا إبراهيم (عليه السلام) كان وحده أمة، ففي موقفه وحواره مع قومه حيث يقول سبحانه: "‌وَكَذَلِكَ ‌نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ"، لم يقل عن الكوكب ربي عقيدة وإنما قال ذلك مناظرة وتنزلا في الخطاب مع الخصم حتى يتم إفحامه بما قام عنده من فكر، فتكون الحجة ألزم، مشيرًا إلى أنه لابد من التحمل فطريق الدعوة ليس مفروشا بالورود ولا بالراحة ولا السكينة  فسوف تبتلى وتختبر وتتعرض للمحن، وهذا وعد من الله لعباده  قال تعالى: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ ‌وَالثَّمَرَاتِ ‌وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" فتجهز واستعد والله (عز وجل) لن يتخلى عنك.

وخلال كلمته وجه الدكتور أحمد البهي التهنئة للأستاذ الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف سائلًا الله (عز وجل) أن يوفقه لترسيخ كل قيم الدين الإسلامي الحنيف الذي تعد به وزارة الأوقاف منارة سمحة إلى جوار المؤسسات الدينية المصرية العريقة، مؤكدًا أن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يسهم في استنارة العقول ونشر الفكر الوسطي لديننا الحنيف، وأن موضوع الصالون الصيفي لهذا العام موضوع مهم، وأن العلاقة بين الثقافة وبين العلوم الإنسانية وقصص الأنبياء علاقة راسخة ثابتة، وأنه لابد للدين من وطن قائم ومستقر حتى يقيم الناس شعائر هذا الدين، وأن هناك ما يسمى بالتراث غير المادي وهو تراث ثابت لا يمكن أن نتجاوزه، فالقصص المحكي له قيمة في ذاته سواء أكانت تلك القصص حدثت بالفعل أم لم تحدث، فنجد مثلا مبدأ تسليم الأمر لله شائعا في الثقافة الإسلامية، وأصل هذا التسليم تجده في تسليم سيدنا إبراهيم (عليه السلام) الأمر لله عندما ألقوه في النار.

 

وأكد البهي أن قدر مصر هو مساندة الأنبياء والمرسلين وحراسة الأديان السماوية، فقد استقبلت مصر نبي الله إبراهيم (عليه السلام) وخرج منها بهاجر أم سيدنا إسماعيل (عليه السلام)، وكذلك استقبلت مصر سيدنا يوسف وموسى وهارون وعيسى عليهم جميعًا الصلاة والسلام.

 

وفي كلمته هنأ الدكتور رمضان عبد الرازق الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري على ثقة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية في فضيلته وزيرًا للأوقاف سائلًا الله (عز وجل) له التوفيق والسداد والهدى والرشاد، مؤكدًا أن قصص الأنبياء أحسن القصص قال تعالى: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ"، وأن قصص الأنبياء أنفع القصص قال تعالى: "لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَـكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ"، وأن قصص الأنبياء أصدق القصص قال تعالى: "إِنَّ هَـذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلَّا اللَّهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ"، كما أنها تفصيل لكل شيء وهدى ورحمة للمؤمنين، وقصص الأنبياء لابد من التوقف عندها واليوم مع قصة نبي الله إبراهيم (عليه السلام) ونتعلم منها: أهمية التوحيد قال تعالى: "وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَن لَّا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ"، وأهمية الدعوة إلى الله (عز وجل) في كل وقت، وأهمية التسليم لله رب العالمين قال تعالى: "إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ"، وقال تعالى: "فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ"، والتوكل على الله (عز وجل) قال تعالى: "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ"، موضحًا أن التوكل على الله هو الأخذ بالأسباب وكأنها كل شيء، والاعتماد على الله وكأن الأسباب ليست بشيء، وأن  من أحسن تعريفات التوكل: انشغال الجوارح بالأسباب وانشغال القلب برب الأسباب.

 

وقد تضمن الصالون الثقافي الصيفي بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية عددًا من المداخلات للأئمة والواعظات.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الإسلامية المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الفكر المستنير الصالون الثقافي المجلس الأعلى للشئون الإسلامیة قصص الأنبیاء علیه السلام قال تعالى عز وجل

إقرأ أيضاً:

كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟.. الإفتاء تجيب

كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟ سؤال ورد الى دار الإفتاء المصرية.

وأجاب الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن السؤال قائلا: إن الإنسان إذا فعل الانسان المعصية، ورجع الى الله سريعا.. عفا الله عنه وسامحه إذا كانت توبته نصوحة.

وأشار خلال بث مباشر سابق لدار الإفتاء إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم".

وأشار "ممدوح" خلال فيديو عبر صفحة دار الإفتاء المصرية على "يوتيوب" إلى أن هذا ليس تبريرا للمعصية.. ولكن فتحا لباب الرجاء أمام العصاة التائبين بأن باب القبول ليس مغلقا فى وجوهم.


وأوضح "ممدوح" أنك إذا أخطأت وعصيت ووجدت أن الله بعد هذه التوبة قد وفقك لطاعات، فهذه علامة إن شاء الله على العفو.

وتابع: عندما تكون توبتك صادقة بقلب خاشع مقبل نادم ندم حقيقي فيرجى أن تكون قد قبلت توبتك وعفا الله عنك.

وأكد أن الإنسان عليه الإكثار من عمل الحسنات فإن الحسنات يذهبن السيئات، وحسن الظن بالله، وربنا يعفو عنا جميعا.

الإفتاء توضح كيف يكون التحلُّل من الإحرام بالحجهل يجوز الاقتراض من أجل الأضحية؟ .. الإفتاء تجيبحكم الجمع بين طواف الإفاضة والوداع.. دار الإفتاء تجيبحكم الجمع بين النذر بالنحر والأضحية.. الإفتاء تجيب

كيف أعلم أن الله راض عني

العلامات الباطنية:
أن القلب يشعر بذلك، أي يشعر أنه مرتاح ومطمأن وسعيد، إذ قال النبي صل الله عليه وسلم: (المؤمن من سرته حسنته، وساءته سيئته).

لذلك فإذا قمت بالحسنة ووجدت قلبك فرحان وليس نفسك، لأنه إذا عصي الشخص الله كثيراً ستسعد نفسه، فهذا يعني أن الطاعة جيدة، وسيتقبلها الله بإذنه.

القلب هو المقياس، بمعني أنه إذا انشغل الشخص وهو يصلي ولم يخشع فسيشعر وكأنه لم يصلي، لأن قلبه لم يشعر، على الرغم من أن صلاته صحيحة فقهاً ومكتملة الأركان.

العلامات الظاهرة:
1.أن الإنسان يجد نفسه دائماً مستخدماً في الطاعة، ودائماً منهمك في الطاعات، هذا توفيقٌ رباني ودليل على رضي الله عنك.

2.أن تخرج من طاعة إلى طاعة دون أن يمل قلبه

3.أن تسأل نفسك هل أنت راضٍ عن ربك؟، بمعني هل ترضي عما يرزقك الله به؟، فالمولي عز وجل يريد أن يستنطقك.

فإذا كانت إجابتك بنعم وقلت أنا راضٍ عما رزقني الله به، فهذا يعني أن الله راضٍ عنك.

لأنك تذكر النعمة فكأنك تشكر الله على ما رزقك به، فيرضي عنك لأنك تحمده.

آثار رضا الله عن العبد

رضا الله -عزّ وجلّ- محلّ اهتمام المؤمنين وغاية مقصدهم، وتحقق ذلك لهم يكون كالحصول على أعظم وأكبر النعم في الدنيا والآخرة، وقد جعل الله -تعالى- جزاء عباده المؤمنين حقّ الإيمان هو رضاه -جلّ وعلا- عنهم؛ فإذا ما رضي العبد عن ربّه رضي الله -تعالى- عنه، كما أنّ رضا العبد عن ربّه يُعدّ من آثار رضا الله -تعالى- عنه، حيث يكون رضا الله -تعالى- سبباً ونتيجةً في الآن نفسه، وهو أعظم ما يمكن أن يحققّه العبد في حياته؛ فهو طمأنينة العابدين، وسكينة المشتاقين،[١٩] وإذا أراد العبد أن يعرف حال رضا الله -تعالى- عنه؛ ينظر إلى حال إيمانه، فمِن كمال رضوان الله -تعالى- عن العبد كمال إيمان العبد نفسه، حتى إذا ما رضي الله -تعالى- عن العبد أرضى عنه جميع خلقه.


علامات رضا الله عن العبد


قال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق، إن من علامات رضا الله عن عبده التوفيق فإذا كنت تصلي مثلا ومواظب على الصلاة باستمرار دون انقطاع فهذا توفيق من الله بسبب رضاه عنك.

وأضاف خلال إجابته على سؤال ورد اليه يقول: "كيف أعلم أن الله راضي عني وهل هناك علامات على ذلك؟". قائلا: إذا كنت تداوم على فعل شيء تقربا لله فهو رضا من الله عليك كأن تداوم على صلاة ركعتين يوميا قبل نومك. و"أحب الأعمال الى الله أدومها".

وأوضح "جمعة" ان من بين علامات رضا الله عن عبده هو استجابة الله لدعاء عبده وفي نفس الوقت لا يمكن القول بأن عدم الاستجابة غضب من الله لعل كان التأخير أفضل فالله يعلم وانتم لا تعلمون.

ومن بين علامات الرضا أيضا: "منعك ولو قهرا من المعصية" كأن ان تكون متوجه بسيارتك لفعل معصية ما فتجد إطار السيارة قد تعطل في الطريق فهذا خير لك قدره الله حتى لا تتوجه الى فعل هذه المعصية.

وتابع المفتي السابق أن من بين علامات رضا الله عن عبده ان يكون لسان العبد رطبا من كثرة ذكر الله والتحكم في نفسه عند الغضب.

طباعة شارك كيف أعرف أن الله عفا عني كيف أعرف أن الله سامحني الإفتاء كيف أعلم أن الله راض عني آثار رضا الله عن العبد علامات رضا الله عن العبد

مقالات مشابهة

  • ميلان يحسم أولى صفقاته في الميركاتو الصيفي
  • انطلاق قطار المشاعر المقدسة في أولى رحلاته استعداداً لموسم الحج
  • الأمين العام للشئون الإسلامية يُهدي كلية الشريعة والقانون مجموعة من الإصدارات المترجمة
  • أمين الأعلى للشئون الإسلامية يُهدي كلية الشريعة والقانون مجموعة من الإصدارات المترجمة
  • لاعب مغربي على رادار ريال مدريد تمهيدًا للتعاقد الصيفي
  • خالد الجندي: اللي عليه دين وناوي يطلع يحج مينفعش يروح إلا في حالتين
  • تقلل الأجر.. خالد الجندي يحذر من بدع الحجيج
  • كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟.. الإفتاء تجيب
  • نادي السلام يعلن الفائزين في مسابقة الأندية للإبداع الثقافي
  • ثبات نبي الله إبراهيم عليه السلام في مواجهة الطاغوت : قراءة في المحاضرة الثالثة للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله ضمن سلسلة دروس القصص القرآني