11 سؤالا تشرح ما الذي يفعله الحجاج في يومي التروية وعرفة؟
تاريخ النشر: 4th, June 2025 GMT
مع بزوغ فجر اليوم يدفق مئات آلاف الحجيج إلى وادي منى العتيق، حيث يمتد أطول مخيم في العالم، وتتراص خيمه البيض على طول الأفق في لوحة فنية جميلة تقر العين وتريح النفس، وعلى أطرافه الشمالية والجنوبية تمتد بشموخ سلسلة جبلية يتردد على قممها صدى تكبيرات الملبين كل عام.
بياض خيام منى يتناسب مع بياض المقاصد التي دفعت ملايين الحجاج إلى النفير إلى هذا الوادي الذي يغص برواده ويتنفس عطر الشوق وعبير التلبية والتكبير والتهليل.
كما يتناسب أيضا مع بياض ثياب الإحرام التي تلف أجساد الحجاج وهم يجوبون خيام منى، يحملهم الحنين على أجنحة شوق عارم.
في هذا اليوم تبدأ فعليا رحلة الحج المتصلة زمانا ومكانا، والتي تتواصل على مدى 6 أيام، بالإضافة إلى ما يسبقها من تلبية وطواف بالبيت الحرام.
وفي هذا اليوم المبارك يقضي الحجاج يومهم في صلاة وعبادة فيما يعرف بيوم التروية، فما أبرز أعمال الحج في هذا اليوم والذي يليه (يوم عرفة)؟
ما يوم التروية؟يوم التروية هو يوم الثامن من شهر ذي الحجة، ينزل فيه الحاج في مشعر مِنى ويؤدي بها صلاة الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، والفجر.
لماذا سمي يوم التروية؟
يختلف المختصون في أسباب تسميته بهذا الاسم، إذ يرى البعض أن ذلك يعود إلى أن الحجيج كانوا يتروّون فيه من الماء استعدادا ليوم عرفة.
إعلانوقيل لأن الحجاج يروون فيه أنفسهم بالإيمان والتقوى استعدادا للوقوف بعرفة، منسك الحج الأعظم، في التاسع من ذي الحجة.
وقيل سمي يوم التروية لأن آدم رأى فيه حواء واجتمع بها، أو لأن إبراهيم رأى في منامه ذبح ابنه فأصبح يتروى، أو لأن جبريل أرى إبراهيم فيه المناسك، أو لأن الإمام يعلم الناس ويرويهم فيه المناسك.
ما الذي يفعله الحجاج في يوم التروية؟في يوم التروية، يقضى الحجاج وقتهم في الدعاء والذكر والتأمل، وترديد تلبية الحج "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك".
كما يُصلّون في مِنى الصلوات الخمس قصرا من دون جمع، ويبيتون هناك قبل التوجه إلى صعيد عرفة بعد طلوع شمس اليوم التاسع من ذي الحجة.
ويستحب للحاج الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى مِنى، كما يستحب له أن لا يخرج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعل ذلك.
أين يقع مشعر منى؟يقع مشعر مِنَى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو عبارة عن وادٍ تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكن إلا في فترة الحج.
وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16.8 كيلومترا مربعا، وهو من أكبر المشاعر المقدسة احتضانا للدوائر الحكومية والجهات الخدمية العاملة على تيسير أداء مناسك حجاج بيت الله الحرام، بما يقدر بـ15% من مساحة السفوح الجبلية للمشعر.
وتستخدم المساحة المتبقية لنصب الخيام من أجل إيواء الحجاج على مساحة تقدر بـ2.5 مليون متر مربع تستوعب نحو 2.6 مليون حاج، وبهذا يكون المشعر أكبر مدينة خيام في العالم.
من أين جاءت تسمية منى؟
تختلف المصادر التاريخية في سبب تسمية ذلك الوادي المبارك، فقيل لما يُمنى فيه من الدعاء، وقيل إن جبريل عليه السلام أتى إبراهيم عليه الصلاة والسلام في ذلك الوادي وقال له تمنى على ربك ما شئت، فسمي الوادي منى.
إعلانويقول المؤرخون إن تسمية مشعر مِنَى مشتقة من الفعل أَمنَى بمعنى أراق الدماء، وذلك لكثرة ما يراق فيه من دماء الهَدْي.
ورأى آخرون أن منى سُميت كذلك لاجتماع الناس بها، إذ إن العرب تسمي كل مكان يجتمع فيه الناس مِنَى.
ولئن اختلفت الروايات بشأن التسميات، فالمؤكد أنه يمثل إحدى محطات الحج الأساسية، يمر بها الحجيج كل عام ذهابا وإيابا من عرفات ركن الحج الأعظم.
ما مكانة منى في الإسلام؟ولمشعر منَى مكانة دينية خاصة عند المسلمين. ففي هذا المكان، رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام إبليس بالجمار، وذبح كبشا فداء لسيدنا إسماعيل عليه السلام.
ثم أكد النبي محمد صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع، إذ رمى جمرة العقبة أو الجمرة الكبرى صبيحة العاشر من ذي الحجة، وذبح الهدي بعد رمي الجمرات، وحلق شعره في اليوم ذاته، ومن بعده استنَّ المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون.
ويشتهر مشعر مِنَى أيضًا بمعالم مهمة في الحج، منها الشواخص الثلاثة التي يرمي فيها الحجاج الجمرات، التي تتمثل في جمرة العقبة في اليوم العاشر من ذي الحجة، وجمرات أيام التشريق الثلاثة في أيام 11 و12 و13 ذي الحجة.
كما يحتضن هذا المشعر مسجد الخيف الذي يقع على السفح الجنوبي من جبل منى، قريبا من الجمرة الصغرى، ويعد ثالث أكبر مسجد بمنطقة مكة المكرمة بعد المسجد الحرام ومسجد نَمرة.
وهو أحد المواضع التي صلى فيها النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
كذلك، شهد مشعر مِنَى أحداثا تاريخية في الإسلام، منها بيعتا العقبة الأولى والثانية عامي 12 و13 من الهجرة، واللتين بايع فيهما مجموعةٌ من الأنصار النبي محمد عليه الصلاة والسلام على نصرته.
عرفات
وبعد يوم التروية يصعد الحجاج إلى عرفات في اليوم التاسع من ذي الحجة للوقوف على صعيدها الطاهر وأداء ركن الحج الأعظم، فما الذي يجري في هذا اليوم؟
إعلان أين تقع منطقة عرفات؟عرفات أو عرفة منطقة مستوية تبعد عن المسجد الحرام في مكة المكرمة نحو 20 كيلومترا باتجاه الجنوب الشرقي. ويحد عرفات من الجهة الغربية وادي عرنة.
وتقع عرفات خارج حدود الحرم، وهي أحد حدود الحرم من الجهة الشرقية، وإجمالي مساحتها 10.4 كلم2، وقد وضعت علامات تبين حدودها.
لماذا سميت عرفة بهذا الاسم؟قيل إن عرفات سميت بذلك لأن الناس يتعارفون فيها، أو لأن أمين الوحي جبريل عليه السلام طاف بالنبي إبراهيم عليه السلام وكان يريه المشاهد فيقول له "أَعَرَفْتَ؟ أَعَرَفْتَ؟"، فيرد إبراهيم "عَرَفْتُ، عَرَفْتُ"، كما قيل غير ذلك في سبب التسمية.
ما المقصود بالوقوف بعرفة؟الوقوف بعرفة يعد الركن الأعظم ولا يصح الحج من دونه، يبدأ من فجر اليوم التاسع من ذي الحجة، ويمتد إلى طلوع الفجر الصادق لليوم العاشر، ويكثر فيه الحاج من الذكر والدعاء.
والمقصود بالوقوف بعرفة هو الحضور والشهود والمكوث في هذا المكان لمدة من الزمن، وليس بالضرورة الوقوف على القدمين، فيمكن أن يجلس الحاج أو يستلقي إن كان ذلك أريح له، وعرفة كلها موقف كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس هناك مكان فيها مخصوص بذلك دون غيره، والشرط أن يكون الوقوف ضمن الحدود المعروفة لمشعر عرفات، ويستمر حتى غروب الشمس.
ما الذي يفعله الحاج في عرفة؟يعرف يوم عرفة أيضا بأنه يوم الحج الأكبر، إذ فيه يؤدي الحجاج الركن الأعظم للحج، وهو الوقوف في صعيد عرفة والإكثار من الذكر والدعاء، وهو ركن لا يصح الحج من دونه.
يجتمع الحجاج في عرفة يوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويصلون الظهر والعصر قصرا (ركعتين فقط لكل صلاة منهما) وجمع تقديم، ويستمرون في الدعاء والذكر والتكبير إلى وقت غروب الشمس.
ويوم عرفة من أعظم أيام الله، تغفر فيه الزلاّت وتجاب فيه الدعوات، وهو يوم إكمال الدين وإتمام النعمة على المسلمين، وجعله الله كالمقدمة ليوم النحر، وقد وردت في فضائله ومآثره والأعمال المشروعة فيه -للحاج ولغير الحاج- أحاديث نبوية عديدة.
إعلانكما ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالى "فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام".
ما أبرز معالم عرفة؟
ومن أهم معالم عرفة التي يتنافس الحجاج في الوقوف بها طلبا للمغفرة والرحمة "جبل عرفة"، الذي تسميه العامة "جبل الرحمة"، وهو المكان الذي ألقى أسفله النبي محمد عليه الصلاة والسلام -قبل 14 قرنا- خطبة الوداع التي أعلن فيها اكتمال رسالة الإسلام.
ويقع "جبل عرفة" شرقي عرفات، وهو أكَمَة تتكون من حجارة صلدة سوداء وكبيرة وسطحها مستوٍ وواسع، يعلوه شاخص (عمود حجري) طوله 7 أمتار، كما يدور حوله حائط يبلغ ارتفاعه نحو 57 سنتمترا.
ويبلغ عرض هذا الجبل شرقا 170 مترا، وعرضه غربا 100 متر، وطوله شمالا 200 متر، وطوله جنوبا 170 مترا، وارتفاعه عن سطح البحر 372 مترا، وارتفاعه عن الأرض التي تحيط به مقدار 65 مترا.
ومن أهم معالمه أيضا مسجد نمرة، وهو الموضع ذاته الذي خطب فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة، ويصلي فيه كثير من الحجاج صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، ويحرصون على القدوم إليه ليستمعوا إلى خطبة يوم عرفة.
ويعرف المسجد بعدة أسماء كمسجد إبراهيم وعرنة وعرفة، وتقول إحدى الروايات إنه أخذ اسم "مسجد عرفة" من قرية تقع خارج منطقة عرفة، أقام فيها النبي صلى الله عليه وسلم ثم سار منها إلى وسط عرفة وصلى هناك وخطب في الناس.
ويرجَّح بناء المسجد في منتصف القرن الثاني للهجرة في بداية عهد الخلافة العباسية (في القرن السابع الميلادي)، ثم حظي لاحقا باهتمام السلاطين على مر فترات التاريخ الإسلامي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الحج حريات الحج صلى الله علیه وسلم فی هذا الیوم علیه السلام یوم الترویة النبی محمد مشعر م ن ى الحجاج فی یوم عرفة ما الذی أو لأن
إقرأ أيضاً:
الإنسان بين نعمة الهداية وشهوة الطغيان .. قراءة دلالية في وعي الشهيد القائد رضوان الله عليه
حين يقرأ الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) القرآن الكريم، فإنه يغوص في أعماق المعاني، ويتعامل مع النص القرآني بوصفه حيًّا ناطقًا، يخاطب الإنسان في وجدانه وسلوكه وواقعه اليومي، ومن بين الآيات التي توقف عندها بتأمل واسع وقراءة ذات طابع روحي وفكري، هي الآيات الأولى من سورة النحل، التي تبدأ بقوله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ} (النحل:2)
يمانيون / خاص
في هذا التناول القرآني، يعرض الشهيد القائد الآيات كنافذة يدخل منها القارئ إلى فضاءٍ واسع من النعم الإلهية، والهداية الربانية، وقوانين الطغيان الإنساني، وتفاصيل الرحمة المتجلّية في الخلق والتسخير والجمال، إنه يُمهّد لقراءة تربط بين الهداية كأعظم نعمة، والكون كمنظومة تسخيرٍ رحيمٍ للإنسان، والإنسان ذاته ككائن متمرّد حين يرى نفسه مستغنيًا.
هذا التمهيد الذي يبدأ بذكر “أمر الله” لا يُفهم عند الشهيد القائد على أنه مجرد تهديد بالعقوبة، بل كمفتاح لفهم الجدّية في مشروع الهداية الإلهي، وكمال الرعاية الربانية التي تشمل أدق تفاصيل حياة الإنسان، من إرساله الأنبياء وإنزال الكتب، إلى تسخيره الأنعام وتهيئة الأرض بجمالها ومنافعها.
من هنا تبدأ رحلته مع الآيات، رحلة لا تكشف عن معناها الظاهري فقط، بل تكشف عن علاقتها بالواقع، وعن مسؤولية الإنسان في التفاعل مع نعم الله، خشيةً وشكرًا وعبادة.
الهداية .. قمة النعم الإلهية
يبدأ الشهيد القائد بتسليط الضوء على النعمة الأساسية، والمركزية في حياة الإنسان، نعمة الهداية، عبر إرسال الأنبياء وإنزال الكتب، حيث يؤكد أن هذه النعمة هي الأولى والأعظم، وتُقدَّم على ما سواها من النعم، حتى نعمة الخلق والرزق، قوله: ’’هذا أول شيء، وأهم النعم نعمة الهداية بالنبوة…’’ ،، يبرز هذا الترتيب الدلالي لمفهوم النعمة أن الشهيد القائد لا ينظر إلى الدين كمجرد ثقافة، بل كضرورة وجودية مرتبطة ببقاء الإنسان في مساره الصحيح.
الخلق بالحق .. لا عبث في خلق الله
في معرض المعنى الدلالي في قوله تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ} ، يؤكد الشهيد القائد رضوان الله عليه ، أن هذا الخلق لم يكن عبثًا، بل لحكمة وغاية، وهذا يلفت النظر إلى مركزية الغاية في العقيدة الإيمانية، حيث كل ما حول الإنسان له وظيفة، وكل نظام كوني يحمل رسالة.
الطغيان الإنساني عند الغنى .. جحود النعمة
من أهم المحاور الدلالية في الخطاب تحذير الشهيد القائد من انقلاب الإنسان على خالقه حين يرى نفسه مستغنيًا، يستشهد بآيات كثيرة منها: {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى} ، وهنا يستنبط القائد درسًا عميقًا، أن الطغيان لا ينبع فقط من الجهل أو الحاجة، بل غالبًا ما ينبثق من حالة الاستغناء والغفلة، وبالتالي يدعو إلى الحياء من الله في لحظات الرخاء، لا فقط في لحظات الشدة.
نعمة الجمال في الخلق الإلهي
يتناول الشهيد القائد جانبًا مميزًا في النعمة، البعد الجمالي، ويعتبره نعمة مستقلة، ومن الأمثلة التي أوردها ، جمال الأنعام عند السرح والرواح ، ومناظر الزرع والثمار، وألوان الفواكه وروائحها، ’’حتى جانب الجمال، هو أيضاً مما هو ملحوظ داخل هذه النعم الإلهية…’’ ، الرسالة هنا أن الله لا يُعطي فقط ما تحتاجه أجسادنا، بل ما تطرب له أرواحنا وأبصارنا، وفي هذا تكامل للنعمة يجعلها شاملة لحياة الإنسان الحسية والوجدانية.
الرحمة الإلهية في التسخير والتنوع
من خلال استعراضه لخلق الأنعام والخيل والبغال والحمير، يبيّن الشهيد القائد أن هذا التسخير نابع من رأفة ورحمة إلهية، يقول : وأنتم لا تملكون أن تسخروها لأنفسكم فسخرها لكم؛ لأنه رؤوف بكم، رحيم بكم ، يشير إلى أن الإنسان ليس هو المتحكم الحقيقي في سنن الكون، بل هو مُكرَّم بتسخيرٍ من الله، وأن من واجبه الاعتراف بهذا الفضل والتواضع أمامه.
الهداية .. مسؤولية الله وحقه المطلق
يعود القائد ليؤكد مركزية الهداية كخط رسالي، فيقول: ’’وكأنه يقول لنا، أنا الذي أهدي، وأنا الذي يهمني أمركم…’’ ، في هذا الموضع يؤكد على حق الله في أن يهدي، وأن ذلك ليس خاضعًا لميول البشر أو رؤاهم، بل هو نابع من إرادته ورحمته، فكما تكفّل الله بالرزق والخلق، تكفل أيضًا بالهداية.
أخيراً
المعاني الدلالية في قراءة الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي للآيات، ليس تفسيرًا تقليديًا قائمًا على البيان اللغوي فقط، بل هو تأملٌ روحي واجتماعي وتحليل نفسي لطبيعة الإنسان في تعامله مع النعم. يبرز فيه عمق البصيرة الإيمانية، والربط بين الآيات والواقع الاجتماعي والاقتصادي، والتنبيه على خطر الغفلة في الرخاء، والدعوة إلى التأمل في الجمال كدليل على رحمة الله، وإثبات أن الهداية من الله وحده، وهي أعظم نعمة على الإطلاق.