بوابة الوفد:
2025-06-27@11:03:18 GMT

بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم

تاريخ النشر: 7th, July 2024 GMT

يقول شوقى: بالعلمِ والمالِ يبنى الناس مُلكَهمُ/ لم يُبنَ مُلكُ على جهلٍ وإقلالِ

تذكرت هذا البيت الشعرى الرائع لأمير الشعراء وأنا أتابع تشكيل الحكومة الجديدة، متمنياً لها كل التوفيق والنجاح، متسائلاً ومسترشداً ببيت شوقي: هل نملك فى مصر العلم المطلوب؟ وهل فى حوزتنا المال الوفير كى نبنى الملك المنشود؟

فى ظنى أن العلم المطلوب الآن لبناء دولة عصرية حديثة يتشعب إلى عدة أفرع رئيسة أبرزها:

1-   وجود مسئولين يتمتعون بخبرات سياسية عميقة تسمح لهم بوضع سياسات تعمل على (إسعاد) الغالبية العظمى من الشعب.

وأكرر الغالبية العظمى، وليس القلة القليلة، وسعادة الناس لا يمكن أن تتحقق إلا إذا توفرت لهم حياة حرة كريمة، لا عوز فيها ولا إفقار. وفى ظنى أن مصر طوال تاريخها الحديث تحظى بوجود هذه الفئات من السياسيين المتميزين.

2-   هؤلاء المسئولون (الموهوبون سياسياً)، وأكرر (الموهوبون سياسياً)، يمتلكون مهارات خاصة تجعلهم يعرفون كيف يمكن لهم استثمار موارد مصر على أكمل وجه، ومواردنا، والحمد لله، كثيرة ومتنوعة بشكل مدهش.

3-   التركيز التام على تطوير التعليم بأسلوب يواكب ما يجرى فى العالم من طفرات رائعة فى هذا المجال، فالتنشئة السليمة للأجيال الجديدة هى المفتاح الذهبى للدخول إلى العصر الحديث بكل ما يميزه من تطور صناعى واقتصادى وزراعى وطبى وتكنولوجى.

4-   العمل على تخفيف الاحتقان العام الذى تبدو ملامحه قاتمة لمن يرصد الوضع بحياد، الأمر الذى يتحتم علينا أن نعمل بجدية على فتح أبواب حرية الرأى والتعبير دون خوف أو وجل، فالأمم المكبلة لا تبنى ملكاً ولا جاهاً.

5-   تخصيص الميزانيات الضخمة للإنفاق على الفنون والآداب، لا فى القاهرة وحدها، بل فى ربوع مصر كافة، فالأدب الرفيع والفن الجميل هذان هما الرحماء بعقول الناس ووجدانهم.

6-   إرسال المزيد من البعثات إلى الدول الكبرى التى تحقق المزيد من النجاحات الباهرة فى جميع فروع المعرفة، حتى يستزيد طلابنا من علومهم وفنونهم، ويعودوا إلينا مدججين بأحدث ما وصل إليه العقل البشرى من علم ومعرفة، كل فى مجاله. فلا يمكن أن ننهض دون أن نستفيد من الذين سبقونا فى رحلة التطور.

7-   العمل على تعزيز فضيلة إتقان العمل بكل ما نملك من أسباب، وهذا لن يتأتى إلا إذا غرسنا فى أنفس الأجيال الجديدة وعقولها هذه الفضيلة المنسية، ولعل تخصيص الجوائز السخية لكل من يتقن عمله إتقاناً شديداً يسهم فى تحقيق ما نريد.

لا يغيب عن فطنة القارئ أن (الكبار) فى العالم الآن يخططون للمستقبل البعيد، وليس القريب فحسب، بل يعملون على تحقيق خططهم بأكبر قدر من النجاح، كما فعلوا فى القرون الفائتة، الأمر الذى يجب أن يدفعنا إلى ضرورة الانتباه جيداً لكل ما يحدث، فمصر ليست دولة هينة بلا وزن، بل هى مطمع بالغ الأهمية يسيل له لعاب هؤلاء (الكبار) وأتباعهم.

أجل... صدق شوقى حين قال (بالعلم والمال يبنى الناس ملكهم).

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: ناصر عراق الحكومة الجديدة التوفيق والنجاح

إقرأ أيضاً:

عمرو الليثي يكشف كواليس فيلم الراجل الثاني ويعلن مفاجأة

 

أكد الإعلامي د. عمرو الليثي من خلال تصريحات صحفية خاصة، إنه كانت تربطنى علاقة قوية بالمخرج الراحل الكبير على عبدالخالق، ولمن لا يعرف هو من كبار المخرجين الذين أخرجوا أهم الأعمال فى تاريخ السينما المصرية، مثل العار والكيف وغيرهما من الأعمال، وكانت المفاجأة أن والده هو الأستاذ عبدالخالق صالح الذى لا يعرف الكثير أنه هو الرجل الذى ظهر فى فيلم «الرجل الثانى» وجسد شخصية «الرجل الأول». 

 

 

 

 

وحكى لى الأستاذ على عبدالخالق ان والده كان يحمل شغفًا فنيًا خفيًا منذ الصغر ولكن رغبته فى الفن قوبلت برفض صارم من عائلته ودخل كلية الشرطة وتخرج منها ليبدأ مسيرة مهنية طويلة ضابطًا حتى وصل إلى رتبة لواء. لكن الفن كان حلمه المؤجل، وقد دخل المجال الفنى متأخرًا بعد سن الأربعين، من خلال الدعوة للمشاركة فى أعمال مسرحية هاوية مع صديقه القديم الأستاذ فاخر فاخر. وفى أحد هذه العروض، شاهده المخرج عزالدين ذوالفقار الذى لمس فى أدائه وقاره وقوة شخصيته، فرشحه لأدوار تحمل مزيجًا من السلطة والغموض. وكان «الرجل الثانى» إحدى أبرز تلك الفرص،. 

 

 

 

 

وأنتج فيلم «الرجل الثانى» عام ١٩٥٩ ويعتبر علامة فارقة فى مسار أفلام الجريمة والإثارة، شارك فى بطولته نخبة من النجوم، على رأسهم رشدى أباظة فى دور عصمت كاظم وصلاح ذوالفقار بدور الضابط كمال، وصباح فى شخصية لمياء سكر، وسامية جمال بدور الراقصة سمر، إلى جانب عبدالخالق صالح فى دور محورى وغامض هو «الرجل الأول». هذا الفيلم لم يكتفِ بحبكة متقنة، بل حمل وجوهًا درامية شديدة العمق، لعل من أبرزها شخصية «الرجل الأول»، التى أداها عبدالخالق صالح بحضور نادر وحسم لا يُنسى.

 

شخصية «الرجل الأول» تمثل القيادة الخفية فى شبكة إجرامية معقدة. طوال أحداث الفيلم، لا نعرف من هو، لا يظهر، ولا يُذكر اسمه صراحة، لكنه حاضر فى كل مشهد، عبر قرارات غير منظورة، وأوامر تنفذ بلا تفسير. هو القائد الذى يخشاه الجميع، بمن فيهم «الرجل الثانى» عصمت كاظم. هذا الغموض ليس عبثيًا، بل كان عنصرًا مقصودًا فى بناء التوتر، وظل الجمهور يتساءل طوال الفيلم من هو الرأس الحقيقى حتى لحظة الكشف المفاجئة، حين يظهر الرجل الأول فى مشهد ختامى قاتم يقتل فيه عصمت ثم يُقبض عليه. وظهوره المتأخر كان قرارًا إخراجيًا ذكيًا من عز الدين ذوالفقار، ليمنح الشخصية غموضًا وسحرًا خاصًا، ويصدم الجمهور حين يكتشف أن الشخصية الهادئة التى كانت تمر مرور الكرام، هى العقل المدبّر لكل شىء.

 

على الرغم من قصر ظهوره فى الفيلم، إلا أن الأستاذ عبدالخالق صالح تمكن من منح «الرجل الأول» بعدًا نفسيًا فريدًا. لم يكن مجرمًا غوغائيًا أو انفعاليًا، بل هادئًا، عقلانيًا، يتحدث بصوت منخفض وحضور طاغٍ. إضاءة المشهد الذى يظهر فيه كانت متعمدة؛ مركزة على ملامحه الحادة، ومصحوبة بموسيقى مشدودة، لتُبرز هيبة الشخصية دون الحاجة إلى كلمات كثيرة.

 

هكذا أثبت الأستاذ عبدالخالق صالح أن الدخول المتأخر لعالم الفن لا يمنع من ترك أثر عميق، وأن الشخصية الصامتة يمكن أن تصرخ فى ذاكرة المشاهدين طويلًا.

مقالات مشابهة

  • عمرو الليثي يكشف كواليس فيلم الراجل الثاني ويعلن مفاجأة
  • إنجي علي تروج لحلقتها الجديدة مع أسماء أبو اليزيد في هذا الموعد
  • قرارات للمنفي والدبيبة لإعادة ضبط الأمن والمال العام وتمهيد الطريق للاستحقاقات الوطنية
  • أمل عمار: برامج الحماية الاجتماعية تلعب دورا فى الحد من العنف والتمييز ضد المرأة
  • نائب ليبي ينتقد “الوهم السياسي” ويدعو للنهوض بالعلم والصناعة
  • اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة ووزير خارجية اليونان
  • “حين تلتقي الهندسة بالعلم ـ عالم المختبرات”… محاضرة في جامعة حمص
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (2 من 2)
  • في ذكرى 30 يونيو.. كيف سطّر «الإخوان» نهايتهم في حكم مصر (1 من 2)
  • برلماني: وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل تطور إيجابي يبنى عليه لإحلال السلام