“زوبعة” القاهرة !
رشان اوشي
على إثر “زوبعة ” القاهرة ، و رغم تمنياتنا لمؤتمر الحوار السوداني بالتوفيق؛ لأن مبدأ الحوار يعني أن يتخلى النادي السياسي عن نهج عدائي بين تياراته ، و ضبط مواقفه، ومنعها من الإضرار بأمن السودانيين ، وضبط علاقاته الخارجية من أجل التصالح مع الشعب السوداني .
رغم جزمي أن هذه الأحزاب ليس باستطاعتها إحداث تغيير ملحوظ في الملفات المعقدة الآنية واهمها ملف (الحرب) ، فهذه الملفات في يد كفيل بعضهم “الامارات” ، ولن تدعها أبداً لغيرها، فهي مصدر قوة ابتزازها للقيادة السودانية ، وكذلك مصدر رزقها المنتظر في (الفشقة، ميناء ابو عمامة ، وذهب السودان) .

النادي السياسي السوداني ما زال معجون بالفشل بكل حمولته السلبية ، و مثقل بأعباء التاريخ و صراعاته، و إِحِن الماضي و خلافاته، ، وما زالت “الاجندة الخارجية ” تعمل فيه بكامل طاقتها وتأثيرها، وفهم هذا البعد والوعي به هما طريق الخلاص منه نحو المستقبل.
ما زال النادي السياسي بعيد عن تجاوز الماضي، فضلاً عن القطيعة التي تسبب فيها صراع المصالح ، بينما الخلط بين المواقف الوطنية و اجندة الكفيل سيكون معوقٌ عن تحقيق أي تقدمٍ أو إنجاز وطني.

الصراع السياسي القائم في السودان هو بين خونة وآخرين فاشلين ، وكله يدور في بوتقة نظامٍ واحدٍ، قائده واحدٌ، وهو مَن يسمح بتقدم طرفٍ على طرفٍ حسب الأوضاع السياسية دولياً وإقليمياً، بينما السياسيين الوطنيين الحقيقيين في ميادين القتال ضد الغزو الاجنبي ، يعانون من التشتت و الاستهداف المتكرر بشكل منهجي.

“وطنيو السودان ” تعبر عنهم مواقف مرئية ، وشخصيات تظهر من الخنادق وليس الفنادق ، مثل (شباب الإسلاميين ، المقاومة الشعبية المسلحة ، أبناء ديسمبر الأوفياء ..الخ) .. وعلى الرغم من أنهم يعبِّرون عن اختلافاتٍ حقيقية مع النظام، وانهم قُمعوا كثيراً بعد انتهاء مدة الاستفادة الظرفية منهم في مراحل ما من عمر السودان ما بعد ١١/ابريل/٢٠١٩م.
يجب وضع الأمور في نصابها وإبعاد أي توهمٍ قد يوحي بموقفٍ مختلفٍ أو سياسات مغايرة فضلاً عن أي تحولٍ مهم في المشهد السياسي العام .

تحدث المؤتمرون في القاهرة لوقف الحرب حول كل شئ، ما عدا آليات وقف الحرب ، لأنهم على يقين بأن “حميدتي” في غيابه لم يتابع ثرثرتهم ، ولا تعنيه في شئ، ربما وصفها بحالة فصام مستفحلة، الجميع يعلم أن “حميدتي” نفسه لا يستطيع ايقاف وحوشه عن القتل والنهب وتهجير السكان ، هؤلاء تحركهم قيادات عسكرية أجنبية مستأجرة ، تقود العمليات الميدانية ، بتعليمات إماراتية ،لن يستطيع “حمدوك” مخالفتها ، لأن المطلوب منه العودة ب(الفشقة، الموانئ، الذهب) وليس اتفاق مبادئ مع “مبارك الفاضل” أو “برمة ناصر”.

السودانيون في اللجوء والنزوح يؤمنون بأن هذه المرحلة الصعبة من عمر بلادهم لن تحل إلا بأمرين؛ إما بالتفريط في أرضهم وسيادتهم ، وإما بمواجهة شاملة مع المليشيات التي تستعين بها “الامارات” لإخضاع الشعب السوداني .
محبتي واحترامي

رشان اوشي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يعلن السيطرة على ولاية الخرطوم بشكل كامل

أعلن ‏الجيش السوداني اقتراب قواته من السيطرة على ولاية الخرطوم بشكل كامل، مشددا على مواصلة عملياته العسكرية الواسعة في جنوب وغرب أم درمان.

وأفاد الجيش السوداني، أمس الاثنين، بأنه تمت  السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة صالحة جنوب أم درمان.

وكشفت مصادر عسكرية، عن استمرار المواجهات العسكرية بين القوات المسلحة السودانية، وميليشيا الدعم السريع، في منطقة صالحة، بجنوب أم درمان آخر معاقل الدعم السريع فى العاصمة الخرطوم، مشيرة إلى أن الجيش أحرز تقدّمًا بسيطرته على عدد من المواقع في حيّي الجامعة وكامل حي الشقلة، بما في ذلك رئاسة جامعة أم درمان الإسلامية ذات الموقع الاستراتيجي.

وتضم جامعة أم درمان الإسلامية عددًا كبيرًا من البنايات المرتفعة، التي كانت تتخذها ميليشيا الدعم السريع مواقع للقناصة، لاستهداف قوات الجيش والمدنيين، وفقا لوسائل إعلام محلية.

البرهان يصدر قرارا بتعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء في السودانوزير الصحة يدعو لدعم شعبي فلسطين والسودانسلامة الغذاء: 270 ألف طن صادرات غذائية خلال أسبوع.. وأمريكا والسودان أكبر الأسواق المستقبلةالسفير حسام زكي: التوافق حول السودان بقمة بغداد يمثل إنجازاً عربياًأبو الغيط: النزاعات في السودان واليمن والصومال وليبيا تؤثر على العالم العربي طباعة شارك السودان الخرطوم ام درمان الجيش السوداني ميليشيا الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • احتجاجات في لندن تُندد ب استخدام الجيش السوداني للأسلحة الكيميائية
  • رئيس الوزراء السوداني الجديد في مهمة صعبة.. كيف يواجه أصدقاء البرهان؟
  • رئيس تايوان يبدي استعداده للتباحث مع الصين بشأن الصراع حول سيادة الأرخبيل
  • الجيش السوداني يعلن السيطرة على ولاية الخرطوم بشكل كامل
  • ما أهمية سيطرة الجيش السوداني على منطقة العطرون الإستراتيجية بدارفور؟
  • من هو رئيس الوزراء السوداني الجديد الدكتور كامل إدريس؟
  • خريج جامعة القاهرة.. من هو كامل إدريس رئيس الوزراء السوداني الجديد؟
  • اشتباكات دامية في تشاد واعتقال زعيم المعارضة.. خطر يهدد النازحين السودانيين
  • علاقة غير شرعية.. تأجيل محاكمة سيدتين وآخرين بتهمة قتل طبيب التجمع
  • زكي: قمة بغداد حرصت على تأكيد دعمها للشعب السوداني في هذه المرحلة الحرجة