تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تناولت الإعلامية داليا عبد الرحيم، رئيس تحرير جريدة البوابة، ومساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، التشريعات الأوروبية في مواجهة الإرهاب، موضحة أنه مع تزايد مخاطر الإرهاب في العقود الثلاثة الأخيرة وتمدد شبكاته وميدان عملياته لكل قارات العالم وخاصة بعد هجمات 11 سبتمبر في قلب الولايات المتحدة تم إعلان التحالف الدولي للتصدي للإرهاب، ولكن واقع التجربة والممارسة كشف عن غياب رؤية متكاملة وشاملة للتصدي للإرهاب؛ بل أن التعبير الأدق كشف عن غياب إرادة جادة للمواجهة خاصة عند الإدارات الأمريكية وبعض بلدان أوروبا خاصة عند الموقف من جماعة الإخوان؛ وهي الجماعة التي تمتلك تاريخيًا من التفاهمات والعلاقات المعلنة والخفية مع معظم الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية.

وأضافت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أنه في العقدين الأخيرين ومع تزايد العمليات الإرهابية داخل القارة العجوز واستشعار بلدان أوروبا بأخطار الإرهاب شرعت بعض الدول الأوروبية في سن تشريعات واتخاذ تدابير وآليات لحماية مجتمعها من خطر الإرهاب.

وتابعت: شهدت أوروبا في العقد الأخير تصاعدًا في التهديدات الإرهابية، مما دفع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى تعزيز جهودها لمكافحة الإرهاب؛ تتضمن هذه الجهود إصدار تشريعات جديدة وتطوير آليات فعالة للتعامل مع التهديدات الإرهابية وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء.

واستطردت: أول هذه التشريعات يتمثل في التوجيه الأوروبي لمكافحة الإرهاب (Directive 2017/541) الصادر عن البرلمان الأوروبي بتاريخ 15 مارس 2017، ويهدف إلى تحديث وتجريم مجموعة من الأنشطة الإرهابية، بما في ذلك التدريب لأغراض الإرهاب، السفر لأغراض إرهابية، تمويل الإرهاب، والدعاية الإرهابية، وكذلك تعزيز التعاون بين الدول الأعضاء لتبادل المعلومات والتحقيقات المشتركة، ويعد من أهم التشريعات التي توحد جهود الدول الأعضاء في مكافحة الإرهاب وتغلق الثغرات القانونية، فضلا عن لائحة (الاتحاد الأوروبي) 2019/1896 للبرلمان الأوروبي والمجلس والصادرة عن البرلمان الأوروبي ومجلس الاتحاد الأوروبي بتاريخ 13 نوفمبر 2019 والتي تهدف إلى تعزيز دور وكالة الحدود وخفر السواحل الأوروبية (Frontex) في إدارة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي، وكذلك تحسين الفحص الأمني للمسافرين والتعامل مع التدفقات غير النظامية، وتأتي أهمية اللائحة بأنها تسهم في منع دخول العناصر الإرهابية إلى الاتحاد الأوروبي من خلال الحدود الخارجية، علاوة على تعديل نظام شنجن (Regulation (EU) 2018/1240) التي اعتمدها البرلمان الأوروبي في 12 سبتمبر 2018، وتهدف إلى إنشاء نظام الدخول/الخروج (Entry/Exit System - EES) لتعقب ومراقبة دخول وخروج المواطنين من خارج الاتحاد الأوروبي، وكذلك تحسين تبادل البيانات الأمنية بين الدول الأعضاء، وترجع أهميتها في أنها تساهم  في تحسين مراقبة الحدود ومنع الإرهابيين من استغلال الثغرات في نظام شنجن.

ونوهت: يأتي بعد ذلك المركز الأوروبي لمكافحة الإرهاب (European Counter-Terrorism Centre - ECTC)، والذي انطلق في يناير 2016 ويهدف إلى تنسيق جهود مكافحة الإرهاب بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وتقديم الدعم الاستخباراتي والتحليلات المتخصصة، وترجع أهميته في تعزز التعاون والتنسيق بين وكالات مكافحة الإرهاب في الدول الأعضاء، مما يساعد في تبادل المعلومات والتحليلات الأمنية، علاوة على شبكة اليوروبول لمكافحة الإرهاب (Europol's Terrorism Network) والتي تعمل تحت مظلة وكالة يوروبول؛ كما تهدف إلى تعزيز تبادل المعلومات بين وحدات مكافحة الإرهاب الوطنية، ودعم العمليات المشتركة والتحقيقات العابرة للحدود، وتوفر هذه الآلية منصة مركزية لتبادل المعلومات وتعزيز التعاون بين وحدات مكافحة الإرهاب في أوروبا؛ إضافة إلى برنامج تبادل المعلومات حول المسافرين (Passenger Name Record - PNR)، ودخل قانون سجلات أسماء الركاب حيز التنفيذ في مايو 2018، ويهدف هذا القانون إلى جمع وتخزين بيانات المسافرين الجوية لتحديد الأنشطة الإرهابية المشبوهة، وتعزيز التعاون بين شركات الطيران وسلطات الأمن، وترجع أهميته في أنه يساعد في تعقب تحركات المشتبه بهم والأنشطة الإرهابية المحتملة من خلال تحليل بيانات السفر، علاوة على استراتيجية الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب، ويتم تحديث استراتيجية الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب بشكل دوري بما يخدم أهدافها من وضع إطار شامل لمكافحة الإرهاب يشمل الوقاية والحماية والملاحقة والاستجابة، وتعزيز التعاون مع الدول الشريكة والمنظمات الدولية؛ على أن توفر الاستراتيجية إطارًا شاملًا ومنسقًا لمكافحة الإرهاب في أوروبا مع التركيز على الوقاية والتعاون الدولي.

وأوضحت: على مدى العشر سنوات الأخيرة، اتخذت أوروبا خطوات حاسمة لتعزيز تشريعاتها وآلياتها لمكافحة الإرهاب؛ من خلال تحسين التعاون بين الدول الأعضاء وتعزيز تبادل المعلومات والاستخبارات، تمكن الاتحاد الأوروبي من بناء جبهة موحدة لمواجهة التهديدات الإرهابية، وتظل هذه الجهود مستمرة في التطور لمواكبة التحديات الجديدة والتكيف مع تطورات الإرهاب.

واختتمت: ربما تكون تلك التشريعات والآليات قد نجحت نسبيًا في الحد من مخاطر إرهاب الحركات والجماعات الراديكالية مثل القاعدة وداعش؛ لكن هناك تنظيمات تستغل التسلل الناعم لمجتمعات أوروبا لم تُمثل تلك التشريعات والآليات إلى حد كبير حاجزا ضد مخاطرها وفي مقدمة هذه التنظيمات جماعة الإخوان والتي ركزت استراتيجيتها في الانتشار والتمكين منذ نشأتها في مصر عام 1928 على دول الغرب باعتبارها نطاق جغرافي ضروري لحماية مصالح التنظيم وتوسيع أنشطته، وضمن خطة الانتشار التي وضعها مؤسس لتنظيم الأول آنذاك، حسن البنا، وعرفت باسم مخطط “أستاذية العالم”، كانت دول أوروبا وفي مقدمتها لندن حاضرة كواجهة رئيسية للتنظيم للانطلاق فيما بعد  إلى غالبية دول القارة العجوز، ويسجل التنظيم اليوم حضوراً بارزاً في ألمانيا وفرنسا وبلجيكا والنمسا وغيرهم، إلى جانب العاصمة البريطانية التي تعد واحدة من أهم معاقل الإخوان في العالم، وبالرغم من تشديد الإجراءات لمواجهة التنظيم داخل المجتمعات الأوروبية منذ عام 2021 في ضوء استراتيجية شاملة أقرها الاتحاد الأوروبي لمواجهة الإرهاب والتطرف، عقب هجمات دامية استهدفت عدة عاصم أوروبية وثبت تورط عناصر منتمية لتنظيمات إسلامية بها، وشملت هذه الإجراءات الصارمة التوغل الإخواني، إلا أن الجماعة لا تزال تُمثل خطرًا محدقًا على المجتمعات الأوروبية بوجه عام، فيما تتوالى التحذيرات الأمنية والاستخباراتية من مغبة التواجد الإخواني داخل دول أوروبا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبدالرحيم هجمات 11 سبتمبر مخاطر الإرهاب الضفة الأخرى الارهاب الأوروبی لمکافحة الإرهاب بین الدول الأعضاء تعزیز التعاون بین الاتحاد الأوروبی تبادل المعلومات وتعزیز التعاون مکافحة الإرهاب الإرهاب فی

إقرأ أيضاً:

سيناتور روسي: العلاقات مع أوروبا لم تعد أولوية لترامب


ذكر السيناتور الروسي أليكسي بوشكوف أن العلاقات مع دول الاتحاد الأوروبي لم تعد أولوية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث ظهرت في أجندته دول أخرى أكثر أهمية وإمكانية بالنسبة لإدارته.

جاء ذلك في تعليق لبوشكوف في قناته على "تلغرام"، أشار فيه إلى تقارير إعلامية تفيد بأن وثيقة سرية ملحقة بالاستراتيجية الأمريكية الجديدة للأمن القومي تحدد خمس قوى رئيسية في العالم هي: الولايات المتحدة، الصين، روسيا، الهند، واليابان.

ولفت السيناتور إلى أنه "لا يوجد حلفاء أوروبيون للولايات المتحدة في قائمة الدول 'الرئيسية'. كما أن الاتحاد الأوروبي غير مدرج في القائمة. إذا صدقنا هذا التسريب (المقصود؟)، فإن دول أوروبا والعلاقات معها لم تعد أولوية لإدارة ترامب، وأصبحت دول أخرى أكثر إمكانات ولا تفقد هويتها وقوتها هي الرئيسية بالنسبة للإدارة".

وأشار بوشكوف أيضا إلى أن الولايات المتحدة تنوي، وفقا لهذه المنشورات، إقامة شراكة أولوية مع دول الاتحاد الأوروبي التي يتواجد فيها سياسيون محافظون يمينيون يتقاربون فكريًا مع ترامب في السلطة، كليا أو جزئيا.

وقال: "في هذا الصدد، النمسا والمجر وإيطاليا وبولندا، حيث تم مؤخرا انتخاب السياسي المتشكك في أوروبا والمحافظ اليميني (كارول) نافروتسكي رئيسا. إذا صدقنا هذه المنشورات، فإن إدارة ترامب تنوي تقريب هذه الدول وقادتها منها، وبالتالي عزلها عن الاتحاد الأوروبي وعن البيروقراطية الأوروبية في بروكسل، التي تكره ترامب وإدارته والتي، بدورها، لا تُطاق في واشنطن".

وفي وقت سابق، ذكرت مجلة "بوليتيكو" يوم الخميس، نقلا عن مصادر لم تسمها، حول مناقشة فكرة إنشاء كيان بديل لمجموعة السبع (G7) يضم الدول الخمس المذكورة في الولايات المتحدة.

وأفاد مصدر عمل في البيت الأبيض خلال الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب لـ "بوليتيكو" بأن فكرة إنشاء تحالف يضم الهند واليابان لم تكن مفاجئة.

وأضاف أن تنفيذ المخطط الفوري لم يُناقش آنذاك، لكن كان وقتها جرى حديث بالفعل عن أن مجموعتي العشرين والسبعة ومجلس الأمن الدولي لم تأخذ في الحسبان ظهور قوى جديدة على الساحة الدولية

مقالات مشابهة

  • 2025.. عام مالي معقد في الاتحاد الأوروبي بسبب اتساع العجز
  • زخم متنامٍ: هل تتمكن المبادرات الأمنية من معالجة قضايا الأمن الجماعي الأوروبي؟
  • وثيقة مسربة تكشف مسعى أمريكي لدفع أربع دول للخروج من الاتحاد الأوروبي
  • سيناتور روسي: العلاقات مع أوروبا لم تعد أولوية لترامب
  • ميسرة بكور: بعض الدول الأوروبية تتصرف وفق مصالحها الوطنية على حساب المصلحة المشتركة
  • اللجوء إلى القارة العجوز.. هل يجبر البرلمان الأوروبي الدول الأعضاء على قبول الهجرة غير النظامية؟
  • الاتحاد الأوروبي يعتمد لائحة البلدان الآمنة.. شملت المغرب ومصر وتونس
  • التوجه البريطاني لحظر «الإخوان» يقرّب نهاية «الجماعة»
  • الاتحاد الأوروبي يرفض تصريحات ترامب ويؤكد ثقته في قياداته
  • لندن تبحث عن طريق للعودة إلى الاتحاد الأوروبي